أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - يوم الإستفتاء يوم للغضب














المزيد.....

يوم الإستفتاء يوم للغضب


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3305 - 2011 / 3 / 14 - 03:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


إصرار عمر سليمان على المضي في خطته لرسم مستقبل مصر ، معتمداً على تحالفه مع الإخوان ، ظنا منه إنه بذلك قد شق صف المعارضة ، و أضعفها ، يجعلني أهبط بتقديري لذكائه ، لأن في ذلك دليل على أن تجربة الثورة لم تضف الكثير لعمر سليمان ، أي إنه لم يتعلم الكثير خلال ما إنقضى من عام 2011 ، و حتى اليوم ، الثالث عشر من مارس 2011 .
فبرغم ثورة شعبية سلمية أطاحت بسيده السابق عن عرشه ، على مرأى و مسمع منه ، ثورة شعبية لم يصنعها الإخوان ، و لم يشاركوا فيها في أيامها الأولى العصيبة ، و فقط إنضموا إليها بعد أن تأكدوا من شدة زخمها ، برغم ذلك لازال عمر سليمان يتعامل سياسيا على أن الإخوان هم القوة الرئيسية على الساحة المصرية ، و أن ضمهم لخطته يضمن نجاحها ، و كأنه غير واعي بأنه نفسه كان أحد الذين أسهموا في صناعة أسطورة الإخوان الذين لا يقهرون ، و ضخم قوتهم تضخيم غير حقيقي بإقصاء الأخرين بالقسر .
كل ما حدث من خطوات في مسار رسم مستقبل مصر بعد حسني مبارك يدل على تلك الخطة الخبيثة ، خطة تقاسم المنافع .
أولى تلك الخطوات كانت تشكيل لجنة لتعديل الدستور مختلة في موزاين تشكيلها ، حيث الأغلبية للإخوان ، مع إستبعاد كلي لكافة التيارات السياسية الأخرى ، و كانت النتيجة المنطقية لذلك الإختلال هي تعديلات دستورية معيبة هدفها ذهاب رئاسة الجمهورية لواحد من أتباع النظام الذي أسسه حسني مبارك ، و الأغلبية البرلمانية للحزب الوطني - سواء إحتفظ بإسمه ، أو تغير - مع قضمة معتبرة للإخوان ، حددوها من قبل بثلث مقاعد البرلمان .
و كأن الثورة كانت إخوانية ، أو إنها قامت من أجلهم .
حتى لو كان عمر سليمان يدرك الحقيقة ، و يعرف وزن الإخوان الحقيقي ، فإن في ذلك أيضا دليل أكبر على غباء عمر سليمان ، لأن الثورة - كما ذكرت - لم تكن إخوانية ، وبالتالي لتستمر فهي ليست بحاجة لإشارة المرشد الإخواني ، ولن تتوقف بإشارة منه أيضاً .
سيقول البعض الأن ، من عملاء النظام ، و من السذج ، لماذا الغضب ، و هناك إستفتاء ؟
الرد على هؤلاء يقوم على فهم حقيقية من كان يقوم بالتصويت في الإنتخابات الماضية .
يجب قبل أن نقبل الإحتكام لإستفتاء فهم حقيقة من يملك بطاقات إنتخابية .
الذين يملكون بطاقات إنتخابية يمكن تقسيمهم إلى أربعة شرائح :
أولاً : أعضاء الحزب الوطني ، و كافة عملاء النظام الذي أسسه حسني مبارك .
ثانيا : أعضاء جماعة الإخوان المسلمين .
ثالثا : البسطاء الذين كانوا يرون في مواسم الإنتخابات ، و الإستفتاءات ، مناسبات للحصول على بعض المال ، و أحيانا وجبات طعام .
رابعا : قلة واعية سياسياً ، لا تنتمي للشرائح الثلاثة السابقة ، و هي أقل الشرائح الأربعة عدداً ، لأنها جاءت من شريحة إجتماعية تدرك عقم التصويت ، و بالتالي لم تحرص على إصدار بطاقات إنتخابية ، مع ملاحظة أن تلك القلة تنبثق عن الشريحة الممثلة للعمود الفقري لثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 .
إنها قلة من حيث عدد البطاقات التي تملكها ، أغلبية في الشارع المصري .
فإذا أضفنا لتلك الخريطة السيئة التوزيع ، عودة البلطجة مع تعيين لص الأراضي وزير للداخلية ، و عدم الشفافية في عملية التصويت ، حتى بعد التعديلات المعيبة ، و إستعجال غير طبيعي لتمرير تلك التعديلات ، دون إعطاء فرصة كافية لشرح الموقف للرأي العام بشكل مرضي ، فيمكن القول إنه لا توجد أدنى فرصة لكلمة : لا ، لتفوز .
لو قبلنا بالإستفتاء ، في ظل الظروف الحالية ، فكأننا نقبل للخصم أن يكون لاعب ، و حكم ، في نفس الوقت .
لسنا أغبياء ، أو بلهاء ، لنقبل أن يكون الخصم ، هو الحكم أيضا .
لن نخون ثورتنا ، و لن نفرط في دماء شهدائنا .
إذاً يبقى لنا الشارع لنقول قولتنا : لا لتعديلات معيبة فصلت من أجل فصيلين إثنين فقط .
يبقى لنا ميدان التحرير لنقول : لا لتعديلات تسرق الثورة ، و تهدر دماء شهدائها ، من أجل مصالح نفس المجموعة الفاسدة التي حكمتنا ثلاثين عاما تقريبا ، و لحليفتها الجديدة الإنتهازية .
يا عمر يا سليمان ، لقد أسقطنا سيدك من قبل ، و نحن بعون الله قادرين على أن نسقط دستورك بأكلمه ، و نستكمل ثورتنا .
نحن لسنا من هؤلاء الثوريين الموسميين الذين عهدتهم من قبل في حركة كفاية ، ثم في حركة التغيير ، الذين يلتزمون بالقواعد التي تضعها .
نحن لسنا البرادعي الذي يتشرط ، و يتقرط ، و يتغنج ، قبل أن ينزل لميدان النضال .
لسنا مثل البرادعي الذي ينسحب ، و يهرب عندما يرى الطريق مسدود ، و يقفز ليظهر في الصورة عندما تحين الفرصة .
شعارنا لم يتغير ، و دائما صوب أعيننا .
شعارنا : أن درب العدالة عندما يضيق ، و باب الحرية عندما يغلق ، لا يكون أمامنا سوى أن نمسك بالمعول لنوسع الدرب ، و أن نطرق الباب حتى يفتح أو يتحطم .
دستوركم ، يا عمر ، و يا إخوان ، و يا بقية الفاسدين ، و حلفائكم الإنتهازيين ،مع تعديلاته ، لن نقبلها ، حتى لو أسميتموه الدستور الدائم ، أو حتى الخالد ، و حتى لو وضعت ألف مادة فيه تمنع تعديله .
لقد أسقطنا ذلك الطاغية الجبار المتكبر من شهر تقريبا ، فهل سيصعب علينا أن نسقط دستوركم المعيب ، مع تعديلاته ؟
لا يجب الإكتفاء أبداً بالمقاطعة ، أو بالتصويت بلا .
بل يجب القيام بعمل حاسم فعال ، و أعتقد إنه ميدان التحرير ، إلا أنني أترك للقادة الميدانيين تقدير الموقف ، و التنسيق مع القوى الأخرى ، كما هي السياسة المتبعة ، و كما سبق في الدعوة لإحتلال مجلس الشعب في صباح السابع من فبراير 2011 .
ما نعدكم به يا عمر ، أنت و حلفائك الجدد الإنتهازيين ، أن الثورة ستطول ، و أن النصر سيكون في النهاية لنا بمشيئة الله .

13-03-2011



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الثورة أن تقدم دستورها البديل ، أو مشروع دستور 2012
- كنيسة قرية صول هي أيضاً ميدان التحرير
- دستور جديد ، دستور 2012 ، هذا هو المطلب
- الثورة هدم و بناء ، و علينا أن نهتم بالعمليتين
- لص الأراضي وزير للداخلية ، هذا ما تحقق
- ليبيا ، أو أسبانيا العربية ، تحتاج إلى متطوعين و سلاح
- عمر سليمان إختصر مصر في إخوان و أقباط
- عمرو موسى مرشح عمر سليمان
- الإخوان لا يريدون إسقاط النظام
- مصر أولى بذلك الدور نحو شقيقتها من حلف الأطلنطي
- كالفرنسية ، ستطول ، بالفعل دامية
- النظام البرلماني قادر على الإصلاح و البناء
- ستة أعوام للفترة الواحدة خطر في ظروفنا الحالية
- حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة
- هل قرروا البقاء لمدة غير محددة ؟
- هكذا سيتصرف الإنقلاب العسكري الحقيقي
- الشعب و جيشه ، أب و ابنه
- يجب إحتلال مبنى مجلس الشعب
- الإقتصاد نقطة ضعف نظام مبارك
- يا أهل الصعيد ، سيخجل منكم أحفادكم


المزيد.....




- حصريا لـCNN.. مصادر تكشف عن جهود إدارة ترامب -السرية- لإعادة ...
- سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بما قاله عن -أبناء منطقة الرئ ...
- تقييمات استخبارية: مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب سل ...
- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - يوم الإستفتاء يوم للغضب