رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 08:08
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
ويكيلكسيّات
وثائق ويكيليكس ( التي تخّص بشار الأسد ونظامهِ ) , كانت معروضة في الحوار المتمدن !
في الأولى / يعترف بشار بوجود مُعارِضين في السجون , وكان سابقاً يُنكر وجودهم جُملةً وتفصيلا .
في الثانية / ينصح بشار , (مملوكه الغامض) علي مملوك , رئيس المخابرات بعرض خدماته للبيع للأميركان ,في حالة توّفر مقابل مغري .
في الثالثة / يُبدي بشّارٌ إستعدادهِ للمساومة , على ورقة المقاومة .
ويقول : حماس ضيفٌ ثقيل ,إنّها نفسها حركة المقاومة الإسلامية التي حاربتها سوريا ( والده ) في الثمانينات .
وطالب مقابل تلك الصفقة ( المأمولة ) قطع غيار للطائرات السورية وطائرة خاصة لهُ شخصياً .
وثيقة رابعة / تتحدث عن اللواء آصف شوكت ( زوج بُشرى الأسد أخت بشّار ) , وتحويل مبلغ 50 مليون دولار الى تلفزيون OTV القطري .
وآصف شوكت هذا ,هو نائب رئيس الأركان السوري وهو نفسه الذي تحدّث عن قصّة إغتيال النظام السوري لرفيق الحريري , مع أحد الصحفيين ( حسب عبد الحليم خدّام ) , هذا طبعاً قبل التسويات المريبة اللاحقة بخصوص المحكمة الدولية .
أمّا حال الشارع السوري من درعا الى اللاذقية وما بينهم , فكلّنا نشاهدهِ يومياً , (وخِلف الله ) على كاميرات الموبايل , التي تعوّض عن منع النظام لوسائل الإعلام من الوصول الى الحدث .
وغداً جمعة العزّة في سوريا , الله يستر ويحفظ الشباب الثائر .
والسؤال هنا / على من يضحك المنتفخون المدافعون عن النظام الأسدي ؟ علينا .. أم على أنفسهم يضحكون ؟
********
غياب الرؤية الواضحة
تداخل المواقف من الثورات العربية , وتناقضاتها الكبيرة حقيقة واقعة , واضحة للعيان .
والدليل راقبوا الإصطفافات الغريبة المريبة , كلّ يوم .
لن أقفز الى إستخلاص النتائج وقراءة طالع تلك الثورات .
فالوقت مازال مُبكراً , حتى عند خيرة المراقبين السياسيين ( وأنا لستُ منهم طبعاً ) .
لكنّي أحاول قراءة أحداث اليوم بصوت مرتفع لأتشارك مع الآخرين في صياغة رؤيتنا وأفكارنا عن تلك الثورات علنّا نستطيع تبسيط المشهد للعامة ,
كي نُساهم من موقعنا بإزالة بعض اللبس والشكوك المحيطة بكلّ شيء في هذا العالم المتغيّر بسرعة مدهشة .
في البدء خرج الشباب طلباً للكرامة والحرية والتخلص من البطالة و الفساد وإلتصاق الرئيس بمقعدهِ .
لم تكن ثورات كالسابق يخطط لها الإنقلابيون أو الثورجية وأحزابهم , وتقوم بها الجماهير , وتنال جائزتها القلّة الفاسدة .
لكن هذا لم يمنع طبعاً , إلتحاق هؤلاء المنافقين وتسلّق أكتاف الشباب .
أريد التأكيد على انّ ( الرجعية الإسلامية والأحزاب المؤدلجة ) لم تكن هي مُشعِلة شرارة ثورات الإنترنت العربية .
بل إنضموا إليها لاحقاً , عندما لاحت علائم النصر للشعب !
هل هذا مدعاة رفضنا لتلك الثورات بكل ما ستجلبه من تغيير ؟
هل يستطيع مُحايد عقلاني , أن يُنكر تأثيرها الذي لن يعود بالتاريخ الى الوراء ؟
لو بسطتُ الأمور وطرحت السؤال التالي : هل يحلم أيّ طاغية عربي بعد اليوم بفترة جديدة أو فكرة توريث ؟
لماذا لايَحتمل البعض تأييدنا للثورة السورية الشُجاعة ؟
يقولون : لقد باركها القرضاوي , فكيف تفعلون ؟
وجوابي لهؤلاء : وهل ينبغي تجيير تلك الثورة العظيمة بإسم أوّل شيخ باركها ؟
ألن تكون طريقة سهلة يسعى لها المخرصون لعزل أيّ ثورة , شعبياً ؟
ما أسهلها عليهم إذن , يباركون أيّ شيء ( يمقتوه في باطنهم ) لينفضّ عنهُ الجميع .
