أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - (فيس بوك) :عرض مسرحي بعيد عن تكنولوجيا التغيير















المزيد.....

(فيس بوك) :عرض مسرحي بعيد عن تكنولوجيا التغيير


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 22:39
المحور: الادب والفن
    


هي المرة الأولى التي تستفيد المجتمعات العربية من العولمة بشكلها التكنولوجي ، ولطالما كان المعارضين لها يحولونها إلى وحش غربي يحاول افتراس الشعوب العربية وينتظر الفرصة السانحة لذلك، إلا أنها اليوم متمثلة بتقنيات الاتصال والانترنت و (الفيس بوك) على وجه الخصوص ، استطاعت أن تغير وجه المنطقة العربية ، إبتداءا من تونس ومصر ، والحراك التقني العولمي لا يزال مستمرا في تغيير دول عربية أخرى ، وبطبيعة الحال كان للعراق حصة من هذا الحراك الذي أنطلق في الخامس والعشرين من شباط الماضي في مظاهرات شملت محافظاته كافة من اجل تغيير الواقع الخدمي وتحسين الحياة الاجتماعية ، وإطلاق سراح المعتقلين من السجون (الأبرياء منهم ) وإحالة المجرمين إلى القضاء ، وبالتأكيد فإن غالبية الشارع العراقي يقف مع هذه المظاهرات كونها لا تعبث بالممتلكات العامة وتطالب بحقوق مشروعة طال السكوت عنها ، وقد وجب على الحكومة المركزية والسلطات المحلية في المحافظات حث الخطى من أجل تغيير هذا الواقع البائس.
وبالطبع كان على الشارع الثقافي القيام بدوره من خلال المشاركة في المظاهرات ، أو القيام بنشاطات عدة منها كتابة الأعمدة الصحفية التي ترصد الأخطاء وتقدم المقترحات للجهات المعنية على أمل أن تساهم في تغيير وجهة النظر التي يتمسك بها أصحاب القرار السياسي ، وبالتأكيد فإن النخبة المسرحية تحاول القيام هي الأخرى بدورها ، وهذا ما دعا وزارة الثقافة وبالتعاون مع دائرة السينما والمسرح وبإشراف (د.مكي عواد) إلى المساهمة في تقديم عرض مسرحية (فيس بوك ) من إعداد وإخراج عماد محمد وتمثيل الفنان محمد هاشم ، مع وجود جيش من العاملين خلف الكواليس، لا يسعنا ذكر أسمائهم .
في البدء لابد لنا من الإشارة إلى أن التفكير في تقديم عرض مسرحي مستنبط من الفكرة التقنية العامة التي غيرت كل شيء من حولنا ؛ هي فكرة تستحق الاهتمام ، إلا أننا يجب أن نناقش العرض المسرحي حسب أدواته التي أشتغل عليها المخرج بعيداً عن الاشتغال التعبوي الذي يطمح إليه ، ذلك أن العرض المسرحي له قوانينه في طرح الأفكار ، وقد وقع هذا العرض في إشكالات عدة ، سواء على مستوى الشكل أو المضمون داخل منظومة العرض ، وسوف نبدأ بالمضمون ، ولنأخذ عنوان العرض أنموذجا (فيس بوك) .
إن تفاعل هذه الشبكة التي تعرفنا عليها في السنوات الأخيرة من حياتنا مع واقع المجتمع العربي تؤهلها للدخول إلى العالم الفني ولكن هل يجوز توظيف أداة المتظاهرين التي ساهمت في تفاعل الجماهير مع القضايا الراهنة ،عن طريق السلطة المركزية التي يفترض أنها مطالبة بإجراء إصلاحات ، بمعنى آخر كيف يمكن أن يسعى المخرج إلى الحصول على دعم الدولة للوقوف بوجهها ، كان الأجدر بالمخرج أن يسعى إلى المتظاهرين أنفسهم من أجل تقديم الدعم المادي والمعنوي ذلك أن هذا العرض يصب في مصلحة قضيتهم بدل الالتجاء إلى أحضان السلطة متمثلة بوزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح وبأشراف من (د.مكي عواد ) الذي يثير بدوره العديد من الأسئلة من بينها ، ما الصفة التي يحملها في الوزارة لكي يكون أعلى من سلطة المدير العام (د.شفيق المهدي ) الذي غالبا ما يحتل أسمه صفة المشرف العام على جميع العروض التي تقدمها دائرة السينما والمسرح ، هل بات وجوده واضحاً في الوسط المسرحي بوصفه مستشارا للوزارة في الشؤون المسرحية كما سمعنا ؟ وهذا الأمر يحتاج إلى إجابة من القائمين على هذه المؤسسة بالتحديد .
أما إذا كان المخرج ينطلق من وجهة النظر القائلة بأنه يقدم عرضاً مسرحياً ، استفاد فيه من فكرة متداولة في الأوساط الشعبية وحاول أن يطرحها بشكل مسرحي ، كما هو الحال مع العروض المسرحية السياسية التي قدمها (بريشت أو بسكاتور وغيرهما ) فإن ذلك يمنحنا الحق في مناقشة العرض بشكل نقدي بعيدا عن ما تثيره المظاهرات فينا من شجن ورغبة في استمرارها.
