أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن صابط الجيلاوي - الشيوعية ما بين كاظم حبيب وداود أمين دعوة من اجل حزب يساري واسع التاثير والنفوذ















المزيد.....


الشيوعية ما بين كاظم حبيب وداود أمين دعوة من اجل حزب يساري واسع التاثير والنفوذ


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 547 - 2003 / 7 / 29 - 04:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

  - مستقل

 

تشهد الساحة السياسية في العراق تجاذبا حادا وهذا شئ طبيعي بفعل الحدث الدراماتيكي المتمثل بسقوط النظام الدكتاتوري بفعل عامل خارجي لم تكن القوى السياسية في العراق على درجة من القوة والحضور والكفاءة لإستيعابه. لهذا نجد انطلاقة كبيرة في التعددية السياسية وكثرة القوى السياسية التي برزت وكما في هذا من العافية الكثير بكونه يحمل عطش الناس إلى الحرية يحمل من جانبا أخر تشرذم الأحزاب التقليدية وبروز قوى لها وزن تفوق الكثير من الأحزاب المعروفة لكن برامجها السياسية وتصورها لعراق المستقبل فيه الكثير من الغموض وهنا في مقالتي هذه سأركز على اليسار العراقي والجزء الأكثر راديكالية المتمثل بالشيوعية.

لقد شهدت السنوات الأخيرة متاعب سياسية كبيرة للفكر الشيوعي، فبزوال المنظومة الاشتراكية وما يسمى بطليعتها آنذاك ( الاتحاد السوفيتي ) ذلك السقوط الهائل لهذه الأنظمة التي تركت ورائها خرابا هائلا للبنى التحتيه وفي سائر حياة الناس هناك مما حدا بسائر المهتمين بهذا الفكر ومعتنقيه ومفكريه إلى الدراسة المعمقة لأسباب فشل هذه الايدولوجيا في تحقيق ما كان يصبو إليه هذا الفكر من شعاراتيه بعالم مثالي تسوده العدالة والرخاء والمساواة. ولقد أثبتت كل الوقائع إن المسالة لا تتعلق بخلل في التطبيق فهذه نغمة عرفناها في كل الايدولوجيات وفي محاولات الفكر الديني في بناء الدولة والتي جميعا فشلت بسبب خلل الفكر الذي هو دليل عمل لهذه الفلسفات المتنوعة ولكن الجوهر متماثل هو مزيج من الشعارات والقوالب الجامدة والفنطازيا في فهم العمليات الاجتماعية ومحاولة إيجاد مساطر للتطور البشري، مما أدى إلى القهر والاضطهاد وتحطيم الإبداع الإنساني وجر سائر الحضارة الإنسانية إلى الخوف والرعب ومحاولة القضاء على الأخر وبالتالي اشتعال الحروب الداخلية في كل بلد على حدة أو حروب عالمية لا زالت الشعوب تدفع ثمن ذلك إلى اليوم. فمع الشيوعية ترسخت أحلام دكتاتورية البرولتاريا ومفاهيم تصدير الثورة والتدخل في شؤون البلدان الأخرى وتقسيم العالم قسرا وإلغاء ميكانزم اقتصاد السوق والتعددية الفكرية مما أدى إلى انتهاك كرامة البشر وخنق الحريات بشكل لا مثيل له ومثال البلدان الاشتراكية السابقة لا زال ماثلا حيث ثارت هذه الشعوب من اجل الحرية والكرامة وشهد العالم عن قرب كم هي الفظائع التي ارتكبت باسم حماية الثورة وهدف بناء الشيوعية…!

لقد برزت مهمة كبيرة وعاجلة أمام سائر الأحزاب الشيوعية في دراسة أسباب الفشل الذريع لمحاولة تطبيق الفكر الماركسي- اللينيني وبَرز هناك تياران:-

