أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - الإيقاع المسرحي في عرض خارج الزمن














المزيد.....

الإيقاع المسرحي في عرض خارج الزمن


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 3305 - 2011 / 3 / 14 - 11:32
المحور: الادب والفن
    


لا تكتمل المتعة الجمالية في العرض المسرحي من دون اكتمال عناصره الأخرى، وهذا الأمر يدفع القائمين على العملية الجمالية داخل منظومة العرض إلى مراقبة العناصر التي تتحرك في فضاء الخشبة والتي يمكن تقسيمها إلى قسمين، أحدهما بصري والآخر حسي، ويشمل الأول علامات بصرية تتحرك داخل هذه المنظومة في تتابع للمشهد المسرحي، أما الثاني فيتمثل بالمحسوس على خشبة المسرح، ويعد الإيقاع أحد أهم عناصره المتجسدة داخل فضاء العرض. وفي قراءة للإيقاع في العرض المسرحي لابد لنا من الإفادة من عرض مسرحي قدم في بغداد مؤخرا وهو يحمل عنوان (خارج الزمن) ومن إنتاج ستوديو الممثل بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح ومن تمثيل نخبة من الفنانين العراقيين، ومن إخراج الفنانة روناك شوقي.
للوهلة الأولى لابد لنا من الوقوف طويلا أمام فريق هذا العرض سواء المشاركين في التمثيل أو الفنيين، ويعود ذلك لكونهم من الجيل الفني المهاجر عن هذه البلاد لظروف شتى، واليوم إذ يقرر هذا الفريق تقديم عرض مسرحي على خشبة المسرح العراقي فإن ذلك يدعو إلى التفاؤل.
إن تقديم عرض مسرحي أمام الجمهور العراقي ليس بالأمر اليسير، ذلك أن هذا الجمهور يمتلك مزاجاً خاصاً في التلقي، خاصة إذا كان مضمون العرض يمس جراحه التي خلفتها الدكتاتورية المقيتة والتي لم تندمل بعد، وكان لاختيار رواية (حفلة التيس) للكاتب (ماريو فارغاس يوسا) الحائز على جائزة نوبل، أهمية بالغة لما تمتلكه تلك الرواية من رسم عميق لشخصية الدكتاتور، حاولت المخرجة ومن خلفها فريق العمل استحضارها على خشبة المسرح، إلا أن السفن لا تبحر بالتمني، كما هو الحال مع هذا العرض، فإن سفن الإيقاع ظلت راكدة بلا حراك في بحيرة الخشبة، حتى ساد بيننا ذلك السؤال الذي امتد معنا طوال ساعات العرض الثقيلة. ونحن نبحث عن الإيقاع في هذا المشهد أو ذاك الفعل إلا أن العرض المسرحي بكل عناصره كان يسير عكس المتوقع من فرقة قادمة من المسرح الانكليزي، كنا نأمل فيها أن تضفي علينا قدراً من الدهشة وأن تمنحنا ساعات من الجمال نفتقدها بين حين وآخر نتيجة العزلة التي نعيشها عن العالم. وعلى الرغم من تلك العزلة الثقافية التي امتدت منذ تسعينيات القرن الماضي إلا أن الحركة المسرحية داخل العراق كانت تتواصل مع المسرح في العالم من خلال عدد من العروض المسرحية التي كانت تشارك في المهرجانات العربية والدولية، ومن جهة أخرى فإن زيارة عدد من الفرق المسرحية إلى العاصمة بغداد كان من أبرزها فرقة مسرح الرور الألمانية التي قدمت عروضاً لا تزال تحفر عميقاً في ذاكرتنا المسرحية، وبمعنى آخر بات المتلقي العراقي مطلعاً على أسلوب العرض في المسرح الأوربي بشكل أو بآخر، وكان ذلك واضحاً من خلال تفاعل المتلقي العراقي مع العروض الأجنبية، إلا أن عرض مسرحية (خارج الزمن) كان خارجاً عن زمن المسرح العراقي من جهة والعالمي من جهة أخرى، فإذا كانت الجذور العميقة التي ينتمي إليها فنانو هذا العرض عراقية خالصة؛ فانها بالنتيجة تنتمي إلى جيل مسرحي نكن له كل الاحترام، إلا أن التواصل مع المسرح الحديث في أساليب الإخراج والتمثيل هو ما يهم المتلقي العراقي وهو ما دفعنا إلى الحضور لمشاهدة هذا العرض الذي كان يكتشف الحركة اكتشافاً، في وقت كان المسرح العراقي في حراك وتفاعل دائمين مع التجارب العالمية ومحاولة تطبيقها، وبين إخفاق هنا ونجاح هناك استمر المسرح العراقي في التعرف على الجديد، حتى صار هذا العرض بعيدا جدا عن قناعة المتلقي الذي كان يطمح إلى رؤية معالجة جديدة ذات أبعاد جمالية وفكرية لشخصية تقترب كثيرا من شخصية دكتاتور هذه البلاد السابق.
وجدير بالذكر أن جميع شخصيات هذا العرض كانت منسجمة ومتناغمة فيما بينها ضمن نسق إيقاعي مرسوم بدقة متناهية ربما كانت المخرجة تنشد من وراء هذا الإيقاع الرتيب فكرة ما إلا أنها لم تصل إلى المتلقي حتى باتت كما الجنين في رحم الأم، وإذ نستثني من فريق العمل الممثل يحيى إبراهيم الذي انضم إلى هذا العرض في بغداد وقبيل تقديمه بأيام معدودات، إذ كان العنصر الأكثر فاعلية بين جميع الممثلين ويعود ذلك لمعرفته بحساسية التلقي عند المتفرج العراقي، الأمر الذي جعله يغرد خارج زمن العرض ليكون في الكفة الأخرى من ميزان التلقي، فالرتابة في الحوار والتكوينات التقليدية، صارت صفة هذا العرض بعد أن كانت تقبع في جهة تقابلها حركات سريعة جسّدها يحيى إبراهيم عبر شخصيته، على الرغم من قصر مساحة هذه الشخصية، ولا يعني هذا انسجام إيقاع الممثل الوحيد في العرض خللاً في عملية التلقي أو حصول نوع من عدم التناغم بين البيئة العراقية والبيئة الأوروبية التي قدم فيها هذا العرض ،ذلك أننا اشرنا إلى أن المتلقي العراقي سبق وأن شاهد عروضاً من المسرح الأوروبي وتفاعل معها وامتزج بإيقاعها حتى مع وجود عائق اللغة، أما في هذا العرض وعلى الرغم من أن اللغة العربية تعبر عن الحميمة التي نعرفها ونفهم كل معانيها، إلا أنها لم تتمكن من التواصل معنا حتى صار العرض يدور في دوامة لا نهاية لها حتى بات المتلقي يبحث عن جماليات العرض من خلال الإضاءة أو الفضاء إلا أن كل هذه الحلول لم تجد نفعاً في التواصل بشكل أو بآخر مع العرض، ليكون زمن العرض ثقيلا كما كان الدكتاتور ثقيلا وهو يجثم على صدورنا، ولم نتنفس الصعداء إلا برحيله عنا، كما أننا لم نتنفس الصعداء إلا برحيلنا عن عرض خارج الزمن.



