أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن صابط الجيلاوي - من اجل(طبقة) سياسية جديدة في العراق















المزيد.....


من اجل(طبقة) سياسية جديدة في العراق


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 633 - 2003 / 10 / 26 - 05:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

يشهد العراق اليوم مخاضا صعبا على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية، ولكن يبقى الأبرز في دائرة الإشكاليات القائمة هو الوضع السياسي، فهو المفتاح لرؤية أو لنقل الدخول وحل المشكلات الأخرى. لقد شهد العراق في النصف قرن الماضي دكتاتوريات متعاقبة، فمنذ تدخل العسكر في الحياة السياسية للبلاد بانقلاب 1958 المشئوم والحياة في العراق راكدة ميتة مطعونة بسكاكين حادة من القتلة والمجرمين الذين ببزاتهم العسكرية وشعاراتهم الفارغة ألغو حياة شعب بكاملة وحولوه إلى شعب أسير نزيل معتقلات وسجون لا نهاية لها…ولكن في كل بلاد الدنيا كان هناك معادل موضوعي للدكتاتورية ألا وهو طبقة سياسية ناجحة، قادة تاريخيون، شعب موحد، لكن في الحالة العراقية للأسف الشديد كان ذلك غائبا بشكل ساهم في طرفا المعادلة السلطة ونقيضها، بمعنى عجز معارضي الدكتاتورية عن صياغة بديل فكري أو سياسي أو تنظيمي أفضل قادر أن يوحد شعب مظلوم نحو انتزاع الحرية، تلك هي باعتقادي مأساة الحالة العراقية، فقد تحول الوضع في العراق إلى سلطة غاشمة تلف العراق كله، وتحت هذا معارضات كونت كل ما أمكن لها ذلك ما يشبه سلطات صغيرة مكتسبةً أخلاق الجلاد بكل جدارة…

السلطة تقتل بالآلاف لأنها تحكم شعبا تعداده 27 مليون

المعارضة تقتل بالمئات لأنها تحكم الآلاف فقط من البشر…

السلطة غنية بموارد العراق من النفط والماء والهواء…

والمعارضة غنية بتوزيع الولاءات لدول الجوار أو ارتباطات عالمية أو من موارد البلد نفسه …

هناك سجون كبيرة، وهنا سجون صغيرة…

حروب السلطة كثيرة، الحرب العراقية الإيرانية، الحرب ضد الشعب الكويتي، الحرب ضد الشعب الكردي، حرب ضد الشعب العراقي بكاملة، السلطة تستخدم جيش من الملايين، حروبها واضحة، علنية، تديرها دولة موضوعة أمام أنظار العالم…

حروب المعارضة صغيرة، تديرها مليشيات صغيرة معزولة عن إعلام العالم وصحافته…

لنذكر فقط منذ عام 70 بعض الأمثلة:-

البعث ضد الحركة الكردية:-

الحزب الشيوعي يزج بمليشياته لقتال حق شعب يناضل من اجل الحرية وَيُسمي الحركة الكردية بالجيب العميل…!

تتغير التحالفات بعد ضرب الحزب الشيوعي 1978

الحزب الشيوعي إلى الجبل...

قتال بين القيادة المؤقتة لاحقا الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني نهاية السبعينات، مئات القتلى…

تحالفات ثانية جوقد، جود؛ ووو….

قتال ثانية بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني

بين الحزب الشيوعي والاتحاد الوطني، مجازر بشتاشان 1984 وقتل الأسرى الشيوعيين فقط لكونهم عربا..

قتال بين الحزب الديمقراطي وجماعة القيادة المؤقتة بقيادة سامي عبد الرحمن آنذاك..

بين باسوك والاتحاد الوطني

بين الحزب الاشتراكي والاتحاد الوطني

بين الجميع والاتحاد الوطني

بين باسوك والحزب الاشتراكي

قتلى بالمئات من اجل النفوذ والسيطرة وتصفية الآخر وأزاحته من مناطق النفوذ…

 

تحرر إقليم كوردستان من الفاشية بعد حرب الخليج الثانية:

قتال بين حكومتي الإقليم آلاف الشهداء…

تحالف ثانية بين الحزب الديمقراطي والسلطة لطرد الاتحاد الوطني من اربيل، وبالتالي تصفية الآلاف من مقاتلي الاتحاد والمؤتمر الوطني…

تصفية بعض كوادر الحزب الشيوعي في سوران..

هذه الحروب المعروفة يضاف إلى ذلك الاغتيالات والتصفيات الجسدية في مناطق النفوذ

لقد استمر مسلسل التصفيات بين الحزب الشيوعي والاتحاد الوطني سنوات طويلة…

سقوط النظام:-

تصفيات قومية في كركوك والموصل والفاعل معروف…

كل هذا حدث بالضبط تحت نفس القيادات بلا تغيير…

لو نحصي ،كم عدد قتلى الحروب الصغيرة الغير مرئية…؟

إنهم أعداد هائلة، إحصائهم سيفتح فاجعة كبيرة عن عمق الجرح العراقي

الدم العراقي كان رخيصا بشكل لا يصدق من سلطة ظالمة ومعارضة مريضة مليئة بالخوف من الآخر، دكتاتورية في فكرها وتنظيمها وعلاقاتها الداخلية..

هذه الحروب الصغيرة هي سبب بقاء النظام في الحكم، سبب بقاء الاستبداد والقهر…

الجميع ينتقد صدام وهذا حق بالتأكيد…ولكن…

اغلب قادة المعارضة العراقية هم أقدم من صدام بقيادة أحزابهم...

هل سمعنا انتخابات حقيقية، ببرنامج ديمقراطي حقيقي في أي حزب عراقي ؟

الكل يتعامل مع الشعب على انه قطيع..

الكل يعمل بما يؤمن استمرار حزبه، تمويل حزبه، بقاءه قويا في مناطق النفوذ، البقية تيارات مهمشة تهتف للأقوى في هذا الجبل أو هذه المنطقة، أما العراق كمشروع وطني مغيب إلى حد كبير

تلك هي الحقائق المرّة والذي يرى عكس ذلك ليثبت لي ذلك بدليل ما يمتلك حيوية وصدق كل الحقائق القاسية التي ذكرتها أعلاه.

في إحداث بشتاشان كان معي رفيق خاض أقسى الحروب على الجبهة العراقية، كنا معا مُنهكين من الجوع والعطش وخلفنا جثث عشرات الشهداء من رفاقنا، سألته ما الفرق بين هذه المعركة والمعارك التي خضتها على الجبهة العراقية أجابني: الشراسة هنا فرغم بدائية الأسلحة المستخدمة هنا لكن الحقد كبير عند المهاجم ( وقتها الاتحاد الوطني الكردستاني) بعد يومين عرفت أنا ورفيقي كيف تمت تصفية الأسرى الذين القوا بسلاحهم وكيف تم الفرز بين العربي وبين الكوردي. الكردي سيق إلى الأسر أما العربي فقد تمت تصفيته بطريقة همجية…

طبعا استخدم في كل هذه الحروب الصغيرة كل أنواع المهارة السياسية من التوظيفات الإقليمية، العشائرية، العلاقة بالنظام.. كل ذلك من اجل إقصاء الآخر بكل قوة..

مثال العلاقة مع السلطة من قبل الاتحاد الوطني لطرد الحزب الشيوعي والديمقراطي عام 1984 من سوران. شعارات الاتحاد الوطني ان هولاء عملاء وباسدار إيران والأنكى يسمي مقاتلي الحزب الشيوعي (العربكان) وكان مشهورا مذيع إذاعتهم الذي يصرخ يوميا بالعنصرية الحاقدة واعتقد ان اغلب التسجيلات موجودة بحوزة الحزب الشيوعي كشاهد على التاريخ الأسود للمعارضة…

بعد كم سنه الاتحاد الوطني الحليف الأول إلى إيران يتقدم جيشه في حلبجة وغيرها…

الاثنان( الاتحاد والديمقراطي) يدخلان بعد حرب تحرير الكويت العراق ليكونا بديل للسلطة ولكن كل الأساليب غير المتحضرة هي سبب الاستمرار في النفوذ من تكريس العشائرية، واستخدام المال والثارات والتحالفات مع دول الجوار لكي يفرض كل طرف سلطته التي يجب ان تسود بأي ثمن، قتال دام حوالي ست سنوات…

