مهند صلاحات
الحوار المتمدن-العدد: 934 - 2004 / 8 / 23 - 11:42
المحور:
القضية الفلسطينية
يجري حاليا التحضير لما يسمى مهزلة سوبر ستار العرب, ولا أعتقد انه كان صدفة عابرة لدى معدي البرنامج والشركة المشرفة عليه أن يصعد الفلسطيني الخارج من دمه الفلسطيني وجراح إخوانه النازفين في المستشفيات الفلسطينية التي تفتقد لكل المعدات الطبية والتي تنادي من سنوات الاخوة العرب لتقديم المعونة الطبية, ولكن العرب هذه المرة يلبون النداء عبر الرسائل القصيرة للتصويت للمهزلة ورفع رصيد المدعو عمار الحسن في برنامج السوبر ستار التلفزيوني.
ليست مجرد صدفة عابرة ولا أعتقد أنها ليست سوى مؤامرة واضحة لوضع الشعب الفلسطيني في مأزق بعد أن شن قبل ما يقارب السنة وحتى اليوم الصحافيين الفلسطينيين حملتهم على البرنامج المهزلة مطالبين الشعوب العربية بمقاطعة هذه البرامج الساخرة بعقل المشاهد العربي الذي من المفروض أن يكون اكثر غيرة على دمه العربي ومستواه الفكري مرتفعا أكثر عن هذه المهازل التلفزيونية الساقطة المدعومة من الشركات الرأسمالية التي تسعى لنشر الانحطاط الفكري والثقافة المنحطة.
للآسف هذه المرة يشارك في هذه المؤامرة السخيفة وزارة الثقافة الفلسطينية التي دوما كانت تتباكى على موائد الدول العظمى شاكيا من العجز في الميزانية, متهمة العدو الصهيوني بالوقوف أمام النهضة الثقافية في فلسطين,
فتتحول هذه الوزارة لشريك فاعل للعدو الصهيوني بطريقة مقصودة أو غير مقصودة في ضرب جذور الثقافة الفلسطينية التي من المفترض أن تكون ثقافة المقاومة والداعم لأدب المقاومة الفلسطينية التي استمرت منذ الخمسينات والستينات وكان من روادها الأوائل الشهيد البطل غسان كنفاني وغيره ممن ساروا على الدرب.
تأتي اليوم وزارة الثقافة الفلسطينية ومن فوقها شركتا الاتصالات الفلسطينية والجوال لتشاركان في هذه المهزلة التاريخية على الشعب الفلسطيني, وتشاركان بقية الأغبياء في الرقص على جراح الجرحى في المستشفيات والمعاقين جراء الصواريخ والقذائف ويسخرون بدم الشهداء المنساب في نابلس وجنين وغزة ومدن فلسطين.
هؤلاء جميعهم وكل من يقدم على المشاركة في هذه المهزلة شريك طبيعي في المؤامرة على الشعب والأرض والإنسان الفلسطيني, ويكون شريك إسرائيل وطائرات ودباباتها في الحرب النفسية والثقافية والعسكرية ضد فلسطين وشعبها .
الشعب الفلسطيني يعاني ظروفا خانقة عبر الحصار المفروض على المدن الفلسطينية منذ اكثر من ثلاثة سنوات
الجدار الإسرائيلي العنصري يأكل أراضي المواطنين الفلسطينيين, ضاربا بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية وقرارات المجتمع الدولي.
الأسرى الفلسطينيون الأبطال يخوضون معركة شجاعة بأمعائهم الخاوية في المعتقلات النازية الإسرائيلية ضد عنجهية الاحتلال وهم بحاجة لكل صوت تضامني معهم.
الجرحى الفلسطينيون يعانون من أمراض بسبب نقص الأدوية والمعدات في المستشفيات, والبعض الآخر يعاني من ارتفاع تكلفة السفر آو منعه من السفر للعلاج في الدول المجاورة ويعانون أيضا من سوء الإجراءات على الحدود لمنعهم من تلقي العلاج وارتفاع تكلفته العلاجية.
الشهداء الفلسطينيون يعانون من سندان التشكيك بشهادتهم والمزاودة على دمهم والتجارة فيها وتجار السلاح المزاودون ولا كلمة رحمة تنطلق عليهم.
وبعد كل هذا يخرج المتآمرون من جحورهم لإطلاق حملة الدعارة الثقافية المساه (سوبر ستار ) وكأن الدماء جفت في العروق والضمائر باتت في سبات عميق لا يفيق.
ولا أحد يوقف شركة الاتصالات الفلسطينية الداعم لهذه المهزلة بآلاف الدولارات والوعود بتخفيض أسعار الرسائل القصيرة للتصويت للمهزلة وتشجع شبابنا وبناتنا للمشاركة للإيقاع بهم في فخ المؤامرة على الشعب المجروح بأبنائه.
