أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - إصلاح للثورة ام إصلاح للأنظمة .... ما الذي نحتاجه كيساريين عرب















المزيد.....



إصلاح للثورة ام إصلاح للأنظمة .... ما الذي نحتاجه كيساريين عرب


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 983 - 2004 / 10 / 11 - 08:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


حول الوضع العربي الراهن
استعراض لتاريخ الثورة الفلسطينية من حيث نشأتها وعلاقتها بالانظمة العربية
دور اليسار الفلسطيني في اعادة صفوف الثورة لمسارها السليم
اسباب تشتت وعوامل وحدة اليسار
اسئلة حول البرنامج المرحلي لليسار الفلسطيني وبرنامجه المرحلي لقيادة الثورة
وبرنامج اليسار المستقبلي في الوقوف امام التيار الانهزامي الذي اوصل الثورة لطريق مسدود
محاولة لوضع ملامح مفترضة للحل القادم ونتائج الثورة الفلسطينية
...............................................................
(إصلاح للثورة ام إصلاح للأنظمة .... ما الذي نحتاجه كيساريين عرب )

في ظل الدعوات المتعدد الأهداف القائمة في الوطن العربي من دعوة للعولمة ودعوة للرأسمالية ودعوة لمؤتمر قمة ودعوة لحرب الإرهاب أو دعوة لحفل عشاء تقشفي, قد يفكر الإنسان العربي في البلاد العربية بدعوة جديدة, فكل ما سبق من دعوات لم تحقق للإنسان العربي الطموح المنشود والحياة الاجتماعية أو السياسية الكريمة والمطلوبة كأي فرد في المجتمعات الغربية التي صارت الديمقراطية والتقدمية والحرية الشخصية فيها مثال يحتذى به بالرغم أننا كنا يوما أهل الحضارة والفكر , رحم الله التاريخ .
فهذا الوطن الكبير الطعين الكبرياء الممزق الجسد بعد الطعنات الدامية بدءا من عام 1948م (نكبة فلسطين) مرورا بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956م على مصر ونكسة عام 1967م ومسرحية حرب تشرين عام 1973م وما تلاها بما يسمى كامب ديفد الأول الذي وقعه الرئيس المؤمن أنور السادات -أو كما يسميه البعض أكثر القادة صراحة ووقاحة وتباهيا في علاقاته مع إسرائيل والذي أعلنها على الملأ أنه يقيم علاقات صداقة وسلام مع إسرائيل بدلا من مئات العلاقات مع إسرائيل التي أقامها دبلوماسيون ورؤساء أحزاب عرب وبقيت أوراقها تتبادل من تحت الطاولة-, والعدوان الوحشي على جنوب لبنان عام 1982م والحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات أرهقت قوة المنطقة والقوتين العراقية والإيرانية عدا عن الخسائر بالأرقام الخيالية التي استهلكتها حرب لم تخرج بالنهاية بنتيجة سوى أنها سنحت الفرصة لإسرائيل بتطوير أسلحتها النووية والكيماوية وإحكام قبضتها على دول الجوار ومنابع مياه الأنهار التي تزود دول الجوار دون وجود رقيب يحاسبها ثم حرب الخليج الثانية عام 1990م والتي تمكن أيضا الرئيس المؤمن صدام حسين من تثبيت أقدام الأمريكان إلى الأبد في عقر دارنا وتدمير ما تبقى من قوة وعزة للعرب وخرج من مسرحيته بطلا مكبلا بالحديد مثل عمر المختار بعيون الأغبياء من هذه الأمة التي لا تصفق غلا لمن يصفعها بوجهها كما فعل عبد الناصر عام 1967 واليوم صدام حسين, والنكسة الثالثة للشعب الفلسطيني عام 1993م بتوقيع اتفاقية أوسلو واعتراف المنظمة بإسرائيل كدولة ذات حقوق أصيلة على الأرض الفلسطينية, فتمخض عن توقيع هذا الاتفاق إجهاض الكفاح المسلح وتحوله للكفاح المشلح, فصار مفهوم الدفاع بالقلم بدلا من البندقية والورقة بدلا من العبوة الناسفة ظنا من هؤلاء الموقعين أن باستطاعة جرة قلم أن تلغي حق شعب في أرضه وان تنسي شعب دماء شهدائه وأبطاله ودم جرحاه وصرخات ثكلاه وأيتامه, وتهافتت الدول لتوقيع اتفاقيات الصلح والاتفاقيات الاقتصادية والسياسية مع دولة الكيان الغاصب للأرض العربية, إنها فعلا مفارقات غريبة صارخة تجعل المواطن العربي القابع في زنازين التخبط والحيرة لا يجد أمامه سوى توجيه دعوة عبر أوراق المثقفين والمفكرين وحتى الصحفيين العرب- مما تبقى منهم غير مُباع الأقلام والمقالات- لانتحار فكري بكل منطق أو منظور للتفكير في نتائج هذا الإنتحار او إطلاق ثورة توقف كل ما يحدث بحركة خاطفة سريعة قاضية لا تخضع للمرحلية لأن حجة المنبطحين دوما كان المرحلة ومتطلباتها.
لم يعد هناك بديل ولم يعد هناك وقت كافي, فجوهر الأمة العربية (القضية الفلسطينية) تباع بأبشع سوق للنخاسة في العالم, والصمت العربي تجاه قضية لا تقل جوهرية عن قضية فلسطين, تجاه ملايين الأطفال الذين يسرق الجوع أرواحهم وأفراحهم ودموع نسائهم في العراق من ناحية والحرب التي يقودها إرهابيون عالميون تدعمهم أمريكا من أمثال المرتزق المدعو الزرقاوي وغيره من تجار الحروب بحجة أن العراق يسير في طريقة الديمقراطية والتي يرسمها له قادة الحرب في أمريكا ويسعى في تسيير هذه الخطة التي ليست سوى جزء من مخطط الشرق الأوسط الكبير الامريكي الذي يسعى بعض المرتزقة من أمثال علاوي وغيره من سماسرة مجلس الحكم لإرساء قواعده بالعراق مرورا بدارفور السودانية والجرح المفتوح للأعداء والنسيان فيه ولا مجال للصمت ايضا لما يحدث في افغانستان وابنائنا الذين يموتون يوميا هناك بفعل حفل لغسيل العقول جرى لهم على ايدي بعض من يسمون انفسهم رجال الدين والمجاهدين في سبيل امريكا ...