أنطلق المخرج عماد محمد في عرض (فيس بوك ) الذي قدم مؤخرا على قاعة المسرح الوطني في بغداد ، من خلال اعتماده على متن نصي قام بإعداده بنفسه مستفيدا من تجارب أثنين من أهم الكتاب الروائيين على المستوى العربي والعراقي ، احدهما غائب طعمة فرمان ، صاحب المنجز الأهم في تاريخ الرواية العراقية من خلال روايته (النخلة والجيران ) والآخر هو (عبد الرحمن منيف ) الذي يمتلك رصيدا عربياً ومتناً سردياً يمتد الى الجذور العراقية من خلال روايته الرائعة (أرض السواد ).
ولا يخفى على الجميع أن لغة الرواية السردية الواصفة للحدث تختلف عن لغة المسرح المكثفة التي تعتمد الفعل في صناعة الحدث ، وهذا كان الإشكال الأول الذي وقع فيه المخرج والمعد ، فما كان بالمتلقي سوى البحث عن ترابط بين الشكل الذي استند على نافذة (الفيس بوك ) التي كانت على شكل فيديو مستمر داخل العرض وبين المضمون الذي يتأرجح بين حكايات عدة تم اقتطاعها من النصوص الروائية السابقة الذكر من دون التصرف في تكثيف السرد الوارد فيها ، وإنما الاعتماد على الجمل الجاهزة التي تثير التعاطف لدى المتلقي والتي كان الممثل محمد هاشم يسعى إلى إيصالها للمتلقي بمساعدة الموسيقى التي سرقت الكثير من انفعالاته بسبب سوء اختيارها من جهة وسوء تنفيذها من جهة ثانية ، حتى بات الممثل يستنفذ طاقته الأدائية داخل ضجيج الموسيقى وضجيج الصورة الفيسبوكية ، التي كان المخرج مصراً على بقائها طوال العرض وهي تقدم للمتلقي الألم العراقي كما تفعل الكثير من القنوات الفضائية الدعائية .
أن صناعة العرض المسرحي السياسي الذي كان المخرج يسعى إليه لا يخلو من وجود إشتغالات تمنح الخصوصية لهكذا نوع من العروض ، أما القيام بعملية المزج بين عناصر سمعية وبصرية داخل فضاء واسع يضع الممثل في حيرة من أمره في كيفية الحركة ذلك يبتعد كثيراً عن رؤيا العرض المسرحي السياسي ويشتت الفكرة التي كان على العرض أن يقدمها للمتلقي ، أما الاستعانة بجهود ممثل واحد على طريقة (المونودراما) فإنه كان العنصر الأبرز في القضاء على فكرة العرض ، ذلك ان تعدد الشخصيات التي تعد أهم ميزات (المونودراما ) كانت غائبة في هذا العرض ، ولا يكفي أن يقول الممثل من خلال الحوار انه بات شخصية أخرى ، بل أن التحول يجب أن يتم على مستويات سمعية وبصرية وتعبيرية من أجل إيصال هذا التحول إلى المتلقي ، الأمر الذي كان على المخرج القيام به عبر إشراك عدد من الممثلين داخل هذا العرض ليتمثلو في شخصيات عدة تعبر عن فكرة (الفيس بوك) التي أراد التعاطي معها.
ولا يبقى لنا سوى طرح التساؤل الذي شغل المتلقي طوال العرض حول السينوغرافيا التي أراد المخرج أن يضعها على عاتقه ، والتي لم توظف بشكل دقيق إلا إذا استثنينا المشهد الأخير الذي يحتمل التأويل من خلال التنوع اللوني في القبعات ، أما المساحة البيضاء التي شغلت خشبة المسرح والتي لم يتم التعامل معها فإنها كانت تشكل عائقا أساسيا أمام الممثل الذي كان مكبلا بحركات ومفردات محصورة في مكان ثابت بينما حدد السينوغراف مساحة العرض ولم يشتغل عليها ، فكانت تشكل فيضاً مكانياً لا ضروره له.
ويبدو أن المنجز المسرحي الراهن بدأ يتجه نحو الاستهلاك بعيدا عن النوعية الجمالية والفكرية التي طالما كان المسرح العراقي يسعى إليها ، الأمر الذي يمنح فرصة كبيرة للمسرح الاستهلاكي بالعودة إلى خشبة المسرح الوطني ، مادام المسرح الجاد غير قادر على التواصل مع متلقيه من النخب المسرحية ، ويبدو ان دائرة السينما والمسرح قد أغفلت الدور الرقابي على جودة العروض المسرحية المقدمة على مسارحها في الآونة الأخيرة باستثناء تعاطيها الرقابي المزمن مع المسرحيين الشباب الذين باتت المؤسسة حصنا عصياً على دخولهم إليها من اجل تغيير الدماء داخل جسدها ، حتى صارت الغربة ومسارحها البعيدة اقرب إليهم من مؤسسة المسرح العراقية التي يفترض أنهم ينتمون إليها.



