أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - قبل الرحيل ... يا رفاق أين الطريق














المزيد.....

قبل الرحيل ... يا رفاق أين الطريق


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 986 - 2004 / 10 / 14 - 08:19
المحور: الادب والفن
    


وقبل أن اشد أمتعتي
وقبل أن أرسل برقية الوداع للام المنتظرة في آخر الزقاق
تسأل الرفاق
لماذا طال المساء
ولم أطل مرة أخرى كي أسألها
هل سيطول الفراق

يا أما تعد السنين بدقائقها
كي ترى الحاضر الغائب
في زحمة الوجوه
وأيام الوداع
قبل سنين

يا رفاق
لقد أبتدأ الحريق
فأين الطريق

يا رفاق أين الطريق
وأين الأعلام الحمراء
ترفرف حرة
وأين تودد العائدين من فوق آلف آلف طريق
خاضه من قبلنا الخائضون

يا أيها العائدين
من غبار المعركة
إن رأيتموهم فأخبرونا
بانا ذاهبون

آيها القادمون على جسر من الحزن والبارود
دلونا أين الطريق

عروس الشهيد على راس تل تنتظر
عروس الشهيد قد ملت القصر
يا حاملين لواء الثار
خبروها أنه قادم من خلف أفق جديد
ذاك الشهيد العنيد

يضحك الشهداء
وتزيدنا الأيام بكاء
آيها الواقفون على الأعتاب ادخلوا ... وشاركوهم دم أطفالنا
فما بقي لدينا للضيوف ما نقدمه غير الدماء
من جراح الأرض قمنا
نعانق الأشجار والعصافير
ونوزع لكل زهرة في المرج الأقحواني شهيد آو بندقية
من يحسن قراءة الإنسان غير الإنسان
ومن يحسن قراءة الأرض غير الشهداء

هم المجبولون بالدماء حتى الجبين
في لحظات وداع حزين

يا أرضنا هل تسمعين صوت الأنين
أم تنسين أصوات نواحنا حين تعانقين الشهداء
يا أرضنا رحمة
يكفينا ما فقدنا
فاكتفي بما أخذت منهم

يا عالما يودعنا حين نطلبه
ويخنقنا حين نحتاج هواه

يا ثورة تغدرنا حين نخلص لها
وثوار يبيعون ملابسهم قبل الدخول لاتفاق أو هدنة أو معاهدة سلام

يا سلاما لا نجده إلا في الكتب وكذب المستسلمين
وفي رائحة الماء وفي أضغاث الأحلام

يا من يجير الشهداء حين يرحلون
ويحميهم من كل راث أو تاجر سلاح أو جبان

يا إنسان لا نجده إلا في قبور الذين رحلوا من أجل الإنسان

هنالك دوما من ينتظرنا لان نقدم لاجله كل شيء
ودوما هناك لدينا وطن ينتظرنا لان نموت لاجله

لماذا لا تموت حجارة الوطن ليحيا الإنسان
ولماذا الإنسان كما أشجار الوطن وكما أطفاله وكما بيوته
مهددة دوما
بالهدم
والقتل
والحرق
والقلع
وسحق الإنسان بأيدي الإنسان

يا إنسان ... يا إنسان ... يا إنسان
من أين يأتي الأمان
في عصر يعصرنا كي نسدد ديون صندوق النقد
وكي نسعى لنصبح في مرتبة الحيوان
في قصر السلطان

يا وطني كم أنت بحاجة لصديق
يقنعك انك اكتفيت بأن تلتف بثوب الحداد

يا وطني كما أنا بحاجة إليك لتكون صديق

يا فاطمة يكفينا حزنا
فهيا نفيق
على طريق جديد
من زهر وبنفسج وعوسج
كلما امتد الطريق
يتسع المدى ولا يضيق

كنت دوما ترددين
الحياة موقف
وما نحن إلا موقف في حياة العابرين
فل تقبلين

يا فاطمة الاطفال والمشردين
منذ سنين في خيام اللاجئين
والمشردين على حدود الرافضين دخول الفقراء
والمصفقين للمهزومين
يا فاطمة الحزن الدفين منذ سنين
في قبور وصدور الثوار
هل ما زلت تسمعين
كفانا حزنا وأنين

