أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - عندما يصاب المفتي بالهلع















المزيد.....

عندما يصاب المفتي بالهلع


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 12:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من منصب ديني رفيع المستوي، مواصفاته ضخامة الاجر وفقط، خرج علينا مفتي المملكة السعودية عبدالعزيز آل الشيخ في خطبة يوم الجمعة الماضي قائلا ان المظاهرات خطط لتفكيك الأمة ووصف مظاهرات الشباب في مصر بانها خطط مدبرة من اعداء الاسلام هدفها تفكيك الامة وتحويلها من دول كبرى قوية إلى دول صغيرة متخلفة.

http://www.alwatan.com.sa/Local/News_Detail.aspx?ArticleID=40472&CategoryID=5

وتمادي رجل الدين الاول في المملكة في هلوساته المقدسة تعبيرا عن لوثه عقلية واضاف ان مخططات مثيري المظاهرات إجرامية كاذبة لا هدف لها إلا ضرب الأمة والقضاء على دينها وقيمها وأخلاقها وتفريق كلمتها وتشتيت شملها وتقسيم بلادها والسيطرة على خيراتها، معتبرا نتائجها سيئة وعواقبها وخيمة "لما فيها من سفك الدماء وانتهاك للأعراض وسلب الأموال والعيش في رعب وخوف وضلال".
لم يستطع الرجل التحكم في قواه العقلية فوصف مخططات مثيري المظاهرات بـ "الإجرامية الكاذبة". ودعا المسلمين إلى التبصر في الواقع والعلم بأن أعداء الإسلام لا يريدون لنا خيرا. وان الإعلام جائر و مخالف للسير على الخط الصحيح.

ولنتوقف هنا وكفانا حديثا عن هؤلاء المعممين والمدشدشين لان ما يجري وراء استار الدين والحقوق المشروعة والعروبة ربما يكشف لنا كيف كان الدين واقوال القوميين والعروبيين مجرد قنابل دخان او ربما صخرة مغارة علي بابا حتي تتم بامان اعمال اخري هي من صلب المحرك الاول للتاريخ. فالتصريحات المعلنة والغامضة والمبهمة والتي لم تعلن بعد كلها كانت معنية بشئ آخر هو كيفية تامين ما تم نهبه طوال الثلاثين عاما الاخيرة من حكم مصر والمنطقة.
طلب الشارع أولا رحيل حاكم مصر، وتصاعدت المطالب يوميا الي حد تعليق دمية علي حبل مشنقة. وعلي الجانب الاخر تصاعد سلوك الشرطة وقوات النظام من تامين الشارع الي ضرب المتظاهرين ثم الي قتلهم عيانا وعلي مشهد من العالم اجمع بطرق بشعة. ثم لجات السلطة الي التفاوض او علي الاقل الاتفاق علي الحوار. كان الشارع يطلب رحيل الحاكم فورا بينما التفاوض يضمن بقاؤه لفترة ربما تكون ضرورية لطرف دون طرف آخر.
فغياب راس النظام في العالم الثالث وخاصة في عالم العرب والمسلمين هو انهيار منظومة عنكبوتية كاملة توزع فيها الثروة علي من يمثلون السلطة. راجع هذه المواقع، وما اكثر مثيلاتها

http://www.youtube.com/watch?v=TuchgqXWjO0
http://klmty.blogspot.com/2011/02/19.html
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=287051

لهذا كانت سرعة الامساك بذمام الامور ضرورة اولية تعلو فوق كل اعتبار حتي لا يتدخل عامة الناس في شئون دنياهم الحقيقية، رغم المغازلة النفاقية التضليلية بانهم اعلم بشؤون دنياهم كما لو ان شئون دنيا الرعية حسب اقوال السلطة محصورة في تأبير النخيل. ففي حالة الموت البيولوجي المفاجئ للحاكم نجد اهل الحكم يسرعون الي الامساك بها حتي لا تفلت الثروة حسب ما جري في سقيفة بني ساعدة او موت عبد الناصر. اما في حالة الثورات فان الفوضي تصبح احتمالا مرجحا، وهذا هو حال مصر يناير 2011 وحال نهاية ولاية ذو النورين قديما.

