أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن صابط الجيلاوي - إشكالية العلاقة بين السلطة والمثقف















المزيد.....

إشكالية العلاقة بين السلطة والمثقف


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 795 - 2004 / 4 / 5 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فاروق سلوم نموذجاً
الوقت أصبح متأخرا جدا للإعتراف بالتفاصيل، فقد عشنا ربع قرن خارج الزمن والتأريخ والحياة وحتى الجغرافيا فقد وضعنا ابن العوجة بعد الصومال* وبكل امتياز...

الإعتراف صعب وقاس في شرق لا يحترم النقد حتى ولو بحدوده الدنيا...
هنا سيتسنى مسك الحديث من أولهه..هنا سيتسنى للذاكرة والإبهام أن تؤشرا اليوم وسط تزاحم طبيعي لموجات من البشر التي تريد التعويض عن الحرمان لعقود ساهمت فيها سلطة غاشمة ومثقف يتلبسه الخوف من خسارة وليمة دسمة...، مثل كل البشرية المتحضرة نريد أولوية الامتيازات ولكن بالحق وليس بسرقة الآخر..أن نستعيد بترتيب أخلاقي وضمير صادق ذلك مطلوب ولكن من الضروري تأطير ذلك بالقانون لكي نصفع ونردع الوحش المخالف( ذو الأنياب )، نريد أن نهزم ليس الدكتاتور الذي قبع بدواخلنا كل هذا العمر بل ظله ذلك المثقف الذي يسطح معنى الخوف، الخوف ليس من أجل الاستمرار في الحياة بل الخوف من هزيمة الامتيازات التي أشعلها الهمج.... القول (الأحداث والمتغيرات ) ليس كافيا بل هو أكثر من ذلك، هو فكر وجد ضالته بمثقف مهزوم أعطاه كل مسوغات البقاء وبالتالي تم صنع ترتيب كامل من مأساة عميقة وبكل تلك الفجيعة الغير قابلة للتدليس بل بالفضح العميق:
مأساة هجراتنا أو جنون بقائنا في البلاد هذا صحيح.. وصحيح نتعايش مع النمر ولكن لكي نستخدم كل الأدوات الممكنة لنجعله هشا ورقيا، لا لكي نكون جزء من أدواته... كل هذا لا يبرر البكاء المتأخر لبعضكم عن تحمل الألم المر، العلقم ( الذي ذاقه شعب كامل ) ولكن ليس من كان يصوغ ثقافة أطفالنا وشكل طباشيرهم وأحلامهم ويفسر حتى همساتهم البريئة.....
أقول أصبح الوقت متأخر جدا ليحكي كل منا شهادته، لهذا على البراءة إن وجدت أن تقول كلمتها الآن أما سيمفونية الوقت غير مناسب هي محاولة لتمييع حجم الجريمة..

نحن شعب طيب دائما نؤجل الحكايات لكي يمر الزمن وبالتالي ننسى موقع الألم، ومعها الذين صاغوا الفاجعة بكل تلك القباحة.... ما الذي تريد أن تقوله (.ما يزال الحزن أكثر من الدم..وحتى يتساويان يوما..
ربما يستفيق الصدق، أي شناعة هذه..؟؟؟ ..وتنتهي غيبوبة النشوة التي خلقها وهم انتصار..) وهل كنا ننتظر طروحاتكم المبجلة لكي نبحث عن أبنائنا وأهلنا سواء كانوا فوق الأرض أم تحتها، فلم يكونوا سوى ضحايا لسجن ممتد، لمقابر تمتد حتى حدود الرب...

وهل أعطيتمونا شيء غير الهزائم الذليلة ؟ فقد أصبح بعيدا تذوق طعم انتصار ما...

وهل هناك من فسحة عصية على الفهم فيها شيء ايجابي يسجل لصالحكم ولو للحظة طيش فيها حب وبراعة ( عفا الله عما سلف )

كل الذين ذكرتهم انسلوا من المقاهي الثقافية أو من الوطن كانوا نتاج لواقع افتعله نظام كنت احد أزلامه... فللحزن والدم والمنفى، ثمن باهظ هو ملايين من العوائل المنكوبة، تساؤلي إذا كنتم جميعا بهذه الوداعة فمن أين جاء النظام بكل هؤلاء القتلة بكل تلك الماكينة الدعائية التي أنتجت شعرا وأدبا وأغاني ومسرح رصدت له اكبر مالية بعد وزارة الدفاع...؟

