أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الخزاعي - التغيير في المنطقه قانون أجتماعي سياسي مستحق














المزيد.....

التغيير في المنطقه قانون أجتماعي سياسي مستحق


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التغيير في المنطقة قانون إجتماعي سياسي مستحق

هادي الخزاعي


التغيير مفردة شاملة في ميادين استعمالها المختلفة ، وهي في ذات الوقت مفردة محددة المعنى والإستعمال في مجال أسقاطها على مشهديات يكون التغيير فيها ظاهرا وملموسا .
أن موضوعة التغيير ليست مجرد مقوله ، بل هو واحد من حزمة قوانين فلسفية تمس المجتمع والطبيعة والعلوم .
فالتغيير يرتبط بهذه العلوم حين يكون نتيجه لمجموعة من التراكمات الكمية ، فالنار لا تشتعل بدون تراكم كمي للحرارة ، والقطار لا يتحرك بدون تراكم كمي للبخار في مرجل الماكنه ، والركض السريع لا يتم بدون تراكم كمي للطاقة في العضلات ، والسيل لا يكون جارفا بدون تراكم كمي في مقداره ، والأمثلة لاتحصى على إمكانية التحقق من صدقية هذا القانون في مجال الطبيعة والعلوم ، فالمجالات التطبيقية لهذا القانون هي الطبيعة والعلوم وكذلك المجتمع .
على الصعيد المجتمعي يمكن أن نقول بأن العالم او الباحث او البناء او الحداد او الطبيب أوالخطيب .. إلخ ؛ لايتمكن من مهنته ، بدون أن تتراكم لديه معارف ومعلومات ومهارات ؛ تحيله من إنسان غير مهاري الى مهاري ، ومن جاهل الى عالم ، ومن أمي الى متفوه . والمجتمعات تتغير وتنتقل من حالة مجتمعية الى أخرى بفعل التراكم ، فالظلم المتراكم الذي يقع على مجتمع او طبقة او شريحة إجتماعية لابد وأن يؤدي إما الى ثورة او تمرد أو إنقلاب ، والذي يقود بدوره الى التغيير في هيكلة المجتمع وآليات وقوانين إدارته . وكلما تطورت معارف الشعوب وإزدادت مدارك أبنائها ، كلما تغيرت طبيعة المجتمع الى مستوى من الرقي يفوق ما كانت عليه ، وكلما تطورت أدوات الأنتاج فيه ، تطورت فيه علاقات الأنتاج التي تفضي الى وضع أجتماعي ينتج علاقات سياسية وإقصادية وأجتماعية متطورة قائمة على الديمقراطية وأحترام الرأي الرأي الآخر .
والعكس صحيح ، فكلما عاش المجتمع او الطبقة الأجتماعية حالة من تراكم الجهل والركود والتخلف في الوعي الثقافي والأجتماعي ، كلما عاش حالة من التراجع ويستحيل الى مجتمع رجعي بالضرورة .
والتعبير الكتابي العام للتغيير كسبب ونتيجه هو إن ( التراكمات الكمية تؤدي الى تغييرات نوعية ) .
وحيث إن منطقتنا بما فيها العراق ، تمر بتغيرات نوعية في الوضع الذي يتصل بشكل الدولة وآليات وقوانين أدارتها للوصول الى حالة من التكافيء الأجتماعي والأقتصادي والسياسي بين مكونات المجتمع وتبني النهج الديمقراطي في التعامل مع كل الظاهرات التي يفرزها الحراك الأجتماعي والسياسي .
في مثل هذه الأحوال ، لابد من فهم الأسباب التي أدت الى ذلك التغيير .

وبعيدا عن مبدأ السكولائية أقول أن نتائج استقراءات ما يجري الآن من تغيير ، حيثما نراقب أو نعيش ، نجدها متغيرات جذرية نوعية عميقة تتمخضها المنطقة بقوة . ولا يجد المتابع أي صعوبة في معرفة إنها لا تخرج عن فلك ذلك القانون ( التراكم الكمي يؤدي الى تغير نوعي ) رغم إن هناك تباين ملحوظ في شكل آليات التراكمات ومن ثم شكل آليات التغييرات عما كان عليه سابقا ، غير إنها تدفع في النهاية الى نفس النتيجة .. وهي التغيير .

