أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - خلدون جاويد - السوريون الشجعان














المزيد.....

السوريون الشجعان


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 12:55
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



" نـُسب الى سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "هيومان رايتس ووتش" قولها ("..... لقد أظهر السوريون شجاعة مذهلة في التجرؤ على المجاهرة بمعارضة أحد أكثر الحكومات قمعاً في المنطقة ......") .
ان المبدأ الذي يقوم عليه الشعار او الهتاف : " سلمية " "حرية " على ماينطوي عليه من معاني سامية ، ينقلب بالتالي وفي النهاية على السلطات بالويل والثبور اي بإزاحة السلطة . واول من يُدرك مآل او نتائج هذا الهتاف هو السلطة ذاتها . وقد أثبتت التجارب ان التحولات التراجيدية في المنطقة العربية انطلقت من هذا الشعار الرهيب ـ او ماشابه ـ " سلمية " " حرية " انه بصيص يستحيل الى شعلة ومن ثم الى نار كبرى تعصف بغابات الخريف الذابلة .
ولو نخضع المسألة برمتها الى التحليل ، نخلص الى أن من حق الأفراد او الجماعات والشعوب ان يتظاهروا ، ومن واجب السلطات الحفاظ على ابنائها واستيعاب دوافع التظاهرات والعمل الجماعي الممكن مع متطلبات كل حالة . هذا مايحدث في دول العالم المتقدم .
في عالمنا الموبوء بأمراض الخلافة والسلطنة والسرطنة! يُعطى لظل الله في ارضه الصلاحيات بقتل الانسان كما لو يكون حشرة . المفارقة هنا : امام شعار سلمية يوجد شعار " قمعية " واما "حرية" يوجد شعار "رجعية" وآمرية واستبداد واعتقال وسجن وتعذيب وقتل وحتى ابادة . قتل في تونس ، بلطجة وقتل ودهس وتحايل على الإرادات في مصر ، قصف بالمدفعية والطائرات وكل اشكال الذخيرة الحية مع الاستقواء بالمرتزقة في ليبيا . القنص والقتل وتأليب مظاهرة حكومية على اخرى معارضة مع الاحتمالات الخطيرة المفتوحة نموذج اليمن .
أما في دمشق ودرعا وبانياس ومدن اخرى فاللغة المعبر عنها سلطويا هو القمع والقتل ، والقتل مع سبق الاصرار واثناء تشييع ! مع وجبة اخرى من شهداء فجر الاربعاء 23/3/2011 والمسلسل الدموي مستمر . وبما ان سوريا من اكثر الدول قمعا للحريات وهي مركّب استخباراتي مرعب ، فإن زحزحة النظام تعتبر من قبيل الخطورة بمكان . الاّ ان نبراس الثورة العربية اللآهب ، وحالة التكلّس السلطوي السوري الداخلي هما ـ كعاملين محركين اساسيين ـ اللذان دفعا بالقاعدة الشعبية المقموعة لعهود وعهود بأن تتململ بل تثور . ان الشجاعة التي أبداها السوريون كما اشارت لها سارة ليا ويتسن، وكما هو على ارض الواقع ، سوف تدفع بطوفان مذهل من الاحتجاجات والاعتصامات . والأسباب السياسية والاقتصادية معروفة للجميع .
قال ملهم الثورات الشاعر ابو القاسم الشابي : " ومن يتهيّبْ صعود الجبال .... يعشْ أبد الدهر بين الحفر " " ومن لم يعانقه شوق الحياة .... تبخر في جوها واندثر " ! ان الشعب السوري هو من اكثر الشعوب تعطشا الى الحرية والى ازاحة الظل السام والقاتل المتمثل في شخص الحاكم وريث الخلافة السلطانية مدى الحياة .. شعب عانى من مكبات الحفر التي يلقى فيها كل نهار ومن حالة تشبه الحالة المشار اليها عند الشابي : التبخر والاندثار .
ليس أمام الشعب السوري المعبأ بروح التذمر ، بوجع الحقيقة الاّ التحلي بالشجاعة وبروح الفداء الى النهاية وكذلك ازدراء الموت وهذا هو المهم! لاحرية بلافاتورة !. ان السوريين مرشحون قبل سواهم الى زحزحة الوضع السياسي وقلب المعادلات القمعية على رأس السلطة .
وثمة من يقول : ان اسقاط السلطة في سوريا اسهل من سواه وذلك لأن الرافعة السلطوية الحاكمة ذاتها تعمل بميكانزم التخويف ، والارهاب ، وماعلى المتظاهرين الأ ان يثقوا بأن فرص التحاق قطاعات واسعة من الاعتصامات المدنية والعسكرية بالاعتصام وبالمظاهرة ، سانحة الى حد بعيد . آن للسوريين ان يتفجروا بالحان الثورة الباهرة والمنتصرة لامحالة .. ان السوريين لايقلون في المنعطفات الثورية شجاعة وارادة عن أي شعب آخر : " اذا الشعب يوما اراد الحياة .... فلابد أن يستجيب القدر " .

*******
توْقٌ أخيرٌ :
ـ انظر الى صدري كم من جراح وطعنات فيه ، بالمقابل انظر الى ظهري لاندبة لاخدش لا جرح ! هذا يعني أني لم أهرب أمام عدو ! اعطاء الظهر للعدو بداية الانتصار له . زوربا بطل الروائي اليوناني نيكوس كازانتزاكيس .
ـ دانتون، جورج جاك (1759 – 1794م). أحد زعماء الثورة الفرنسية. كان شعاره “بالجرأة والجرأة أكثر وأكثر يكون الخلاص لفرنسا" ...

*******
23/3/2011



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجّتْ فدعْها تزدهي بعجيجها ...
- لماذا يا استاذ سلام كبة ؟
- شهداء -درعا- نوركم متواصل ُ ...
- قصيدة لأبطال اليمن ...
- - سلامٌ من صبا بردى أرق ّ ُ-
- شكوى عبر الأثير
- بنغازي لا ... سحقا ً لما قال العقيد ْ ...
- صنعاء هبي نجوم الكون تنتظرُ ...
- قصيدة أمام تمثال الرصافي ...
- - قل للّواء لقد حوْسَمْتَ مافيها !...
- خناق الشاعري بقبضة السياسي ، والديني سياسي ! ...
- نهج البلاغة ِ ياروحي ويابصَري ...
- كلمة العرق مشتقة من العراق ؟ ...
- يكفيه ِ عاراً أنه ملكُ الفسادْ ...
- كل شبر ٍ في الناصرية ِ كوبا ! ...
- ليبيا تعوم على الدماء وتسكتون ! ...
- هذا هو الوطن الجميل ؟ ...
- أعظم شاعر عراقي ضد شيخ المسلمين ...
- شتاينبك وعراق على طريق الخطأ ...
- ياساحة التحرير موعدُنا الصباحُ ...


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - خلدون جاويد - السوريون الشجعان