التيار الأول وهو تيار الذي درس آليات هذا الفكر وعدمية الكثير من أحكامه واسقط الفكرة القائلة بان الماركسية-الينينية مرشد ودليل عمل واحلَّ محلها الانتقائية في الاستفادة من ارث الفكر الاشتراكي وتجربة سائر الحركات الاشتراكية واسقط والى الأبد من برامحة أفكار مثل دكتاتورية البرولتاريا والدور القيادي للطبقة العاملة وفكرة النضال من اجل الشيوعية ومحاولة فرض قسري للعمليات الاجتماعية والأخذ بمبدأ السوق الحرة والنضال من اجل تأمينات اجتماعية أفضل أي بمعنى إسقاط كامل لأهم محتويات الفكر الماركسي_ اللينني ولم تعد هذه الأحزاب سوى أحزاب اشتراكية ديمقراطية يسارية واسعة التمثيل لشرائح المجتمع. تؤمن بالحياة الديمقراطية في داخلها أولا أو في المجتمع ثانيا ولتأكيدها على ذلك غيرت أسمائها فالموضوعة هنا ليست شكلية أطلاقا وإنما تعبر عن مستوى التغير في جوهر بنية هذه الأحزاب وفهمها السياسي وتبعا لذلك غيرت أنظمتها الداخلية وأسقطت مفاهيم مثل المركزية الديمقراطية والتنظيم الحديدي وأعطت الحق للأقلية بالتعبير والتكون واتاحت تعدد المنابر الفكرية داخل الحزب بل أنها أخذت تساهم بفعالية وعبر مفكريها في دراسة أسباب سقوط الشيوعية كفكر وممارسة وتحاول أن تجد تاريخ أخر لأحزابها وهذا ما نشهده في أحزاب الاشتراكية في بلغاريا أو جكوسلوفاكيا أو المانيا هنغاريا وغيرها.. وبمعنى هذا برزت فكرة جديدة لمفهوم اليسار بشكل عام وماهية الحزب اليساري في عالم اليوم، وسأعود لذلك لاحقا…

التيار الثاني الذي لا زال متمسكا بالشيوعية كأحكام ومرشد عمل رغم بعض التنازلات غير الجوهرية في محاولة ركوب موجة الديمقراطية والإيمان بمبدأ التعددية السياسية ولكن هذه التنازلات تتم لأهداف انيه ضيقة يراد منها مداراة الوضع العالمي والتساؤلات المطروحة عالميا عن انتهاك هذا الفكر للحريات … لهذا بقيت أحزاب تحمل نفس الاسم _ الشيوعي_ وأخذت تشترك باللعبة الديمقراطية ولكن في جوهرها لا زالت أحزاب شعاراتية وتؤمن بدوغما الايدولوجيا وعلى سبيل المثال الحزب الشيوعي الروسي هذا الحزب الذي الذي في سائر ممارساته السياسية ينحى إلى أمة روسية عظيمة تذوب فيها حقوق الأقليات واليوم هو عبارة عن حزب قومي للروس ويمتلك هذا الحزب أوسع العلاقات مع كل الدكتاتوريات في العالم وبشكل خاص مع نظام العوجة المقبور.وقد حاول أن يدعم نظام صدام بكل الوسائل..

تلك هي حقائق كل الناس في العالم اطلعوا عليها وهي ليست من خيالاتي ومع هذه الحقائق سقطت أفكار مثل معاداة الشيوعية فكل العالم الحر يشترك اليوم في فكرة واحدة هو النضال من اجل لا تعود عقارب الساعة إلى الوراء ومعها تلك الأيام الكالحة في حياة الشعوب حيث السجون والمعتقلات والإبادة الجماعية وتسفير الناس إلى سيبريا. إن الجميع يشترك ألان وخصوصا في أوربا إلى عالم أكثر توحدا وحرية.

