أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محسن صابط الجيلاوي - رأي حول الديمقراطية … ومنظمات حقوق الإنسان في المهجر















المزيد.....

رأي حول الديمقراطية … ومنظمات حقوق الإنسان في المهجر


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 984 - 2004 / 10 / 12 - 09:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كثرت في السنين الأخيرة وبشكل خاص في المهجر تشكيلات ومنظمات عديدة تَدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، وتدقيق بسيط في خلفيات هذه التشكيلات وطبيعة الناس القائمين عليها، يكتشف المرء ذلك الرياء المرّ في تحويل فكرة إنسانية باغتصابها وتحويلها إلى خدمة أهداف سياسية ضيقة وبعيدة كل البعد عن المحتوى الذي يغلف هذه الدعوة الجليلة...
لقد شهدت العقود الأخيرة ذلك الميل والنزوع للديمقراطية واحترام حقوق البشر، وقد تركت هذه الدعوات والمتغيرات التي جرت في العالم وخصوصا بعد سقوط الأنظمة( التلوتارية)، في ما يسمى البلدان الاشتراكية، إلى أن يعيش العالم حالة من مفهم جديد لحقوق الإنسان تقوم على آليات وقوانين وأعراف، وجدت البشرية نفسها في عصر متنام بوضع مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية السياسية كهدف أساسي ومنطلق جديد سواء بالتعامل بين السلطة والشعب لبلد ما أو في سائر العلاقات الدولية...وبالتأكيد إن العراق ليس بعيدا عن الذي يجري في العالم على هذا الصعيد، لهذا نجد أن طبقتنا السياسية والتي وجدت نفسها بين نار نظام فاشي وبين طبيعتها الداخلية وشكل العلاقات السائدة في داخلها إلا أن تهرب للأمام بسرقة هذا المبادئ، لهذا نرى الجميع اليوم يتحدث ويفلسف للديمقراطية وحقوق الإنسان، وهذا لا بأس به ولكن الأهم هو الإجراءات على الواقع، في الممارسة العملية...لقد عاشت كل الأحزاب العراقية على حياة داخلية غير ديمقراطية، وعندما ترتفع المطالبة بإصلاحات داخلية وزيادة هامش الديمقراطية الداخلية كان الجواب الجاهز دوما هو وجود نظام دكتاتوري وبطش الخصم وضرورة السرية، رغم أن كل شيء كان علنيا في أغلب الأحيان وخصوصا في مهاجر هذه الأحزاب، لكن الأكيد ان ديمقراطية داخلية ستفقد قيادات هذه الأحزاب تلك الديمومة والاستمرار في تحويل هذه الأحزاب إلى مهنة واسترزاق رخيص وتحويلها إلى منافع شخصية بل وزيادة روح العصابة في قياداتها...ومما يفضح ذلك ويؤكده هو منذ سقوط النظام ولأكثر من سنة ونصف لم نشهد مؤتمرا أو فعالية تنظيمية علنية فيها الحد الأدنى من الشفافية المطلوبة لأي حزب من الأحزاب التقليدية المعروفة، لأن العلنية ستكشف ماضي هذه الأحزاب، وستكشف أيضا ماضي مهرجاناتها وفعاليتها التنظيمية وسائر مؤتمراتها السابقة على كونها سخافات ومهرجانات تضليل لا أكثر...سؤالي:ألا يحتاج كل هذا الزلال الذي حدث في العراق إلى فعاليات تنظيمية كبرى علنية طالما أن سبب السرية قد زال؟ طبعا استثني من هذا الفعالية التنظيمية لحزب (الباججي) لان قيادته كما يبدو لي من اللبراليين الذي عاشوا في الغرب وفهموا العالم بشكله الجديد...أما الباقون فهم يجترون الكذب بشكل يومي ومثير للسخرية في الحديث عن الديمقراطية، فبالنسبة لهم، نعم ديمقراطية استهلاكية تضعهم في برواز الديمقراطيين أما الحديث عن ديمقراطية تمس كياناتهم عندها تتبخر هذه المفردة من عقولهم الجامدة ويتحولوا إلى أشرار لقتل كل فكرة للتغيير...ومن المفارقة المحزنة ان هذا الشعب البسيط الذي عاش كل هذا الظلم سيذهب قريبا للانتخابات، ويبدو لي ان الانتخابات سترسخ ناس لا شرعية لهم، لأن هذه الطبقة السياسية بشكلها الحالي والتي هي أجساد وهياكل لا تعرف الديمقراطية أطلاقا، وهذا ما قد يفضي إلى اغتصاب السلطة عبر انتخابات قد يشوبها التزوير الكثير، لان حاميها سيكون حراميها طالما لا يؤمن في الواقع العملي بالفكرة ذاتها والأيام ستحكم على ذلك حتما، وللحد من هذه المخاطر على كل النخب المؤمنة بالديمقراطية حقا أن تساهم في تطوير مجتمع مدني حقيقي وقوي يكون رادع لهكذا ميل خطير، كما أن تحريك الراكد في الخارطة السياسية يكتسب أهمية كبرى لرسم شكل جديد للتعاطي السياسي يختلف كليا عما ساد في كامل تاريخ العراق السياسي الحديث سيكون مفتاح النصر لديمقراطية مستقبلية حقيقة تصمد أمام كل الظروف والمحن.
