أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محسن صابط الجيلاوي - سوالف مزعل الدواح الجزء -2














المزيد.....

سوالف مزعل الدواح الجزء -2


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 554 - 2003 / 8 / 5 - 04:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


سوالف مزعل الدواح

الجزء -2-

 

الطائرة تقلع الآن بعيدا عن هذه الأرض القصية، الطيبة، الباردة، الجميلة، والرحيمة بلا حدود. تقلع معها الروح إلى شئ ما من هذا العالم صُورَ بكل هذه الفداحة أو أُريد له أن يكون خرابا يشع من كل زوايا المكان الذي غادره عنوة كل هذه السنين العجاف، المليئة بالمنعطفات ومحطات الخطر، حيث الانتظار المُمل، الصراعات، واحباطات لا حدود لها مقرونة ببؤس الأيدولوجيا وتنوع الأمكنة القسريه والموت الآتي من أخبار شحيحة عن أهل يغادرون الحياة واحدا بعد الآخر. هذا الوطن بالنسبة لمزعل هو تشكيل متنوع من أم رائعة وأب مناضل وصداقات جميلة وحكايات طفولة شقية وعالم مشع بكل حيوية الأشياء حتى المتناهي صغرا وتأثيرا. أراد مزعل ان يحمي كل هذه الصور والمكونات المتناثرة بما يجعل ممكنا أن تكون لوحة الوطن بهية، رائعة وشفافة بكل ما يحمله جسده وعقلة من إصرار وإمكانية للدفاع والثبات حد الجنون عن شئ ما تلبس كامل حياته…

أخ شو هالعذاب يا مزعل، أي صبر من أيوب قد أخذت، لا تكبرها تره الدنيا بعدها بخير تمتم مع نفسه، شراح تشوف من قصص، حكايتك ستكون زغيره مثل رازونة بيتكم مو مثل شباك الشيخ ضاري.اف شو ذكرني بهل سالفة. والعباس ابو فاضل راح الكة الأمرين جوع وفقر وعذاب…

رغم الخراب يا مزعل روحك تطير، ترفرف إلى هناك إلى عش دافئ وحده يعطي السكينه لروح غصت بالكثير من الشجن اللعين..هناك ستلهبك ريح الجنوب, رائحة الطليع ومساءات الشط، رائحة دق القهوة في مساء ناعس على ارض البتراء، غناء الرعاة في يوم تموزي، أصوات البط البري، غزل طيور الدراج وسط رقص سنابل الحنطة الممتدة طويلا، أسراب طيور القطا في سماء زرقاء بهية اسمها العراق.هناك، هناك يا مزعل، أراد ان يدوي بهتاف لكن خجلا خدر كامل جسده، شعر بوهن وبأن العالم أصبح صغيرا وخانقا بشكل لا يطاق…

سالت دمعة لذيذة على خده مسحها بلا أباليه. أحس ان هذه الدمعة تعادل كل ثقل وقهر وكآبة هذا العالم المتجلد. رغم الخراب يا مزعل لكن روحك مشدودة إلى هناك إلى أرض وبشر وتفاصيل مختلفة جدا، لم يجدها أو يراها أو يألفها في كل هذا العالم اللامتناهي الذي تشردت روحك فوق ثناياه…

لقد حمل روح الفلاح بإصرار عجيب.كان رفاقه وأصدقائه يمزحون معه مرددين عند الضرورات يا فلاحنا الشهم كان يعتز بهذا مرددا قول جدته – انا بشاربك وسلاح يمناك تروح للفلا وروح وياك- أي عظمة وتكثيف في روح هذه الكلمات المليئة بكل الخوف النائم في روحيه فلاح الجنوب..حافظ مزعل كل هذه السنين على هذا الألق على هذه الروح أراد ان يشعر الآخرين وكل الأفنديه ان في روحه تنحفر عميقا كل أسرار الأرض السمراء…

تذكر صديقه القطبي، هذا الآتي من الفرات، رجل متدين يلتقي بشيوعي سابق. هذا الصديق الدافئ سعى له من خلال علاقاته مع (الأخوان) في القوى الدينية للحصول على فيزا دولة الكويت. بلا بوش دنيا هيج الكلوب أصبحت سواجي بحب العراق. تغير هذا العالم سريعا أسرع ربما من خطوط الشيب التي اعتلت كامل شعر رأسه..

العالم تغير وسيكتب لصديقه شاكرا وووو…

تعلن الطائرة عن قرب موعد هبوطها على أرض الكويت. من زمان لم يهاجر بروحه من الجنوب إلى الوطن شمالاً حيث الأهل والناس والعالم الذي أحب واشتاق ومعها دوره الحياة التي قد تعود من جديد.. من يدري؟

تلك هي الأقدار يا مزعل…!

 



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوالف مزعل الدواح جزء -1
- الشيوعية ما بين كاظم حبيب وداود أمين دعوة من اجل حزب يساري و ...
- حول الحزب الشيوعي العراقي – الكادر


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محسن صابط الجيلاوي - سوالف مزعل الدواح الجزء -2