أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - حوار مع د. طارق حجي















المزيد.....

حوار مع د. طارق حجي


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 04:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا اعتقد ان هناك تحقير او ازدراء للاسلام في كتابات الحوار المتمدن. فالتحقير امر ينصب علي الافراد والاشخاص. الازدراء امتهان للانسان بينما الاسلام هو عقيدة وفكر وليس بشر واشخاص. ومن يحوله الي بشر ويطالب بالاعتقاد بهم او اعتبارهم كائنات فوق انسانية يجب عبادتها فانهم اول من يزرعون الازدراء والتحقير لتصنيفهم للبشر وترسيمهم في طبقات علي اسس غير موضوعية. بعد قراءة مقال د. حجي مباشرة ذهبت الي برنامج الاوفيس لكتابة تعليق وعند لحظة تضمينه في الموقع خاب املي لغياب التعليقات.
لم الحظ هذا الغياب، ويبدو اني قرات مقالة "أدبيات تحقير الاسلام" لحظة ولادتها علي الموقع وربما كنت اول من قرأها علي صفحة الحوار. وزاد اعجابي بالدكتور حجي بعد قرائتها لانه اضاف مزيدا من حسن الخلق تمسكا بادب الحوار مع احترام كامل لكل ما اتت به البشرية من اديان وعقائد اصبحت جزءا من المكون العقلي للانسانية. ومع كل هذا فان التعليق واجب وحق بل كتابة مقال مواز هو امر ضروري.
فلنذهب الي شخصيتين تاريخيتين لهما من الفضل علي البشرية ما يفوق عمل كل الانبياء. فرانسيس بيكون البريطاني ولابلاس الفرنسي. من الذي يعرف كم السفالات السياسية والاخلاقية التي كان هذين العملاقين يمارسونها؟ لقد نسيت البشرية الانحطاط الملازم لهاتين الشخصيتين ولا يتذكران منهما الا خلاصة منهجية التفكير العقلاني عند الاول والابداع الرياضي عند الثاني الذي جعل حل اي معادلة تفاضلية ممكنا مما سهل اكتشاف كل المخترعات الحديثة وخاصة في علوم الموجات. ما اردت توضيحه انه كلما كان المنجز راقيا ونافعا للبشرية باجمعها دون تفرقة للعقول كلما تناست البشرية سلبيات المبدعين وتمسكوا باقوالهم. فياتري من الذي يسب ويزدري ويحقر بيكون ولابلاس اليوم؟
اما بالنسبة للاسلام والمسيحية واليهودية فالامر مشابه. جاء بهم رجال وتحولت رسالاتهم الي مناهج تفكير وعقائد كوسيلة للتعامل مع مفردات الحياه. ورغم ذلك فلم يتحسن العقل لمعتنقي الاديان الثلاثة، او يوفرا اسلوبا لحل مشكلات رياضية او تكنولوجية تنفع البشرية. لا يجرؤ احد علي نقد افكار بيكون ولابلاس بينما يجرؤ الجميع علي نقد جميع الاديان وليس فقط الاسلام، رغم ان السب والشتم والازدراء والتحقير للرجلين حق لما فعلاه. لكن الدهشة ستنعقد بسببها السنتنا إذا ما توقفنا عند الي الازدراء والاحتقار والسب والاهانة المتبادلة بين الاديان وداخل كل دين علي حده. وهذا ما سوف اتركه ككتابة موازية للمبدعين والمستنيرين من كتاب الحوار المتمدن. ولمن هو خبير في اليهودية والمسيحية والاسلام. لحظة الاعتراف هي لحظة العقلية الشجاعة ؟ فلماذا ينسي الناس سفالات بيكون ولابلاس ويتذكروا الاستباحة سبا وشتما وقتلا فيما بين الاديان وداخل كل دين؟
تخلصت الانسانية منذ زمن طويل من تاثيرات اليهودية والمسيحية ولا يخفي علي د. حجي الكتابات والروايات والابحاث والافلام والمسرحيات التي وضعت حدا لسطوة هذين الدينين علي العقل الانساني. لم تتم هذه العملية بادب واحترام بل كان هناك تجاوزات لا نوافق عليها. ومع ذلك فهم اصحابها وورثتها ومن حق الابناء تبديد ثروة الاباء علي موائد القمار او في اللهو والمجون. فهل بدد اسبينوزا اليهودية مجانا كما يفعل حاليا السفهاء من المسلمين وهم يمسكون بالارث الاسلامي ويحولونه الي غرفة تعذيب للمسلمين مدعين انه دين رحمة وحريصين علي نقاءه وصحته؟ فمن الذي يسب الاسلام يا تري؟