صحيح هناك ديمقراطية في كوردستان وأنا اعترف بذلك لكنها ديمقراطية لا تسمح بالمنافس القوي، بل تسمح لمجموعة من القوى الضعيفة الغير منافسة لادعاء الديمقراطية، اسأل هنا هل يوجد تنظيم للاتحاد الوطني في مناطق بهدنان وكذلك العكس هل توجد تنظيمات للحزب الديمقراطي في سوران ؟ الطرفان القويان يخافان بعضهما البعض لأن المنافسة قائمة لظروف تاريخية وعشائرية ومناطقية يعيشها المجتمع الكردستاني وتلك مسألة معروفة للجميع…

طبعا يضاف إلى ذلك كيفية تصفية عناصر إسلامية بدت منافسة للاتحاد الوطني وبمساعدة أمريكية وقد تمت تصفية هذه الحركات بطريقة دراماتيكية، قتل بلا رحمة لمئات من الناس وهم عراقيين كان من المفترض أن يكون استخدام السلاح لقتل العراقيين بالجملة شئ القدوم عليه لا يتم بهذه السهولة ولا بتلك الخسائر ومناظر الجثث المفزعة…

لقد كان الدم العراقي رخيصا وعلى كل المستويات

والدم العراقي، المشهد العراقي ما زال مفتوح على كل احتمالات القتل والشعارات وتبدل الولاءات …

إننا (أمام دون هادئ) بكل التفاصيل…

كل ما قلته أعلاه لا يعني إنني ضد هذه القوى بطريقة عدمية وغير واقعية، فانا أؤيد بلا حدود مجلس الحكم المحلي وكل القوى الفاعلة تحت لواءه ولكن من الضروري جدا أن يتزامن مع هذا حركة ديمقراطية تشمل كل مرافق الحياة، تشمل كل الطبقة السياسية، كل تلك القوى...

لقد شهدت كل الثورات العظام قادة كانوا فوق كل الحسابات الصغيرة وضعوا قضيتهم ومصالح شعبهم فوق كل شئ

الخميني القائد الذي عاش أكثر عمرة في مدن العراق انسانا مندمجا مع الآخرين وعندما سنحت الظروف السياسية استطاع ان يوحد كل شعبه معا نحو إزاحة الاستبداد…

لينين الذين عاش حياة المنفى وبعشرات من المنفيين استطاع تكوين اكبر حركة جماهيرية في روسيا القيصرية…

هوشي منه المتقشف والذي كان يعيش حياة فقراء فيتنام، كان واحدا منهم

ماو وحياة القتال وتقدم الصفوف…

كاستروا وغيفارا كانوا أمام مقاتليهم في كل المعارك ومعروف شعارهم النصر أو الموت

نلسون مانديلا و 30 عاما من السجون والكفاح دون ان يلين

سواء اختلفنا مع هؤلاء القادة في مشاريعهم وأفكارهم السياسية ولكنهم كانوا قادة تاريخيين تقدموا صفوف شعوبهم بلا حسابات كانوا نظاف الأيدي،والخُلق، وكانوا مثال ملهم للجماهير، ولكن عندما انحرف الذي أتى بعدهم كنست الجماهير حتى قبورهم وعظامهم ليكن هذا درس لأشباه القادة عندنا…

قادتنا ينخرهم الفساد، بلا أخلاق أحيانا. كثيرة هي الفضائح التي تزكم الأنوف خرجوا منها منتصرين…

إذن أين قياداتنا من ذلك ؟

 حتى في أحلك ظروف النضال ترى المئات لخدمتهم يحيط بهم الحشم والمتزلفين، يحميهم أقاربهم وعشائرهم، ومقربيهم …

 أولادهم وعوائلهم في أحسن الأماكن في باريس ولندن وموسكو…

 عندما تكون الظروف مؤاتيه وجيدة أول الداخلين إلى الوطن وعندما يدهم الخطر أول المنهزمين إلى دول الجوار أو ابعد من ذلك في مصحات موسكو وأوربا…

ينسون شهدائهم تبعا للدفع السمين، وعندما تقول إن صحفكم يزينها الموتى برغبة الخالق في حين شهدائنا بالجملة لا احد يذكرهم، يفلسفون الأمور من اجل مصلحة الشعب وصيانة التحالف..!!!

دخلنا الجبهة الوطنية من اجل الشعب وسكتنا عن قذرات البعث سنين، ونسينا شهدائنا الذين قتلوا بيد البعث بحجة الحفاظ على التحالف، وعندما انفرط التحالف فتشنا عن كل شهيد لنجعله بيان لتعرية البعث..

واليوم يقول البعض وهذا ما قاله بالضبط المغوار عزيز محمد لولا جلال الطالباني لم يكن حزب شيوعي في كوردسان وهو قائد أي الأخير مجازر بشتاشان.. وعندما ذهبت إلى كوردستان عرفت السبب فقد حول الطرفان الكرديان الأحزاب الأخرى إلى دكاكين صغيرة تقبض منهما الأموال…بل إنهم شطروا الحزب الواحد إلى قسمين قسم يقبض من الطرف السوراني وبالتالي يعني الولاء له، وطرف بهدناني يقبض من السلطة الأخرى..

قاتلنا الشعب الكردي وقلنا جيب عميل

انتقلنا إلى معارضة النظام وتحول الجيب إلى ثورة…

لقد شاهدت بعيني احدهم في الفرع الأول في بداية الثمانينات يتلذذ بقتل جماعة القيادة المؤقتة جماعة( سامي عبد الرحمن) الآن نائب رئيس في الحكومة الكردية، كانوا يأتون بالأسير قائلين له لقد أطلقنا سراحك، انطلق من هنا بسرعة وألا أعدناك إلى السجن، يركض السجين غير مصدق بالحرية، رغم معرفته بالغدر يركض باتجاه الزاب، الماء يهدر سريعا، يصوب المسئول بندقيته باتجاه السجين الراكض الذي يحاول العبور فوق خشبة من الاسبندار تربط ضفتي الزاب وسط ضحكات القائد تنطلق الرصاصات نحو الهدف ليسقط قتيلا في الزاب المنحدر جنوبا حتى آخر الدنيا...

كان لكل حزب سجون لمعارضي الرأي، سجون من أحجار لا ترحم

أسأل سامي عبد الرحمن اليوم هل هؤلاء الضحايا شهداء أم ماذا...؟

كما أسأل الحزب الديمقراطي هل حسو ميرخان على ما اعتقد أسمة هكذا وهو من زملاء القادر البارزاني العظيم حيث قطعته حراب الاتحاد الوطني قطعة قطعة لا لسبب سوى كونه من الطرف الآخر شهيد أم لا…؟

وهل شهداء مجزرة بشتاشان من الحزب الشيوعي شهداء أم لا…؟

وإذا كان الجواب بنعم شهداء، لماذا إذن تم قتلهم وهم أجمل ما في العراق …؟ هل هناك من نقد واضح وجواب لأهلهم الذين سيطالبون بدمهم حتما…؟؟

احد عراب مجازر بشتاشان من قادة الاتحاد الوطني رئيس لجنة صياغة الدستور….!!!!!!

أنا شخصيا كأحد الذين عاش مجزرة بشتاشان اعتبر ان هؤلاء الشهداء هم ضحايا الدكتاتورية تبعا كون الاتحاد الوطني وقتها مليشيا تابعة للنظام العراقي، كنا نقاتل ساعات معتقدين ذلك هجوم من قبل السلطة وليس من حليف وقعنا معه قبل أيام اتفاق تعاون مشترك شامل..

وتلك كما اعرف اكبر مجزرة في تاريخ الحزب الشيوعي لا يذكرها الحزب إلا باستيحاء في حين صور الذين اخذ أرواحهم الرب بعد عمر طويل تجلل موقعهم على الانترنيت، كل ذلك يٌنسى بسبب الدفع ولمصلحة الوطن والعلاقات الوطنية، والتي الوطن منها برئ…!!!!