الكبرياء العربي يغوص سريعا في قعر نهر المسيسبي, الوحدة العربية مطعونة بآلف طعنة خنجر من ألف مقاتل جاهلي أحدهم يدعى الإقليمية والأخر العصبية القبلية والمصلحة الشخصية إلى أخر ذلك من مسميات رجال القبائل, أما تلك الحرية التي شوهدت أخر صورة لها في أوائل الأربعينات من هذا العقد فقد اختطفت من منزلها ليلا ولا يزال مصيرها مجهولا بالرغم من كون هذه الصورة كانت بعيدة عن واقع الحرية الحقيقي.... أما الشهامة والنخوة العربية فقد أطلق عليهما النار ليلا فأردوهما قتيلتان وسجلت القضية ضد مجهول ومسرح الدماء وشلالات الدم في الدول الإسلامية في الجزائر والبوسنة والهرسك وأفغانستان والسودان والصومال فقد أغلقوا عليها الستارة ودون أن يحدد المخرج نهاية المسرحية ويقال أن العرض ما زال ساريا حتى هذه اللحظة خلف الكواليس على الرغم من أن أما قضية البوسنة والهرسك وأفغانستان قد زج بالعرب في صراعها و في نطاقها زجا من حيث لا يدرون أو يدرون، مع أن هذه القضايا تهم أي إنسان أممي ،ولا يوجد إنسان يمتلك الأممية ويحس بالإنسانية تجاه الآخرين يرضى بالذي حدث في هذه المناطق المستعمرة مخابراتيا من قبل أمريكا،بالمذابح التي حدثت هناك، ولكن كل هذا كان مصطنع من قبل الإمبريالية الأمريكية خصوصا،أنها حروب استعمارية بامتياز وتختلف عن القضية الفلسطينية وبامتياز أيضا, وبالرغم من ذلك صارت هذه القضايا مرهون ما يحدث فيها بقضايا العرب الجوهرية وغدت الدول العربية مجبرة على تمويل ما يحدث والصراعات المصطنعة الدائرة في هذه الدول
والهزائم تباغتنا من كل صوب وحدب, لا يستطيع أحد أن ينكر أن هزيمة حزيران 1967م قد باغتت الجماهير العربية في صفعة محملة باليأس أدت إلى أزمة نفسية في الروح الثورية لهذه الجماهير فطرحتها في الفراش أعواما, لكن هذه الجماهير سرعان ما استعادت عافيتها وصحتها النفسية لتنهض صارخة لكي لا تمل انتظار الثورة, فالشعوب العربية وعبر العصور تعودت دائما أن تثور في وجه كل شيء وثوراتها دوما تتمخض عن عنصر يغير شيئا في عجلة الزمن المنطلقة دون عنان يكبح جماحها.
لقد استعادت الجماهير عافيتها في ظل بروز ثورات في العالم حققت نجاحا وإنعكاسا على واقعنا العربي المنهك و كان لها وقعها على الواقع العربي كثورة الشعب الفيتنامي الحر والثورة الكوبية وتوجه قادة الثورة من أمثال الثائر الأممي الارجنتيني (تشي جيفارا) نحو الوطن العربي ومحاولة إيصال رسالة الثورة لقادته وغيرها الكثير من الثورات العالمية وكذلك العربية مثل ثورة الضباط الاحرار من قبل النكسة في مصر وثورة ليبيا والعراق (ثورة البعث) فعكست هذه الانقلابات العربية تحديدا صورة جديدة على الفن والفكر والثقافة العربية وكان لها ثمار من الأدباء والمفكرين العرب كما أنها روت قليلا من عطش الشعوب العربية للتغير والتقدم لكن للآسف بعدما استقر حال هذه الانقلابات بدأت ملامحها الأصلية بالظهور,لأن هذه الانقلابات لم تأتى على شكل ثوري -أي شكل تغييري جذري- على العكس أتت هذه الانقلابات مهزومة جاهزة ،وقامت بها برجوازية وطنية فاسدة لا تعي ما هو اقتصاد السوق ولا آفاق التجارة العالمية التي يمكن لها أن تبني مصالحها على أساسه وبقيت متحوصلة في داخل نفسها وعلى نفسها وبقيت الفئة التي قامت بالانقلابات مسيطرة على مصادر الدخل القومي وتسيره لخدمة مصالحها الخاصة وتستخدمه كأداه لضغط على شعوبها للرضوخ للأمر الواقع ،ومن ثم تراكم راس المال الضروري لقيام الثورات الاشتراكية،وباختصار أنها برجوازية لا تعي ذاتها كطبقة اجتماعية ثورية كان من الممكن لها أن تكون الطبقة الطليعية في مجتمع شبه إقطاعي ،
وعلاقاته الإنتاجية مشوهة ، وتقود التغيير في هذا المجتمع المتنوع والخصب لإحداث تغيير جذري به، كل هذا لم تعيه هذه الفئة التي أخذت على عاتقها هذا التغيير وفشلت بامتياز،ومن هنا كانت تتولد الأزمات التي ما انفكت تتوالد كالديدان ،وتحد من تطور هذه المجتمعات نحو التغيير الجذري بل بالعكس ترجع به إلى الوراء,والمأساة أن هذه الفئة ما زالت موجودة على راس السلطة السياسية والاقتصادية ,وهذه الفئة خضعت بالنهاية إلى منطق اقتصاد السوق الإمبريالي حفاظا على مصالحها الخاصة والآنية والتي تتعارض جذريا مع مصالح جماهيرها المسحوقة سياسيا واقتصاديا،مثل الخضوع للبنك الدولي ولكل المؤسسات الإمبريالية النقدية وإغراق ثروات الدول العربية بالديون والتبعية .من هنا نستطيع القول أن المقدمات ليس من الضروري دوما أن تعطي النتائج.
وبالنسبة للحركة الثقافية التي أنتجتها هذه الفئة من الانقلابيين الثورجيين ،فهذه الحركة لا تعدو كونها صدى لهذه الحركات الانقلابية ،وظيفتها زرع أفكارها بين الجماهير ومحاولة لتخدير الشعوب بشعارات واهية ما انفك الزمان أن كشف زيفها وخداعها فالامتداد الزمني سار بها لمدى كافي حتى تستطيع الشعوب أن تكشف النتيجة التي أوصلتها إليها هذه النقلة. لقد بدا النشاط الفكري واضحا وفعالا في هذه الفترة وبدأ مثقفي حكومات الانقلابات محاولة رسم ملامح للمستقبل الذي كان مجهولا فجعل هذا النشاط يمتد حتى يومنا هذا لكن تياره غدا بعد فترة كالتيار الكهربائي يشتد مرة ويهبط مرات, لقد أدمت الهزائم الصدور و الجماهير الغاضبة الساخطة على واقعها الحزين , فلا بد من النهضة التي ستقود إلى التحرر و إلى النصر المنتظر.
بدا المخاض في ليلة شتوية عاصفة و على مقربة من كانون الفحم المشتعل بدأت الثورة الفلسطينية تتم طقوس ولادتها في أواخر الستينات وتشعل الأمل بالصدور و مع بداية السبعينات بدأت بإثلاج الصدور بعمليات نوعية في تاريخ العصر الحديث وابتكرت الأساليب الحديثة التي لم يعهدها العالم في المقاومة هزت أركان العالم المستسلم للمعسكرين القائمين على حكم العالم و الصراع الدائر بينهما
كان مخاض الثورة الفلسطينية مخاضا لولادة الفكر العربي الحديث و الاستراتيجية العربية في ظل جغرافيا جديدة و ألوان جديدة من السياسة العربية الممزقة التي كانت نتاج بعض الانقلابات الحاصلة في الواقع السياسي, فاليمن العربي صار يمنان و المغرب العربي صار جزائر و تونس و مغرب و بلاد الشام دويلات, و الخليج العربي لكل قبيلة دولة والنزاع دائرة بين كل دويلة وأخرى على حدود أو تقسيم مياه أو غيره, و في ظل التحول في الطموح من الوحدة و الاتحاد إلى النظرة السوداء ليصبح الطموح المستحدث الانفصال و الاستقلال عن الوطن الأم و تغير مضمون التحرر و الاستقلال و تغير مضمون التقدم إلى التبعية و الاستسلام وبينما البعض من الانقلابيين الثورجيين لا يزال يرفع شعار الوحدة العربية والقومية لتخدير شعوبها بهذه الشعارات التي كان من روادها البعث الانهزامي لان الشعوب كانت بامس الحاجة لبصيص أمل يظهر لها بعد هذا المدى الطويل من الهزائم فكانت بيئة خصبة لتنامي ما يسمى بالقومية العربية المبنية على اساس اللغة لا الفكر والوحدة الجغرافية لا الوحدة المؤسسية الاقتصادية.