إن الأنظمة الشمولية التي تداعت كما في تونس ومصر ، ومثلها التي تتداعى الآن ، كما في اليمن وليبيا وسوريا ، ناهيك عن وجود أنظمة مرشحة للتداعي كلبنان والسودان والمغرب والأردن والبحرين وربما العراق مستقبلا إذا لم يتخل عن المحاصصة ومحاربة الفساد وتوفير الخدمات للمواطن ، فهذه الأنظمة قد أوصلتها ظروفها الذاتية الى حالة من الأستعداء الوحشي على شعوبها الذي أدى بدوره الى التقاطع مع القسم الغالب من هذه الشعوب ، التي تراكم لديها الرفض والغضب من سلوك الدولة في معالجة مشاكلها ، فأخذت تعيش حالة من الحراك الأجتماعي والسياسي بفعل تراكم حالات الرفض تلك ، بل أن هذه الأنظمة قد همشتهم وصولا الى الحرمان من حرية التعبير عن الرأي ، وبالمقابل نجد إن هذه الأنظمة قد جندت لنفسها جيوش جرارة من النفعيين والأنتهازيين والشرطة والأمن والمخابرات والأعلام ، وفي مختلف الميادين كي يغيبوا الأكثرية الأجتماعية ، ويمنعوا صوتها إذا ما تنادا الى المطالبة بالأصلاحات أو تحسين الخدمات ، أومطالبتها بالتوزيع العادل للثروة الوطنية ، أو المطالبة بالممارسة المتكافئة في آليات تداول السلطة وأدارتها عبر قوانين يكفلها دستور يستمد شرعيته من التوافق الأجتماعي العام .

إن تراكم الثروات عند القلة القليلة من مسؤولي هذه الأنظمة وتنفذ الموالين لهم في مختلف مؤسسات الدولة من جهة ، وأزدياد حالات الفقر والقمع والتهميش للطبقات والشرائح الأجتماعية الفقيرة أصلا من جهة ثانية ، قد أوصل الأمر في بلدان تلك الأنظمة الى نهاية نفقها ، والى وجوب التغيير في طبيعة النظام السياسي بفعل حالة هياج او حراك الجماهير المطالبة بالتغيير بعد تراكم غضبها ورفضها لتلك الأنظمة ، والسعي لتكوين أنظمة أجتماعية سياسية ديمقراطية بديلة تسود فيها العدالة الأجتماعية والمساواة والتداول السلمي للسلطة وأحترام حرية الرأي .
إن الأمر برمته هو عبارة عن وجوب التغيير في طبيعة انظمة دول المنطقة ، لأنه قانون أجتماعي مستحق ، فحين يبرز التناقض الأجتماعي في نظام دولة اٍستبدادي تتقاطع مصالحه مع مصالح الجماهير ، ويبلغ هذا التناقض أشده ، يتشكل موضوعيا ، وضعا ثوريا تكون المبادرة فيه للجماهير ، ولها أن تختار وسائل التعبير عن ذلك الوضع من أجل التغيير، فإما سلميا كما جرى في تونس ومصر وكما يجري الآن في اليمن ، وإما يضطرها الأستبداد الى حمل السلاح للدفاع عن وجودها كما يحدث الأن في ليبيا .



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب .. يريد .. إصلاح النظام
- بمناسبة يوم المسرح العالمي باقات من القرنفل الملون للمسرحيين ...
- أرواح ضحايا حلبجه تبكي قتلاها الجدد
- على كل الشرفاء التضامن مع الشخصية الوطنية العراقية موسى فرج
- الى أين يقود هذا الفساد المستشري في العراق ؟
- ثورة القذافي تاكل أبناءها
- حكومة المالكي رهانها ذ00 يوم والجماهير رهانها الجُمَعْ
- خارطة طريق الأصلاح كالنعامة لن يعنها الفساد
- بيومين تشكلت الوزارات في مصر وتونس والمالكي منذ عام ولا يزال ...
- 100 يوم المالكي ، جراحة في جسد ميت
- أبعاد التوقيت في أمر إخلاء مقرات الحزب الشيوعي معروفه
- أحلم برئيس وزراء كعصام شرف
- شكر خاص لقراء الموقع
- إنتظرنا 2900 يوم ، فلننتظر 100 أخرى
- أدعوا أن لا تسقط طرابلس بالطريقة التي سقطت بها بغداد
- حضارية المواطن وتخلف المسؤولين اثبته يوم 25 شباط
- يوم 25 شباط سيصرخ العراقيين كالغفاري
- أحزان عراقية تسير الى الفرح يوم 25 شباط
- نصف القدح الفارغ في ثورة مصر
- بوابتان في مصر وتونس فتحهما زمن وجيز


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الخزاعي - التغيير في المنطقه قانون أجتماعي سياسي مستحق