أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - رسالة الي المصريين














المزيد.....

رسالة الي المصريين


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك من ثورة تبدأ وتنتهي في 18 يوما ويعود بعدها الجميع الي بيته آمنا مطمئنا. صحيح اننا في عصر سريع الايقاع لكن البشر ليسوا كالتكنولوجيا او منجزات العلوم الطبيعية، فالخيارات كثيرة ومتعددة والاطراف اللاعبة ايضا بنفس القدر من التعدد.


اهداف الثورة معروفة رددها الشباب في الميدان عاليا لتحقيق المواطنة والدولة المدنية والحريات الاجتماعية والسياسية. انها ذاتها اهداف كل الثورات. الخبرة المعرفية بالثورة عند المصريين محصورة في العصر الحديث بثورتي القاهرة الاولي والثانية زمن احتلال نابليون ثم ثورة عرابي قبل الاحتلال البريطاني مباشرة. كلاهما اجهض بشكل قمعي من قبل القوي الاجنبية. وتبقي ثورة 1919 الحية في وجدان المصريين حيث المطالبة بالاستقلال والدستور. وتحقق الشق الثاني بعد ان تعانق الهلال والصليب درءا لفتن حاكها الانجليز لاجهاض الثورة. وانجزوا في العام 1923 الدستور الاعظم في تاريخ المصريين الحديث، اي بعد اربع سنوات من بداية الثورة.
في 25 يناير الماضي اختفي الهلال والصليب ولم يعد هناك انجليز لكن حزب فاسد وقوي اجتماعية تختلس كل شئ من مقدرات المصريين اجهاضا لمستقبل ابنائها. ورغم ذلك لعبت القوي المضادة للثورة بالفتن بما لم يحلم به اي محتل اجنبي. الان المصريون في حاجة الي دستور جديد يتجاوز اي سلبيات في دستور 23 وتغيرا شاملا للدستور الذي حاكه السادات في العام 1971 وعدله ليكون علي مقاس الفساد وتفصيلا لكل دكتاتور.


فإذا كان الهلال والصليب حاضرين منذ حوالي القرن ويتشدق بهما المسيحيين والمسلمين ويرفعوهما في كل مناسبة او مأساة طائفية باعتبار تلاحمهما من اسباب نجاح ثورة 19 وانجازها للدستور فان النجاح الباهر الذي تحقق وبدون رفع اي شعار ديني اصبح مؤشرا لما يمكن تجنبه عند كتابة الدستور الجديد. ما تجنبه شباب ثورة اللوتس هو نفسه ما يجب تجنبه في الدستور الجديد. فالغياب للرموز الدينية وعدم الهتاف بشعاراتها في الثورة شكل طاقة دفع شعبية للمصريين جميعا للنجاح في تنحية راس الفساد، فالفساد لا يفرق بين اصحاب الديانات لكنه يستخدم الدين ليطال الفساد الجميع وعلي استعداد لاستخدام الاديان لتفتيت وحده ثورة التحرير، كما حدث بالفعل. لهذا تعود قوي الفساد لاستخدام اعوانها الدينيين لاحداث فتن قبل وضع الدستور او حتي قبل الاتفاق علي رؤوس موضوعاته.


الدستور يجب ان يعبر عن الثورة المولده له ويضمن تماسك المصريين ككتلة اجتماعية واحدة ومؤسساتية لا تعرف القبلية او الطائفية. وكما حافظ عليه المصريون لاكثر من 5 الاف عام علي وحدتهم، وهو ذاته الغاطس التاريخي او رمانه الميزان الضامنة لهم كشعب متجانس سياسيا واجتماعيا وثقافيا ولغويا، فإن فالعمل علي انجاز دستور يضمن تفادي ما افسدته حركة ضباط يوليو في العام 1952 من زرع للفتن وللهوية ادت لجعل الحاكم ينفرد بعمل دستور هو الخراب بعينه. وعلي الجميع العمل لتحقيق ما نادت به الثورة، فلا يجوز ان تسيل الدماء كل قرن او نصف قرن لاحداث تغيي، فالنظم الديموقراطية اثبتت بعلمانيتها ان الكلمة وحق التعبير والاحتجاج عبر المؤسسات الشرعية دون سفك للدماء كفيل بتحقيق المعجزات. فلا مواطنة ولا مدنية ولا استقرار ولا حريات ولا تقدم ولا رفاهية بدون ديموقراطية وعلمانية يكون الدستور الضامن لهما. انها الفجوة التي علي المصريين عبورها بشجاعة دون ارهاب او ترويع من قبل اي جماعة او نص ديني لان المصريين عاشوا في ظل الاديان لاكثر من خمسة الاف عام ظلوا خلالها عاجزين علي اللحاق بالعالم الديموقراطي.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوصايا العشر للسلطة الفاسدة
- حديث الذكريات المبكر
- إحذروا هؤلاء
- الوكر
- وسقطت الابوه السياسية
- عندما يصاب المفتي بالهلع
- جلد الحية... وقبل ان يرحل الدكتاتور
- تونس وخرائط النوايا والاولويات
- الفتنة الطائفية صناعة محلية
- علي ماذا اقسم البشير؟
- العمرانية ونهاية عصر الشهداء
- كيف نفهم الجرائم الاصولية الاخيرة
- اغلاق مؤقت باذن الله وباذن السلطة
- تحالف الاصولية الاسلامية مع الصهيونية اليهودية
- السلف وسذاجة الفكر
- قمة فضح العرب
- ما قد حدث للمصريين
- أزمة النص عند العرب والاسلاميين التاريخية
- انسدادات حوارية ومحاولة محموده للحل
- سؤال قديم مكرور


المزيد.....




- مدير -تنشيط السياحة- في الأردن لـCNN: أثبتنا للعالم أن الممل ...
- -دبي مول- الأضخم في العالم يخطط لعملية توسعة تتجاوز كلفتها 4 ...
- يجمع أشلاء أخيه.. شاهد ما قاله صبي فلسطيني بعد تفجير غارة إس ...
- -ضوضاء- في أجواء بولندا تزامنا مع عمليات للطيران الروسي بعي ...
- حافلة تقل طلابا تسقط في نهر العاصي بإدلب: فاجعة مروعة تخلف 7 ...
- السنوار أكد أن حماس لن تتخلى عن سلاحها وكشف عن شرط واحد لقبو ...
- يورو 2024.. -الماكينات- تسعى للعودة إلى الدوران لحصد اللقب
- مراسلنا: أكثر من 200 قتيل فلسطيني خلال 5 أيام بالمنطقة الوسط ...
- علماء: المغول القدماء دجنوا حيوان الياك منذ أكثر من 2.7 ألف ...
- توقيع كتاب في تونس يتحدث عن دور بوتين في إنقاذ روسيا وصعود ا ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - رسالة الي المصريين