أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - البديهيات التي لم تكن كذلك















المزيد.....

البديهيات التي لم تكن كذلك


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المؤكد الذي لا شك فيه ان جزءا كبيرا من سكان جزيرة العرب والخليج هم عرب. اما عدا ذلك فذلك ما جعل المنطقة كلها تعيد طرح السؤال عن الهوية العربية مثلما حدث في المؤتمر الاخير في دمشق قلب العروبة النابض حسب شعارات زمن الستينات. فسوريا هي القطر والوطن الوحيد الذي مازال يردد العروبة بعد ان خفتت كل الاعلام والاصوات والميكروفونات والحناجر المحتقنة بترديد واستدعاء انتصارات العرب المزعومة قديما. فكيف يتم طرح سؤال العروبة من عاصمة العروبة لإثبات عروبة العرب بينما الكتلة العربية المفتتة بين دول الخليج وعلي راسها السعودية لم تطرح السؤال، ربما لاسباب سوف تجعل دمشق تندم علي بقائها طويلا في هذا الكابوس العروبي.

فالعرب منذ جاؤوا بالاسلام ووضعوا نصوصه في منطقة الحجاز وذهبوا شرقا وغربا لنشره لم يكن اهتمامهم تحويل الناس الي عرب. انما الي السيطرة السياسية لضمان ورود الاموال والمغانم الي اهل الحجاز. فليس معقولا ان يتحول اصحاب الحضارات الي هوية ذات نمط علاقات اجتماعية هي ادني من زاوية نظر التطور الاجتماعي والسياسي. فكان انتشار الاسلام نتيجة لهذا الوضع المتخلف في جزيرة العرب وبالذات الحجاز تخلصا من اعبائه وليس قناعة بصدق الاسلام او عدالته.
فعاصمة الامويين التي تطرح مجددا علي العرب سؤال عروبتهم كانت هي ذاتها يوما ضحية بني امية العرب. اتخذ منها معاوية عاصمة له بعد أن رشمه ابن الخطاب واليا عليها فكان الرجل مخلصا في نزح ثروة اهل الشام الي عمر ومن بعده عثمان (الاموي) حيث حلت مشاكل اهل الحجاز علي حساب اهل المستعمرات الاسلامية. وبمقتل عثمان الخليفة الثالث اكتشف معاوية ان ما سيرسله لن يكون في نصيب بني امية القائمين علي الحكم في يثرب فاصبح الحق بالثروة لمن ينهبها وليس لمن فوض عملائه لجبايتها. فقرر الاستئثار بالشام. هنا نجد ان معركة معاوية مع علي لها اساس قبلي ومطامع علي المغانم والانفال رغم ان الاسلام يجب ما قبله ويحل روابط القبيلة وروابط الدم وروابط العصابات الي رابطة الايمان. فعثمان ومعاوية ليسا من بني هاشم اما علي الذي لم يبق سواه لاخذ الخلافة فهو سليل اهل البيت الذين كانوا اولي بها منذ حادثة السقيفة المشهورة. وبعد حسم الامر علي علي وابناؤه طمع الرجل في الخلافة بكليتها. وباختصار شديد كان ولاء معاوية لعمر ابن الخطاب ولاءا وظيفيا فرضه الاسلام وعاد الولاء الي سابق عهده بعد قتل عمر الي ولاءا قبليا لصالح عثمان علي عادة العرب. ومن هنا بدت العداوة بشكل قبلي علي اشدها عندما لاحت الرئاسة الاسلامية الي علي ابن ابي طالب بعد مقتل عثمان.

دمشق إذن تم حكمها إما بولاءات وظيفية او ولاءات قبلية وهو ما سنجده قائما الي يومنا هذا. ولم يكن سقوطها بعد مائة عام في يد العباسيين سوي استعاده لامر المشيخة الاسلامية لتكون في يد اهل البيت تصحيحا لما فعله بالعسف ابو بكر وعمر في حادثة السقيفة. لكن بعد انتصار العباسيين فان الامور في كل هذه الامصار لم تعد منتمية الي عروبة انما الي اسلام ظهرت به بثور واورام واحتقانات ونمت له اطراف لها اصل من ثقافة البلاد خارج جزيرة العرب. فتعدد الاجناس والهويات والثقافات والجذور الحضارية لم يكن سهلا عليها ان تقبل او علي الاقل ان تستعيد زمن حكم اهل السلف والصحابة بعد ان اصبحت اللغة العربية متداولة بكل ما فيها من معوقات اتصالية وتفسيرية ودلالية ولما تحمله في ذاتها من قصور او لما تفسر به خطأ احوال الاخرين والتاريخ علي السواء. فظهرت حركات ثورية والانتفاضات والتمردات طبقية وقومية بالسيف طوال العصر الاموي والعباسي بما فيها اقتطاع دول كاملة من جسد الخلافة المؤسسة ايضا السيف.

فلو مررنا سريعا او ربما قفزا علي احداث التاريخ التي تداخل فيها الفاطميين والصليبيين والمغول وخاصة ان تيمورلنك حكم مملكته من دمشق عاصمة التتار ثم حكمها المماليك ثم العثمانيين لاصبح واضحا لماذا يطرح يتسائل العرب عن عروبتهم من دمشق علي وجه الخصوص.