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية (camp ) : محنة الرفض والقبول في الثقافة العراقية
- -غربة - سامي عبد الحميد على خشبة المسرح
- المؤسسة الرسمية تفتح الأبواب للمزورين
- مونودراما الممثل الواحد في مخفر الشرطة القديم
- رؤى ومعالجات إخراجية للأزمة الاقتصادية في مهرجان القاهرة الد ...
- جلسة مسرحية في الجحيم !
- -نصوص خشنة- : تقرأ الماضي بعيون المستقبل
- المعنى المفقود في الأسطورة*
- ذاكرة المكان الخالي(*)
- فلم (أبن بابل) العراقي : قراءة في وحشة الموت
- حامد خضر .. صورة للروح الحية
- سيمياء براغ المسرحية ... ونظرية العرض المسرحي(*)
- رحلة الانثربولوجيا في مسرح ايوجينيو باربا(*)
- المحنة العراقية في نص مسرحي من أميركا اللاتينية ..اين العذرا ...
- الدراماتورج .. وتعدد المفاهيم !!(*)
- رؤى كلكامش ....خدعة الحلم !!
- بعد الطوفان 2003 .. حرية في الحركة.. هروب من المعنى !!
- تحت فوق / فوق تحت .. المسرح واللامسرح ؟
- الكتابة ودلالات المعنى واللامعنى؟
- ساعات الصفر….التجريب – التخريب ؟


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - الإيقاع المسرحي في عرض خارج الزمن