أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - مقالات للإيجار














المزيد.....

مقالات للإيجار


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 920 - 2004 / 8 / 9 - 08:41
المحور: الادب والفن
    


في لحظات من صيف هذا اليوم الحارق وبينما أتجول عائدا من جامعتي مشيا على الاقدام توقفت بجانبي سيارة بيضاء تحمل نمرة إحدى الدول العربية الشقيقة في الخليج العربي وسالني السائق بلهجته الخليجية: مرحبا ايها الشاب,
هل تعرف اين يمكن أن اجد بيتا للإيجار؟؟؟
منذ الصباح وانا ابحث في هذه المدينة ولم أجد مكانا شاغرا ؟؟
ضحكت وبادرته الاجابة قائلا : هل انت مصّر على بيت ... الا ينفع مثلا مقالا صحفيا مفروشا بالكلمات
اطلق زعيق سيارته مبتعدا وهو يقول : اشكرك , يا مواطن من الدرجة الثالثة

بالفعل غريبة كلماته , مواطن من الدرجة الثالثة
وهل هناك مواطن درجة اولى وثانية وثالثة وربما درجة سياحية ؟؟؟
بالفعل اتشوق لرؤية مواطن من الدرجة السياحية
أنا لم أزل في الاردن منذ ثلاثة سنوات , حين كنت اتحدث لاحد اصدقائي عن صراع الطبقات يقولون لي إنك تعيش بوهم ماركس وإنجلز
لكن هل ايضا هذا الباحث عن المتعة القادم من بلاد البحر المجنون يعرف ما معنى الطبقات
وانا لا اعرف ماذا يعني أن اكون مواطنا من الدرجة الثالثة ؟؟
وهل فعلا أخطأت حين عرضت عليه مقالة صحفية للإيجار !!
ولماذا اغضبه حديثي وجعله يفر مبتعدا في حين أن نصف كتاب هذا الوطن العربي يأجرون مقالاتهم الصحفية شققا سياحية من الخليج الى المحيط الى حكوماتهم
ولما يغضب البعض حين نقول هذا بوق ناعق لحكومته في حين أنه يأجر ضميره وقلمه لحكومته وحكومة غيره

ساحاول الان البحث عن سمسار للشقق المفروشة ومقالات صحفية للايجار فارغة ومفروشة بالحروف وكلمات التدبيج والتطبيل والتزمير لجلالته وسعادته وسيادته وعطوفته وحصاره وخطابه .
لكن هل هناك من يشتري قلما او حروفا مني او زاوية في صحيفة لا يقرأها سوى المحرر واخوانه والعاملين في الصحيفة ؟
وإن يكن سأحاول البحث عمن يقوم باستجار هذه الزاوية من الصحيفة كما يفعل غيري ويأجر قلمه وزاويته وضميره ويعلن انتمائه للاشياء قبل أن تقوم السلطات العامة بأغلاقه بالشمع الاحمر بحجة التحريض وكشف الحقائق
أجمل ما في زاويتي أنني حين أسرق بعض حروف اللغة وامزجها معا في مقالة صغيرة تاتيني مقالة تهديد وتنديد ووعيد وتشديد على أني كسرت قواعد اللغة وقواعد السير وقواعد الوطن
لذلك اود الاختصار وتأجيرها
أود أن أدخل في استراحة مقاتل لعدة أيام وربما عدة شهور وربما سنوات وربما لعدة أجيال قادمة لعلها تبحث عني لتدفع إيجار شقتي وتشتري لاقلامي حبرا كي اكتب
فأنا لست تاجر إسمنت , ولست سمسار أراضي زراعية, ولست ممن إرتهن بندقيه وحمل غصن زيتون
أنا أعيش ونصف قلمي يملأه الجنون
وأرصف شوارع حاراتي بالحروف والزعتر والزيتون
واسلم حين أمر على قبور الشهداء منذ أعوام مرت, كأنها كانت البارحة تلك الهزيمة
كانها البارحة جائت تلك الطائرات المتوحشة لتسرق طائراتنا التي كانت ترقص في إحدى السهرات الحمراء وقائد جيشنا سكران مطفأة عينيه من الطفح
لماذا إذن لم يرهن قائد الجيش طائراته بدلا من أن تدمرها الطائرات الاسرائيلية في ارض المطار ؟
لماذا لم يرهن ذلك الجيش بنادقه ايضا بدل من أن يدفع ثمن نخوته جولانا كاملا
لماذا لم يرهن ذاك الجيش البعيد دباباته بدلا من خسارتها على مفترق الشهداء في جنين ويدفع جنوده للموت ؟
لماذا لم نرهن انفسنا كي لا نكون عربا نلون نفسنا بالهزيمة دوما
فلو كنا رهنا أنفسنا وبنادقنا وبنادقنا وشققنا الصغيرة ومقالاتنا السياسية ودواوين شعرنا واسمائنا وعملنا في مقاهي ومطاعم كنتاكي لارحنا التاريخ قليلا من بضعة هزائم اضفناها له ولتاريخ العرب الطويل
لذلك قررت ان ابيع زاويتي الصغيرة في الصحيفة واشتري برنيطة جديدة وجينزا واقدم طلب لجوء سياسي لدافور
وقبل ان أغادر اكتب في اخر الزاوية نصيحة دائمة
إن اردتم أن تحيوا بلا هزائم وضمائر مباحة للغرباء
جربوا لمرة واحدة أن ترهنوا اقلامكم وبنادقكم وارواحكم للوطن فهو أحرص عليكم من كل شيئ