أنا ادعوا كل المحامين المهتمين بضحايا الدكتاتورية إلى استلام ملف شهداء بشتاشان لإنصاف هؤلاء الأبطال وبالتالي إنصاف عوائلهم…

أحزابنا مليئة بالغدر والتآمر وذبح الآخر كلما سنحت الفرصة…

السؤال من حق مصر أن تطالب بكشف خفايا قتل الأسرى في سيناء، فحتى في معارك الداحس والغبراء كان يحترم الأسير، رغم إن ذلك يتم بين دول أو أقوام مختلفة أما قتل الأسرى من شعب تنتمي إليه ماذا يقول عنها زملائنا المشتغلين بقضايا حقوق الإنسان …؟؟؟؟

لقد تركت المعارضات العراقية العوائل العراقية وشباب العراق يهيمون في كل أصقاع الدنيا بحثا عن المكان الأمن، تركتهم عرضة للمهربين وللغدر وطعما للأسماك في بحار الله المختلفة، رغم ان بعض من أحزابنا لديه موارد دولة…

مئات الألوف من الهاربين العراقيين في سوريا وإيران عوملوا بطريقة مذلة من قبل المجلس الأعلى، والدعوة، ….من اجل إجبارهم على فيلق بدر أو جعلهم أدلاء أذلاء للجيش الإيراني

اليوم كلهم يتهمون الجلبي بالقبض من أمريكا

أتسائل ما الفرق أن تقبض من موسكو أو بلغاريا أو طهران أو سوريا أو تركيا …كل واحد يفلسف الأمر وطريقة القبض بأنها تنسجم مع المبادئ…

لقد تركوا دمنا ينزف وعندما حانت الساحة لم يجد الشارع العراقي غير هذا الإنسان البسيط أبو تحسين، العظيم بتحديه أن يفتش وحيدا عن أفضل معادل موضوعي لصدام، فلم يجد سوى نعاله، لقد تحدى أبو تحسين هذا النظام وعبر بصدق عن عذابات الشارع العراقي الذي تُرك اعزل يواجه الدكتاتورية بلا منظم كفء أو قيادة بارعة..

أبو تحسين كان غير مهتما بما يدور، حيث اللصوص والقتلة يعبثون بالعراق وقادتنا يُحظرون سياراتهم الفارهه وحراسهم لدخول الوطن وهذا من حقهم، لكن ليس من حقهم أبدا أن يسرقوا عظمة أبو تحسين الذي سبقهم جميعا بإسقاط هيبة الدكتاتور دون أن يفكر كم ذلك سيدر عليه.، ولم يكن ذلك على حساب عراقي آخر أو خوفا على تحالفات لا تصمد مع غلة أول قبض جيد…

 

إنني اطرح هذه الأشياء الموجعة مدركا ان الوقت حان لكل القوى الجديدة في القوى السياسية العراقية، في كل المجتمع العراقي، القوى المتنورة المثقفة ان تسعى للتوحد خلف شعارات التجديد في كل شي..

نحن نريد

أحزاب ديمقراطية

انتخابات علنية لقيادة هذه الأحزاب..

نريد أن نعرف مصادر تموين هذه الأحزاب

ماليتها…

حساباتها المصرفية

مؤتمرات علنية، مع حضور علني للصحافة ووسائل الإعلام …

وجوه جديدة

برامج ديمقراطية

مجتمع مدني معافى

مجتمع يسوده التنظيم والفاعلية السياسية…

ليس هناك أهداف آنية وبعيدة بل كل شئ مطروح إلى العلن. لا للعبة الديمقراطية الشرقية البائسة من اجل أن يصل الإسلاميون إلى السلطة لكي يقيموا دولة إسلامية

ولا للقوى الشيوعية تصل السلطة لكي تبني الشيوعية كهدف نهائي على حد تعبيرهم وبالتالي تقويض السلم الطبقي للمجتمع…

نحن لا نريد الغموض واللعب على العبارات…

ضرورة تسجيل الأحزاب وفق الدستور الديمقراطي المزمع إنجازه ويجب أن يجاز أي حزب وفق المبادئ الديمقراطية المنصوص عليها في نظامه الداخلي وبرنامجه وعلاقاته الداخلية، ومدى انسجام مبادئه ونظامه الداخلي مع مبادئ الدستور. وعليه يجب أن يوقع أي حزب علني على مبادئ احترام الدستور ورفض العنف والتآمر السياسي والقتل واشاعة جو من الاحتراب والنفوذ …

أنا اعتقد إن أحزابنا اليوم بشكلها التنظيمي وبرامجها الحالية وطبيعة قياداتها لا يمكن أن تُجاز وفق الدستور المزمع العمل به، أي دستور ديمقراطي يؤمن بالتعددية وتداول السلطة، والمسائلة، والعلنية ….