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيقاع المسرحي في عرض خارج الزمن
- مسرحية (camp ) : محنة الرفض والقبول في الثقافة العراقية
- -غربة - سامي عبد الحميد على خشبة المسرح
- المؤسسة الرسمية تفتح الأبواب للمزورين
- مونودراما الممثل الواحد في مخفر الشرطة القديم
- رؤى ومعالجات إخراجية للأزمة الاقتصادية في مهرجان القاهرة الد ...
- جلسة مسرحية في الجحيم !
- -نصوص خشنة- : تقرأ الماضي بعيون المستقبل
- المعنى المفقود في الأسطورة*
- ذاكرة المكان الخالي(*)
- فلم (أبن بابل) العراقي : قراءة في وحشة الموت
- حامد خضر .. صورة للروح الحية
- سيمياء براغ المسرحية ... ونظرية العرض المسرحي(*)
- رحلة الانثربولوجيا في مسرح ايوجينيو باربا(*)
- المحنة العراقية في نص مسرحي من أميركا اللاتينية ..اين العذرا ...
- الدراماتورج .. وتعدد المفاهيم !!(*)
- رؤى كلكامش ....خدعة الحلم !!
- بعد الطوفان 2003 .. حرية في الحركة.. هروب من المعنى !!
- تحت فوق / فوق تحت .. المسرح واللامسرح ؟
- الكتابة ودلالات المعنى واللامعنى؟


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - (فيس بوك) :عرض مسرحي بعيد عن تكنولوجيا التغيير