أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد البدري - نصر ابو زيد الحاضر دائما














المزيد.....

نصر ابو زيد الحاضر دائما


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 01:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مثلت كتابات وابحاث الراحل الفقيد د. نصر حامد ابو زيد مرحلة بنائية جديدة داخل العقل المسلم. فمنذ وفاة عميد الادب العربي د. طه حسين تعرض كثيرون للفكر الاسلامي باستخدام مناهج كثيرة ترصد وتحلل وتعيد النظر من خارج النص لكن الاضافة النوعية الجديدة كانت من داخل النص وهو ما فعله الفقيد د. ابوزيد. وكانت تلك هي اللطمة الكبري للاصولية والسلفية وكهنة النصوص. فهناك من أتي من خارج مؤسسة الكهانة ليقول كلمته من داخل النص بل ليضيف ما عجزت عنه كل العقول الحافظة والمردد لنصوص القرآن. طه حسين كان ازهريا ومع ذلك تعرض لمحكمة تفتيش لقوله ما لم يخطر علي عقل كاهن اسلامي بتعريض المؤسسة كلها الي اضواء منهج الشك. اما ابو زيد فكان اكثر ايلاما لهم لعجزهم عن الامساك بما يدينه. كان طه حسين بحكم مكانته السياسية عضوا في حزب برجوازي لطبقة اجتماعية تترفع في ثقافتها عن ثقافة رجل الشارع. اما نصر فكان ضمن الشارع المصري بثقافة الطبقات الاجتماعية المصرية التي قضت عمرها التاريخي بحثا عن الانعتاق بدون ادني فائدة لارتباط الدين دائما بثقافة الشعب. وهنا تحددت الشخصية الثقافية ومن اي موقع وباي منهج تقاوم الظلم الارضي والسماوي علي السواء لهذين العملاقين حسين وابوزيد.
من داخل النص وباستخدام فلسفة اللغة وبنيتها ودلالتها اتي اهم عمل بحثي للقفيد تحت عنوان " مفهوم النص". فمنذ تبدت الحيرة الواضحة لدي المسلمون جميعا منذ ظهور الاسلام عن طبيعة النص القرآني ومدي تعدد اشكاله وطرقه وبنائه اللغوي وايقاعه الموسيقي وجرسه ذو السطوة علي الاذن كان الاعجاب به وجدانيا اكثر منه عقلانيا. فتاريخ المسلمين بكليته خضع للوجدان والشعور دفاعا عن الاسلام بحفظ القرآن في الصدور وترديده عبر الاجيال دون النظر اليه نقديا من داخله. فالنقد من خارج النص سهل يستوي فيه المستشرق والمحلي، لكن ان يكون التمرد علي الموروث الكهنوتي من داخل القلعة فتلك ما لا يجوز تخوفا للقول الشهير: إن القلاع تسقط من داخلها.

لهذا كانت نتائج الهبة التفتيشية لمحاكم التفتيش الاسلامي في حالة طه حسين رؤوفة ورحيمة به مقارنة بما جري لابو زيد. الاول لم يتعدي التحقيق مكتب وكيل النيابة، ثم تم حفظه مع شكر وامتنان لعميد الادب العربي. اما في حالة ابو زيد فالامر وصل الي منصة القضاء واصدار الاحكام. فالرجلين ينتميان الي نفس قسم اللغة العربية بنفس الكلية وبنفس الجامعة في مصر. كلاهما كتب عن النص اما الشعر الجاهلي عند الاول واما القرآن ذاته عند ابو زيد. فالنصين بالنسبة للعقل المصري من مصدر واحد هو مجتمع عرب الجزيرة. كلاهما بوزن وقافية وسجع وجرس وايقاع صوتي يشاركهما علي نفسي القدر احتواء كلاهما علي احداث واقوال واساطير قديمة تعود الي ماقبل ظهور اللغة العربية علي وجه الارض.

عاد د. طه حسين الي الجامعة، اما ابو زيد فلم يعد ربما لان السلطة في قمة المجتمع لم تعد هي السلطة وان السلفية من قاع المجتمع لم تعد هي ايضا السلفية القديمة، كلاهما كانا اقل تحضرا عندم مقارنتهما الزمانية بمثيلها زمن الليربالية المصرية. والاهم ان المناخ والبيئة السياسية قد تغيرا حيث دارت دفة المجتمع بكليته لتكون عكس اتجاه الريح في العالم اجمع، وتصبح مصر مفرخة للارهاب يخرج منها قادة تنظيم ارهابي عالمي. فالفصل من الوظائف والابعاد عن المهنة بل والنفي الي المنافي هي اقصي العقوبات المصرية منذ الفراعنة وحتي الان، وهل كان الخروج من الجنة والنفي الي كوكب الارض سوي اقصي ما يمكن فعله مع آدم لعصيانه وتمرده كاول جريمة ارتكبها ابو البشر؟ تشابهت الاحكام داخل النص وداخل اقدم حضارة دينية مع بعضهما، وكان الضحية هو الانسان والعقل في كلاهما.
بعد محنته لم يذهب الباحث وصاحب كتاب "مفهوم النص" الي بلاد النفط ليخون عقله ومنهجيته مثلما فعل كثيرين من القوميين والعروبيين بل والماركسيين، بل ذهب الي جامعة ليدن حيث اضاف ما لم يكن ممكنا اضافته من فكر وعقلانية علي ارض الوطن. ظل اعداؤه يقذفونه بكل التهم ورفضت دولة خليجية نفطية استضافته حفاظا علي انغلاقها لتفترسها الاصولية صاحبة مفهوم غريب ومضلل للنص لتعود بها الي عصر الكهوف والظلام، فكيف تستضيف باحثا مناضلا من صفوف الطبقات التحتية في مصر، ثوريا في توجهه السياسي مثلما هو ثوري في تحليله ومفهومه للنصوص. ثورية ابوزيد هو ما جعل السلطة الفوقية والاصولية التحتية في مصر يلتقيان علي رقبة رجل واحد، اتهمه الدهماء واعتمدت السلطة حكم الغوغاء فلم يكن هناك من حل سوي الابعاد الي جنة هولندا التي كانت معقل العقلانية في زمن التنوير وحتي يومنا هذا.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين هايزنبرج وعمارة
- السلف وبلاهة الفكر
- الكنيسة إحدي مؤسسات القمع التاريخية
- المشترك بين لينين وستالين والاسلام
- إما الليبرالية وإما مالاخوليا العروبة
- صديقي العزيز
- العرب بين الاساطير والعقلانية
- حوار مع د. طارق حجي
- أهل السنة أهل المشاكل
- جاء بمجلة الايكونومست
- ويسألونك عن الروح
- البديهيات التي لم تكن كذلك
- عَمَّ يَتَسَاءلُونَ
- الكفيل من سوءات العرب
- تشريح المجتمع هو فضح لنصوصه
- في ذكري عيد عمال مصر
- هل الصدق من قيم الاسلام؟
- نجاسة الطائفية في الجامعة
- رد علي عبد المنعم سعيد
- القطيعة مع اهل الهولوكوست


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد البدري - نصر ابو زيد الحاضر دائما