أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رباح حسن الزيدان - موت النزعة الانسانية في العالم الاسلامي














المزيد.....

موت النزعة الانسانية في العالم الاسلامي


رباح حسن الزيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 00:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يرى المفكر الكبير محمد أركون أن النزعة الانسانية في العالم الاسلامي قد ماتت سواء كان المجتع عربياً أم لا , وسيطرت النزعات القومجية والاصولية المتطرفة على الجماهير منذ زمن طويل .
وهذا يعني أن خطرّين يتهددان النزعة الانسانية , أو الأنسنة كما أسماها أركون وهما : الاول التعصب القومي أو العرقي , والثاني هو التعصب الديني .
وأحيانا يختلطان فنشهد لدى الشخص نفسه تعصباً قوميا ودينيا على حد سواء . ولسنا بحاجة الى ضرب الامثلة العديدة على هذه النقطة لكي يفهم مقصدنا , فالتيارات القومجية أكتسحت الساحة في الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم قبل أن تحل التيارات محلها التيارات الاصولية بدءاً من السبعينيات بعد رحيل زعيم القومية العربية جمال عبد الناصر .
ولكن هذا لا يعني أن النزعة القومية مدانة في المطلق ولا النزعة الدينية .
وبالتالي فأن العاطفة القومية نبيلة ومشروعة ولكن بشرط الا تتحول الى أحتقار أو نفي للاخرين أو حتى محاولة طمسهم أو سحقهم أنسانياً .
إذن التطرف القومي هو المدان وليست العاطفة القومية السليمة ذات النزعة الانسانية والمنفتحة على الاخر .
قل الامر ذاته عن الدين , فمن الواضح أن يحق للمسلم أن يفخر بدينه الذي هو أحد أكبر الاديان في العالم , ولكن بشرط الا يدفعه ذلك الى التعصب الاعمى ضد أتباع الاديان الاخرى .
فعندما يسود التعصب والانغلاق تختفي النزعة الانسانية وتموت , والانسان من كثرة حبه لنفسه قد يكره الاخر , والميل الطبيعي للانسان هو الى التعصب وليس الى الانفتاح والتسامح , كما يقول علماء التاريخ والفلاسفة .
وبالتالي لا نريد ان نلقي واعظ أخلاقية على أحد هنا , كلنا متعصبون بالطبيعة للأديان والقوميات واللغات والمذاهب والطوائف التي ولدنا فيها , لكن التربية الحظارية والانسانسية المستنيرة تخفف من حدة هذا التعصب وتحجمه وتجعلنا قادرين على الانفتاح وقبول الاخر .
فرفض الاخر قد يؤدي الى أرتكاب المجازر ويصل الى حد الرغبة في أستئصال الأخر عن وجه الارض ,والامثلة على ذلك كثيرة في التاريح القديم والحديث .
ومجتمعاتنا تعاني من ذلك كما هو معلوم . لككنا نلاحظ أن ذلك أنتهى في المجتمعات المتقدمة الحضارية التي تسودها النزعة الانسانية , فما عادوا يذبحون بعضهم بعضاً على الهوية الطائفية أو العرقية . وهذا يعني أن التنوير الفكري قد مر من هنا .
لكن السؤال المطروح هنا هو التالي : متى اختفت النزعة الانسانية من الساحة العربية والاسلامية ؟ وكيف اختفت الى حد أننا وصلنا الى عصر تدعو فيه التنظيمات السلفية الظلامية أحياناً الى أستئصال الاخرين على أساس ديني أو مذهبي أو طائفي محض ؟ انظر تصريحات بعضهم ضد المسيحيين واليهود أو حتى داخل الاسلام نفسه مثل ما نسمع ضد الشيعة داخل الاسلام نفسه من تكفير وهدر للدم . هذا لا يعني بالطبع أنه لا يوجد تعصب طائفي داخل الشيعة أنفسهم أو داخل اليهود والمسيحيين , لكنه يعني أن التعصب مدان من أي جهة أتي ولأي طائفة أو دين أنتسب , وأنه لايليق بالمجتمعات الحضارية في أوائل هذا القرن الحادي والعشرين .
ويرى محمد أركون أن النزعة الأنسانية تجسدت في العصر الذهبي من عمر الحضارة العربية الاسلامية , أي طيلة القرون الستة الأولى من عمر الاسلام وحتى موت أبن رشد أخر معقل للفلسفة في الأندلس .
بعدئذ دخلنا في العصور الأنحطاطية الأجترارية التكرارية التي ترفض أي تسامح أو تعددية , والتي ماتت فيها النزعة الأنسانية . وظلت ميتة حتى فجر النهضة الحديثة في القرن التاسع عشر عندما أنتعشت من جديد الى حد ما علي يد مفكري النهضة , قبل أن تقضي عليها النزعات القومجية والاصولية المتشددة من جديد . فالنهضة أجهضت كما هو معلوم , ولولا ذلك لما شهدنا أنتعاش الحركات السلفية المنغلقة بمثل هذه القوة .



#رباح_حسن_الزيدان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن خلدون ومكيافيلي في عيون الوردي
- من اسباب الخلاف بين الدين والسياسة
- أول أنتصار للدولة على الدين في الاسلام
- المعتزلة وتبني منهج العقل
- شر البلية ما يضحك
- تاريخ الالحاد
- يا حوم اتبع لو جرينا *
- خوارق اللاشعور
- عصر التنوير : ظهور مفهوم جديد للدين
- الأنا العربي والأخر الأوروبي
- الاخر في الثقافة العربية الاسلامية (في صدر الاسلام)
- ها كاكا حمه
- انت تتظاهر ... اذن انت كافر !
- ظهور الخوارج في الاسلام
- اكتشاف مربع برمودا في العراق
- الدين والسياسة في الإسلام (3)
- الدين والسياسة في الإسلام (2)
- اخوان الصفا وخلان الوفا
- الدين والسياسة في الإسلام (1)
- قراءات في المشهد السياسي العراقي


المزيد.....




- سياسي يهودي من حزب مانديلا: بريطانيا مسؤولة عن فوضى الشرق ال ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم السا ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: شعب إيران لا يستحق الهجوم عليه م ...
- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رباح حسن الزيدان - موت النزعة الانسانية في العالم الاسلامي