إن فكرة وجوهر المبادئ التي وضعتها البشرية لحقوق الإنسان بكل ذلك التراكم التاريخي الهائل عبر بحر من الدموع والعذابات والآلام التي واجهتا سائر الشعوب في هذه المعمورة ذات مضمون ومفهوم ديمقراطي عميق، ولا يمكن الحديث عن حقوق متكاملة دون ديمقراطية سياسية، لهذا تسعى هذه التشكيلات العراقية جميعا - حتى البعث سابقا أو وبقايا حثالاته - لخلق واجهات ومنظمات تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، بل جرى الركض من بعض الأحزاب السياسية العراقية التقليدية لتشكيل أكبر عدد مكن من منظمات تدعي حقوق الإنسان، لإظهار هذا الحزب أو ذاك بمظهر حداثي وعلى ان الإنسان هو ما يشغلهم وبالتالي تجعلهم متناغمين مع عصر مادته الأولى حقوق الإنسان، ولكن تبدو مهمتهم العكس تماما ألا وهي محاولة إفراغ هذه المهمة عن محتواها العميق وتحويلها إلى موضوعة عادية جوفاء عديمة المضمون...ونعود للسؤال الأساسي هل فاقد الشيء يعطيه ؟وهل فكر هؤلاء بالطبيعة الداخلية لأحزابهم البعيدة كليا عن الديمقراطية ؟هل توجد في الأحزاب العراقية تلك التعددية الفكرية، منابر سياسية، اختلافات في الرؤى، وأين الشفافية المطلوبة ؟؟اسئلة تتعلق أيضا بحقوق الناس المهدورة للقواعد المنتمية لهذ الأحزاب والتي تعاني إقصاء وتهميش يصل في بعض الأحيان إلى التصفيات والقمع والطرد والمحاربة في الرزق، وتحويل الناس من مناضلين إلى مجاميع من الهتافين مهمتهم بيع ضمائرهم لقيادي دكتاتور صغير، لكي تطول دائرة بقاءه في الحكم الذي سعى إليه بكل ذلك الإصرار...لهذا فهناك خارطة عجيبة ومعقدة ومتشابكة للمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان العراقي أو حقوقه المدنية، ولكن في تأملي لها جميعا وبلا استثناء سواء لقياداتها أو لطبيعتها الداخلية والأجندة التي تحركها نجد أنها مُفرغة من أي محتوى حقيقي..فهي منظمات كارتونية ، تعيش على تسطيح الفكرة ذاتها وتحويلها من فكرة عملية – تفصيلية إلى فكرة إنشائية – خطابية تُجند عند الطلب وفق أغراض سياسية بحته لهذا الفصيل أو ذاك....فجميع هذه المنظمات ليس لها أي برامج أو ملفات تدافع عنها بل هو سيل إعلامي -- مثل إنشائية ضحايا النظام ولكن بغياب التفاصيل الضرورية -..فهناك ملفات كثيرة تسعى لمن يأخذ بها، وعندما تتحدث مع بعض من هؤلاء القائمين على هكذا منظمات عن ملف مجزرة بشتاشان، أو المجازر التي ارتكبت أثناء قتال الإخوة أو الذين تمت تصفيتهم من القيادة المؤقتة أو الاغتيالات السياسية في كوردستان أو التصفيات الداخلية للأحزاب السياسية والانتهاكات التي تعرض لها الكثير داخل هذه الأحزاب من سجن وتعذيب وعن غياب آليات ديمقراطية حقيقة في سلوك الأحزاب العراقية جميعا … نراهم يصمتون ويبتعدون عن ذلك بكل ذلك المكر لان أحزابهم لا تريد ذلك، وكأن حقوق الآلاف من الناس لا قيمة لها في حساباتهم المريضة..وحتى بخصوص ضحايا النظام لم تقم هذه المنظمات بمتابعة ملفات ضحايا النظام من سجناء سياسيين وشهداء ومعوقين ومفقودين، ومن يزور العراق سيشاهد مئات الآلاف من الناس الذين يركضون يوميا وراء معاملات وتعاملات بيروقراطية لمعرفة مصير أبنائهم أو الحصول على حقوقهم دون مساعدة أحد، رغم احترامي الشديد للمنظمات التي وجدت داخل الوطن بعد سقوط النظام والتي تعمل في بحماس لمساعدة الناس على تلمس طريق الحق، لكنها منظمات فتية وليس لديها الإمكانيات أو الدعم المطلوب...وفي زيارة إلى جمعية تتبنى قضايا الشهداء والسجناء، رأيت فيها مجموعة من الشباب المتحمس والذي يعمل في ظروف صعبة للغاية ويتابع بجهد قضايا إنسانية بشكل ملموس أما المنظمات التي تشكلت في الخارج ومنذ سنين طويلة وحصلت على مساعدات من دول ومنظمات أخرى، نراها تغط في نوم عميق ماعدا إصدار البيانات الهزيلة، ومكاتبهم فارغة من أي ملف حقيقي، بل تعاني من مشاكل داخلية ومن اتهامات بنهب الأموال وغياب حياة ديمقراطية داخلية، ففي السويد يوجد شخص يقود أحدى هذه المنظمات لأكثر من 15 عاما..!!!والغريب في بعض هذه المنظمات مساهمة نساء كان من المفترض وفق الروح الجميلة للمرأة العراقية أن لا تشترك بهكذا أعمال تضليلية تكون فيها حقوق الإنسان مادة لكذبة كبرى تخدم أغراض معروفة منها النهب المالي وتلميع السياسي وووو...!!!وجعل هذه الفكرة العظيمة تأخذ شكل أي نادي عراقي في المهجر، حيث تسود تلك العلاقات الغير نظيفة في أغلبها ان لم نقل جميعها للأسف الشديد..!!
لهذا يجب التحذير وخصوصا للأجيال الشابة وللقوى الجديدة التي تندمج في الحياة السياسية أن لا تعتمد على هكذا منظمات، بل من واجبها اليوم قطع الطريق على هكذا لصوصية من أن تسلل إلى المنظمات الحديثة التي تؤسس داخل الوطن، وعليها السعي الجاد بعدم الاعتراف بها وتجاوزها إلى منظمات حقيقة تدافع عن الإنسان العراقي كقيمة عليا، بعيدا عن الأطر الضيقة للسياسة ولقواها، بل عليها أن تسعى إلى منظمات تدافع عن الإنسان وبملموسية بغض النظر عن الدين أو القومية أو الانتماء المذهبي أو السياسي..منظمات لديها ملفات وأوراق عمل ومشبعة بكوادر من الاختصاصين سواء حقوقيين، أطباء، كتاب، مثقفين، صحفيين، رجال فكر، شغيلة، طلاب...يتمتعون بكامل الاستقلالية والنزاهة ونكرات الذات، مهمتهم العاجلة مساعدة الناس على تلمس طريق العدالة والحق كقيم يتساوى أمامها الجميع...منظمات تسودها ديمقراطية داخلية، علنية تامة وشفافية، بعيدة عن أي تأثير سياسي معين، تلك هي مهمة كبيرة تواجهه كل إنسان شريف من اجل بناء وطن جديد قائم على احترام حقوق الإنسان وإشاعتها لكي تكون منهجا في الفكر والسلوك وبالتالي عزل وفضح أولئك الذين يتاجرون بكل ماهو خير ونبيل…
http://members.chello.se/kut/



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائزة نوبل للآداب لعام 2004 إلى النمساوية الفريدا يلينيك
- حكايات من زمن الخراب
- أهلاً وسهلاً بكم في محافظة الكوت
- لا للحياد...نعم لتعبئة الجماهير
- الجنرال واللوحة
- بدل الورد
- رياضة
- الفاشية العربية -البعث كنموذج
- لقاء مع الفنان عماد الطائي
- عن الشيوعية واليسار، مع بعض التطبيقات..-3
- وردة حمراء
- هذيان عند كاس عرق مغشوش
- الشخصية العراقية بين الحضور... والغياب القسري
- عن الشيوعية واليسار، مع بعض التطبيقات... -2-
- على حافة الشعر
- عن الشيوعية واليسار، مع بعض التطبيقات...
- قصص قصيرة جداً
- إشكالية العلاقة بين السلطة والمثقف
- النار فوق قمة جبل
- موقع الشباب الغائب في قانون إدارة الدولة العراقية يعني غياب ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محسن صابط الجيلاوي - رأي حول الديمقراطية … ومنظمات حقوق الإنسان في المهجر