الفارق بين الحالتين هو في تركيبة الشبكة العنكبوتية زمن ابن عفان وزمن مبارك. لم تكن امريكا موجوده قديما لكنها الان، بقدرات لا قبل لاحد بها، تتدخل للسيطرة علي الاحداث لتامين ما بداخل المغارة التي امتلات حتي حافتها باموال منهوبة، ما كشفته هذه المواقع يشرح الانتكاس والاختلافات المتعمدة في تصريحات الادارة الامريكية. فبعد المغازلة السريعة للشارع بان تسليم السلطة (وليس رحيل مبارك) ضروريا وملحا وأن كلمة "الان" في القاموس الامريكي الحديث معناها "أمس"، عاد فرانك وايزنر المبعوث الشخصي للحاكم المصري ليطلب بقاء مبارك حتي نهاية ولايته. فالمطلوب تامين الشبكة العنكبوتية قبل ان تتغير الامور بالضرورة التاريخية للشعوب.
فتامين ثروات حكام لم يعمل احد منهم لصالح شعبه يوما ما ولم يقم بعمل يدر ربحا واجرا يصل الي حدود ما اعلنه الاعلام هو سبب سعي مفتي السعودية لادانه الرعية والدفاع عن السلطة بحجة تفتيت الامة لان الامة في عرف اهل العلم الاسلامي والسنة علي وجه الخصوص هي مجموعة من اللصوص البسهم الله قميصا مثل قميص عثمان الذي رفض خلعه فتم قتله بالسيف لغياب المشنقة من كتب التراث في جزيرة العرب قديما. فالثروة في مصر مرتبطة عضويا بالثروة في المملكة ليس فقط الان عبر مخابئ وكهوف جامعة الدول العربية حيث تجري الاتفاقات ويتم نسج العلاقات الحميمية بين علي بابا واخيه قاسم. جميعهم يتفقون بان الدولة هي النظام والنظام هو الحاكم (لاحظ لفظ الدول العربية الشقيقة). وهو اصطلاح تم نسجه قديما، فثروة الخلفاء دون استثناء وولاتهم علي الامصار لم تكن سوي من المنهوب من ثروة مصر وسوريا والعراق.

بعد ان نفذ صبر الادارة الامريكية من ايران بعد احداث مصدق لجأت لصناعة الخميني وخدمة التوصيل للمنازل بطائرة فرنسية محاطا بالجميلات من المضيفات الرشيقات. هكذا امنت مراكز الراسمالية العالمية نفسها باقامة نظام مستقر ديناميكيا عبر نظام ثوري ديني شيعي في مواجهه اصوليات سنية متاججة ضد الالحاد والصهيونية والقدس والصليبية بينما المنطقة برمتها موالية للفساد وللارهاب ومصدرة له. وظل الضباب الديني عبر قنابل صغيرة هنا وهناك كحزب الله او حماس محققا اشتباكات محدودة بينما اطراف المركز وبعد تحوله ليصبح مركزا ماليا لارتفاع سعر برميل النفط تجد سيولتها وحركتها لصالح الفساد محليا وراسمالية المافيا والمخدرات والسلاح عالميا دون ان يكون للمشغولين بتابير النخيل في الامر من شئ لانهم اعلم بشؤون الوضوء والطهارة من الجنابة.
كان التامين لما جري داخل المغارة يستلزم التعليم الردئ والاعلام الوضيع السفية المعبأ بالاحاديث ويقدمه المشايخ والفقهاء، ويصبح السب للغرب وتذكير الناس بالمؤامرة لتفكيك الامة والعداء لبني اسرائيل ... الي آخر الفزاعات الصوتية. آخر تقليعات تاخير الرحيل المتوازي معها تصفية الاموال ما شهدناه في احدي عاهرات النظام التي خرجت في التليفزيون المصري لتقول ان المتظاهرين يعملون باجندة أجنبية ومؤمرات مدبرة في الخارج ورافقها خروج مخنث من مخنثي السلطة علي نفس الشاشة ليقول ان المتظاهرين من الشواذ جنسيا!!!!!!!!
فهل العداء للشباب والمتظاهرين وتلازم واتفاق كلام المفتي مع كلام العاهرة السياسية والمخنث والسلطة واولي الامر والفاسدين والمطلوب محاكمتهم دوليا في عالم الاشقاء العرب امر غريب ام هو من طبيعة ثقافة المنطقة؟





#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلد الحية... وقبل ان يرحل الدكتاتور
- تونس وخرائط النوايا والاولويات
- الفتنة الطائفية صناعة محلية
- علي ماذا اقسم البشير؟
- العمرانية ونهاية عصر الشهداء
- كيف نفهم الجرائم الاصولية الاخيرة
- اغلاق مؤقت باذن الله وباذن السلطة
- تحالف الاصولية الاسلامية مع الصهيونية اليهودية
- السلف وسذاجة الفكر
- قمة فضح العرب
- ما قد حدث للمصريين
- أزمة النص عند العرب والاسلاميين التاريخية
- انسدادات حوارية ومحاولة محموده للحل
- سؤال قديم مكرور
- في ذكري العام التعس 1952
- نصر ابو زيد الحاضر دائما
- بين هايزنبرج وعمارة
- السلف وبلاهة الفكر
- الكنيسة إحدي مؤسسات القمع التاريخية
- المشترك بين لينين وستالين والاسلام


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - عندما يصاب المفتي بالهلع