أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد البدري - ما قد حدث للمصريين














المزيد.....

ما قد حدث للمصريين


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3119 - 2010 / 9 / 8 - 08:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


حاول الاستاذ الفاضل حسن خضر في مقاله المنشور حاليا علي موقع الحوار المتمدن الاجابة عن سؤال د. جلال امين عما حدث للمصريين. فصاحب الكتاب هو ذاته احد الذين ساهمت ايديولوجياتهم فيما حدث ويتباكون عليه. مثلما يتباكي المخرج السينمائي المحدث في مجال السينما خالد يوسف وياتي بافلام حقيقة وواقعية عما يجري في عشوائيات مصر الذي انتجتها سياسة حركة يوليو.

اليسار المصري بكليته ساهم فيما نحن فيه وشاركهم سرا كثيرين من قاع المجتمع الذي استفاد من قرارات يوليو الفوضوية من اصلاح زراعي وتاميم وحل للاحزاب وطرد وبتر للطبقات العليا مع زرع كراهية للمجتمعات خارج مصر التي اصبحت محمية طبيعية تنمو فيها الفاشية والعروبة مع نثر لبذور الاسلمة السياسية عبر تعديلات في وظائف ومهام المؤسسة الدينية الاولي في مصر، ومما ساهم اكثر بالالتجاء الي العروبة كهوية وبالتالي للاسلام كبديل معرفي. بعد كل هذه التغيرات والقرارات القانونية والتعديلات الدستورية التي تؤيد هذه التوجهات يخرج د. جلال امين ومعه مثقفين وكتاب روايات يؤيدون هذه التغيرات ليسال ماذا حدث للمصريين وتاتي اعمال فنية لتعرض فضائح المنتجعات العشوائية نتيجة لهذه السياسات.

فتكرار طباعة كتاب جلال امين ليس دليلا علي مصداقية ما فيه فاكثر ما يباع في مصر هي الكتب التي لا تحمل اي مضمون ولا تشرح شيئا وعلي راسها الكتب الدينية. لكن اكثر ما يبكي عليه د. امين هو تآكل الطبقة الوسطي. وهو امر عجيب فطبيعي ان تتآكل الطبقة في ظل مثل هذه السياسات لا لسبب سوي ان الغطاء الطبقي الاعلي قد انكشف بعد الاطاحة به والاطاحة بالاحزاب التي هي الراس السياسي للطبقة فمن الذي كان يعبر عن طبقات مصر طوال الستون عاما الماضية؟ فالمجتمع الذي بلا طبقات هو مجتمع عاري لا مناعة لدية يمكن العصف به بسهولة. وما اكثر الامثلة وعلي راسها الاخ الكبير الاتحاد السوفيتي.

ولان سياسات حركة يوليو والتي وضعت موضع التنفيذ بالقوة وليس بالتراضي لم يكن لها من دراسات علمية باي شكل من الاشكال انما وضعت بهف اولي هو تعزيز السلطة وفرض الزعامة اي مخاطبة الغرائز عند الطبقات الدنيا بان هناك بطل هو حبيب الملايين مع ضمان اسكات اي نقد علمي لها من اي نوع لغياب باقي الرؤوس السياسية والعلمية والمعرفية اما بحل احزابها او بتاميم مؤساساتها واما بالسيطرة علي جامعاتها ومراكز ابحاثها مما جعل الراي الواحد ولو كان خاطئا هو الصحيح ولو كره العارفون.