الحزب الشيوعي العراقي نموذجا

لقد قرأت بعناية الأفكار الواردة في مقالة كاظم حبيب و داود أمين والمقالتان مليئتان بالمواقف الشخصية ولكن ما هو مشترك بين الاثنين هو النموذج بالسعي نحو الأفضل لصالح الفكر اليساري في العراق والذي أرى شخصيا إننا بحاجة إلى يسار حقيقي متنوع الأطياف وبنفس الوقت نحن بحاجة إلى حزب اشتراكي يساري واسع التمثيل والرؤيا نرى فيه تغيرات جوهرية في فكرة وسياسته وبنائه التنظيمي حزب حديث وتجديدي وشاب في فهم العالم وهذا الحزب هو محور نضال من جميع المؤمنين بهذا الاتجاه وانا شخصيا كنت أرى في الحزب الشيوعي العراقي الركيزة التي ننطلق عليها جميعا في بناء هذا الحزب وقد نشرت مقالة قبل حوالي عشر سنوات في الثقافة الجديدة تحمل نفس الأسس والمنطلقات وكتب الكثيرون عندها بدافع المسؤولية في تجديد الحزب وفق التجربة السابقة لكن جرت الأمور عكس ذلك وجرت عمليات إقصاء واسعة وبشتى الوسائل والطرق لإبعاد كل من يمتلك رأيا مخالفا وبالأخص الناس الذي يطمحون إلى تغيرات جوهرية وليست شكلية تتعلق بالمهام التي تواجه عمل الحزب. وباسم الديمقراطية في المنافي تم التآمر على كل انتصارات تحققت بعد (الأنفال )وخروج كوادر الحزب من كوردستان مترافقا مع انهيار المنظومة الاشتراكية حيث تعالت صيحات وحدثت صراعات عديدة واجهتها قيادة الحزب بكثير من التآمر والدهاء واستغُلت الكثير من الوسائل للتصفية السياسية ولكن هذه المرة بتشتيت الناس في المنافي وإبعاد الناس المناديين بالتغير وبشكل تدريجي مدروس عن ساحة العمل واستُغلت منطقة كوردستان مكاناً لترتيب الأوراق بما ينسجم مع تصورات قيادة الحزب ولم يبقى غير هؤلاء الذين بشروا بالعشرة لزعيم الحزب ان يحظروا عند الطلب مؤتمرات لا تمتلك جوهرا حقيقيا في التغيير…

أرجو من داود أمين أن لا يفهم من كلامي أني أعادي الحزب تلك النغمة التي كانت تواجه كل من يجتهد بعيدا عن اجتهاد القيادة فانا لا زلت احترم الكثير من الناس الذين يناضلون تحت لواء الحزب الشيوعي وليَّ صداقات شخصية اعتز بها مع الكثير وانا شخصيا حاولت أن أقدم ما اعتقد انه مفيد لشعبي تحت لواء هذا الحزب ولكن الحياة في تتطور وبدأنا نصبح أحرارا نفكر ونرى ونشاهد وندقق والمشكلة اليوم عندما تفكر وتجتهد أكثر يأتي وجع الرأس عندما تجد أن هناك خللا كبيرا يجب تصحيحه وتصدم بعشرات الناس والأفكار التي لا زالت أسيرة الماضي والحنين إلى أيام الشعارات الطنانه وحب السيطرة والسلطة، اسأل داود هل من عاقل في العراق يستطيع أن يتصور ان الشيوعية ستنتصر في العراق وقد سقطت في البلدان التي أنتجتها ؟ تلك هي مفارقات غريبة. سؤال أخر هل يستطيع إقناعي داود أمين ان الحزب قد تخلى عن شعار دكتاتوريا البرولتاريا وبناء نظام شيوعي والدور الطليعي لحزب الطبقة العاملة وان الحزب يؤمن باقتصاد السوق وأنة تخلى عن المركزية الديمقراطية والتنظيم الحديدي للكشر ووو… ؟ وإذا كان الحزب تغير نحو هذا فأذن وفق المفهوم الماركسي –ألينيني لم يعد حزبا شيوعيا إلا إذا بقينا بنفس المكان نحزر إلى أخر العمر (البيضة منين والدجاجة منين) …

هناك أسئلة كثيرة لا نحتاج لكل هذا التحايل للإجابة عليها للتأكيد ان كم شخص حضروا مؤتمرات كانت ديمقراطية جدا قد تفتقت عبقريتهم ووجدوا أن كل العالم والأحزاب( الشقيقة) على خطأ وهم على صح بان الحزب سيستمر شيوعي وان التسمية مو مشكلة. الأهم هو حزب ديمقراطي حد الكشر هذه أشياء يا أخ داود لم تعد تقنع أحدا.

والآن أجئ إلى ما طرحة كاظم حبيب انا اتفق مع داوود ان الأستاذ كاظم حبيب وعندما كان قياديا في الحزب لم تكن لدية تلك المساهمة الفكرية والسياسية والتنظيمية الفعالة التي كانت تضعه بشكل مختلف عن أعضاء القيادة الآخرين في تجديد الحزب بل ساهم بدورة في قمع تلك النقاشات الفكرية المهمة التي حدثت داخل الحزب والتي لم يشهدها الحزب طوال تأريخه اقصد التي جرت بعد أحداث بشتاشان والتي عندها كان يقود الأعلام المركزي للحزب وقد ساهم حينها بطبع كتب تُنظر للتطور اللاراسمالي وساهم ضمن إطار المنظمة التي يقودها بتجميد الكثير من الرفاق عن العمل الحزبي لمجرد انتقادهم لسلوك القيادة في إدارة عمل الحزب في كوردستان.مع اعترافي بان بعض التطرف ساد هذه النقاشات قابلها تطرف من زعيم الحزب بسجن رفاق أدى إلى استشهاد احدهم تحت التعذيب وتلك نقطة كالحة سوداء في تاريخ الحزب لم نجد أي نقد أو اشاره لها.