على الشعب أن يطالب بذلك بقوة، نحن لا نريد أن نلغي هذه الأحزاب بل نسعى معا لتطويرها بشكل جذري، محاسبتها، مسائلتها لكي تكون أحزاب حقيقية تعمل لصالح الوطن ورفعته بعيدا عن العشيرة، والمافيا السياسية، والتسلط، وإقصاء الآخر، وعدم احترام المواثيق والتعهدات…

وعندما نرى مسعى حزب ما بذلك علينا دعمه، ومثال على ذلك أداء الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الأزمة الأخيرة كان أداء جيدا، وطوال تاريخ هذا الحزب المتهم بأنه حزب كلاسيكي، لكني أقول رغم ملاحظاتي الكثيرة على هذا الحزب ولكن أفضل من كل أحزاب الايدولوجيا، فهو حزب هادئ، يتطور بعلاقاته، وكان دائما الطرف المعتدى عليه، ولقد عشت سنوات طويلة في مناطق تواجد الحزب وجماهيره ولم نعامل إلا بكل وّد وتقدير، أما الأحزاب الشعاراتيه الثورويه فتلك مصيبة العراق، فمن البعث مثالا كسلطة إلى الاتحاد الوطني كمعارضة…

أنا أدرك ان هناك قوى سليمة داخل كل حزب وحتى في الاتحاد الوطني لكن من الضروري انتزاع المبادرة من الجيل القديم الهرم، الفاسد، الذين تلوثت أياديهم بالدماء العراقية البريئة…

إن شعبا بكافة قومياته وطوائفه السياسية والدينية محتاج لقيادات معافاة وجديدة على حياتنا…

أخيرا أتمنى أن تثار هذه المسالة (الطبقة السياسية وإشكالاتها) وارثها المريض داخل مجلس الحكم المحلي الذي علينا دعمه بقوة في مثل هذه الظروف التي يمر بها وطننا لنقدم مثالا لجماهيرنا وبديلا صادقا يحترم الوطن والناس والأرض والسماء…

علينا أن ننظر للمستقبل بعين واعية وان نعزز المجتمع المدني الممتلئ بالعافية والقادر على المحاسبة ورفض أي توجه لهدر الدم العراقي تحت أي مُسبب أو مبرر …

فأرواحنا غالية، ترقص للحرية والعدل والخير…

ليعرف كل شخص ان الدم العراقي ثمين وغال وعزيز، ووراءه من يطالب حتى لو طالت السنين وتعقدت الظروف…

إننا نحمل بقلوبنا شباب بشتاشان الرائع كوردا وعربا وأقليات كنموذج على وحدة وطن، وعلى عبث الذين استرخصوا الدم العراقي…

فدمهم غال جدا والأيام هي الفاصلة…!!



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيول
- حوار هادئ مع شاعر النشيد الطويل… برهان شاوي
- مقاومة الأيتام…
- المقاومة يا عرب…!!
- بدون تعليق
- عن أي مقاومة تتحدثون ...؟
- أبو شفيع...
- مشاهد واعترافات
- سوالف مزعل الدواح الجزء -2
- سوالف مزعل الدواح جزء -1
- الشيوعية ما بين كاظم حبيب وداود أمين دعوة من اجل حزب يساري و ...
- حول الحزب الشيوعي العراقي – الكادر


المزيد.....




- مفاجأة غير متوقعة.. شاهد ما فعله ضباط شرطة أمام منزل رجل في ...
- بعد فشل العلاقة.. شاهد كيف انتقم رجل من صديقته السابقة بعد ت ...
- هيئة المعابر بغزة ومصدر مصري ينفيان صحة إغلاق معبر رفح: يعمل ...
- لماذا يتسارع الوقت مع التقدم في السن؟
- بلجيكا تبدأ مناقشة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد إسرائيل
- رداً على -تهديدات استفزازية- لمسؤولين غربيين .. روسيا تعلن إ ...
- تغطية مستمرة| الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح رفح ويدعو السكا ...
- غارات إسرائيلية ليلية تتسبب بمقل 22 فلسطينيا نصفهم نساء وأطف ...
- أول جولة أوروبية له منذ خمس سنوات.. بعد فرنسا، سيتوجه الرئيس ...
- قاض بولندي يستقيل من منصبه ويطلب اللجوء إلى بيلاروس


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن صابط الجيلاوي - من اجل(طبقة) سياسية جديدة في العراق