|
غزوة الكتيبة ..!!
أكرم الصوراني
الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 11:42
المحور:
القضية الفلسطينية
قبل أيام نشرت مقالاً عنوانه الخامس عشر من آذار ، اقتبست في سياقه بعضاً مما ورد في برنامج حركة حماس الانتخابي ، من تشجيع الحريات السياسية ، واعتماد لغة الحوار ، وتحكيم العقـل ، واحترام الحريات العامـة ، ورفض مصادرة الـرأي ، ووقف الممارسات الخاطئة والتعسفية وضمان حريات المواطنين ، وضمان حقوق الأقليات واحترامها في جميع المجالات على قاعدة المواطنـة الكاملـة ، وأن الحوار فقط هو المنهج المقبول لحل الخلافـات ..!! وقد اتضح "المنهج المقبول .." جلياً في "غزوة الكتيبة" ، حينما اعتمد أصحابه "لغة الحوار ..؟" ، "وتحكيم العقل ..!!" في تعاملهم مع الشباب ، حيث صدقونا الوعد في "احترام الحريات العامة ، ورفض مصادرة الرأي .." فكان "الحوار فقـط .." سيد الموقف ، حوارٌ بالعصي ، وبالهراوات ، تُوّج بحرق خيام الاعتصام السلمي ، الذي لم يردد فيه الشباب الفلسطيني إلا شعاراً يتيماً تحشرجت فيه حناجرهم وهم يصيحون (الشعب يريد إنهاء الانقسام) ..!
وكنت قد طمأنت الشباب الحريص على إنهاء الانقسام ، أن " .. خروجه في اعتصام آذار هو استخدامٌ طبيعي لحقه في التعبير عن رأيه ، ذلك أن حقوق المواطن مكفولة بالقانون ، وببرامج مرشحيه ، ومنهم الأخوة في كتلة التغيير والإصلاح الذين أكدوا في برنامجهم على تحقيق مبدأ مساواة المواطنين أمام القانون ، وأنّ أمن المواطن وتوفيره من الأولويات ، فلا يتعرض أحد للاعتقال التعسفي أو التعذيب أو الانتقام ، لا بل العمل على ترسيخ ثقافة الحوار ، واحترام كل الآراء ، وضمانة حق الصحفيين في الحصول على المعلومة ونشرها ، والاعتراف بالقوى السياسية وتشجيعها ودعم مؤسسات المجتمع المدني المختلفة ..! " . وحقاً هذا ما كان ، فقد تبين للعامة أن حقوق المواطن مكفولة بالضرب ، وبالشتائم ، وأن أمنَه محفوظٌ بالمطاردة في شوارع وأزقة الكتيبة التي اصطبغ لونها بلون الشباب ورائحة عرقهم الأزكى من رائحة الانقسام ..! ، هذا إلى جانب تجلي مفهوم ترسيخ ثقافة الحوار ، واحترام كل الآراء ، في ساحة الكتيبة ، بعد تكميم أفواه المتظاهرين وملاحقتهم ، وضمانة حق الصحفيين في الحصول على المعلومة ونشرها ومصادرة كاميراتهم وأشرطتهم وملاحقتهم حفاظاً على سلامة سمعة القامعين ..!
كتب د.أحمد يوسف القيادي في حركة حماس قبل ثورة الشباب بأيام " .. لقد تصدرت كوادر حماس وبعض فصائل العمل الوطني حركة النزول إلى الشارع ، مطالبة بإنهاء الانقسام والحصار والاحتلال ، وهذا –بلا شك- يقطع ألسنة كل من يحاول التحريض والإدعاء بأن الأجهزة الأمنية في غزة تتصدى لكل مظاهر الاحتجاج والتظاهر وتمنعها بالقوة ..!" . عزيزي د.أحمد بعد "غزوة الكتيبة" ، لم يعد هناك تحريض ، ولم يعد هناك ادعاء ، بل باتت هناك حقيقة ، أغنتها صور الصحافة ، وتقارير الجزيرة وغيرها من وكالات الأنباء إلى جانب ضلوع الشباب المتكسرة ، هذه الحقيقة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ، أن الأجهزة الأمنية في غزة تصدت لمظاهر الاحتجاج والتظاهر ومنعتها بالقـوة .. وكنت قد أضفت يا دكتور في مقالتك التي تساءلت فيها (هل ينجح الشباب في إنهاء الانقسام ؟) " .. أن ساحات الجندي المجهول والمجلس التشريعي وفضاءات الشوارع الملاصقة لهما ستشهد في الخامس عشر من آذار/مارس أوسع حشود طلابية تنادي بإنهاء الانقسام ، في مسيرات هي أشبه بالعرس الوطني ، تعكس روح التآخي وحركة الوعي لهذا الشعب الفلسطيني العظيم .." ، ويؤسفني هنا مشاطرتك الحزن ، فالعرس الذي أردته أنت وأردناه نحن وطنياً تحول إلى بيت عزاء ومأتم لحرية الرأي والتعبير ..! وقد أضفت " .. أن الشارع سيقول كلمته في الأيام القادمة .. " ، لكنهم وأدوا صوتنا يا دكتور، وإن كان فينا بقية من حناجر ما زالت صالحة للأيام القادمة ، لنقول من جديد أن الشعب يريد إنهاء الانقسام ، وما أتفق معك فيه كما ورد في مقالتك أن " ..غضب الشارع سيتهدد الجميع ، وسيخرج جيلٌ من صميم واقعنا المرير قويُّ البأسِ جبّارٌ عنيد ، يمتلك الزمام لطرح مبادراته ويفرض بطريقته التغيير المطلوب على الجميع .." .
في كل الأحوال بقي أن نتقدم بالشكر من الأخ أبو العبد هنية الذي أشار إلى أن " .. حكومته أعطت التعليمات الواضحة لإنجاح فعاليات الحراك الشبابي ، وتوفير المناخ الميداني اللازم حتى تعكس الوجه الحضاري للشعب وتؤكد على الرغبة الوطنية الصادقة بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الجغرافية للشعب .." ! وهنا أتنحى جانباً لأترك التعليق لفصائل العمل الوطني ، ومنها حركة الجهاد الإسلامي التي أدانت بشدة تفريق الاعتصام السلمي في ساحة الكتيبة بغزة بالقوة من قبل شرطة "حكومة غزة" ، فقد صرح القيادي في الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش " .. إننا ندين فض التجمع بالقوة ، معتبراً انه يستهدف إجهاض مبادرة الأخ إسماعيل هنية لاستئناف الحوار و تجاوزاً للوفاق الوطني بحماية المتظاهرين من قبل الشرطة " ، مطالباً " بإجراء تحقيق ومحاسبة الجهة التي أصدرت القرار .." . إلى جانب ذلك ، أدانت الجبهتان الشعبية والديمقراطية "قمع حماس للاعتصام السلمي واستخدام القوة ، والاعتداء بالضرب على المعتصمين في ساحة الكتيبة ". كما استنكر حزب الشعب الفلسطيني بشدة قيام " الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة باقتحام التجمع السلمي الشبابي والاعتداء على المواطنين وحرق خيام الاعتصام ، الأمر الذي يتنافى مع كل الأعراف والتقاليد الفلسطينية " ، واعتبر الحزب في بيانه " أن هذه الخطوة تتعارض بشكل كامل مع التصريحات الإيجابية التي أطلقها الأخ إسماعيل هنية ظهر اليوم " .
بقي أن أقول لكم ، وبرغم أية عوامل ، وبرغم أحداث الخامس عشر من آذار ، والتعب والنعاس الذي أصابني وأصابكم أنّ الشعب ما زال يريد إنهاء الانقسام ..
16/آذار/2011 أكرم الصوراني
#أكرم_الصوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وطن خارج التغطية ..!!
-
عُراة ولكن ..!؟
-
هل أتاك حديث الصحافة ..!؟
-
مدوّن مقهور : اعتباراً من الغد الشعب الفلسطيني لا يعترف بشرع
...
-
معادلة وطنية ..!
-
في الغباء الوطني ..!
-
بيان من الشعب الفلسطيني على رغيف ناشف
-
دعوة للتبوّل -الوطني-
-
انفلونزا وطنية ..!
-
إشاعة من مصدر موثوق ..!
-
آحاد .. عشرات .. وصفرٌ كبير ..!
-
كتابه على -بسطة- الوطن ..!
-
أصبع وطني ..!؟
-
وطنٌ أم مبغى ..؟
-
قطعاً لل (وتر) ..
-
حقنة وطنية ..!
-
باب الحارة ..
-
برقية عزاء ..!
-
لا تقرأ هذا المقال ..
-
قصَّة فُلان ..؟
المزيد.....
-
إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل
...
-
-التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم
...
-
أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
-
ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
-
-حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع
...
-
زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا
...
-
تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
-
ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
-
زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
-
-بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس
...
المزيد.....
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|