تتذكر الذين انسلوا ولكن تعطيها هامش من شئ ما يشبه أن المثقف مغامر ومخلوق عجيب في الحياة، يحب التغرب، دون أن تقول أن أجمل مثقفي العراق انسحبوا من ابسط الأماكن وداعة، مقهى في شارع شعبي، بسبب أنكم وشرطتكم ومخابراتكم احتللتم بلدا كامل بكل زواياه وتفاصيله حتى المتناهية صغرا...أي كذبة كبرى تلك التي تقولها بأنكم اخترتم البقاء لكي يتغير الظلم، شيء ما يضحك حتى البكاء...هل واجهتم بأجسادكم كما واجه فقراء الهور وعشرات الآلاف من الأنصار في كوردستان، ومئات الألوف من المعتقلين والشهداء...لم تكونوا سذجا بل وجدتم ولائم عامرة، وسيارات فارهه، وحفلات لا تنتهي.. كان أمَلك أن يستمر الظلم لكي تستمر لعبتكم بحياة متميزة وضعتم أنفسكم فيها بتراض تام مع طاغية ملائم تماما لشحاذيه...بعضكم غادر متأخرا- بعد أن قل الدفع السمين- وأصبح أكثر (ثورية) من كل الذين عانوا منفى الجوع والخراب، إنها محاولة لغسيل الذنوب، لكن كل من يعتقد بسذاجتنا فهو واهم، نحن نعرف من الذي شرب بنشوة على مسلخ القتل اليومي لأهلنا....أنت ترى ان النظام أغلق بار هناك ومقهى هناك، في حين نحن نرى حالة اكبر من ذلك تتمثل في إغلاق وطن من الحضارة، التقدم، المعرفة، الأمل، الحرية، والعيش بسلام...

لقد دجج أفواهكم بأنياب عجيبة...

لماذا تتساءل عن الأحياء الذين انسلوا وتنسى الذين بقوا مثلكم ولكن باختلاف المثل والموقف، بقوا لكي يقاوموا بأجساد نحيلة عارية، شرطة ثقافتها مداد أقلامكم في قدرة الثوري العروبي على ذبح الآخر لكي تعيش الوحدة والحرية والاشتراكية...

أين دريد إبراهيم، حميد الجيلاوي، خليل المعاضيدي، صفاء الحافظ، صباح الدرة.... ؟

صحيحا كانت الحروب تأكل الوطن، ولكن صحيح تماما أنكم ساهمتم في إذكاء وقودها، فتشتم عن كل جمرة شابة، فبدلا أن تجعلوها محطة دفء للوطن، حولتموها إلى رماد يسيح على رماد وبالتالي فقد الوطن نخيله، أشجاره البرية، وروده، وكل معالم تجعل الشرط الإنساني جميلا، وعذبا...

حسنا تعترف بأن الدكتاتور عمل لتوريط الجميع، أليس من حقنا أن نعرف كيف تم ذلك وماهو المقابل...؟؟

القاتل تفضحه شعرة...!

كيف كان يشترى الصمت السميك...؟

من الذي غنى وكتب عن انتصارات كاذبة، زرعها في مخيلة أمّة كاملة...

لقد قلبتم معنى الحياة وأعطيتم للوحش كل تلك العبقرية في إذلال الناس، كان خلف كلماتكم ونتاجكم فيض من مديح يقابله دفع سخي مأخوذ من عرق ملايين من البشر...

صحيح قدرنا الحب، ولكن الحب للوطن، والانتماء إلى عذابات الناس، الشهداء، الأمهات المنكوبات وبكل التفاصيل الصغيرة التي سرقتموها من حياتنا...

لا يمكن لحبنا أن يتحول إلى مظلة لحماية الجريمة...

نحن لا نريد أن تمس المشاعر فقط، بل نريد من يلامس الحقيقة ويغوص في جوهر الأشياء بكل عمقها لكي يقدم لنا تحليلا قابلا للصمود، يفيدنا في حماية الوطن من غفلة جديدة لبزوغ دكتاتور آخر متعطش لدمنا...

لا نريد أن تنسل أدوات الطعن من أجسادنا كأنها أزهار خالدة...

لقد عشنا جريمة فيها من التفاصيل الكثير، فالتاريخ تصنعه الذاكرة، فكيف إذا ماتت وهي في شبابها، فلن يكتب أي مستقبل للوطن وللأجيال القادمة...

نحن علينا أن نبني ثقافة جديدة تنغرس في عقل كل مواطن مفادها أن ارتكاب الموبقات وراءه يوما جزاء عادل، نريد ثقافة تقتل الخنوع والترديد الأعمى لما مفاده (اليتزوج أمي يصير عمي...)

لنعرف الأشياء ونعيد تنظيمها، فبالعقل والمعرفة وتراكم الخبرات تحيا الشعوب...

عباراتنا واضحة لا إبهام فيها...

عندكم الغموض، نحن نريد أن تقدموا خدمة واحدة في خريف أعماركم، عبارة عن تدارك معنى سقوط المثقف..أن تشرحوا تجربتكم بكل تفاصيلها المأساوية حتى ولو كانت شديدة الخصوصية ومخجلة...

لن تعود الجيرة والمحبة والسلام والمصالحة بفكرة تساوي بين القاتل والضحية... تلك بديهيات في النفس البشرية وأي أسس خاطئة تساوي بين الاثنين غير قابلة للحياة أبدا...

التاريخ غول كبير سيسحقنا جميعا لكي يترك مجال لأجيال تهمها كل تلك الوداعة والحب لكي تستثمر أجمل الأنهار وأجمل الأوطان، ولعمري ليس هناك أجمل من بقعة في هذا العالم اسمها العراق...

اطردوا القتلة، ومرتكبي الجرائم، ومثقفي الايدولوجيا، وصانعي الدكتاتور ستجد وطنا مختلفا مشعا على العالم بالمعرفة والعلم والأغاني والشعر والكلمة الجميلة...

ليس أمامنا خيار في ألفية جديدة إلا بمحاسبة القتلة ورافعيهم حتى ولو تطلب الكثير من المستلزمات فاليوم يعيش في العراق 27 مليون ولكن في ألفية قادمة هناك من ينتظر أن يولد، نحن ننتظر مئات الملايين من الولادات. لا تتم حماية مستقبلهم إلا بفضح وتعرية ووضع القاتل والمهرج معا أمام عدالة التاريخ والحق...

هل تعرف ان ألمانيا لا زالت تلاحق بعض النازيين حتى اليوم؟ تلك مستلزمات حماية الناس من تكرار التاريخ المأساوي...

ذلك هو مطلب لكي نستمر بكل البهاء المطلوب، لكي نستمر بالعيش الشريف

هل يكفي ( تكريمكم ) بالتقاعد المبكر...؟

هل فهمت يا أستاذي فاروق سلوم ؟؟؟

اللحمة والمحبة نصنعها مع ناس عانوا منكم، مع الضحايا مثلي، مع الأكثرية التي انتهكتموها...

بعض الناس يتصور إن الصفح أمر سهل ولكن ليس للذي فقد أعزاء من دمه ولحمه....

لنضع الأمور في نصابها..

قد حان البحث في التفاصيل الصغيرة التي تبني تلك الحقيقة المفقودة...

نعم للحوار الفضيلة بكل تلاوينها ولكن ليس الحوار مع الذين لعبوا بمصائر وطن بكل ذلك العبث المُشين، بكل تلك الفضيحة....!!



* مع احترامي للشعب الصومالي ، ولكن قصدي ان ابن العوجة وضع العراق بما يشبه القرن الأفريقي حيث الحروب والمجاعات والفقر....

* المقالة هي محاكاة لمقالات الأستاذ فاروق سلوم الأخيرة.



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النار فوق قمة جبل
- موقع الشباب الغائب في قانون إدارة الدولة العراقية يعني غياب ...
- شاعر وقصيدة
- يعد الصمت ممكناً…!
- دورة استحالة القائد كيف تصبح قياديا في حزب عراقي بسبعة ….بدو ...
- قلق
- في يوم الشهيد الشيوعي …وجهة نظر أخرى للحفاظ على الحياة
- مدخل إلى عالم المترجم والقاص الدكتور علي عبد الأمير صالح
- خيون حسون الدراجي – أبو سلام
- شاعر وقصيدة - حميد حسن جعفر …. والكلام
- ملف عن الشهيد ، ملف عن الإبداع المقاوم…
- حول قرارمجلس الحكم 137 الرجعي
- إلى رجل الايروتيكا السياسية سعدي يوسف
- خيول
- نصوص عراقية / العدد الثاني
- من اجل(طبقة) سياسية جديدة في العراق
- خيول
- حوار هادئ مع شاعر النشيد الطويل… برهان شاوي
- مقاومة الأيتام…
- المقاومة يا عرب…!!


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن صابط الجيلاوي - إشكالية العلاقة بين السلطة والمثقف