يطن فقهاء السلفية، المنتمين الي حادث السقيفة وحتي لحظة اغتيال عثمان ابن عفان، علي آذاننا طن الذباب بان الحكم هو بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب. عموم اللفظ اننا عربا وخصوص السبب يجعل دمشق عاصمة مثلها مثل القاهرة نهبا لكل من هب ودب. لكنهم علي استعداد لاغماض العين وصم الاذن عندما نذكرهم بان كل هذا التاريخ هو مسلسل من عموم المفاسد، يطبق شرائع الاسلام ويقرا الناس نصوصه مثلما يقرؤها الحاكم الفاقد الشرعية، وليس بخصوص العقل الناقد في كل وطن. فطوال تاريخ الاسلام يصلي الضحية والجاني معا في مساجد يذكر فيها اسمه ويأخذون عندها زينتهم بقدر ما تتيحه بقايا ما تم نهبه من ثروات الشعوب.

كان القبح سائدا ليس في المظاهر العامة لحياه المسلمين بل كان متجليا في عقولهم خاصة عندما التقي الجمعان في معركة امبابة بين نابليون ومماليك مصر المسلمين. وقفزا مرة اخري علي احداث التاريخ نجد ان بيروت العاصمة التي اخرجت مثقفين قوميين ينادون بالعروبة وبالنضال وبالمقاومة، نجدها وقد حط شارون في قلبها فقرر ياسر عرفات الخروج منها. عندها ساله احد الموهومين بالاشتراكية العربية وبقوميتها من ابناء مصر ممن ذهبوا ليناضلوا معه، اين الشهادة يا ابو عمار؟ ها هم بنو اسرائيل علي بعد امتار منك وبحزام ناسف يمكنك ضرب عصفورين بحجر. عصفور سيجعلك في الجنة وآخرين في النار علي وجه السرعة ولن تشعر بشئ من جراء كبسة الزر.
خرج الرجل من بيروت فاتحا اصبعية (دليل الانفشاخ وليس النصر) علي باخرة بعد ضمانات الا تتعرض له اسرائيل. منذ ذلك الوقت مر مسلسل مرير اخر علي ارضية عموم اللفظ وليس خصوص السبب حتي تم توليد النعجة دوللي فيما يسمي حزب الله وزعيمه حسن نصر الله. تراجع نصر الله اربعين كيلومترا الي الشمال اي بانحسار التنورة الي اعلي وجعل جنوب لبنان (الجزء السفلي من هذا الوطن) عاريا في مرمي القذف الاسرائيلي.

يقوم نصر الله الان بدور المحلل لدين الاسلام بعد ان طلق بنو اسرائيل كتب الله طلاقا بائنا واقاموا دولتهم علي اسس حديثة. نصر الله يريد الهوية الايرانية لان ميكرفوناتها الدينية عالية الايقاع وعروبة لبنان في ارتباك وتبحث عن غشاء بكارة جديد لتضمن به عدم عدوي الحداثة أو التخصيب من الغرب ومن اسرائيل. وعلي الجانب الاخر من المشهد اللبناني كان السياسيين والمثقفين في هذا الوطن الجميل يزفون انفسهم ببكارة عروبية جديدة، الي العم الدمشقي البعثي بعد ان قتل الاب، بعكس ما فعل أوديب او هاملت انتقاما، لكنهم آثروا أن يقدموا أنفسهم من اجل لذه جديدة للبعث او ربما سليل بنو امية قديما.
أما البعث نفسه فكان قد فقد جسده باكمله من الجهه الشرقية (بغداد) لصالح بلاد فارس التي ثارت يوما علي الامويين مع استعاده لحق الاكراد المهدر. أما مؤخرة الحزب في دمشق فقد مارست كل انواع التدلل والامتناع والترغيب لجذب ابران الي المعركة. سياسيي لبنان يذهبون الي دمشق لدعم العروبة بحقن فياجرا انثوية بينما البعث ومعه الجزء السفلي (الجنوبي) من لبنان يروجون لايران الفارسية المنتصبة والفتية. فهل نستغرب لماذا يتسائل العرب عن عروبتهم؟



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَمَّ يَتَسَاءلُونَ
- الكفيل من سوءات العرب
- تشريح المجتمع هو فضح لنصوصه
- في ذكري عيد عمال مصر
- هل الصدق من قيم الاسلام؟
- نجاسة الطائفية في الجامعة
- رد علي عبد المنعم سعيد
- القطيعة مع اهل الهولوكوست
- مكاسبنا الانترنتية
- نظامنا في القرن الجديد
- ذَلِك عبد الناصر ... أنا تؤفكون
- ثقافة ال -تحت-
- لماذا رضي الله عنهم
- قرار منعه تحت جزمته
- الشريعة ومرجعية الجاهلية
- يكفي ان اسمه الحوار حتي نقدم له التحيه
- هكذا تحدث السويسريون
- قياسات حداثية
- تشويه العالم من اجل الاسلام
- ماذا بقي للاسلام ؟


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - البديهيات التي لم تكن كذلك