كان اختبار الاخصاء الطبقي ومدي فعاليته ظاهرا جليا في حادثة التنحي حيث طالب اليتامي بعودة الطوطم. وصمت اليسار لسبب اكثر انتهازية وجهلا منهم لسبب ساذج وابله ان العدو الذي تسبب في تنحي الطوطم هو امريكا واسرائيل. فحتي اليسار الذي ظل حالما بان السوفييت اقوياء ويحمون النظم الثورية انكشفت غيبوبتهم عند الهزيمة لحليفهم القومي العروبي الاشتراكي والذي لم يكن في الحقيقة ينتمي الي هذه الاوصاف باي شكل من الاشكال. فما اصدق من المثل الذي يقول " الكذب مالوش رجلين (ارجل)" ، اي انه لا يمكنه الاستمرار طويلا في التاريخ فسرعان ما سينكشف. وقد كان، فنفس النظام اقام سلاما مع اسرائيل واصبح في علاقة استراتيجية مع الامريكيين وباتت الثروة العامة للمصريين التي كانوا يعيشون فيها بشكل (اشتراكي) باتت تباع علنا ويظهر علي اثرها طبقات جديدة لا تحمل قيما من اي نوع رغم ان حجم ثروات اقلهم شانا تفوق ثروة اكبر باشوات مصر زمن الملكية. فالثروة ببساطة هي عمل مجمد في الديب فريزر التاريخي للمجتمع. إن ما حدث للمصريين منذ يوليو هو قطع الكهرباء اي الطاقة عن المجتمع عن طريق تعليم ردئ وسياسة عرجاء واطاحة بالعقل مع تزييف للهوية وتشجيع للعنصرية والطائفية نفاقا للعرب الذين رفضوا زعامة الطوطم لهم، فكان ان تم تسييل الثروة واصبحت نهبا لكل مهرج فخرجت اجيال جديدة بمواصفات حددتها تلك السياسات وبالتالي فقد ظهر من يتاجر بهم في افلام سينمائية بعرضهم علي الشاشة البيضاء كما تعرض حيوانات السيرك وكشف سلوكيات تاسست في زمن النصر والهزيمة معا كلها فهلوة وعنف وكذب وانحطاط اجتماعي دون ان يقول اصحاب الاعماال الفنية او الادبية او السياسية انهم مؤيدين للسياسات التي انجزت البيئة التي اصبحت بالنسبة لهم مصدر ثروة من بيع اعمالهم الفننية والادبية.

يحلو للبعض تحقيب فترات التاريخ طبقا للحاكم، فكما حقبوا تاريخ مصر بجهل فاضح بانه عربي في فترة وطولوني واخشيدي وفاطمي ومملوكي وعثماني في فترات لاحقة فانهم وعلي نفس المنوال يقسمون فترة ثلاثين عاما الي ناصرية وساداتية وعلي اثر هذا التقسيم يقومون بالاغتسال من جنابة الفترة الاولي بمسح اوحالها وتعليقها في رقبة الفترة الثانية. هكذا يخرجوا طاهرين وعلي استعداد للصلاة او الحج في ساحة الشهوات السياسية باعتبارهم انبياء جدد او ثوريين ضلت بهم السبل من غير ذنوب لهم.

ساقتبس قولة السيد خضر " هل كان انهيار الجدار الحديدي الفاصل بين الطبقات الاجتماعية في مصر، قبل الثورة، سببا في ما آلت إليه أحوال مصر وأهلها؟ كسؤال لم يقدمه د. امين بل كان يؤكد علي صلابة البناء الاجتماعي والسياسي فمهما يكن من أمر، يرى أمين بأن المجتمع المصري قبل ثورة يوليو، أي الإطاحة بالملكية، واستيلاء الضباط على مقاليد الحكم، كان يتسم بقدر كبير من الاستقرار بالمعنى الطبقي"

فالاستقرار بالمعني العلمي له دلالات كثيرة وتبعات اكثر في قوانين الفيزياء والبيولوجي والاجتماعي. فكل ما هو مستقر احق بالقاء بغض النظر عن مدي عدالة ما فيه، لكن ان تتم عمليات كسر للاستقرار والتوازن القائم قبل يوليو 1952 مع توجيه الدفة الي هويات وايديولجيات وفلسفات لم تثبت صحتها مع تعرية وكشف للحم المجتمع وجعله نهبا لانتهازيين السلطة في الداخل ولصوص الخارج فتلك هي الثورية والعدالة الاجتماعية في زمن العروبة.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة النص عند العرب والاسلاميين التاريخية
- انسدادات حوارية ومحاولة محموده للحل
- سؤال قديم مكرور
- في ذكري العام التعس 1952
- نصر ابو زيد الحاضر دائما
- بين هايزنبرج وعمارة
- السلف وبلاهة الفكر
- الكنيسة إحدي مؤسسات القمع التاريخية
- المشترك بين لينين وستالين والاسلام
- إما الليبرالية وإما مالاخوليا العروبة
- صديقي العزيز
- العرب بين الاساطير والعقلانية
- حوار مع د. طارق حجي
- أهل السنة أهل المشاكل
- جاء بمجلة الايكونومست
- ويسألونك عن الروح
- البديهيات التي لم تكن كذلك
- عَمَّ يَتَسَاءلُونَ
- الكفيل من سوءات العرب
- تشريح المجتمع هو فضح لنصوصه


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد البدري - ما قد حدث للمصريين