بالمناسبة / أحمدي نجاد , أيّد ثورة البحرين , وأدان التدخل السعودي , هل يتوجب علينا فعل العكس لإثبات أننّا نحتقر هذا الطاغية القميء ؟
**********
تداعيات ثورة اللوتس المصرية
* السلفيّون وصلوا ( وعذراً للصعايدة ومسرحيتهم ) , ووصل المدد الوهابي إليهم , فخرجوا من جحورهم وسجونهم وملئوا الدنيا زعيقاً ,
مطالبين بهدم قبور الأئمة وأضرحتهم , بل أحرقوا بعضاً منها , ما أثار حتى أقرب الناس إليهم ( الإخوان مثلاً ) .
ومع تمنياتي العميقة , بأن تأكل نارهم .. حطبهم .
ويصل صراعهم الى حدّ المطاردة بينهم حسب حجم الزبيبة بإعتبارها علامة سلفيّة إخوانجيّة .
لكن الخشية تبقى على العامة والدهماء التي لاتعرف الخير من الشرّ .
بعض البؤساء البسطاء من الشعب المصري يعتبر الضريح مصدر للتفاؤل ووساطة من صاحبهِ عند الله لذلك (الكَفرْ) أو القرية .
هكذا علّمهم ذووهم , إلهك أكبر وأعظم من أن تناديه بنفسك , إلجأ الى وسيط يُعينكَ و يقرّبكَ إليه !
ما ذنب هؤلاء البسطاء ؟ أليس للسلفيين معتقدات أسوء من تلك ؟ لن أتحدث عنها طبعاً , خلّي الطابق مستور .
لكن السؤال / هل سنرى لاحقاً يوماً مشهوداً عليهم وليس لهم ؟ اللهم آمين
* أحداث مباراة كرة القدم بين , الزمالك المصري والإفريقي التونسي
هل هكذا تفهمون الحريّة يا شباب الثورة ؟ أم هي نظرية المؤامرة مازالت فعّالة ؟
إنتظروا إذن الدوري القادم لتحضروه , فالحالي في حالة إستئنافهِ يصعب حضوركم فيه .
*********
الفوضى الخلاّقة
ممكن تستمر عام أو عامين أو عقد من الزمان أو عقود عديدة , هذا لايعني أنّ التاريخ والعالم سيتوقف , هكذا هي الحياة .. تستمر !
إنتفاضات , تتحوّل الى ثورات كرامة وحريّة , ثم تركبها الفوضى الخلاّقة والهدّامة حتى تنكشف سوءات الفاسدين والمتطرفين والظلاميين .
وكلّ ذلك ( بمساعدة الإنترنت ) , في طريق النهوض للإلتحاق بالركب العالمي .
هذا الطريق , شرّ لابّدَ منهُ , إضطرّت إليه الشعوب بعد طول السبات .
وكما يقول الشاعر
مشيناها خُطىً كُتبت علينا *** ومن كُتبت عليه خُطىً , مشاها
************
نعوم تشومسكي
ضمير الغرب الحيّ وعدو الإمبريالية , رافع شعارات التحرّر والمساواة
والمتحمّس للقضية الفلسطينية الى درجة قال عنهُ بعض اليهود : هذا رجل يكره اليهود .
أوقفتهُ إسرائيل مرّة على جسر الملك حسين وهو في طريقهِ لإلقاء محاضرة في جامعة بير زيت . فألقاها عبر التلفاز .
إنّهُ صاحب مقولة : 11 سبتمبر 1973 ( في تشيلي ) هي من هزّت الضمير الإنساني العالمي .
عندما دعمت أمريكا , الجنرال اليميني بينوشيت , ضدّ الطبيب الإشتراكي , سلفادور آليندي .
لكن 11 سبتمبر 2001 كانت جريمة هزت العالم الغربي فقط , يُضيف تشومسكي .
تحدث وكتب عنه : أليسون إيغلي , نورمان فلنكستين , بيتر ويلكن , جوزيف مسعد وآخرون في برنامج الجزيرة الوثائقي (عنه) .
مازال مقتنع بفكرته القديمة لحلّ القضية الفلسطينية التي جاءت في كتابه الشهير / السلام في الشرق الأوسط ... دولة واحدة دون قوميّة !
لكن كيف سترضى إسرائيل ؟ والقنبلة الديموغرافية ماذا عنها ؟
وبالمناسبة , يوم أمس طرحت مجموعة مكونة من 50 شخصية إسرائيلية , بينهم سياسيين وقادة أمنيين سابقين وأساتذة أكاديميين
مبادرة سلام تشبه الى حدٍّ بعيد مبادرة السلام العربية عام 2002 , لكن الفارق أنّ هذهِ مازالت فكرة مطروحة بين النخبة ,
بينما تلك كانت مبادرة رسمية وافقت عليها 22 دولة عربية .
لاحظوا حلمي التالي : لو حلّ السلام في المنطقة , فمع هذهِ الثورات العربية ,التي ( يُفترض ) أن تقود الى الديمقراطية , ثمّ الرفاهية .
سيكون حلم (( إتحاد شرق متوسطي)) ,على غرار الإتحاد الأوربي ممكن لاحقاً .
وليس مستحيلاً كما في هذهِ اللحظة , الله كريم
تحياتي لكم
رعد الحافظ
8 أبريل 2011
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