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سباق التسلح وسباق التشلح
- نظرات في المشروع الأمريكي لصياغة الإسلام الليبرالي
- جنود في خدمة امريكا
- القوات الأردنية تقتل ثلاثة مسلحين حاولوا دخول الأراضي الفلسط ...
- ترجمة قرار محكمة العدل الدولية ضد الجدار العنصري الى العربية ...
- النص الكامل لوثيقة التحقيق الخاصة بالمجلس التشريعي الفلسطيني ...
- أنقذوا الشعب الفلسطيني ..نداء الى كل أنصار الإنسانية في العا ...
- المافيا الفلسطينية تعبث بارواح الناس/ مقالة كادت ان تودي بصا ...
- ويمضي الرفاق أيضا برحلة الشهداء في جبل النار / نابلس
- لماذا قتلوا ناجي العلي
- تشي به الأشياء التي لم يعشها معها ... حتى الشمس
- صدام و أحد عشر لصا في ضيافة العراقيين
- شهداء الحرية والثورة والاشتراكية الرفيق / محمد الأسود ... ثو ...
- شهداء الحرية الماركسية /الرفيق وديع حداد .. صانع الثورة الحم ...
- شهداء الاشتراكية والتحرر... الرفيق إبراهيم الراعي شهيد الحرك ...
- شهداء الاشتراكية والتحرر... الرفيق إبراهيم الراعي شهيد الحرك ...
- شهداء الحرية والاشتراكية / الرفيق أبو علي مصطفى ... رجل تعلم ...
- الفساد الإداري والمالي في السلطة الفلسطينية
- رجال في الشمس / رواية الشهيد غسان كنفاني ... الجزء الأول
- الدعارة آفة إجتماعية حقيقية بحاجة لعلاج


المزيد.....




- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...
- في مهرجان بردية السينمائي.. تقدير من الفنانين للدعم الروسي ل ...
- أوبرا زرقاء اليمامة.. -الأولى- سعوديا و-الأكبر- باللغة العرب ...
- ابنة رئيس جمهورية الشيشان توجه رسالة -بالليزر- إلى المجتمع ا ...
- موسيقى الراب في إيران: -قد تتحول إلى هدف في اللحظة التي تتجا ...
- فتاة بيلاروسية تتعرض للضرب في وارسو لتحدثها باللغة الروسية ( ...
- الموسم الخامس من المؤسس عثمان الحلقة 158 قصة عشق  وقناة الفج ...
- يونيفرسال ميوزيك تعيد محتواها الموسيقي إلى منصة تيك توك
- مسلسل قيامة عثمان 158 فيديو لاروزا باللغة العربية ومترجمة عل ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - مقالات للإيجار