بدأت المقاومة بترتيب ورص صفوفها في البلاد العربية لكن مع كل تغير تلك المضامين بدأت الأخطاء تتفشى في حركات التحرر و الأحزاب العربية و في الحكومات أيضا, فالأحزاب وحركات التحرر كانت ترى أن :
أسباب الهزيمة كان فشل الأنظمة القائمة, فثارت عليها و كأن تلك الحركات نسيت أنها حركات تحرر من الاستعمار و أن الهدف الذي وجدت من اجله, بنفس الوقت كانت الأنظمة الحاكمة عاجزة عن تفسير أو تبرير ما حدث فنشطت أجهزة الأمن العربية في التصدي للمد الجماهيري العربي الساخط عليها لان الجماهير تريد الأفضل والهدف المنشود وترفض التخدير والشعارات الواهية .
لا أحد يريد أن يتبنى الهزيمة و لكن الحقيقة تقول أن الهزيمة هي نتاج الجميع فهي ابنة الأنظمة و ابنة الأحزاب و أخطاء حركات التحرر و بما أن الأنظمة و حركات التحرر و الأحزاب هي نتائج الشارع العربي و الشعوب فالهزيمة هي ابنة الشعوب العربية جميعها وليس هناك من هو بريء من عارها كلنا شركاء في الجريمة .
و مع مرور قطار الزمن مسرعا و محاولة الجميع الصعود و التسلق على إحدى قاطراته كان يقف بمحطات عدة بعضها الجيد و بعضها سيئ فجاءت معركة الكرامة كأولى المحطات الناجحة أطفأت شيئا من الغضب و قتلت جزءا من اليأس في القلوب العربية أيضا،و وضعت خطا جديدا في تاريخ الأزمة حيث أثبتت أن لا مستحيل أمام الإرادة و أن هناك من هو قادر على أن يوقع هزيمة في صفوف هذا الدخيل الذي هزم الجميع و أحبط جميع الجيوش العربية و استمر القطار بالمسير سريعا و الثورة الفلسطينية تتنقل في العربات فكان بها التميز و النوعية و لسبب نراه هو الأقرب إلى الواقع أن تلك الثورة لم تكن مجيرة للفلسطينيين فقط بل كانت ثورة أممية و قومية و لان سر نجاح الثورة و انتصارها كونها ثورة أممية عربية و ليست فلسطينية بحتة فقد كانت الثورة الفلسطينية مهيأة لقيادة حركة التحرير العربية من المحيط إلى الخليج،عندما كانت ملتصقة بهذه الحركات التحررية وأيضا العالمية منها أي الأممية, و لكن حين بدأت الثورة بالابتعاد عن الخط الأممي أولا و الخط العربي ثانيا بدأت تضعف و أصابها الوهن و كثرت أخطائها و برهن على ذلك اشتراك رجال ثوريين امميين أمثال باتريك أرغيلو الأرجنتيني الرجل الرائع والذي ضحى بما بخل به بعض الفلسطينيين والعرب على الثورة الفلسطينية فشارك بأجمل عملية نوعية للمقاومة الفلسطينية ودفع حياته ثمنا لأفكاره وثورته التي جاشت بصدره مع إحدى الفدائيات الفلسطينيات الخالدات وإحدى رموز الثورة الفلسطينية , كذلك بوضيا الجزائري وغيره أمثال (كارلوس) الفنزويلي وفدائيي الجيش الأحمر الذين نفذوا عملية نوعية فور وصولهم المطار الإسرائيلي.
لقد كانت جنسيتهم الأممية الدم والهوية الإنسانية.
ومن ثم جاء البرهان الأكبر في حرب لبنان عام 1982م حين وقفت المقاومة الفلسطينية يدا بيد إلى جانب الشعب اللبناني و المقاومة اللبنانية فصنعا صمود لم يكن متوقع كان بمثابة نصر لكنها بعد قيام إسرائيل بهجوم شامل وعدوان وحشي على الأراضي اللبنانية فتنتهك مرة أخرى سيادة دولة عربية في ظل صمت عربي غير مبرر لتدمير المقاومة الفلسطينية التي بدأت بإعادة ترتيب صفوفها في لبنان والمخيمات وبدأت الحرب ورسمت المقاومة اللبنانية الفلسطينية أسمى آيات التضحية والفداء جعلت حتى العدو الإسرائيلي يشهد لأطفال المعجزة _ أطفال المخيمات _ الذين ظهروا من تحت ركام البيوت المدمرة والمبعثرة الأشلاء بأعمار تتراوح بين الحادية عشر عاما يحملون سلاحا (كالار بي جي ) ويوقعون اشد الخسائر في صفوف السرطان القادم من كل العالم ليدنس حرمات أرضهم وارض أجدادهم فيها , ولكن بعد خروج المقاومة من لبنان إلى الدول العربية تفشت بها أخطاء التشتت والابتعاد عن وحدة المنظمة كوحدة سياسية واحد وبدا كل عضو فيها يعمل في إطار سياسي مختلف ففي حين كانت هنالك ثورة تولد في داخل الأراضي المحتلة سميت بانتفاضة 1987م كان رجال المقاومة في الخارج يتخبطون في شتاتهم و دورهم مقتصر على إدارة المعركة عبر وسائل سرية و علنية فبدا اليأس ظاهرا على قادة المنظمة فمنهم وقف موقف الصامت و منهم من كان يراهن على المقاومة و لا شيء سواها و منهم من رأى وجهة الحل السمي فبدأت بوادر تصفية الصراع من داخل المنظمة بالتعاون مع بعض الدول العربية و العالمية وكانت قنوات التفاوض السرية التي قادها أبو مازن ورجاله من مناصري التيار الانهزامي والاستسلامي, وبدا العمل على التمهيد للحل السلمي للقضية ولأنها قضية الجميع وجوهر الأمة ولا بد أن يكون للجميع وجهة نظر, ولكن الضربة القاسمة جاءت عام 1990م فكان عام الانتكاسات ودخول العراق الدولة العربية الأقوى في الشرق الأوسط إلى أراضي دولة عربية وأخرى وانتهاك سيادتها, فاجأ تصرف الإدارة العراقية هذا الجميع فارتسمت ملامح الذهول على وجوه الجميع الكل يحاول تفسير ما يحدث بعضهم يراهن على قوة العراق رغم خطأه الفادح وبعضهم دعا لخروج العراق من الكويت مع حل عربي للقضية فكانت فرصة الولايات المتحدة الأمريكية لتثبت قدمها في قلب الوطن العربي ولوضع قاعدة عسكرية فوق منابع النفط العربي وتدمير أقوى وجود عسكري عربي ينافس إسرائيل في الشرق الأوسط ( القوة العراقية التي راهنت عليها الشعوب العربية على مدى سنوات) أيضا التحكم بمصادر النفط التي تصدر نفطها لروسيا والصين واليابان اكبر أعداء الولايات المتحدة وبنفس الوقت ضربة للمقاومة الفلسطينية ولن يستطيع أحد أن ينكر دور دول الخليج والكويت تحديدا كمصدر مالي للثورة الفلسطينية.
