بوابتان في مصر وتونس فتحهما زمن وجيز

هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3279 - 2011 / 2 / 16 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

للشعوب الحية ارادات تفل الحديد ، وتكشف مستورالأنظمة التي تعتمد نهج أذلال المواطنين ، وتغييب الحريات ، ووأد اي ذكر للديمقراطية ، ويا لكثرة الأمثلة ، سواء في الغرب او الشرق ، وآخرالنماذج ، هي ارادة الشعب المصري ، التي فلت حديد الدكتاتور مبارك وكل من احرق البخور له ، فكسحته الى مزابل التأريخ غير مأسوف عليه .

فكثير من الشعوب المظلومة والمبتلاة بدكتاتوريين وأنظمة مستبدة أشرأبت ، أعناقها نحو أم الدنيا مصر مثلما اعناقهم هم الى ثورة الياسمين ، لتستلهم هذه الشعوب من معين سيرورة ثورة شبابها بدءأً من يوم 25 يناير لغاية انصياع الظلم لأرادة الشعب في العاشر من فبراير . مرورا بكل لحظات تلك الثورة ومخاضاتها التي تباينت بين مواكب للشهداء التي داستهم الخيول والجمال واخترقت احشائهم نصول المدي والسكاكين المثلومة والسيوف لكي تجهضْ الثورة ، وبين اصرار وعناد ثوري حمله شباب الثورة على أغصان الزيتون من اجل أن يأتي المخاض بوليد معافى لا يحمل أي ندبة لمعاناة كان يرزح تحتها أكثر من ثمانين مليون مصري ولعقود طويلة .

زمن الثورة الوجيز هذا ، فتح بوابتان في المشهد السياسي المصري مثلما حدث في تونس تماما .
واحدة فتحت كل مصاريعها لتصرخ بالدكتاتور وحزبه الواحد ورعيله ومملكتهم : أرحل ! .
هذه الصرخة التي دوت في كل حواري مصرمثلما دوت في تونس ، إنما هي صرخة استجارة بكل شرفاء الأرض من ظلم نظام جاهد من اجل إذلالهم .. صرخة ليعرف المصري والتونسي كيف يقول " اللا " من اجل الحياة ، بدلا من " النعم " المذله التي تحيل الأنسان الى صفر هامشي لايقدم ولا يؤخر فيها .

أما البوابة الأخرى فقد فتحت مصاريعها لتقول للديمقراطية والحرية والتغيير : مرحبا ...
هذه الدعوة التي نادى بها وجدان المصريين وهم يلوحون بأغصان الزيتون ، سوف تنقل مصر وأهلها الى زمن من نوع وطراز جديد لم يألفوه .. زمن وردي تزدحم على ضفاف أمواهه زهرة اللوتس رمز ثورة الأرادة المصرية التي هي غيض من فيض نبض الشعوب الحية التي ننتظر الأعلان عن اسماء زهور ثوراتها .

ان الديمقراطية والحرية لاتمنح للشعوب الناهضة بفرمان رسمي ، ولكنهما يؤخذان غلابا وفي زمن وجيز .

#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل