أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - ذؤابة الصهباء














المزيد.....

ذؤابة الصهباء


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3310 - 2011 / 3 / 19 - 12:32
المحور: الادب والفن
    


نعم للوجوه القارورية سمات وصفات تحيّر الناظرين ولكن وجه هذه قارورة العسل، كان حمرة مشرقية للشمس تداعب الأجفان و تثيرالجنون والعيون بدعكات شعاعها البرّاق ولمسات بهائها الحراّق!
كان متجره القريب ذو فاترينة تتيح له التامل في وجوه المتبضعين بأسطع من تاملهم نماذج ملابسه المعروضة..
سحنات وسحنات ذكرية وأنثوية تمرّ على الشبكيات كل يوم لايرتسم من مصفاتها في ذاكرة الشبكيات، إلا القليل النزر..والبقية (دليت) بالمفهوم التكنلوجي للحاسبات ولكن ذاك الوجه الصهباوي الذي لم يفقد عذرية النمش كان يبحر لوحده في موج الدفق اليومي لسيل الناس كتسلسلات إنهمار.. شريط فلم سينمائي .. يتمنى الرائي...أن لايرى كلمة النهاية.
كانت الذؤابة تتدلى كعنقود عنب مرتجف... بهية الرونق الآخاذ.. جمّارية وجناتها القرمزية تتنازع مع حلكة اللون القرمزي الرابض في بلل رضاب الشفاه على لقب الاقتل والافقأ لعيون تربصت!
الذؤابة ترفض المكوث على الجبين اللجيني وتنتقل ككناري قفيص.. حائرة موقف اللبوث.. فتغادر مساحة هطولها لتتكثف سحابة تمزق بمطريتها شبكية المسمى عيني! او ككنغر صغير يتقافز جذلا من جيب مدرعة امه في مرج من المروج....
احتار في زوايا الشبكيات اين تمعن التحديق؟ لسطح سفح جمالها المتمايل الجسد...أم لقمته في الرأس الذي يحوي غابة جمالها الممِزق شغاف قلب الناظر ..شعر احمر صهبائي ووجنات تولّد تورّدا للورد ام قرمزية شفاهها المتقافزة الصمت والسكون وإن انبلجت أم لسطوعية التلؤلؤ في اسنانها لتسحق كرامة عينيك!
أين القوافي؟ أين تجميع شتات الكلمات؟ لمْ تهرب الحروف من بين الانامل؟ لماذا تلاحقني سياط شتات القواعد اللغوية لما ترى محياها؟
كان ذاك الشعر الاحمر الصهباوي يتقافز كدمعة في مآقي الاحزّان يسافر في كل الجهات فتقوده لفتة الوجه النقي لمساره السككي لايمنعه قيد الشريط الاصفر البراق الساطع من جنونية التطاير والتحليق قاتلا كل متأمل!!! ممزقا بمخالب عفويته.... البطينين وا لاذينين فلم يبقى للقلب شغاف أو مسمى..
لم تطل عليه... بل هطلت!!!
أنطوت ثواني المشاهد وكانها ترتدي زي الأيام... كان فرحها وضحكتها العصفورية التقافز تأسر المشهد كله.. تتسامر مع رفيقة طريق تتناثر من ثغريهما إطلالات فرح وتغنج... يقتل رتابة صمت الأرصفة.. يتدخل القدر الأحمق الخطى...في قرب ناصية الطريق الفرعي..لا زحام يأسر المشهد.... سيارة هوجاء القيادة تقترب من بعيد... ترتدي آزياء دهشة الناظر بسرعتها ..يتقادم معها سيل غريب لإصطياد بسمة الصهباء الغافلة عن خطر القدوم... رعونة لاتوصف... صوت فرامل فاشل... لترتطم مقدمة التهوّج الرعوني برأس التوهج الصهباوي!
إنطفأت البسمة الصهباوية على الفور .. مسك الحزن بتلابيب الرصيف والشارع... غادرت بسرعة البريق ،الذؤابة في اللجين المدمى...مواقعها لترتسم بريشة مدماة ،في شبكية كل ناظر...انهالت بمدرارية ،دميعات وشهقات وآنات نسائية سريعة الإستدعاء والقدوم فقد تعودت العراقيات أن تكون دموعهن دائما خارج الخلايا الدموعية في الاجفان المعروفة طبيا ،لتترقرق في المآقي.. ولاتحتاج لنغمات التنزيل!!
سيطر الانذهال على بقعة التوصيف .. ارجوك يازمن التصبر دعني الملم شتات حزني الناهل من شلالات الأيام ومن بستان اضطرابي دعني امسك بتلابيب شجني فقد حلقت نوارسهما اقرب من حبل الوريد ،يقصفان بؤبؤي ا لعين وشبكيتهما
مرة أخرى يكون ربيع متعة الصهباوية، خريف للموت المتربص لنا في غابات اللاتوقع كانت الذؤابة تهرب من أسوار قلعة القوافي.... لتدخل ملكوت الرحيل الأبدي.. فقد وُجدنا ليتلاعب بنا مكث الحزن!! ولنستذوق شهد الشجن...
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للاحزان العراقية ،مجاديف في بحر النفوس الصبورة
- نصب تذكاري للشهيد فيصل الخفاجي في الغراف
- من عناقيد الحزن المتدلية،إزدياد الطلاق في العراق
- الشيوعيون يقودون مظاهرات ساحة التحريك في بغداد
- ديمقراطية تنهشها أفاعي وعقارب الفساد
- متى يُطلق سراح السلف الوظيفية؟
- ثورة واسط شرارة للقضاء على الفساد
- ليست سفينةالتموينية وحدها سترسوا فقط عند شاطيء ثورات غضب عرا ...
- نعم أكررها أعطوا وزارة التجارة للشيوعيين
- 99
- بدل حبو المنون ،تسلق لجاسم الجنون
- ماهو مستقبل 943قرىة في الديوانية ؟
- انتهت معركة الوزارات ،بدأت معركة مناصب الدرجات الخاصة
- بعد تسعيرة الكهرباء العراقية الجديدة للماء شهوق تسعيري!!
- أول مطبات الحكومة.. مطب غاز ونفط كردستان
- معضلة الكهرباء العراقية تحلّها الامم المتحدة
- مظفر النواب وزيرا للثقافة العراقية
- من حزمة المناصب الحكومية،الشيوعي مستحيل النول والمرأة بالنصي ...
- دمعة على خد الموت
- هل سينال الشيوعيون العراقيون اليوم مناصب حكومية؟


المزيد.....




- انطلاقة قوية لفيلم الرعب -ويبنز- في أميركا بإيرادات بلغت 42. ...
- الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُ ...
- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...
- سليمان منصور.. بين الريشة والطين: إبداع مقاوم يروي مآساة وأم ...
- أمير تاج السر: أؤرخ للبشر لا للسلاطين والرواية تبحث عن الحقي ...
- العودة إلى زمن (المصابيح الزرق) لحنّا مينه.. علامة مبكرة من ...
- حسين الجسمي يحيي -ليلة من العمر- في الساحل الشمالي وليلى زاه ...
- أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - ذؤابة الصهباء