كان لانهيار الاتحاد السوفيتي اثر عظيم وهائل على العالم فكفت الميزان الأخرى للقوى في العالم انهارت ولا يوجد ما يوازيه ومن يقف في وجه الكفة الأخرى وغطرستها وغرورها ( الولايات المتحدة ). إن انهيار المنظومة الاشتراكية العالمية وما تبعها من تحول العالم إلى سيطرة القطب الواحد قد أخل بميزان الكون كله وليس فقط بالقضية الفلسطينية وبما أن القضية الفلسطينية هي جزء من قضايا العالم ولقد تكون اكثر قضايا العالم تعقيدا فقد كان التأثير الأكبر عليها .

الوطن العربي يعيش حالة يائسة مليئة بالتخبط ويرتشف المواطن العربي الذل والمهانة مع كل قطرة ماء يشربها وملايين الأطفال تموت جوعا وعطشا والدماء تغطي قميص عثمان في السودان والصومال والجزائر عدا عن من مات جراء القصف الصاروخي الأمريكي على العراق من قواعد الصواريخ في الدول العربية وتركيا ومن مات برصاص المعارضة التي اشترتها الولايات المتحدة وكذلك من يسمون أنفسهم رجال المقاومة الإسلامية التي هي بالأصل امتداد للحركات الأصولية الطالبانية الأفغانية التي تربت في مدارس باكستان الإسلامية برعاية أمريكية ودعم واضح أمريكيا . .
في هذه اللحظة كانت الفرصة سانحة لهؤلاء اللذين دوما يبحثون عن شماعة لتعليق الأخطاء عليها واقتناص الفرص لتحقيق المصالح الشخصية بأي ثمن فيتقدم مجموعة من أعضاء منظمة التحرير بطرح مبادرة للحل السلمي بإشراف وإخراج وإنتاج الولايات المتحدة متناسية هذه الزمرة أن كون منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في ظل التركيب الإقليمي والسياسي الجديد لها قد غدا بحاجة لاعادة نظر أولا ومن ثم إعادة تركيب وهيكلية فالثورة الفلسطينية بعد أن تطورت أصبحت تضم تنوع من شتى المشارب الفكرية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار،أصبحت هذه التيارات تتمثل في المؤسسة الرسمية -منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) -اعتقد بأنه من هنا بدأ التغير,
إن إبتعاد الثورة عن حركات التحرر العالمية والعربية بدأت عندما أصبحت منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) رسمية ضمن المؤسسة العربية الرسمية بالقرار المشهور بقمة فاس ونصه :أن م.ت.ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني هنا تبرز المهمة المعقدة لحركة التحرر الفلسطينية ومنها اليسارية خاصة بقضية الاستقلال السياسي عن المؤسسة الرسمية العربية،وخاصة بعد سيطرة اليمين الفلسطيني على قيادة المنظمة.
والسؤال هنا هو :هل انتزع هذا القرار من هذه المؤسسة-العربية- هل كان عليه إجماع من قبل جميع الفصائل الفلسطينية ؟
وهل كان هذا انتصار لمنظمة التحرير الفلسطينية أم أنها فعلا الهزيمة التي تجسدت بأوسلو أو اتفاق المرحلة ؟؟؟ أيضا الظهور الكبير للقوى الإسلامية غير الشريكة في المنظمة داخل الأراضي المحتلة قد جعلت كون نص قرار فاس فكرة غير مقبولة منطقيا فالظهور الإسلامي الذي استطاع في سنوات قليلة أن يجمع شعبية لا يستهان بها أي ما يقارب 40% من الشعب الفلسطيني فنسبة 60% إلى 40% لا تعطي كامل السيادة والحق أيضا سيطرة اليمين على رئاسة المنظمة فصار الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني هو اليمين العلماني وغدت المنظمات اليسارية في داخل المنظمة والمنظمات الإسلامية في خارج المنظمة بعيدة عن تمثيل الشعب الفلسطيني هل هذا كان هذا فعلا استقلال للقرار الفلسطيني ؟ أم كان عزل ل م.ت.ف عن دورها الاممي والقومي التي بدأت به انطلاقها ؟
وهل جاء هذا القرار من قبل القمة العربية بعد أن رفع اليمين الفلسطيني شعار عدم التدخل بالآخرين؟؟
نعم إن منظمة التحرير الفلسطينية كانت مهيأة في وقت من الأوقات ،لان تكون القوة الطليعية لحركة التحرر العربية.
ولكن ما الذي حصل؟؟ لنطرح هذا السؤال على امتداد الساحة العربية لنجد أو نكتشف شيء من الحقيقة .
هل تسليم المناضل الشيوعي السعودي ناصر بن سعيد ،من قبل حركة فتح إلى النظام السعودي الذي قام بإعدامه بطريقة بشعة،عندما رماه من طائرة في الربع الخالي ،يهيئ م.ت.ف لان تكون قائدة لحركة التحرر العربية؟ وهل هو فعلا تكملة للشعار الواهي الذي رفعه اليمين الفلسطيني بعدم التدخل بشؤون الآخرين أو هل كان يعني عدم التدخل الإيجابي وتشريع التدخل السلبي السافر , أم أن عدم تدخل م.ت.ف في شؤون الآخرين مقتصر على فئة دون فئة أخرى فيها ؟
وهل اللعب بأوراق الثورة الإيرانية أمام الإدارة الأمريكية، يهيئ ل م.ت.ف أن تكون طليعية ونموذج لحركة التحرر العربية ؟
وهل تدخل مقاتلي المنظمة إلى جانب النظام السعودي في تصفية الثائر (جهيمان العتيبي ) في مكة الذي قاد انقلابا ضد النظام الملكي في السعودية ونجاح رجال المنظمة في إحباط هذا الانقلاب يعد أيضا من باب عدم التدخل ؟؟
هل إعلان تأييد الرئيس عرفات لدخول صدام حسين الكويت وإمداده بالمقاتلين للحرب بجانب جنود صدام الوحشيين في معركتهم ضد الكويتيين وإعدام الفدائي (فهد الصباح ) في منزله في الكويت الذي كان يوما أحد مقاتلي المنظمة في بيروت عام 1982 يعد أيضا من باب عدم التدخل ؟؟
والمخفي اعظم وهل تسخير أموال الثورة الفلسطينية لاستثمارها في دول جنوب أفريقيا والتحكم بإنتاجها القومي من الموز والقهوة وغيره صار مطلب من مطالب التحرر بالنسبة ل م.ت.ف؟ فهناك أشخاص في داخل المنظمة استطاعوا أن يمتلكوا بأموال المنظمة آلاف الفدادين من مزارع الموز في جنوب أفريقيا على حساب أرصدة م.ت.ف وغدا هؤلاء يتدخلون في القرار السياسي لهذه الدول فما هو المفهوم الحقيقي لشعار عدم التدخل لهذا اليمين الذي هو نفسه من قام بشراء هذه المزارع و تدخل بسياسة هذه الدول الداخلية بحجة أن استثمار أموال الثورة في هذه الدول يساعد على كسب أصواتها في مجلس الآمن لصالح القضية الفلسطينية ؟,
نقطة لا بد من لفت الانتباه لها أن 60% من شعبية المنظمة بين الشعب الفلسطيني كان بداخلها ما يقارب 50% ممن يتعارض مع الاتفاقيات المشبوهة, فبدا لهذا الحل ملامح القصور الشرعي والأخلاقي والفكري والسياسي الذي لم يخضع لأقل ما يسمى الاستفتاء الشعبي عليه في فلسطين وخارجها, وغدا هذا الحل الذي أصلا لم يكن مكتمل الأركان القانونية الدولية ولا يحمل الصفة الدولية الكاملة ولا يحفظ لكلا الطرفين الحقوق الكاملة وإنما حفظها للطرف الإسرائيلي فقط وضع الطرف الفلسطيني موضع الضعف فكان لا بد من فشله مستقبلا كذلك من ناب عن الشعب الفلسطيني بتوقيع مثل هذا الاتفاق لم يحمل الصفة الشرعية للقيام باتفاقية دولية حيث أن من فوض من قبل عدد محدود من الأفراد ذوي المصالح الفردية لم يكتسب الصفة الشرعية ليفاوض دولة معترف بها من العالم اجمع باسم شعب كامل , عدا عن مضمون الاتفاق الذي ينص الأرض مقابل السلام ( أي إعطاء الفلسطينيين جزء من أرضهم بشروط أمريكية إسرائيلية مقابل قيامهم بحفظ أمن إسرائيل ) وتسمية المقاومة الفلسطينية بالتخريب للأمن الفلسطيني وأن الفدائيين يحاولون هدم البيت الفلسطيني , فعلا انه زمان صارت الخيانة به مجرد وجهة نظر في رأي مرتزقة الثورات وأصحاب الحلول المشبوهة والمصالح الشخصية .
إن الصراع الطبقي هو المحرك الأساسي للتاريخ البشري من بداياته لغاية الآن ولولا الصراع الطبقي لما قامت الأيدلوجيات التي تقوم أصلا لتحريك هذا الصراع الطبقي ولذلك قد يسمى الصراع الطبقي صراع الأيدلوجيات .
لننظر إلى المجتمع العربي ،ما هي طبيعته ؟ ما هي العلاقات الإنتاجية التي تحكمه ؟ ما هي الفئات الاجتماعية -أو الطبقات الاجتماعية إذا صح التعبير- المتبلورة فيه ؟ من هي الفئة الاجتماعية الحاكمة ؟ هل هي برجوازية ؟ هل هي فئة كولونيالية (وسيطة تجارية + إمبريالية احتكارية استبدادية ) ؟ ما هي الأيدلوجية التي يتبناها المجتمع العربي في صراعه ؟ .
من هي الفئة الاجتماعية التي يمكن أن تكون طليعية وثورية - أي تغييريه جذرية - في المجتمعات العربية ؟
المجتمع الإقطاعي بحاجة إلى تراكم راس المال لخلق طبقة عاملة تعي مصالحها وتقود الصراع لتحقيق الاشتراكية وتحقق لهذه الدول مطلب شرعي حقيقي وهو دولة المؤسسات وليس دولة الشركات الراسمالية..
أمام هذا الواقع العجيب ،أي برنامج ممكن له أن ينجح ؟ وما دور الثوريين على امتداد الساحة العربية في إدارة هذا الصراع.
فإذا كان بعض الثوريين العرب يؤيد أيضا أن ابتعاد المنظمة عن الأممية والقضايا القومية هو السبب في ضعفها فلماذا لم يحاولوا طرح أي بديل أو طرح مبادرة إصلاح من قبلهم لطرف المنظمة لاصلاحها علما بأن هناك أحزاب في داخل المنظمة كالأحزاب اليسارية كانت لن تقف عارضا بل ستقف مرحبة في دخولهم إلى جولة الصراع إلى جانب الفلسطينيين عكس ما تقوم به اليمين الفلسطيني في المنظمة من التوجه للحكومات بدلا من الثوريين العرب والمثقفين والمفكرين.
وهل فعلا أن هذه الحركات الثورية بطبيعتها تود المشاركة للسير بطريق التحرر العربي أم التحرر الإقليمي الضعيف الذي قاد إلى تقوية حجة أصحاب الحلول المرحلية المشبوهة وجعلهم يحملون أصحاب هذا الحل أسباب توقيعه للظروف السياسية في العالم من انهيار النظام الشيوعي في الاتحاد السوفيتي وأزمة الخليج العربي واستحالة استمرار المقاومة من الخارج وغيرها من مبررات واهية لتبرر بشاعة ما قاموا به, فكان وقع هذا الاتفاق كوقع الصواريخ الفراغية على أساسات الوحدة الفلسطينية والوحدة العربية.
في هذا الوقت تماما تسلل اليأس المشحون إلى أعماق الشارع العربي بينما يقتحم الوجدان العربي العام شعور بالملل والغثيان والحيرة والبلبلة واللامبالاة وتلك هي المفارقة المأساوية التي نحياها اليوم , فالزمن الذي يحتاج إلى المقاومة الصارخة الصحيحة يدمره اليأس والزمان الذي يحتاج للفعل غلبه التراجع والاستسلام والتسليم بالواقع والثمرة كانت مريرة فكان سهلا لأي مراقب خارجي أن يلحظ ازدهار النعرات العنصرية والإقليمية والانقلابات الشاملة للقيم والضوابط والمعايير والأسس فجعل اختلاط الأحلام بالكوابيس صفته العامة بدلا من الأشواق المشروعة والطموحات الراقية , لقد هز الواقع المؤلم التاريخ وهز أركان الجسر الممتد للمستقبل وتغلغل الانكسار لضمير الأمة ودمر الطموح العربي محملا إياه بطموح اسود صامت أطرش عن سماع صراخ المظلومين الذين يموتون جوعا في الصومال والسودان والعراق والجزائر وفلسطين وغيرها من الدول التي دمرتها الحروب الأهلية والحملات الإمبريالية التي شنت عليها وما أنتجته حرب الخليج الأخيرة, وغدا الوضع أكثر مأساوية حين يحاول الكل إسكات المثقف العربي عن نقد الواقع المرير ومحاولة إصلاحه فربع المثقفين العرب يرقد في السجون العربية السياسية والربع الأخر في المنفى والربع الثالث في المقاهي والبارات والربع الأخير يعيش الحالات الثلاث السجن والمنفى والتقاعس داخل نفسه اتقاء لأجهزة الأمن العربية وكانت السنوات التي تلت أوسلو سنوات الفاجعة الكبرى فالدول العربية بدأت بالتهافت على إسرائيل لتوقيع الاتفاقيات والقليل اكتفى بالصمت الحكيم والوقوف التام عن التصريح عن أي كلام يرادف الصمت فكان النتاج السياسي في العالم العربي قد بلغ الهزال والضحالة والضعف حدا مخيفا وصاعقا حدا لم يصل إليه أي خط بياني من قبل وهذا مؤشر خطير جدا بالنسبة للضمير العربي في لحظة انكسار حادة والتي توحي لأي مراقب خارجي بان الروح العربية كانت فعلا في لحظة احتضار وان سنوات الخمسينات لم تكن بأقل سوءا مما نعانيه اليوم فالعالم كله من حولنا يتغير بمعدلات رقمية مذهلة بينما العرب في سكون بالرغم أن التاريخ العربي يؤكد أن العرب أمة لا تموت.
