أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - وسقطت الابوه السياسية














المزيد.....

وسقطت الابوه السياسية


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يحكم المصريون انفسهم لفترات طويلة في تاريخهم الاطول مقارنة بباقي الشعوب، الي الحد ان قالو ان محمد نجيب او رئيس لجمهورية مصر في منتصف القرن العشرين هو اول حاكم مصري. لا يعني هذا كل الحكام الاجانب عملوا لغير صالح المصريين ممن حكموهم من خارجها، فالوحيد الذي شذ عن القاعدة هو محمد علي الذي تولي حكمها في العام 1805 حيث نقل مصر والمصريين الي مرحلة حضارية جديدة مختلفة كثيرا وبشكل جذري عما سبقها. وظل المصريون يرددون هذه الاقوال لاسباب حقيقة في شكلها ومضمونها علي السواء. فمحمد علي اجنبي، ومصر بعده مختلفة كثيرا وبشكل جذري. من جراء نظامه التحديثي تشكل اول برلمان في العام 1868 لكن الاهم انه اول حاكم غير مصري عينه المصريون بتفويض غيرمباشر منهم حيث قام الاعيان والمشايخ وامراء الاقاليم من المماليك فقط بامر التولية. الاخيرة هذه هي البذرة الاولي للديموقراطية لكنها كانت منقوصة بقدر ما فيه من اجنبية الحاكم عن الوطن وعن المحاسبة والرقابة التي هي نصيب االمحكومين من كعكة الديموقراطية، وبقدر ما فيه من إستبعاد كلي للمواطن ولشعب مصر.


علي هذه القاعدة حكم محمد علي مصر بنفس الاسلوب القديم حيث الابوة السياسية لكنه الحق مصر بعصر الحداثة الاوروبي، بعكس كل من سبقوه الذي دخلوا مصر الامن والامان. ادخلها عصرا منقوصا منه الديموقراطية والحريات وكل الحقوق الاخري التي لازال العالم يستحدثها ويولدها ويخلقها من رحم الحقوق الطبيعية الفطرية للانسان. وبسبب هذه الافة فان الانتكاس الي ما قبل عصر محمد علي كان سهلا وميسرا لاي حاكم اتي ولو علي قاعدة من التايد الشعبي او ما سمي بالثورة او التحرر او الاستقلال. فالتاييد بعد ان يصبح الحاكم حاكما هراء وتخريف ودجل. فنظام حكم يوليو في العام 1952 لم يعيد المصريين الي ماقبل محمد علي وفقط بل عاد الي حكم المماليك واللصوص مثلما شهد حكم مبارك المخلوع الذي يماثل حكم المماليك والعرب وكل الاجانب الذين لم يعملوا لصالح المصريين إنما لصالح مشاريع اجبر المصريين علي الدخول فيها عنوة كنظام الخلافة الاسلامية او الامبراطورية الرومانية.


بالامس سقطت الابوة السياسية التي فرضت علي المصريين طوال تاريخهم. كانت هناك ابوات اخري خفية ادت الي الوأد السياسي لهم منها الابوة الدينية والابوة الاجتماعية والحقوقية. كان كل شئ عبر الولاية وطاعة اولي الامر. سموا انفسهم العاهل فلان الفلاني (اسم الوطن المسروق الي عائلات واسر وطوائف) ووصفوا انفسهم حكاما صالحين وخداما للشعوب بينما الحقيقة هي العكس علي خط مستقيم.

حركت ثورة الشباب المصري روح الحرية عن كثيرين فاستشعرت الابوات الظالمة الاستبدادية الخطر فتحركت صفائحها الدموية دفاعا عن الاستبداد وسرقة الشعوب وحقها في الحياة. فخرج حاكم أكبر دولة خليجية نفطية مهددا بدفع خمسة مليارات دولار للمملوك المصري المخلوع لتثبيت نظامه الضار بشعب مصر. فالمستبد للمستبد كالبنيان المرصوص.

بالامس 11 فبراير 2011 اشترك المصريون جميعا بقيادة الشباب وبمبادرة منهم وباستخدام ادوات العصر والتحديث وتكنولوجيا المعلوماتية في خلع حاكم، لكن الاهم والاخطر هو ما سياتي من اختيار حاكم, وهذا هو المحك الاساسي والاخطر لان المطلوب هو استكمال ما كان منقوصا في تولية محمد علي. فاجنبية الحاكم سقطت منذ إنقلاب ضباط يوليو 1952 وبقي حق المواطن في الاختيار وامساكه بزمام المراقبة والمحاسبة لان الخلع بات سهلا وممكنا واصبح من ضرورات الديموقراطية رغم فداحة ثمنه بضحايا وشهداء. والضمانة دستور محترم يشبه دساتير العالم المتقدم، تجنبا للخلع الذي اصبح حقا بالثورة. فليمسك الشباب المصري بقول الناطق باسم المجلس العسكري في بيانه الاخير بان ادارته لشئون البلاد ليست بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب. وهذا هو اخطر تصريح لصالح المصريين ولتلافي جريمة 23 يوليو مرة اخري والجرائم الكثيرة الاخري التي ارتكبت في حق المصريين.


طوال فترة الثورة بدت الميادين التي تجمع فيها الافا من المصريين يهتفون بالحرية والديموقراطية واسقاط نظام جاهل وغبي، بدت الميادين والشوارع نظيفة خالية من الجريمة الا جرائم الحاكم باجهزته وادواته. فضح الشباب المصري نظام الحكم وكشف عن حقيقته التي طالما شوهها الحاكم. كشفت الثورة ان مصر والمصريون بدون قوانين واجهزة هي امن وامان ونظافة ورونق وجمال بدون قتنة وتفرقة دينية. فكل الفروق بين المصريين اختفت. فعندما تتقلص السلطة تظهر حقيقة الشعوب. فيالها من سلطة تستحق ان تطرد وتحتضنها مزابل التاريخ وصفائح قمامتها في منافي لن تحميهم من المحاكمة العادلة والتسليم للقضاء العادل.

فمصر الامن والامان هي مصر بدون سلطة، او بسلطة مفوضة من اهلها. قالوا قديما "ادخلوها بسلام آمنين" ونسي صاحب القول (ولعله تناسي عمدا) ان يذكر انه مصر التي يتحدث عنها هي المحكومة باهلها. فمنذ ذلك القول القديم فقد المصريون امنهم وأمانهم ولم يستعيدوه الا في ميدان التحرير ووسط عاصمتها حيث مركز قيادة الثورة الحقيقي وطرد لآحر المماليك ممن تبقوا من مذبحة القلعة.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يصاب المفتي بالهلع
- جلد الحية... وقبل ان يرحل الدكتاتور
- تونس وخرائط النوايا والاولويات
- الفتنة الطائفية صناعة محلية
- علي ماذا اقسم البشير؟
- العمرانية ونهاية عصر الشهداء
- كيف نفهم الجرائم الاصولية الاخيرة
- اغلاق مؤقت باذن الله وباذن السلطة
- تحالف الاصولية الاسلامية مع الصهيونية اليهودية
- السلف وسذاجة الفكر
- قمة فضح العرب
- ما قد حدث للمصريين
- أزمة النص عند العرب والاسلاميين التاريخية
- انسدادات حوارية ومحاولة محموده للحل
- سؤال قديم مكرور
- في ذكري العام التعس 1952
- نصر ابو زيد الحاضر دائما
- بين هايزنبرج وعمارة
- السلف وبلاهة الفكر
- الكنيسة إحدي مؤسسات القمع التاريخية


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - وسقطت الابوه السياسية