وهل الوهابية حريصة علي الاسلام ام انها مهمومة باخضاع الناس سياسيا وتحقيرهم اجتماعيا تحت غطاء ديني. ما هي اهداف الاخوان المسلمين؟ اليسوا امتدادا لحركة الاخوان في السعودية التي قامت علي اكتافها الدولة السعودية. عند ذكر هذه الدولة فان القول بان اصلاح ظروف حياه المسلمين ( حسب قول د. حجي بمقاله) لا يمكن ان يتم بالتحقير. فالمملكة قامت علي القتل والارهاب والترويع قديما وحديثا. أما الجزء الحضاري فيها فتم باكملة عبر جهد وقوة عمل الملحدين والوثنيين والصليبيين والمسيحيين واليهود ومن المسلمين ضعاف الايمان مثلي الذين يتم سبهم يوميا في قنوات الديلفري الاسلامية. فلماذا يأتي التحقير ممن انصلحت ظروفهم في الثلاثين عاما الاخيرة بجهد وعمل المحتقرين (بفتح التاء والقاف وكسر الراء)؟ وكيف يمكن تفسير الواقع الحالي بان من تحسنت ظروفه بقفزة جنونية باموال النفط بفضل الامريكيين والغرب الذي يعتبر د. حجي نفسه منتميا فكريا اليهم، اصبحوا ينهشون عقل المنتجين واصحاب العمل والحضارة من اقصي الصين الي جنوب امريكا والذين ساهموا في هذا التحسن والاصلاح؟
فهل يعلم اهل الوهابية ان دولتهم قامت بفضل لابلاس وبيكون وهيوم وديكارت ونيوتن وكل علماء الكوانتم الملحدين واخرين يصعب حصرهم لكثرتهم ولثروتهم المعرفية الخالية الخرافات الدينية. ارجو عدم التعجب من اختياري الوهابية دون باقي الفرق الاسلامية. فالاسلام لم يبق فيه من شئ سوي الوهابية وما كان موروثا عند كبرائنا في السن لم يعد قائما بفضل من روجوا العروبة والمتربحين منها ثم مرروا الاسلام السياسي بعد هزائمهم المدوية.
بفضل الجهد والعمل (حسب ما تقوله الماركسية والراسمالية معا) اصبح هناك اسلام وهابي نفطي يتم توصيله للمنازل عبر ديلفري الفضائيات، لو عرض علي بشر من اكلة لحوم البشر لوقفنا مع اكلة لحوم البشر ضده. فحتي لو تحسن حال اكلة لحوم البشر فلن يكون من الحكمة اعتناقهم هذا النوع من الاسلام (الوهابية) لانه سيعيدهم مجددا ليكونوا اكلة لحوم بشر بقدسية دينية.
لم تصمت الانسانية في فترات النهوض والتنوير علي الاهانات المتكررة للبشر في ايات بينات من الكتاب المقدس و بالصمت ازاء اهانة الاديان لبني آدم وتحقيرهم وتقسيمهم الي فئات بل وتصنيفهم الي ما هم اقرب للحيوانات علي جانب ومن يجلسون في سدرة المنتهي يجنون الملذات بدون اي مبرر علي جانب آخر. وهنا ساستعير بعضا مما لوثت به عقلي من الماركسية التي ملات فضاء العرب والمسلمين ومرت عليهم كريح صرصر ولم تترك اي بصمة علي عقولهم. كتب د. حجي ” ومن الواضح ان معظم كتاب الموقع من الماركسيين لا يشاركوا فى هذه العملية (عملية تحقير واهانة الاسلام) ... فالماركسي الحقيقي لا يمكن ان يسير على أديم هذه الطريق الخاسرة . ان اصلاح احوال المسلمين المعاصرين وحال المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة لا تتأتى بتحقير واهانة الاسلام وانما (فقط) بتحسين الظروف الحياتية وتحديث التعليم بهذه المجتمعات ... "