البعض يحلل الواقع ما بعد أوسلو انه نتاج المرحلة وان القصور إنما هو قصور الجيل المعاصر وليس قصور الأمة بأكملها فكان هنالك سؤال يطرح نفسه من هو القاصر في هذه المرحلة ومن هو المقصر ؟
ومن هو المخلص القادم لإنقاذ الروح العربية والضمير العربي من حالة احتضاره ومتى سيظهر هذا المخلص لينقذ المستقبل؟
وان كنا فعلا بحاجة للمرحلية التي هي متطلب أي ثورة ومرحلة لا بد أن تمر بها قبل التحرر عملا بقاعدة آلاف ميل تبدأ بخطوة واحدة وأن المرحلية هي نوع من التكتيك الذي يستند للأسس الثابتة الواضحة المحاور،
وهنا لا أخص برنامج مرحلي بعينه،ولكن التكتيك لهذه المرحلة كان أولا قبل الخوض بمثل هذه الاتفاقيات لا بد من العمل على النضوج السياسي عند الفصائل الفلسطينية بالتعاطي مع الصراع مع الكيان الصهيوني ،فكل الفصائل أو معظمها تطالب بفلسطين من البحر إلى النهر،ولا أحد قادر أن يحصل على شيء حتى بجانب النهر،ألا يدعونا هذا الطرح إلى الوقوف قليلا ا؟

ويدعونا أيضا إلى التفكير في التعاطي مع السياسة الإسرائيلية التي لا تريد أي حلول مهما كانت هذه الحلول -حتى -لو كانت لصالح هذا الكيان المغتصب وهذا ما نراه جليا من خلال سياسة شارون الوحشية في الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة؟
أيضا هل جميع الفصائل الفلسطينية تعي طبيعة هذه المرحلة أو أي مرحلة ستأتي فيما بعد وهل المراحل هذه قادرة على خدمة المطلب الجماهيري العام آم أنها تخص فئة معينة دوما هي التي تتحكم بمصير شعب من أجل مصالحها؟
وهل فعلا هذه المنظمة بفصائلها من اليمين إلى اليسار تمتلك مشروع التحرر الفكري أولا ومن ثم مشروع الدولة الفلسطينية ثانيا ؟؟
هل وصلت فصائل المنظمة لقناعة بأن رفع شعار غصن الزيتون والبندقية شعار واهي ساقط من كل المناحي الفكرية ؟
وهل تعي حقيقة أن رفع شعار التحرر الفكري فقط هو أيضا شعار لا يمكن أن يكون واقعيا ؟
وهل أيقنت أن الحل الوحيد هو السلاح الداعم للفكر هو طريق الخلاص وهذا ما لمسناه حين قال أحد قادة المنظمة ( الدكتور جورج حبش في أحد خطاباته )
قائلا : لقد فشلنا في بداية الطريق لأننا حملنا البندقية بدون فكر
فهل حقيقة أن قادة المنظمة وصلوا لقناعة أن الفكر هو مشعل الثورات الحقيقي والسلاح هو حارسه وان افتراق الفكر عن السلاح يوصل الثورة لمرحلة الغربة, والمعادلة واضحة جدا
فكر + ثورة = هزيمة بطريقة فلسفية
سلاح + ثورة = فوضى سلاح
فكر + سلاح = ثورة حقيقية تقود للنصر

إذا المرحلية مطلوبة ،في ظل هذا التعقيد والأزمات التي تمر بها قضية شعبنا الفلسطيني الذي ما فتأ يدفع غاليا ثمن دفاعه عن حقوقه المشروعة، ولكن السؤال الكبير الذي يجب أن نطرحه في هذا الموضوع هو أي مرحلية نريد أو أي مرحلة نحن بحاجة إليها؟؟

وأي واقعية نريد وهل افتقارنا للواقعية هو ما أوصلنا لمثل هذه الورطة الاوسلوية ؟؟؟.
لكن المرحلية التي صنعها أوسلو كانت تفتقر لأي تكتيك ونظام عام يستند إلى استراتيجية شاملة تؤدي إلى تحقيق أهداف الاستراتيجية الموضوعة ؟
مما لا شك فيه انه لا بد من حدوث الواقعة التي ستغير كل شيء وتقلب كل شيء من أعلى الهرم لأسفله وتقلب طاولة التفاوض التي جلبت كل هذا وأوصلتنا لهذا الطريق المسدود.
وبالفعل وبشيء غير متوقع في نهاية شهر أيلول من عام 2000م كان الميلاد , ميلاد المخلص, هذا المسيح القادم من جزر المستقبل حاملا بيديه المستقبل الجديد المزهر على طبق من ذهب, انطلقت الانتفاضة أو كما يصح تسميتها بالثورة ضد أخطاء المقصرين وضد المستعمرين وهز أركان وعروش التآمر و إعادة النشوة للنفوس وبدأت إسرائيل تتقهقر مرة أخرى لتذوق المرارة في غزة والضفة والمفارقة التي كان لها الوقع الأكبر أن يثور الفلسطينيين في داخل الأراضي المحتلة عام 1948م فالثورة جاءت من كل الجهات أدت لانهيار الاتفاقيات التي كان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948م خارج هذه الاتفاقيات وكأنهم بالفعل قد غدو مواطني الدولة العبرية الكيان الغاصب لأراضيهم .
إذا فالثورة تسير باتجاه سليم الكل يراهن على الثورة والمقاومة واليأس يبدو واضحا على وجوه المفاوضين لقد انهار نتاج تفاوض أعوام في الشهور الأولى للانتفاضة جعلتهم يصلون لحد الوقاحة بوصف المقاومة بل تعدو مرحلة استنكار واستهجان العمليات الفدائية بل وصلت وقاحتهم إلى وصف بعض مسؤليهم بان شارون نفسه يمول هذه العمليات الاستشهادية ليبرر ما يقوم به وان هذه العمليات تهدم المصالح العامة للشعب الفلسطيني.
