أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - دمعة على خد الموت














المزيد.....

دمعة على خد الموت


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 20:07
المحور: الادب والفن
    


بالضد من النظرة المجتمعية المنغلقة .. كاد الأب يطير فرحا بأجنحة تحليق فرناسية لما عرف مولدها الميمون فقساوة البيئة الحاقدة على مُنجبات البنات لم تكن لها ارضية في ذاته..ولإنها تختار للبنات في الغالب أسماءا تراثية مأثورة تيمنا بالاصل ،أختار الأب كسر حاجز التخوف المرسوم بخط إستواء الوهم..فسماها خارج المألوف التراثي...ورودا..لانها في واقع ميسمها لم تكن إلاقبضة من باقة ورد فوّاح تجمعت بصيغة فتاة!
وجه أقهدي بضّ وجبين لُجيني آخاذّ وعيون تتنورس فيها ومضات شروق للبراءة سواطع.. ورموش تحلّق حولها نوارس بحر الجمالية الفريدة. كان وجه ورود مُصاغا ليحمل الناظر على تذوق الحزن كعنقود ألم متدلي ..تراها فتحس بمذاق السعادة وتفارقها لتحتضن كمدا غريب التكوين..تعكسه لك انوارها ليقترب من ضفاف الرائي وليحمل مغادر لمحها،أشواق محطات الرحيل..نمتْ ورود وسط رياحين هي كانت شذاها وبهجة مونقة صاغتها حتى بنومها الطفولي وقفزت مع الزمن قفزات كنغرية...لتصل حافة السنتين دون ان تبلغ خط النهاية بسباق قفز الموانع الزمني الفتاكة..تربص بها المنون الغادر فقبض الموت على قبضة الورود ،ورود التي لم تُخلق إلا لرحيق ينضبلامحالة.. وهشم باقتها شرّ تهشيم..
قبيل زوال جمعة رمضانية..قائظيتها تبعث على تأفف مكتوم الهسيس..كان هناك للردى جرس يرّن من بعيد ..يقترب من مملكة الغفلة في اهلها غازيا..حاملا سيفه البارق الحقود
وورود تلهو في فناء الدار بلادرع حصين!! كان الموت يترصدها خلف المآقي وأقرب.. خلف جدران الجفون وأعمق..خلف الرياحين النواعس واعبق..وللإن لم يعلم الاب هل اقتربت هي من الموت أم إن الردى باغت فروسية سينمائية حضورها وبهائها الطاغي؟وجمالها البهي وصفائها النقي.. رحلت ورود كنسمة تعلقت بأهداب الخيال.. ومن فورية الرحيل الطائف الطائر كان الموت الغادر لايرقص جذلا لمقدمها.. فلم تك مديته لتحز إلا رقاب المتشوقين لمطلعها الباهر البهي..
أين ندفن باقة الورد،ورود؟ اختار لها المتشظي أبوها، أبعد جغرافية عن مقابر الأهل الذين أيقظهم من سباتهم مقدم غريمة الموت القنيص ورود! الأبعد في تلافيف المقابر والتجاعيد الصخرية الصامتة النحت والتي دمعت سكانّها على قدومها بيد من حملتها بين احشائها جنينا واليوم ومضة في عار الموت.. نامت هناك بينهم بلاصخب نسمع ولابسمة تمزق شغاف القلب..ليعود أبواها منكسرين الجناح صمتهم نياح ودموعهم نزف وشهقاتهم حشرجات قواتم كواتم..تعسا لقنص الردى.. فقد كانت ورود دمعة على خد الموت!
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سينال الشيوعيون العراقيون اليوم مناصب حكومية؟
- عمل المرأة -كاشيرة- حرام حسب فتوى لجنة الإفتاء السعودية!
- دوري مجاملات حسين سعيد
- دولة نوابها جميعا يريدون السلطة و يمقتون المعارضة
- لا تنبهروا !قيمة التعويضات العراقية لإيران المحتملة هي 1100 ...
- هل نخفي أعداد المصابين بالسرطان لاسباب أمنية؟
- هل تصبح البصرة إقليما بالحقيقة لابالحلم؟
- ميزانية النظافة البصرية لسنة 2011 تقدر ب50 مليار دينار!
- عندما يكون التعليم تشريدا للطلبة والطالبات!
- من أسباب هجرة الصابئة العراقيين،قطع أرزاقهم!
- عندما يكون راتب الموظف العراقي أعلى من راتب كاميرون!
- روح تتنورس بهاءا
- سفارتنا في الدنمارك لاترحم غربة الميت العراقي فكيف لوكان شيو ...
- المنع السعودي يُلجم أفواه مُطلقي الفتاوي الكيفية
- الفضيحة التربوية في وزارة التربية العراقية
- لإشقاؤنا الكويتيون أطفئوا الغلّ قبل الديون
- هل تصدق ؟ السرطان في الفلوجة أعلى نسبة منه في هيروشيما!
- عراقية حكما دوليا في بطولة العالم لرفع الأثقال للمعاقين
- شذرة وشذى من نبوغ الطبيبات العراقيات
- 60% من أطفال بابل يتعرضون للعنف المنزلي


المزيد.....




- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...
- موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة تر ...
- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - دمعة على خد الموت