عزيز د. حجي، لقد تحسنت احوال الدولة المنتجة للاسلام ولم يعد لهم حاجة الي اصطياد الضب او الجراد وما زالت سلامة تغني في بيت ابو الوفا سبا وشتما. في الزمن الجميل قالت ام كلثوم سلام الله علي الاغنام. اما الغناء الحديث للوهابية فهو عدم القاء السلام علي النصاري واليهود وفرنسيس بيكون وديكارت ونيوتن والشغيلة العاملين في السعودية من كل بقاع الارض الذين لم يدافع الاخوة المراكسة عن حقوقهم العمالية. فهل يجوز الافتخار بالمراكسة الصامتين (كما قال د. حجي) علي سلب الجهد الانساني عضليا وفكريا لتضخيم السلف الصالح علي الطريقة الوهابية بينما هم يدافعون بكل قوة عن الفوائض وقيمة العمل؟ فالصمت تآمر.
تساءلت عن الاحوال التي فاقت التحسين الي ما بعد الرفاهية عند الوهابية ودول الخليج ومازال عقلها الديني من الانحطاط ويمرر امورا يانف منها عقل اكلة لحوم البشر. صحيح ان اخواننا من اصحاب فكرة دكتاتورية طبقة علي طبقة لا يشاركون فيما يسميه د. حجي احتقارا وازدراءا لكنهم وبكل اسف يشاركون الوهابية الاسلامية بالصمت علي افعالها بل ووصل الامر وبصلافة وبجاحة ان يؤيد بعضهم الاسلام السياسي لانتسابه في بعض من اصولهما الفكرية الي الدكتاتورية. وبعدها سيبدأ الاختلاف بينهما عندما ياتي السؤال، دكتاتورية من؟ البروليتاريا ام المؤمنين بكتاب الله وسنة رسوله. فهناك رابطة قبلية لم تنفصم عراها بعد بين تربط القومية العربية واليسار العربي والاسلام ببعضهم البعض .
تقسيم الكتاب الي ماركسيين لا يشاركون (نقدا وليس تجريحا) لن يعفيهم من محاكمة الاسلام العادلة لهم. فكبيرهم قال الدين افيون الشعوب. وهي كلمة بليغة وجامعة لم يكن لابو جهل بقدراته البلاغية ان يصوغ مثلها. رحم الله ابو جهل وليرحم الله الماركسيين ايضا.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهل السنة أهل المشاكل
- جاء بمجلة الايكونومست
- ويسألونك عن الروح
- البديهيات التي لم تكن كذلك
- عَمَّ يَتَسَاءلُونَ
- الكفيل من سوءات العرب
- تشريح المجتمع هو فضح لنصوصه
- في ذكري عيد عمال مصر
- هل الصدق من قيم الاسلام؟
- نجاسة الطائفية في الجامعة
- رد علي عبد المنعم سعيد
- القطيعة مع اهل الهولوكوست
- مكاسبنا الانترنتية
- نظامنا في القرن الجديد
- ذَلِك عبد الناصر ... أنا تؤفكون
- ثقافة ال -تحت-
- لماذا رضي الله عنهم
- قرار منعه تحت جزمته
- الشريعة ومرجعية الجاهلية
- يكفي ان اسمه الحوار حتي نقدم له التحيه


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - حوار مع د. طارق حجي