يا أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج .... قاطعو هذه المهزلة الفكرية الرامية لضرب هدفنا في البقاء,
ليس خروج عمار الحسن أو بقاءه انتصار لقضيتنا بل هزيمة ساحقة لنا كشعب مقاوم, مجرد التفكير في مثل هذه البرامج التي تسخر من قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ونضالنا ... تسخر من دم شهدائنا ... تسخر من جراح مصابينا ...
لا تكونوا متفرجين وراقصين فرحا على تراب ثمل بالدماء.
أوقفوا مهزلة السوبر ستار قبل أن نصبح موتى لا يستحقون الرحمة ...
هذه المهزلة التي رفعت عمار الحسن هذا هدفها إظهار الشعب الفلسطيني كشعب لا مبال بجراحه ...
يريدون إخراجنا أمام العالم كما تفعل هوليود دائما بأننا راقصو بالي على الجراح ... بأننا كلنا تجار إسمنت..
هذه الدعوة ليست فقط لوزارة الثقافة الفلسطينية التي ضخت آلاف الدولارات لدعم الحملة فقط ولا لشركة الاتصالات والجوال فقط,
بل هي حملة لكل مواطن فلسطيني ولكل صحيفة فلسطينية شريفة تعنى بالدم الفلسطيني أن ترفض هذه المهزلة وكفانا مهازل سياسية ... لسنا بحاجة لمهزلة ثقافية أخرى .
لن تكون الحملة التي أطلقتها وزارة الثقافة وشركتي الاتصالات الفلسطينية و جوال و التي تشجع من خلالها المواطنين على التصويت لمن أسمته بـ (المطرب عمار في برنامج سوبر ستار) , والتي دعت الشركتان المواطنين للتصويت لـ (عمار) من خلال تخفيض أسعار رسائل التصويت عبر الهاتف و الجوال و نشرت إعلانات في الصحف بهذا الشأن بآلاف الدولارات هي النضال الفلسطيني في سبيل تحرره .
وليست الدعايات السخيفة التي ملأت جدران مدينة بيت لحم ورام الله هي بديل عن صور الشهداء الأبرار.
وليست مثل هذه الشركات المنحطة والتي لا تتوانى لتحقيق أرباحها أن تتاجر بدمنا وتجعل منا مسخرة الشعوب كلها هي فلسطينية فهذه الشركات إن استمرت بحملتها ستكون قد أعلنت أهدافها الحقيقية والتي هي التجارة بالدم والشعب الفلسطيني
إن الأولى بالشركتين و وزارة الثقافة أن تخصص حملتها لدعم الأسرى و المنكوبين في رفح و جنين و بيت حانون بدل دعم (برنامج سوبر ستار) الذي لا يحمل إلا كل معاني الخلاعة والخروج عن كل القيم الإنسانية والفكرية والعادات والتقاليد الفلسطينية الأصيلة وادبه المقاوم.
والأولى بها أن تخصص هذه الأموال لرفع صوت الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية إلى العالم بدل من إيصال معتوه عبر سوبر ستار الى العالم .
الأولى أن تعلن هذه الشركات براءتها من أي برامج منحطة وإطلاق برنامج وعي لتوعية الشعب وابنائه من خطورة هذه البرامج الرأسمالية الصهيونية التي ترمي لانحطاطنا بدل من تشجيعها, فتكون بذلك من أكبر الداعمين للانحطاط والتي أقرب ما تكون للعمالة الحقيقية في التعامل مع الإحتلال الصهيوني .
أوقفوا المهزلة
أوقفوا المعتوه الذي يغني على جراحنا في بيروت
أوقفوا الشركات الرأسمالية من التجارة بدمنا
أوقفوا المؤامرة, فالشعب الفلسطيني ينتظر منكم أو تصوتوا لجانب الأسرى في معركتهم وليس الى المعتوهين في مهزلتهم
وينتظر منكم أن توصلوا صرخة أم تودع أبناً حمل البندقية قلباً …وطوى عليها شغافه لا صوت عابث يوصل صوت البغاء العلني على الإذاعات العربية
اخجلوا من دم الشهداء وقاطعو هذا البرنامج السخيف قبل أن تبيحوا دمنا للكلاب التي تقتنص الفرص لتتبرى من دم الشهداء في مخيمات صبرا وشاتيلا وتل الزعتر والمية ومية ومخيم جنين وعين الماء وبلاطة ورفح ومخيمات غزة
قفوا بوجه المؤامرة وكفانا مهازل
على مسئوليتنا الشخصية وباسم الشرفاء من الشعب الفلسطيني بكافة فئاته من فلاحين وعمال ومثقفين وصحافيين غيورين على دم الشهداء أعلن هذا البيان الداعي لرفض مهزلة السوبر ستار ولنعلن تواصلنا مع آسرانا في خيم التضامن فالوطن لن يسامح من تامر عليه ولو كان عن جهل وغباء......
.....................................................................................
محمد صبحي سمحان
و
مهند عدنان صلاحات
نابلس / فلسطين المحتلة
[email protected]
#مهند_صلاحات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