أعود إلى أفكار الأستاذ كاظم حبيب واعتقد ان جميع الأفكار الواردة في مقالة هي نتيجة قراءة جديدة للفكر الماركسي وكما قلت سابقا نتيجة للتغيرات التي تطلبت هذه الدراسة بعيدا عن فهم المسئول الحزبي أو ما يجئ من فوق ولهذا أجد إن فكرة حزب يساري واسع مهمة ماثلة أمام الجميع ويجب الاعتراف بالواقع ان الحزب الشيوعي العراقي أصبح حزبا هامشيا في الحياة السياسية العراقية. فالحزب في كوردستان قد تشرذم إلى عدة كيانات ويكفي ان نعرف إن من يقود الحزب في هذا الفرع مضى على زعامته حوالي 50 عاما لنتبين مدى الديمقراطية التي نتحدث عنها مما حدا بالمجموعات الشابة إلى ترك الحزب أو الرجوع إلى الأحزاب التقليدية لان الحزب لم يقدم بديلا ذا رسوخ أكيد ومختلف عن الأحزاب الكردستانية التقليدية…وسيحدث هذا في الجنوب عندما تهدأ الحياة السياسية في العراق وتبدأ معها الأسئلة الكبيرة ويصبح للناس الوقت والإمكانية للقراءة والسفر والتمعن بالعالم عبر الاتصالات الحديثة كالانترنيت والفضائيات لهذا هل سيجد الناس ان الشيوعية هي حلم البشرية؟ وهل سيتقبل الحزب كل هذا التنوع في الأفكار وكيف ان هذا العالم بهذا الكم من التنوع بفهم العلنية والشفافية

وصندوق الاقتراع…؟!!! وسيبدأ  عندئذ تشرذم ما تبقى من الحزب من جديد كما حدث في كوردستان بالضبط وعندها هل ستقولون ان الحزب قوي جنوب البصرة.؟. جميعا يهمنا وجود حزب ينهض بكل تلك الأسئلة ويقدم للناس بديلا منسجما مع العالم بدون التفاخر بنسبة 4% الذين صوتوا لصالح تغيير اسم الحزب حيث ينظر داود أمين لهذه ال 4% بازدراء وكيف إنها اختفت في المؤتمرين السادس والسابع في حين تحت نفس الفترة غيرت الكثير من الأحزاب الأخرى أسمائها ومفاهيمها الأيدلوجية بل نفضت يدها عن الإرث المريض للشيوعية. أما نحن نفتخر بالتمسك بذلك حتى إننا نزاود على المنتج رغم خراب بضاعتنا المُقلدة نفسها فتلك هي الحقيقة المرة التي تعني ان الحزب لا زال مشدودا للماضي وأنة غير قادر في إيجاد مفكرين قادرين على جر القاعدة الحزبية إلى رحاب فكر تجديدي والى عالم الأرض وليس الأشباح. ولكن المسالة ان الحزب جرى إفراغه من هذه الإمكانية ونجد الكثير من مثقفيه ومفكريه قد هجروه وكذلك إمكانية رفده بطاقات واختصاصات فكرية جديدة قد انعدم ولم يبقى إلا المصَفقين الذين ينظرون لفم الزعيم ليصوتوا فعندما يحتفظ بحقه بتعيين عشرة أعضاء في اللجنة المركزية يصوتوا له وعندما يعود ويكتشف ان ذلك خطا بقدرة قادر يصوتوا كذلك وعندما يقول إن فلان سيصبح زعيم الحزب بالمؤتمر القادم يصفقون. يوافقون عندما يغير النظام الداخلي لكي لا يجري التمديد لمسئول الهيئة كثيرا ثم يكتشفوا ذلك خطا لاحقا يشطبوا ذلك ثم يمددوا للزعيم الضرورة وما إدراك بطول قيادة زعيم الحزب في كوردستان!!!!!!!!!!!!. اي ان قيادة الحزب اوجدت مجموعة حاضرة لكل لطميه ولكل عزاء بحيث يتفاخرون بكم عدد المؤتمرات التي حضرها كل واحد منهم . مؤتمرات محدودة الحضور والنوع والفاعلية الفكرية والجميع عارف بذلك. واليوم نسمع تنظيمات كثيرة تحمل اسم الحزب الشيوعي احدها يخون الأخر والنتيجة هي إضعاف للجميع بكل تأكيد إلا إذا كان داود أمين لا زال يعتقد بتلك الخرافة وأظن لا زال يعتقد بها حيث كتب مرة مخونا فصيل شيوعي أخر تلك الخرافة القائلة إذا وجد حزبان شيوعيا في بلد واحد احدهم خائن ! لا اعرف من أعطى صك من ماركس باستخدام أفكاره من هذه المجموعة أو تلك…‍‍‍؟