يا أيها المرأة البارود هل تقبلين
أن نستريح تحت ظل شجرة جميز
أو ربما نحتسي قهوة مع الصيادين في الميناء
أو ربما نصطاد حزننا كما الأسماك
ونعيد ترتيب النجوم في السماء
قبل أن نفيق
فنجد كل ما في هذا العالم نعيق
ونختنق مليون مرة في الشهيق

هل تسمحين يا ميسم أن نسافر لغزة كي نعانق البحارين
حين يقررون عدم الرحيل
ونساوي هدنة مع البحر
قبل أن يقتلنا زقاق هذا الطريق الطويل
المعتم النهاية
والممدد أشيائه
بين كل حزن وثوري ورفيق وصديق ومنافق
وثوري قديم
يتناول قهوته في مقهى الغرباء
في أخر هذا الطريق

هل تسمحين بلحظة نستمع فيها لرنين أجراس بيت لحم
حين تفيق العصافير في الفجر
وتعدين لي القهوة ككل مساء لم تكونين فيه
وبعدك كنت بين الفكرة والفكرة غريق

يا عالما لا يزال بلا صديق
عالما يخنقنا
ونقدم للشهداء فيه زهرة
أو نقدمه زهرة
ونزرع فيه أفقا وسوسنا للعابرين من هذا الطريق

ما أطوله هذا الطريق
حين نفيق
فلا نجد الرفيق
ولا نجد الصديق
سوى شهداء
أو طفل غريق

يا مركبا في البحر لا يحمل من غرقوا
ولا يحمل الصديق

كفانا غربة عن الذات
وعن الأهل
وكفانا في عالمنا هذا التضييق
على كل ما كان يمكن أن يمنحنا سعادة
كفانا يا رفيقتي
ويا رفيق

فاطمة
الشهداء ينتظرون نلقي على قبورهم زهرة
والزهرة مادة بسيطة والدم في قضيتنا هو الوحيد الذي عليه كل فجر نفيق

من يثلج الصدور قبل الرحيل
ويعيد إلينا الوطن الغريق

هذي العصافير لا زالت تحلق فوقنا
فهل ستوقف أمريكا تحليق الطيور

هذي الكائنات لا تزال تنادي العشاق
فهل ستمنع أمريكا نداء الكائنات ورائحة الزهور

أيها النهى في كل صوب
علمي الأطفال رائحة الزهور

لا زلت ابحث
عن وطن
فيه الميسم
فهل يدلني أحد على الطريق

يا رفاق قد بدأ الحريق
فل يدلني أحدكم على الطريق
فان الرحيل قد حان
ودقت أجراس المعركة
لم يعد للأكفان فائدة
فقد بدأ الحريق
يا رفاق

أين الطريق

10/10/2004



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الإرهاب المنظم والمقاومة الشرعية خيوط مصطنعة يحاول البعض ...
- إصلاح للثورة ام إصلاح للأنظمة .... ما الذي نحتاجه كيساريين ع ...
- في مصر ... جمعية مصرية لحماية حقوق الحمير والأسرى السياسيون ...
- حمى التاريخ .....
- رسالة من امرأة ما .....
- المشهد الذي لم يكتمل بعد / في ذكرى استشهاد القائد أبو علي مص ...
- رب الحجر / قصيدة غير منشورة للشاعر العربي الكبير مظفر النواب
- هم لم ينتصروا .... نحن الذين دوما نستسلم
- قلقيلية تبرز التضامن الاكبر مع الرفيق أحمد سعدات ورفاقه من خ ...
- وثيقة: مطالب الاسرى كما عرضوها على إدارة مصلحة السجون الاسرا ...
- بين سوبر ستار وإضراب الأسرى الفلسطينيين ... من يرقص على جراح ...
- بيان مناشدة عاجل من أهالي الاسرى والمعتقلين في مدينة قلقيلية ...
- الحرية للاسرى
- فكرة عابرة من صديق عابر
- فكرة ..
- في يومك الخامس والثلاثين ... يا شهيدا يحيى حلم الفقراء والمس ...
- من بين سطور القادة الأحرار .... فيدل كاسترو في المقدمة
- بقعة ضوء
- حين يأتي عيد العشاق... سأغتاله و لن أذكرك
- مقالات للإيجار


المزيد.....




- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - قبل الرحيل ... يا رفاق أين الطريق