أي وقاحة يعجز أي أديب أو معلق أو ناقد عن وصفها ونقدها بغير لفظ الوقاحة المسرفة, هذه الانتفاضة استطاعت أن تنشل روح الأمة من الوهدة التي ترددت فيها وإنقاذ ضمير الوطن من الهوة الشاهقة فيه بعمليات فدائية كالمعجزات, ولكن بقيت زمرة المفاوضين ترفض المقاومة وتتحين الفرص لإجهاضها عبر صفقات مؤلمة وقعتها كصفقة تسليم المقاتلين المحاصرين بكنيسة المهد وصفقة تسليم 600 مقاتل قام على تسليمهم جهاز الأمن الوقائي في بيتونيا نفس هذا الشخص الذي وقف في نهاية التسعينات متباهيا مصرحا أن إسرائيل قبل دخول السلطة الفلسطينية لأراضي الضفة وغزة كانت تحفظ أمنها بنسبة 40% أما اليوم في ظل وجود أجهزة الأمن الفلسطينية استطاعت أن تحفظ لإسرائيل أمنها بنسبة 82% عن طريق قمع والتنكيل في المقاومين أبناء الشعب الجبار وسجنهم في زنازين لم يجرؤ حتى الاحتلال على صنعها - غرف وصفها بعض الفلسطينيين الذين سجنوا فيها في مقرات أجهزة الأمن الفلسطينية بأنها غرف عبارة عن متر في متر كانوا يحتجزون فيها لمدة تزيد عن الأربعين يوما عدا عن الشتائم والإهانات التي تلقوها من أفراد الأمن والتهمة : عداء إسرائيل وصفقة تسليم الآمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وستة من الفدائيين الذين كانوا معه محاصرين في القصر الرئاسي في رام الله فلم يكفي تخاذلهم بل وتمادوا لتوقيع صفقات كان الهدف الأول والأخير منها إجهاض المقاومة والعودة لطاولة التفاوض والتطبيع ومصافحة الأيدي الملوثة حتى أرساغها بدم الشعب الفلسطيني , بدم إيمان حجو وضياء الطميزي ومحمد الدرة وسارة عبد الحق واكثر من 2000 طفل دون سن السادسة عشرة قتلتهم أيدي الغدر الصهيوني لتحقيق الأهداف الشخصية لكن هذه الثورة في بدايتها استطاعت أن تكفل لنفسها البقاء بالرغم من كل الصعوبات التي واجهتها و أذهلت الجميع حيث استطاعت أن تتخطى العقبات التي واكبتها والعالم مثل أحداث الحادي عشر من أيلول التي غيرت نوعا ما في عملية اتجاه سير عجلة الزمن وتخطت كل شيء وحققت النوعية وجعت الاحتلال والإمبريالية العالمية تعترف بالهزيمة وكانت المعادلة الناتجة كالتالي
رفعت الانتفاضة عدد القتلى في صفوف الاحتلال بالنسبة للقتلى من الجانب الفلسطيني من واحد إلى ثلاثة وهي معادلة لم تحققها أي ثورة شعبية في العالم ضد الجيوش المنظمة المسلحة حتى أسنانها أمام الشعوب العزلاء أو التي كان سلاحها سلاح بدائي كالحجر والكلاشنكوف والحزام الناسف أمام طائرات اف16 والاباتشي ودبابات الميركافا الاولى في العالم والمجنزرات والصواريخ والسفن الحربية التي تدك شواطئ غزة
كذلك مليارات الدولارات الخسارة في القطاع الاقتصادي الصهيوني وعجز مخيف في ميزانية الدولة العبرية جعل الولايات المتحدة ترفع قيمة المساعدات المقدمة لإسرائيل من 2 إلى 10 مليار دولار سنويا ومع ذلك لم تستطع سد جزء من العجز الحاصل في الميزان الاقتصادي والهوة المتزايدة في الاقتصاد الصهيوني اضطر الحكومة الصهيونية لاتخاذ إجراءات كثيرة ضرت بمصلحة الشعب الإسرائيلي وجعلته يضج ساخطا على حكومته الفاشية ,كذلك الهجرة العكسية لما يقارب 750 آلف يهودي من فلسطين والى الولايات المتحدة وأوروبا بهجرة عكسية مروعة جعلت الناظر بعين الواقع يرى أن هؤلاء اصبحوا في عداد الأموات لان هذه الحرب غدت عكسية والعادة أن يتم تهجير الفلسطينيين عن ديارهم كما حدث عام 1948م و 1967م ولكن لم تشير أي من المؤثرات على استعداد أي مواطن فلسطيني على الهجرة حتى وان بقي بخيمة على ركام منزله المدمر كذلك غدت المستوطنات التي أقامتها إسرائيل في ظل الركود وتغطية اتفاقات أوسلو بيت أشباح خالية من السكان بالرغم من الاتهامات التي كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تلقيها على الفدائيين وأقنعت بها بعض العرب وللآسف بعض المثقفين منهم أن الهجمات الفدائية على المستوطنات هي هجوم على سكان مدنيين متناسية أن كلمة مدنيين تعني مواطنين أصليين وليس مستوطنين للأرض أيضا أن هذه المستوطنات غير الشرعية أصل أو تقام على أراضى محتلة حسب الاتفاقيات التي تنص على جواز بناء مستعمرات عسكرية للدولة المحتلة كذلك أن معظم قاطني هذه المستوطنات ممن أتموا التدريب العسكري وهم في عداد جنود الاحتياط أي انهم عسكريين وليسو مدنيين كما يدعون.
و بالرغم من هذه النتائج الخيالية الإعجازية التي حققتها ثورة التحرير هذه وكسرها حلم الصهيونية العالمية وتحطيم الكذبة الكبرى التي كانت الصهيونية تخدع بها اليهود المشتتين في أنحاء العالم بأن فلسطين ارض اللبن والعسل لشعب إسرائيل أيقن أي مهاجر أن فلسطين ليست إلا حقا لأصحابها الأصليين وهي ليست إلا مقابر للغزاة القادمين إليها من أنحاء العالم إلا أن الموقف العربي العام من هذه الانتفاضة مازال يدعو للذهول والموقف العربي العام بالنسبة للحرب التي تشنها الولايات المتحدة على دول الجوار بذريعة الحرب على الإرهاب وكذلك التسوية الأمريكية والمبادرات الأمريكية لتسوية ما يسمونه بالنزاع في الشرق الأوسط أيضا يدعو للذهول وما زال هناك مفاجئات غريبة ومفارقات صارخة مع ما يجري الآن في العراق من محاولات من بعض الحركات الأمريكية المسماة الحركات الإسلامية لتشويه صورة جلية للمقاومة العراقية, لكن المفاجئات لا يستطيع أحد تكهنها فأصحاب الحلول المشبوهة يحاولون وضع خطوط نهائية للقضية وإجهاضها لإنجاب طفل مشوه ذو ملامح مرفوضة إنسانيا وتاريخيا فهي تخطط لان يكون ملامح الحل القادم دولة في داخل جدار شارون , إنهاء الانتفاضة وإغلاق ملف اللاجئين وتوطينهم في البلدان المستضيفة عن طريق تحسين أحوالهم وأحوال المخيمات التي يقطنوها وتحويل المخيمات إلى مدن وتوفير فرص العمل لهم وتحويل الفصائل الفلسطينية إلى أحزاب سياسية عن طريق الاعتقال السياسي والضغط واعتقال القيادات التي يدعونها محرضة على العنف (كاعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) بطريقة ترفضها كل الأنظمة القانونية و انتهاك سيادة القضاء العالمي والفلسطيني, وتقسيم القدس ليصبح للعرب سيادة جزئية على منطقة الحرم القدسي فقط, لكن كما استطاعت الانتفاضة أن تقلب الميزان وتقلب المعادلة في وجه العدو وتحويل مجرى الهجرة من الهجرة العربية من فلسطين إلى هجرة اليهود المحتلين منها وعودتهم لمواطنهم الأصلية التي تقيأتهم علينا وغيرها من الإنجازات الرائعة للانتفاضة , هذه الانتفاضة كفيلة بسحق مثل هذه المؤامرة السافرة وان توجه دعوة للقائمين على مثل هذه الحلول المشبوهة المشوهة بدعوة للانتحار الجماعي فيكون خيرا لهم من الاستمرار في حياه ليس لها ملامح سوى الاستسلام والتخاذل ولا تجلب للشعوب العربية إلا البؤس والظلام وهي دعوة أيضا للوحدة العربية وللشعوب العربية للالتفاف حول القضايا الجوهرية ووأد الأمراض السامة المتفشية في مجتمعاتنا العربية من قبلية وإقليمية وعنصرية فيما بينها والقضايا الجوهرية واضحة وليست بحاجة إلى لفت انتباه أو نظر فالالتفاف حول المقاومة الفلسطينية ودعمها بكافة السبل والوسائل والمحافل الدولية والالتفاف حول العراق ومنع أيدي الغدر الإمبريالية الأمريكية من أن تطال من سيادته لان صرخة الطفل العراقي الذي يصنع في كل لحظة صمود كبرياء أمه لا بد لهذا الطفل أن يجد آذانا تسمع في ظل عالم اطرش لا يسمع صرخات الجياع فلعنة الشعوب المقهورة لن ترحم أبدا من يتآمر عليها ويلتف على قضيتها, وحل النزاعات العربية الداخلية في السودان والصومال ووضع حد للمذابح المأساوية في الجزائر سيكفل لهذه الأمة البقاء والازدهار والانتصار ليؤكد أنها أمة لا تموت ولا تفنى وان سبيل المتآمرين عليها هو الانتحار الجماعي
وفي الختام ،جاء الحديث عن موضوع كهذا لعرض التطورات و الأحداث والانقلابات والهزائم في صميم هذه الأمة ، ويجب طرح الأسئلة الكبيرة التي ما زلنا نبحث عن أجوبة لها ، وطرح السؤال الصحيح ،بالتأكيد سيعطيك جواب صحيحا الذي قد يقود إلى محاولة زرع الوعي لنصل مرحلة التحرر الفكري والسياسي وكسر تبعية الدول الكبرى لنحاول على الأقل أن نحدد ماهية الأيدلوجية السليمة التي يجب أن نسير عليها ولنعرف حتى موقعنا في العالم وهل نحن في مركز العالم الثالث فعلا أم دونه مرحلة وما هو الحل للخروج من دائرة العالم الثالث ؟؟؟

في النهاية لا بد من لفت الانتباه إلى أن الانتفاضة الفلسطينية وصلت لمنعطف خطير جدا بدأ بتفتيت منظمة التحرير الفلسطينية إلى فصائل بعيدة عن بعضها البعض وتفشي الفساد بين رجال السلطة الفلسطينية مما يضعنا في متاهة وسؤال محير .
ما هي ملامح الدولة الفلسطينية القادمة ؟؟
هل فعلا وصلنا لنهاية مغلقة يجب أن نتعاطى فيها مع ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي ينص على وجوب قيام دولة فلسطينية ذات ملامح رأسمالية أمريكية ؟
ما هي ملامح الرئيس الفلسطيني القادم الذي كما يبدو جليا سيكون من بين هذا الخضم الشعبي الفلسطيني وتناولته مسائل الإعلام المدعومة أمريكيا بالتلميع الكافي بإخراجه مخرج القائد الوطني من ناحية وناحية أخرى قد نال رضى وقناعة الأمريكان ؟
ما هو الدور القادم لفصائل اليسار الفلسطيني التي حقق بعضها نجاحا حقيقيا في إطار المقاومة الفلسطينية ؟
هل سيتم إعادة صفوف هذه الفصائل اليسارية في ضمن إطار فكري منظم يلم شمل قوى اليسار للوقوف أمام أي مشروع تصفوي قادم, وهل الطرح الأخير لإعادة اندماج الجبهة الشعبية والديمقراطية سيكون حقيقيا أم انه مجرد ترددات إعلامية ؟
وهل نجاح هذا الاندماج سيفتح الباب لبقية الفصائل اليسارية للخروج من معطف اليمين السلطوي والانضمام لقائمة اليسار الذي لا بد بعد اتحاده سيمتلك المشروع البديل لاوسلو والحلول الأمريكية الشرق أوسطية ؟
هل يعي الشعب الفلسطيني ماهية وملامح مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تسعى أمريكا لفرضه على المنطقة ؟؟ من هم رجاله والقائمين عليه ؟
أسئلة كثيرة جدا بحاجة لإجابة
لكن قبل كل هذا الانتفاضة الفلسطينية تغوص عميقا في وحل فوضى السلاح وسلاح الفوضى
الفصائل الفلسطينية على باب الصراع الداخلي
الدم الفلسطيني صار ارخص من رغيف الخبز بفضل الفوضى العارمة
ومن يمتلك الحل ؟؟؟



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مصر ... جمعية مصرية لحماية حقوق الحمير والأسرى السياسيون ...
- حمى التاريخ .....
- رسالة من امرأة ما .....
- المشهد الذي لم يكتمل بعد / في ذكرى استشهاد القائد أبو علي مص ...
- رب الحجر / قصيدة غير منشورة للشاعر العربي الكبير مظفر النواب
- هم لم ينتصروا .... نحن الذين دوما نستسلم
- قلقيلية تبرز التضامن الاكبر مع الرفيق أحمد سعدات ورفاقه من خ ...
- وثيقة: مطالب الاسرى كما عرضوها على إدارة مصلحة السجون الاسرا ...
- بين سوبر ستار وإضراب الأسرى الفلسطينيين ... من يرقص على جراح ...
- بيان مناشدة عاجل من أهالي الاسرى والمعتقلين في مدينة قلقيلية ...
- الحرية للاسرى
- فكرة عابرة من صديق عابر
- فكرة ..
- في يومك الخامس والثلاثين ... يا شهيدا يحيى حلم الفقراء والمس ...
- من بين سطور القادة الأحرار .... فيدل كاسترو في المقدمة
- بقعة ضوء
- حين يأتي عيد العشاق... سأغتاله و لن أذكرك
- مقالات للإيجار
- سباق التسلح وسباق التشلح
- نظرات في المشروع الأمريكي لصياغة الإسلام الليبرالي


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - إصلاح للثورة ام إصلاح للأنظمة .... ما الذي نحتاجه كيساريين عرب