قصَّة فُلان ..؟

أكرم الصوراني

الحوار المتمدن-العدد: 2748 - 2009 / 8 / 24 - 07:09
المحور: كتابات ساخرة
    

في قاعة البيت تجمهروا .. حضروا جميعا وغابت صاحبة العرس ، تركتهم وجلست بعيداً على النهر ، الجمع كان غفير ، حضر الطيب والشرير وصاحب الشعر الغزير ، والأحمر منهم والأصفر ، وحامل الذنوب ، وفـلانٌ وعلان وآخرون يتثاءبـون ..
كتاب الحيوان للجاحظ جاء على ذكر أرسطو لكنه لم يذكر قصَّة صاحبنا فـلان .. الرواة يقولون أن فلاناً هذا كان شقياً جداً ، في صغره ربط غَـزَّة من شعرها على فرع شجرة باسقة ، ومع مرور الأيام انقطع حبلها السّري فسقطت منه على الأرض ، ومعها سقط الوطن كسقوط بغـداد ..
في ملف التحقيق أرجع الخبراء سبب السقوط لعدم إتقان المذكور فن الربـط ، فريقٌ من وكالة ناسا الفضائية ذهب إلى القول أن الخيط لم يكن أمريكيا بما فيه الكفاية .. آخرون ذهبوا إلى أن حرارة حزيران تتحمل عبء المرحلـة ...! المهم أن قضية السقوط قُيِّدَت ضد مجهول مع أن الفاعل معلوم .. المعنيون بالقضية تحروا وتابعوا سيرة فلان ، سمعوا أن نجمه صعد بعيداً عن خط الاستواء الوطني .. واستقر في مركز الكون بأصوات الغائبين ..!
شدة الفلتان كانت أقوى من جاذبية الوطن .. فلت الجميع هناك .. قرروا ألا يقرعوا جدار الاسمنت المشبوه ، لكنهم قرعوا جدرانا أكثر شبهة ، لم تعد صالحة للاستهلاك الوطني ..
من شرفة نهرها طلت صاحبة العرس ترقبهم ، وبصمت العاجز قرأت على نفسها الفاتحـة ..
في يوم لا تاريخ له يقال أن فلان تناول ملعقةً من السياسة الحارة على معدةٍ فارغة فتقيأ السلطة شرابـاً سَكِرَ منه الآخرون .. ولهؤلاء الآخرين قصة قد تشبه مع مرور الزمن قصة فلان ، فهم من حمد الله عليهم تعلموا فن الطبخ ، وقرروا ألا يتقيؤوا بقايا الحكم هناك ، تعاطوا السياسة شماً وكماً وفي الوريد فأدمنوا السلطة من غير أفيـون ..!
الأطباء نصحوهم أن يوقفوا "حَلـبَ الوطن" ، فآخر الدراسات العشوائية ذكرت أن عملية الحلب الوطني –إن تمت بغير خبرة- تكون لها مضاعفات خطيرة ، وقد تسبب تضخماً في "بروستاتا الشعب" الملتهبه أصلاً .. بالمناسبة (البروستاتا) كالليمونة في حجمها ، تقع أمام المستقيم وتحت المثانة ، وأي التهابٍ أو تضخمٍ أو ورمٍ بها ينعكس سلباً على كفاءة وظيفة الفحولة عند الرجال ، في أغلب الحالات قد لا يجدي التدليك نفعـاً ، وتمسي العملية الجراحية الخيار الوحيد لاستئصال الـورم ..

#أكرم_الصوراني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات