هل تصبح البصرة إقليما بالحقيقة لابالحلم؟

عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 22:29
المحور: المجتمع المدني
    

نعم كل مايقال عن البصرة لايجعلها محافظة متميزة بانها تحوي كذا مليار برميل من النفط العالمي ولسنوات تبضب به الطاقة النفطية تبقى البصرة مستودع ذخر العراق عصية آبارها على النفاذ!
البصرة بالعمران تشبه مدن الموت التي ترسمها افلام هوليوود تستحق ان نضع لها كحلة بالعين وحمرة على الشفاه وتزويق ميك آب مناسب لنخدع الأبصار بانها المدينة التي ميزانية الوطن كله تتكأ عليها بنسبة 80% على أقل الأحوال ولكن قلّبوا مواجعكم معي! كم مدينة بصرية في وسطها واطرافها تسمى مدينة بالمفهوم الحضري للمدن؟ أقول نسبة صفر قد أُتهم بالتشاؤمية فماهي مستلزمات الرفاه المدني الحضري؟ بيوت بناء من الطراز الترتثي؟ لامانع تثير البهجة ولكنها بيوت والله أراها كبيوت للموتى في مقبرة النجف الاشرف الخالدة!
مياه من الاحلام صفائها ونقاوتها وإستمرارها التذوقي المناسب وشبكات متهرئة صدئة قديمة جدا ربما تعرف الحقبة العثمانية! أدخل أي بيت بصري سترى العجب العجاب! ثم تلك الطاقة المسماة كهربائية والتي لوحدها هي جرح نازف في خاصرة الوطن تكاد تتأبد وعصية التصديق انها لن تنتهي ازمتها! اما الشوارع والمجاري فحدثّ ولاحرج والفقر الذي ضرب بأطنابه تلك وجوه الاطفال البريئة التي تشكو فقر الدم العالي البيان دون الحاجة لفحص العين فالبشرة الطفولية هي النداء! وعندما ترى اغلب نساء البصرة تشعر انك تحتاج لقلب جديد يستطيع ان يتحمل صدمات صبرهن وزهون بمعترك الحياة الصعب الذي يقارعن فيه الفاقة بطاقة مستحيلة التصديق! اما رجال البصرة وشبابها فيقارعون الفقر والفاقة والحاجة كمن ينحت في الصخور ولو كنت هناك املك سلطة صحية او حكومية وأحصيت حالات الوفاة بالجلطة والسكتة والتوقف القلبي والسكر والضغط لوجدت رجال البصرة اسطع مظاهر الوطن كله بسمو إرتفاع هذه النسبة!
الخبر الجديد هو إن مجلس محافظة البصرة صوّت بالاجماع على مشروع فيدرالية البصرة !!؟ ليس هذا خبرا صحفيا بل هو نقلة كبرى في حياة نقل هذه المحافظة من الموت السريري للحياة الحقيقية حيث أن الموضوع احيل الى مفوضية الانتخابات في البصرة التي بدورها ستحدد موعد التصويت على قانون فيدرالية المحافظة ، لان النصاب الدستوري في تقديم مشاريع القوانين بالمجلس يتطلب تقديمه من قبل ثلث الاعضاء . ( يبلغ عدد اعضاء مجلس محافظة البصرة 36 عضوا ) ويحق لكل محافظة او اكثر بموجب المادة 115 من الدستور تكوين اقليم بناء على طلب بالاستفتاء عليه ويقدم اما بطلب من ثلث الاعضاء في كل مجلس من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الاقليم او من خلال طلب من عُشر الناخبين في كل محافظة من المحافظات التي تروم تكوين الاقليم. وكان النائب السابق وائل عبد اللطيف اعلن في شهر تشرين الثاني نوفمبر عام 2008 تقديمه قوائم إلى مفوضية الانتخابات تحمل تواقيع أكثر من 34 ألف مواطن يؤيدون إقامة إقليم البصرة ولم ينجح المشروع وقتها بالحصول على الاغلبية إذ لم يتحمس له البصريون وقتها مثلما هي حماسة اليوم. اذا تحققت للبصرة نيتها بالاقلمة سنجدها محافظة من طراز آخر سنجدها كاليابان في جسورها رويدا رويدا فلاساحة سعد ولاوعد ولازحمة العشار و نظافة سوق الخضارة ولاشوارع الخمسة ميل والكزيزة وتطوير الزراعة ومصانع البصرة الضخمة كالورق والبتروكيمياويات وجسور خلابة على ضفاف شط العرب ومؤاني تضاهي مؤانيء دبي وغيرها وطرق سريعة دولية متميزة تربط البصرة بكل دول الخليج تقصّر مسافات التواصل وتطوير مطار البصرة واستيعابه وسيارات حديثة وملاعب كروية متميزة السعة والبهرة النظرية بهندسيتها وحدود متطورة البنايات والمرافق الخدمية وفنادق سياحية اجمل من مشروع النخيل فهي في مدينة النخيل المتالم! ومحطات للقطار دولية تصل ايران وتركيا لاوربا وكل دول الخليج.. هذا بعض من آحلامي بالبصرة كأقليم! انها نقلة كبرى سنوات سنرى ثمارها ولكن هل سيكون للقرار تسييس؟ وتغيب هذه التمنيات الكتابية ويطويها النسيان؟ هنا قد تسكب العبرات فياما اكثر أحلام العراقي دون جدوى!
عزيز الحافظ

#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل