أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رباح حسن الزيدان - السبئية بين الحقيقة والخيال














المزيد.....

السبئية بين الحقيقة والخيال


رباح حسن الزيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3298 - 2011 / 3 / 7 - 01:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عبد الله بن سبأ والملقب بأن السوداء وهو يهودي من أهل اليمن أسلم في خلافة عثمان بن عفان , ولكنه أظهر الأسلام ولم يسلم وكان هدفه تدمير الدين الأسلامي , وأليه تنسب الفتنة التي حدثت بين المسلمين من التحريض على قتل الخليفة عثمان وأنشاب القتال في معركة الجمل وأنه أحد الغلاة بحب علي بن أبي طالب ومدعي ألوهية علي بن أبي طالب , وأنقسم المؤرخين في شخصية أبن سبأ أنقساماً كبيراً بين من يجزم بحقيقته وبين من يؤكد أنه أسطورة من أساطير التاريخ وسنستعرض هنا كلا الطرفين من المؤرخين والحجج القائلة بوجوده والحجج النافية .
القائلون بحقيقة أبن سبأ : من القائلين بوجود أبن سبأ الأستاذ سعدي الهاشمي وسليمان العودة ومحمد علي المعلم وعلي عبد الرحمن السلمان وأبو الحسن علي الرازحي وأحمد شربجي , وهذا الأخير وضعه بالمقارنة مع يهود أخرين قاموا بنفس الدور فيما بعد – حسب وصفه ــ معتبراً كذلك حركة أتاتورك بإنها حركة تندرج ضمن نفس المخطط , فيرى أنه مع بزوغ الأسلام ظهر اليهودي عبد الله بن سبأ ومن ثم في القرن السابع عشر ظهر سباتاي زفي , وفي بداية القرن العشرين ظهر مهدم الخلافة الأسلامية وربيب اليهودية مصطفى أتاتوورك , ويرى شربجي أنهم كانوا يعملون ليلاً ونهاراً لغاية واحدة , الا وهي هدم الأسلام وطمس معالمه .
أما القائلون بأسطورة أبن سبأ : يقف على رأسهم طه حسين فهو في مقدمة من شككوا بوجود أبن سبأ , حيث يقول : " لا نجد لابن سبأ ذكراً في المصادر المهمة التي تصف الخلاف على عثمان " وفي حديث طه حسين عن الفتنة يقول : " إن أبن السوداء لم يكن ألا وهم إن وجد بالفعل فلم يكن ذا خطر كالذي صوره المؤرخون , وصوروا نشاطه أيام عثمان , وفي العام الأول من خلافة علي , وأما هو شخص أدخره خصوم الشيعة للشيعة وحدهم ولم يدخروه للخوارج " .
ويأتي بعد طه حسين من القائلين بأسطورة أبن سبأ يأتي علي سامي النشار والذي تجاوز الشك بأعلانه أن ابن سبأ شخصية وهمية .
ومن ثم يأتي علي الوردي والذي يقول : " يخيل أليَ أن حكاية أبن سبأ من أولها الى أخرها , كانت حكاية متقنة الحبكة رائعة التصوير " , وقد بين الوردي أكثر من مره في كتبه بأن الأسلام في عهد عثمان لم يعد كما كان في أول الدعوة, فقد أصبح الأسلام قوياً متينا في هذا العهد ومن التسفيه أن يقال بأن شخص طارئ حديث الأسلام قد أستطاع أن يؤئر على المسلمين ويحقق أهدافه .
ويعد الوردي أول من ذهب الى القول بإن أبن السوداء هو عمار بن ياسر الذي ثار على الأغنياء هو وأبو ذر الغفاري .
أما حجج النافين لوجود أبن سبأ فهي :
أكثر النافين لوجوده يستندون على أن الأغلب في الروايات التي نقلها الطبري في تاريخه والذهبي في تاريخ الإسلام تنتهي إلى سيف بن عمر التميمي الذي كان متهما بالكذب عند رواة الحديث كما أن مرتضى العسكري في كتابه (عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى) ينقل جملة من الروايات الخرافية التي تناقض العقل والتي نقلها الطبري عن سيف بن عمر وأحدها حديث سعد بن أبي وقاص مع قطيع من الثيران. قال الطبري: ((كان عبد الله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء أمه سوداء فأسلم أيام عثمان ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول إضلالهم فبدأ ببلاد الحجاز ثم البصرة ثم الشام)). أما أبي زهرة وفي كتابه تاريخ المذاهب الإسلامية قال: ((عبد الله بن سبأ كان يهوديا من أهل الحيرة، أظهر الإسلام)). فهو في هذه الروايات تارة من أهل الحيرة وأخرى من أهل صنعاء، وهو عند ابن حزم والشهرستاني وغيرهما ابن السوداء،
الإختلاف في وقت ظهوره فالطبري وجماعة يصرحون بأنه ظهر أيام عثمان بينما يذهب جماعة آخرون إلى أنه ظهر أيام علي أو بعد موته ومن هؤلاء سعد بن عبد الله الأشعري في كتابه المقالات وابن طاهر في الفرق بين الفرق وغيرهما كثير وقد استعرض الدكتور طه حسين الصورة التي رسمت لابن سبأ وانتهى إلى أن ابن سبأ شخصية وهمية خلقها خصوم الشيعة ودعم رأيه بالأمور التالية :
أولا: إن كل المؤرخين الثقاة لم يشيروا إلى قصة عبد الله بن سبأ ولم يذكروا عنها شيئا.
ثانيا: إن المصدر الوحيد عنه هو سيف بن عمر وهو رجل معلوم الكذب، ومقطوع بأنه وضاع.
ثالثا: إن الأمور التي أسندت إلى عبد الله بن سبأ تستلزم معجزات خارقة لفرد عادي كما تستلزم أن يكون المسلمون الذين خدعهم عبد الله بن سبأ وسخرهم لمآربه وهم ينفذون أهدافه بدون اعتراض : في منتهى البلاهة والسخف .
وحجج المؤيدين لوجوده هي :
جاء ذكره في تاريخ الطبري (عام 224هـ - 310هـ)، بينما صاحب مصنف ابن أبي الشيبة (153هـ - 235هـ)، فقد أورد في رواية ما يهمنا منها : « فقال عبيد الله بن عتبة (توفي عام 94هـ وقيل 98هـ) : إني لست بسبائي ولا حروري»، والمقصود أنه ليس سبائي (أي ليس من أتباع عبد الله بن سبأ) وليس بحروري (والحرورية هي إحدى فرق الخوارج)، وفي السند لا يوجد سيف بن عمر.
والجعفي الكوفي المتوفى عام (80 هـ) : «أنه دخل على علي بن أبي طالب في إمارته فقال: إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر، يرون أنك تضمر لهما مثل ذلك، منهم عبد الله بن سبأ، فقال علي: مالي ولهذا الخبيث الأسود، ثم قال: معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل، ثم أرسل إلى ابن سبأ فسيّره إلى المدائن، ونهض إلى المنبر حتى إذا اجتمع الناس أثنى عليهما خيراً، ثم قال: أو لا يبلغني عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري »، وفي السند لا يوجد سيف بن عمر.
ولم ينفرد الطبري وحده بروايات سيف، بل هناك روايات لسيف تتحدث عن ابن سبأ لا توجد عند الطبري.
وأن سيف بن عمر ليس هو المصدر الوحيد لأخبار ابن سبأ، بل هناك روايات كثيرة تذكر ابن سبأ ولا ينتهي سندها إلى سيف بن عمر..
ويعتبر سيف بن عمر ضعيف في رواية الحديث، لكنه عمدة في التاريخ. وهناك فرق بين شروط رواية الحديث وبين شروط رواية الأخبار الأخرى.
وتؤكد مصادر التاريخ أن عبد الله بن سبأ لم يكن يعمل وحده، بل كان زعيماً لفرقة سرية تسمى بالسبئية، استمرت بعده بهذا الاسم لفترة طويلة. فمثلاً قال يزيد بن زريع: رأيت الكلبي يضرب يده على صدره ويقول: "أنا سبئي، أنا سبئي".



#رباح_حسن_الزيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاة السلفية بين مطرقة الوردي وسندان الجابري
- اين الطريق ؟ أعلمانية ؟ أو أسلام ؟ أم توفيق ؟
- الديمقراطية في الأسلام كما يراها علي الوردي
- بذور العلمانية في الأسلام
- مقالة / المد والجزر بين علي ومعاوية
- مقال / من شب على شئ شاب عليه


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رباح حسن الزيدان - السبئية بين الحقيقة والخيال