إشاعة من مصدر موثوق ..!

أكرم الصوراني

الحوار المتمدن-العدد: 2837 - 2009 / 11 / 22 - 19:29
المحور: القضية الفلسطينية
    

مساء الأمس عزمت تبييت النيّه على مشاهدة برنامج تبثه الجزيرة عنوانه (الإسلاميون) ، لم تكتب لي الزنّانه مشاهدة الحلقة من شدة حفرها أعلى الفضاء ، كما أن تردد الكهرباء في دخول المنزل أحبط شهيتي -في المشاهدة- المُحبَطَة أصلاً من سيرة المذكورين ، المهم أن بطارية جوالي المشحونة أسعفتني في تقصّي أخبار القصف المسائي على غزّة ، الحصيلة الأولية للإصابات ، ورشة للحدادة وبقايا نفق ، مضافٌ إليها ثلاثة أجسادٍ بشرية صالحـة للحيـاة ..

في الآونة الأخيرة قررت أن أصمت قليلاً لأسمع الكثير ، وأن لا أصدق كل ما يقال .. وجدت نفسي مدفوعاً للكتابة هذه المرّة لسبب أجهله ، ولم أكن لأكتب لولا ارتطام قدمي اليمنى برزمة أسئلة مربوطة في زقاق عقلي المعكوف على شكل علامة استفهام كبرى تشبه مستقبلنا المبني للمجهول .. أمام شارع خلاياي الدماغية لمحت في ثنايا الذاكرة عنوان كتاب يروي قصة مدينتين ، وحدوته ممله تحكي آلية ترتيب البيت الفلسطيني ، وموعدٌ على العشاء لتوقيع –وإن شئتم الدقة- لترقيع الورقة المصرية ، وتهديدٌ من الباطن ، من مصر للجزائر ، ولكل من يماطل ..

الأنباء هنا تتحدث عن شيء ما سينزل من السماء ، كالكتاب الذي نزل مؤخراً لأحلام مستغانمي تحت عنوان (نسيان دوت كوم) ، الفلسطينيون يرقدون هنا تحت (عدوان دوت كوم) ، إشاعات عن قصف جوي على أنف وأذن وحنجرة غزّة ، عشية رأس السنة الميلادية ..
في هآرتس الإسرائيلية يشيعون أن العملية القادمة ستحمل اسم (بكاء الرجال) ، مع أن آخرين اقترحوا (اللحم المتطاير) ..! فحوى الشائعة ، أن بنك الأهداف هذه المرّة سيصل إلى شبكة أرقام مشفّره ، والمدة الزمنية للبكاء عشر دقائق ، المهم أن رؤيا أهل الكهف في غزّة بدأت بـ تأليف سيناريوهات العدوان الجديد ، فرصة ذهبية للـ(فاضي) ؛ ليلعب دور الـ(قاضي) في استخراج مكبوتات النفس البشرية من داخل منجم عقله الباطـن ..

إشاعة ثانية ، مصدرها هذه المرّة دائرة الأرصاد الجوية ، التي توقعت أن يكون الجوّ نهار الجمعة المقبل -الذي يوافق أول أيام عيد الأضحى- ماطراًَ وعاصفـاً ..
أما "الإشاعة" المؤكدة ، والتي تصدرت عناوين الأخبار فمفادها ، أن منعاً لإطلاق الصواريخ من غزّة جاء نتيجة لـ"توافق وطني .." ، ولجملة قديمة/مكررة يطلقونها "حفاظاً على المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني .." .

في تأكيد الخبر ، تصريحٌ لـ/وزير داخلية غزّة/ يقول : "لا نقوم بأي خطوة إلا وفق توافق وطني ، وقد جرى تقييم الموقف في قطاع غزة عقب الحرب الإسرائيلية المدمرة ، وتم التوافق على وقف إطلاق الصواريخ لإعطاء فرصة للناس في القطاع من أجل التقاط الأنفاس وإتاحة المجال أمام إعادة الاعمار" .. قيادي في الجهاد الإسلامي ، أكد عبر BBC أن لا اتفاق مكتوب ، ولا حتى شفاهةً بالخصوص ، الجبهة الشعبية أكدت عبر بيان لجناحها المسلح أنها لم تكن جزءاً من أي اتفاق يقضي بوقف إطلاق الصواريخ .. فصائل أخرى ، حالها كحال سوريا ، توعدت بالرد على القصف المسائي في الزمان والمكان المناسبين ..!

آخر الإشاعات المستهلكة ، أن شاليط قريباً سيرى النور .. وأن سعر كيلو اللحم بغزة سيصل عشرة شواقل بعد إنهاء الانقسام ، ومن دون ثمن في الحرب القادمـة ..!
في صندوق هدايا العيد ، برقية مستقبلٍ مجهـول ، لجيل معلـوم ، كُتب على غلافها (كـل انقسـام وأنتـم بخيـر ..) .

#أكرم_الصوراني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل