أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند صلاحات - لماذا قتلوا ناجي العلي















المزيد.....

لماذا قتلوا ناجي العلي


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 884 - 2004 / 7 / 4 - 06:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما من اكبر معضلات هذه الثورة , الثورة الفلسطينية انها صارت تعامل الرجال على انهم ثمار متى نضجت الثمر لا بد ان تقطف, لكن يبدو ان البعض صار ينظر للرجال على انهم ثمار اذا ما صارت ناضجة وحاول بعض الفقراء اكلها سرقوها من ايدي الفقراء وقطفوها بكاتم صوت , والفنان ناجي علي نضج بما فيه الكفاية حتى امهم حالوا قطفه مرارا فمرة حاولوا ابعاده عن ايدي القراء في القبس الكويتية من الكويت حين طالب ياسر عرفات الحكومة الكويتية التي لبت طلبه باخراج ناجي العلي من الكويت , لكن القبس ورئيس تحريرها ظلوا مصرين ان تصل ثمار ناجي , ثمار الحقيقة المرة التي رسمت رجال الهزيمة وحملتهم عبئ الهزيمة ابنت الجميع التي رفض الجميع الاعتراف فيها بعد ولادتها , وبقي ناجي يرسم
يرسم للفقراء في كل مكان , يرسم للثورة , يرسم للبشارة القادمة , يرسم فاطمة ترمي حجرا , طفلا يحمل زهرة وحجر , يرسم لبيروت الماضي الجميل
يرسم فلسطين ويحاول ان يكشف زيف الاقنعة التي قالت انها رجالات ثورة فلسطين وكشف مهازل اللقاء مع الصهاينة
حتى محمود درويش حين تهاوى ساقطا في مأزق التسوية لم يرحمه ناجي في ( محمود خيبتنا الاخيرة) الا ان العدو الاكبر بقي متربصا لناجي حتى بعد ان قام بابعاده الى لندن فقتله بايدي رجاله المرتزقة
قتل ناجي بندقية للأيجار بايدي عرفات ولكن لماذا قتلوا ناجي ؟ وماذا استفادوا حين قتلوه ومنعوا جثمانه ان يرحل ليدفن في مخيم عين الحلوة بعد ان منعه الاعداء الاخرون من ان يدفن في حيفا مسقط راسه
كان ناجي يعود بنا بقلمه الى حيفا كل مساء وصباح
كان ابيض واسود كقلوب الناس البيضاء واسود كوجوه القتلة
قتلوه وصادروا كل اعماله من المكتبات الفلسطينية ومعوها من ان تطبع اعماله حتى في المكتبات العامة سرقت كاريكاتيرات ناجي , كانوا يرون في ناجي سموم لا بد من التخلص منها لان الشرف صار تهمة في زمن الاقنعة واوسلوا العرب
اولاد الكمب يفعلونها ويخجولن بها
لقد اعتادوا دوما على قتل القتيل والسير في جنازته ولكن الى متى سيظل حالهم هكذا ؟ والى متى ستظل امريكا تحضنهم
لا اعرف حجم الملفات والتقارير التي اصدروها عن اجرام المليشيات اللبنانية وعن ابو نضال بانه قاتل مأجور ولكن للاسف لم ارى غيرهم يصدر تقريرا واحدا عن جرائمهم البشعة
اغتيالات طالت جميع من وقعت ايديهم عليه , حتى القلم الفلسطيني لم ينجوا من طلقات مسدسهم ليسكتوا الثورة في عروقه
ماذا يقول ناجي
.. أرسم .. لا أكتب أحجبة ، لا أحرق البخور ، ولكنني أرسم ، وإذا قيل أن ريشتي مبضع جراح ، أكون حققت ما حلمت طويلاً بتحقيقه.. كما أنني لست مهرجاً ، ولست شاعر قبيلة – أي قبيلة – إنني أطرد عن قلبي مهمة لا تلبث دائماً أن تعود .. ثقيلة .. ولكنها تكفي لتمنحني مبرراً لأن أحيا .
هل يا ترى مبضع الجراح هذا قد حاول اكتشاف شيئ ما في داخلهم فقتلوه ؟
فعلا لقد جرح شيئ فيهم لا يعرفوه فليس لديهم اي كبرياء كي يجرحه ناجي , لكنهم قتلوه ليست مصادفة او عبث او مجرد لهو
لكنهم قتلوه
فكان استشهاد ناجي علامة فارقة على حمق هؤلاء الاوغاد .. وبقي ناجي وهم لا بد الى زوال
لماذا قتلوا ناجي ؟
لان ناجي يقول :
متهم بالانحياز ، وهي تهمة لا أنفيها .. أنا لست محايداً ، أنا منحاز لمن هم "تحت" .. الذين يرزحون تحت نير الأكاذيب وأطنان التضليلات وصخور القهر والنهب وأحجار السجون والمعتقلات، أنا منحاز لمن ينامون في مصر بين قبور الموتى ، ولمن يخرجون من حواري الخرطوم ليمزقوا بأيديهم سلاسلهم ، ولمن يقضون لياليهم في لبنان شحذاً للسلاح الذي سيستخرجون به شمس الصباح القادم من مخبئها .. ولمن يقرأون كتاب الوطن في المخيمات.

لقد كان صعبا عليهم ان يروا الفقراء يقرأون كتاب الوطن في المخيمات التي مزقتها المليشيات بغطاء شاروني في صبرا وشاتيلا والمية ومية وتل الزعتر
قتلوا ناجي ورقصوا على قبره
حتى تمثاله كان صعبا ان يبقى شاهدا على جرائمهم فأغتالوه واغتالوا مع ناجي بقايا الكبرياء العربي والحرية العربية والشرف العربي
يوم رحيله على اثر طلقة كاتم الصوت كانوا يرقصون وكانت المخيمات تبكي رحيل ناجي
كانت قصورهم تشتعل بليالي حمراء في فنادق تونس والمخيمات تشتعل نارا وحرقة على دم ناجي

هل ستثار الاجيال القادمة لناجي ؟ ومن سيطلق الطلقة غير مكتومة الصوت لراس اكبر راس ومهندس الانشقاقات في الثورة ومنجب فار اوسلوا ثارا لدم ناجي وغيره ممن قتلوهم لانهم قالوا لا في وجه من اراد تصفية القضية بالاقلام الامريكية
قتلوا ناجي وبقي حنظلة العلي شاهدا لا يموت على جريمة هذا العصر
في الذكرى التي ستمر علينا نعلن انتمائنا لدم ناجي الذي لا يموت طالما بقي حنظلة العلي شاهدا كشواهد الاهرامات على قبور الفراعنة ولمن حملوا بايديهم سلاسلهم في الخرطوم
شاهدا على الايدي التي قطعها الترابي في السودان من اجل رغيف الخبز
شاهدا على فاطمة التي تحمل حجرا وغيرها يوقع على الطاولة مع بيريز على اخر صك من صكوك بيع فلسطين
كلنا شهود عرس ناجي ان كان ناجي سيذكرنا
لقد استطاع شهيد الوطن والفقراء والقضية ان يعلمنا بساطة الاشياء ويعلمنا معنى القضية ومعنى فلسطين الضحية ارملة هذا الوطن الكبير

في هذه الذكرى ساكمل حديثي بما قاله ناجي بقلمه قبل ان يغتالوه خفافيش الظلام واصحاب الدعارة السياسية والفكرية

كنت صبياً حين وصلنا زائغي الأعين ، حفاة الأقدام ، إلى عين الحلوة .. كنت صبياً وسمعت الكبار يتحدثون .. الدول العربية .. الإنكليز .. المؤامرة .. كما سمعت في ليالي المخيم المظلمة شهقات بكاء مكتوم .. ورأيت من دنت لحظته يموت وهو ينطلق إلى الأفق في اتجاه الوطن المسروق ، التقط الحزن بعيون أهلي ، وشعرت برغبة جارفة في أن أرسمه خطوطاً عميقة على جدارن المخيم .. حيثما وجدته مساحة شاغرة .. حفراً أو بالطباشير..

وظللت أرسم على جدران المخيم ما بقي عالقاً بذاكرتي عن الوطن ، وما كنت أراه محبوساً في العيون، ثم انتقلت رسوماتي إلى جدران سجون ثكنات الجيش اللبناني ، حيث كنت أقضي في ضيافتها فترات دورية إجبارية .. ثم إلى الأوراق .. إلى أن جاء غسان كنفاني ذات يوم إلى المخيم وشاهد رسوماً لي، فأخذها ونشرها في مجلة " الحرية"وجاء أصدقائي بعد ذلك حاملين نسخاً من " الحرية " وفيها رسوماتي ... شجعني هذا كثيراً.
حين كنت صبياً في عين الحلوة ، انتظمت في فصل دراسي كان مدرسي فيه أبو ماهر اليماني ..وعلمنا أبو ماهر أن نرفع علم فلسطين وأن نحييه ، وحدثنا عن أصدقائنا وأعدائنا .. وقال لي حين لاحظ شغفي بالرسم " ارسم .. لكن دائماً عن الوطن " ..

وفي النهاية
لماذا قتلوه ؟؟
لأن ناجي اراد كامل التراب الوطني الفلسطيني
لان ناجي لعن ابناء الكامب الامريكي
لاجل كل هذا قتلوه
لانه كان الثمرة التي سيأكلها الفقراء
فقتلوه وقتلوا الفقراء بكاتم صوت



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشي به الأشياء التي لم يعشها معها ... حتى الشمس
- صدام و أحد عشر لصا في ضيافة العراقيين
- شهداء الحرية والثورة والاشتراكية الرفيق / محمد الأسود ... ثو ...
- شهداء الحرية الماركسية /الرفيق وديع حداد .. صانع الثورة الحم ...
- شهداء الاشتراكية والتحرر... الرفيق إبراهيم الراعي شهيد الحرك ...
- شهداء الاشتراكية والتحرر... الرفيق إبراهيم الراعي شهيد الحرك ...
- شهداء الحرية والاشتراكية / الرفيق أبو علي مصطفى ... رجل تعلم ...
- الفساد الإداري والمالي في السلطة الفلسطينية
- رجال في الشمس / رواية الشهيد غسان كنفاني ... الجزء الأول
- الدعارة آفة إجتماعية حقيقية بحاجة لعلاج
- خطأ النظرة إلى المجتمع تؤدي إلى خطأ النظرة إلى الحياة / مفهو ...
- أزمة المثقف العربي / غربة الوطن في الوطن
- إعدام المواطن الأمريكي من الحدود الإسلامية على الكفار أم حدو ...
- قرائة في كتاب -القضايا الكبرى-
- قرائة سريعة في الاحزاب العربية وخروجها عن الصف الوطني
- الخطاب القومي العربي ظهوره ونتائجه وانعكاسه على واقعنا
- وصية لميت لم يمت بعد
- هذا زمان سقوط الأقنعة
- الانتخابات الأمريكية...ودورنا المغبون!!!!
- ابن لادن... إسلام ضد الإسلام أم إسلام ضد الجميع ؟؟؟ سؤال يجب ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند صلاحات - لماذا قتلوا ناجي العلي