هادي الخزاعي
الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 15:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم أنه لم يمض سوى يوم واحد على تكليف السيد عصام شرف كرئيس للوزراء في مصر ، ورغم إنه لم يُمتحنْ أو يُختبرْ إختبارا ميدانيا ملموس يعكس مستوى درجة إرتباطه العضوي بثورة 25 يناير ، إلا ان إستجابته لطلب المحتفلين في ميدان التحرير بإستقالة رئيس الوزراء غير المرغوب فيه أحمد شفيق وتكليفه خلفا له ؛ بالحضور الى ذلك الميدان للتفاهم معهم . فحضر بطواعية وقناعة ، مؤكدا عدم تعاليه على المعتصمين ، قد وضع أمامي صورة مسؤول عربي من طراز جديد ، يعرف عن قرب ما تريده الجماهير . فألقى خطابا من بين حشودهم بعد إصرارهم عليه بأداء اليمين الدستورية من ساحة التحرير، وحتى لا ينئى عن هذا الأصرار قال : - " أحلف .. أحلف .. أني استمد العزم ، والإرادة ، والشرعية ، من ميدان التحرير ، ومن كل ميادين مصر ، التي شاركت في الثورة "
وأضاف في خطابه المميز ذاك ؛ إنه يعلن عن تبنيه وتعهده بتحقيق كافة مطالب ثوار 25 يناير، مؤكدا بإنه لو فشل ، أو عجز في تنفيذ تعهده ؛ فإنه سوف يرحل عن الحكومة فورا .
لقد أعلن شرف في ذلك الخطاب عن الخطوط العامة لعملية التغيير الأيجابي التي من أجلها ثار شباب مصر، وفرضوا على مبارك أول شروطهم الداعي الى وجوب تنحيه عن السلطة .
إن أول بشائر السيد عصام شرف في سعيه للتغيير ، هي قرعه لأجراس ذلك التغيير من ميدان التحرير نفسه ، فتجانست دعواته مع تطلبات أبناء التحرير من أجل التغيير، فدعى بناءا على مطلب أبناء الثورة بتحديث أجهزة الأمن " يجب أن يكون أمن المواطن في القمة ، وأن تكون اجهزة الأمن خادمة للمواطن "
إن أمام السيد عصام شرف مسافة الألف ميل كلها ، والتي ابتدأ خطوتها الأولى من ميدان التحرير ومن بين وسط الجماهير؛ لامن كواليس البنايات او مكاتب الحكومة ودهاليزها .
ان هذه الخطوة ، وهي فاتحة لخطوات تنفيذية مفترضة أخرى على المدى القريب ، جعلتني أقف أمامها منحنيا ، حتى أخذني الحلم الى أن يكون لي ولبلدي ولبلدان شقيقة وصديقة أخرى ، مسؤولون ورؤساء وزارات يعرفون طريقهم الى ساحات التحرير المكتضة بالجماهير التي تنادي بالعدالة الأجتماعية وهم يحملون أغصان الزيتون , ولا يعرفون ذلك الطريق كغزاة مدججين رجالهم بالأسلحة والهراوات والأقنعة ورشاشات الماء الساخن وهم يتلصصون من الشرفات بلا حياء .
ألست محقا في أن أحلم أن يكون لبلدي مسؤولون غير متعالين وغير عدائيين وهم يزورون ساحات التحرير .
لقد قال صناع الأمل " يجب أن نحلم "
#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