أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند صلاحات - هم لم ينتصروا .... نحن الذين دوما نستسلم














المزيد.....

هم لم ينتصروا .... نحن الذين دوما نستسلم


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 937 - 2004 / 8 / 26 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه الهزيمة التي لاحقتنا عبر سنين , حتى صارت مجرد أن يلفظ أحدهم بلفظ الهزيمة يصبح ملاصقا لها اسم العرب ..... فهل حقيقة أن العرب هزموا حقيقة ؟؟

وما مدى مصداقية المصطلح الجديد الذي صار يلاحقنا أينما ذهبنا (جيل الهزيمة)
فهل حقا هذه الهزيمة هي التي أنجبتنا , أم كان قدرنا أن نولد في عصر لم يستطع آبائنا وأجدادنا أن يحققوا أدنى انتصار على ذاتهم حتى قبل أن يحققوه على أعدائهم الحقيقيين؟

إذا أردنا التجوال في صفحات التاريخ الذي كتبه المنتصرون دائما باحثين عن الهزائم نجد أن هناك الكثير من الهزائم التي التصقت بالعرب, فنكبة عام 1948م ومن بعدها بسنوات قليلة نكسة عام 1967م وغيرها وصولا إلى الانتكاسة الكبرى عام 1990م .... تلك الوعكة التاريخية التي أهداها إلينا جميعا ذاك المجنون صدام حسين.

فلماذا إذا دخل الكويت ؟

ولماذا قررت محاربة 36 دولة وهو يعلم مسبقا قدرات جيشه المعتل والخارج من معارك طاحنة بلا مبرر مع إيران ؟

ولماذا استمر بعناده ورفض أن يتنحى من منصبه قبل أن يسقط العراق في أيدي الأمريكان في التسليم الأخير لبغداد قبل عام؟

صدام حسين كان يعلم حجم المعركة ... وقد كان يعلم مسبقا أنه لو خاض أي حرب بعد حصار دام عشر سنوات على الشعب العراقي والجيش العراقي سيكون الخاسر الوحيد حتى لو كانت حربه ضد إيران مرة أخرى أو حتى ضد أي دولة تملك تقنية عسكرية حديثة.

وهو يعلم مسبقا أن القصور التي بناها في فترة الحصار لن تكون حصون طروادة لتحميه من الغزاة القادمين على حاملات طائرات هذه المرة وليس على خيول.

لكن أصر على موقفه, والغريب أنها المرة الرابعة التي ينتصر بها الغزاة دون أن يحاربونا.

في الحروب السابقة لم ينتصر الغزاة علينا , بل دخلوا بلادنا فاتحين.

في عام 1948م قالت الإذاعات العربية أن على الفلسطينيين أن يخرجوا من بلادهم لمدة أسبوع حتى تقوم الجيوش العربية بتنظيف فلسطين من المحتلين ... (العصابات الصهيونية التي لا لم تتعدى العشرة آلاف مسلح من رجال العصابات التي دربتها بريطانيا)

وبعد أيام تبين أن الجيوش العربية التي نادت بهذا النداء كانت تقصد أنها لن تحارب ولكنها تحاول إقناع الصهاينة بالخروج من فلسطين بطرق سلمية فالحقيقة أن الصهاينة لم ينتصروا ولكن نحن انهزمنا بطريقة استسلامية غريبة.
لقد خسرنا الحرب بطريقة غريبة
(إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ لأننا ندخُلها..
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها.. بمنطقِ الطبلةِ والربابه)(نزار قباني)
ْ
في عام 1967م أو كما يسميها البعض حرب الأيام الستة, وصعود الصرخات الشهيرة (سنجعل الصهاينة طعام للسمك ) ( وتجوع يا سمك ) وغيرها من النداءات العالية التي كانت كما قال عنها قباني أيضا في هوامش على دفتر النكسة (السرُّ في مأساتنا صراخنا أضخمُ من أصواتنا وسيفُنا أطولُ من قاماتنا) أفقدتنا الضفة الغربية وغزة دون طلقة واحدة من الجيوش العربية.

فجيوشنا استسلمت قبل أن تحارب والغزاة لم ينتصروا بل تسلموا المدينة وقضوا على من حاول من الثوار المقاومة .

الطائرات المصرية دمرت في مطارها قبل أن تحارب
إسرائيل لوحدها سحقت كل طائرات وأخذت جولاننا وسيناءنا وضفتنا الغربية من النهر وغزتنا وأخذت أيضا عزتنا ونخوتنا.

خلاصةُ القضية توجزُ في عبارة
لقد لبسنا قشرةَ الحضارة والروحُ جاهلية...

تعد التجربة العراقية اليوم مثال بارز لاستسلام العرب قبل المعركة, لكن هذه المرة هناك طعم أخر للاستسلام, فالجيوش العربية التي استسلمت دون أن تصرح من إذاعاتها مثل كل مرة وتتوعد الغزاة بالموت على أبواب المدينة .

فبعض هذه الجيوش اليوم يدرب طلائع الشرطة العراقية التي يعدها الاحتلال
والبعض الأخر يمول العراق
والبعض الأخر يسرق نفط العراق
والبعض ..................

إنها استراتيجية عربية جديدة في الاستسلام ربما تنفعنا في الحروب القادمة.
فلم نعد نجوع السمك قبل الاستسلام ... بل اخترعنا شيء جديد اسمع مبادرات القمة العربية في طريقة تسليم المدينة دون نقطة دم.

فإن رياح التغيير الأمريكية قادمة ولن ترحم أحدا.

وكما تقول الأغنية المصرية .... الثعلب فات فات فات

لقد فات الثعلب الأمريكي إلى العراق ودول الخليج .... لكن الدور على من
وأي نوع من الاستسلام سيختاره العرب هذه المرة ؟؟

المرة السابقة كسروا تمثال صدام
المرة القادمة أتوقع أن يستسلموا بإعدام الرئيس على باب المدينة, ويرشو الدبابات الأمريكية بدمه مع الورد والأرز.

فالأمريكان يدخلون بلادنا فاتحين

هم لا ينتصرون في كل مرة ..... لكن في كل مرة نحن نستسلم

بالنّايِ والمزمار..
لا يحدثُ انتصار



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلقيلية تبرز التضامن الاكبر مع الرفيق أحمد سعدات ورفاقه من خ ...
- وثيقة: مطالب الاسرى كما عرضوها على إدارة مصلحة السجون الاسرا ...
- بين سوبر ستار وإضراب الأسرى الفلسطينيين ... من يرقص على جراح ...
- بيان مناشدة عاجل من أهالي الاسرى والمعتقلين في مدينة قلقيلية ...
- الحرية للاسرى
- فكرة عابرة من صديق عابر
- فكرة ..
- في يومك الخامس والثلاثين ... يا شهيدا يحيى حلم الفقراء والمس ...
- من بين سطور القادة الأحرار .... فيدل كاسترو في المقدمة
- بقعة ضوء
- حين يأتي عيد العشاق... سأغتاله و لن أذكرك
- مقالات للإيجار
- سباق التسلح وسباق التشلح
- نظرات في المشروع الأمريكي لصياغة الإسلام الليبرالي
- جنود في خدمة امريكا
- القوات الأردنية تقتل ثلاثة مسلحين حاولوا دخول الأراضي الفلسط ...
- ترجمة قرار محكمة العدل الدولية ضد الجدار العنصري الى العربية ...
- النص الكامل لوثيقة التحقيق الخاصة بالمجلس التشريعي الفلسطيني ...
- أنقذوا الشعب الفلسطيني ..نداء الى كل أنصار الإنسانية في العا ...
- المافيا الفلسطينية تعبث بارواح الناس/ مقالة كادت ان تودي بصا ...


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند صلاحات - هم لم ينتصروا .... نحن الذين دوما نستسلم