رباح حسن الزيدان
الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 08:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أعتبر العباسيون أن إرادة الخليفة هي تعبير عن الإرادة الإلهية وتنفيذ لها , وجعلوا ملوكهم سلاطين الله في أرضه يسوسون بيتوفيقه وتسديده , ويعلمون بكتابه وسنة نبيه ملتزمين بالعدل , رافعين المكروه , ناصرين المظلومين , باسطين الحق , قاطعين العدوان , متفقدين أحوال الرعية . وطلبوا من المسلمين أن يعينوا الخلفاء على أقامة حق الله وعدله وجمع الألفة بالطاعة .
فبالطاعة تقام فرائض الله وحدوده وشرائع الإسلام وسننه , والطاعة هي التي تمنع اختلاف الملّة وقهر الدين وتفرّق الكلمة وخسران الاخرة , والطاعة هي التي تتم الخلافة وتعزها , وطاعة الله عن طريق طاعة الخليفة .
وقد ظهرت النزعة الدينية للدولة في العهود والوصايا . ففي عهد أبي جعفر الى المهدي يوصيه بأن يكون أهل الدين أعضاده و ويوصيه بتقوى الله والمل بطاعته والاستعانة به أمر الدنيا والتقرب بالدين اليه والجهاد في سبيل الله وإهلاك عدوه وإقامة العدل .
وقد وجد العباسيون في المثقف قلماً يؤيد قدسية سلطانهم ويبرر حاجة الملوك الى الدين وضرورته لتنظيم المجتمع ويشرع طاعة الساسة التي تكون بطاعة الشعائر واليسنن ويدافع عن خلافتهم .
خاض العباسيون معارك معركة سياسية وفكرية ضد العلويين في العصر العباسي الاول , وسخروا لها رجال الفكر والعقيدة , واتهموا من أرادوا التخلص منه بتهمة الزندقة والتهتك , طلباً للتأثير في العامة حتى تقبلوا سلوك العنف المعاقب وتعتبره شرعياً.
ولكي تثبت الدولة العباسية أن السياسة شرعية , احتاجت الى إثبات صورة حكم أموي مناف للشريعة , وإلى تشويه صورة السابقين الأخلاقية .
وتبنت الدولة العباسية مذهب أهل السنة والجماعة فحاول أبو العباس والمنصور والهادي والرشيد أن يعتمدوا على الإسلام كما فهمه أهل الحديث , أما المامون والمعتصم والواثق فقد أتخذوا الاعتزال مبدأ رسمياً للدولة .
فقد أصدر المامون سلسلة من المراسيم بغرض تعميم الاعتزال لا سيما القول بخلق القرأن , في جميع انحاء الدولة الاسلامية . وفرض هذا المبدأ على الناس بالقوة متدخلاً في أمر العقيدة تدخلاً عنيفاً .
ولم يكن الصراع على الخلافة دموياً فحسب بل كان هجاءً وثلباً وتعييراً ومفاضلة .
وللحديث تكملة .......
#رباح_حسن_الزيدان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