أنا اعتقد ان الجميع يسير بمركب واحد يشرب من نفس الكأس وبعيدا عن الزعامات والخوف من الحقيقة علينا ان نقترب من العالم أكثر ونتفهم العالم ونندمج مع روح هذا العصر ليس من منطلقات ضيقة ومصالح ضيقة فقد دوخنا الحزب كثيرا بالشعارات وجاء زمن أخر ليس فيه سوى الحرية والتنوع والتعددية بكل شئ.فهل سنرى ذلك بحزب عراقي جديد قوي يقود كل اليساريين العراقيين بكافة تنوعاتهم إلى تحالفات تؤدي إلى دستور والى تعددية وديمقراطية حقيقية…أما أن نبقى نكابر بان الآلاف ينتظروننا من الذين وقعوا تعهدات فهم الآن بأعمار ليس على كواهلها يبنى العراق الجديد مع اعتزازي الكبير بتضحيات هؤلاء لكن علي عودة يسجلهم اليوم بالجملة لكن عندما فرت القيادة عام 1978 كان الحزب يسميهم( الساقطين) حاشى الجميع من هذه المفردة القذرة وعندما لحق البعض منهم الحزب في شردتنا الذليلة لم يجدوا إلا الازدراء وبعضهم عاد إلى الوطن رغم أنهم لم يطلبوا شيئا إلا البقاء بعيدا عن أيدي الفاشية عادوا ليجدوا السجن والتعذيب ثم الاستشهاد لبعضهم، الآن جاء وقتهم اليوم بقدرة قادر بحيث لا يجد (علي) متسعا من الوقت لتنظيمهم أي لعب هذا يا روحي ؟ هل مصائر الناس تُعامل بهذا الهوس أللأخلاقي ؟ أين الانسجام في المبادئ ؟ طبعا لهؤلاء الحق بالعودة إلى الحزب ولكن أي تاريخ سنكتب لأولاد الشهداء الذين تأملون أنهم سيعودون للحزب ولعمري أنهم شباب وما عداهم قد شابوا ولكن قبل هذا وذاك جمعنا لهم الكثير من التبرعات وخصوصا بعد شح الدعم الاممي ولم يصل منها شيئا إليهم إي استغلال فج لأرواح الشهداء أمس واليوم وغدا. نحاول ان نزج بأولادهم في دهاليز سياسية البشر فيها للأسف ليس متساوون داخل الحزب نفسه فأبناء القيادات التي عرفناها تعيش مثل حالي بأمان وتتفاخر بالجناسي الجديدة أما أولاد هؤلاء الفقراء فهم مشروع وقود لأحلامنا دائما ومشاريع شهادة لاحقه وأنا لدي شواهد كثيرة ولكن لا أريد للنقاش أن ينزلق إلى التُهم الجاهزة أراء شخصية وكأن ذلك حرام ان تكون لنا أراء شخصية أو ذاتيات وو….من التهم الجاهزة.

أقول إن هناك أمل بدراسة معمقة لإشكاليات اليسار العراقي ومن ضمنها الحزب الشيوعي بعيدا عن التكابر والكسب الضيق فالذي حدث وهذا باتفاق الجميع جرى بفعل عامل خارجي وتسابق الناس بلا ضوابط للكسب وكأن صندوق الانتخاب جاهز غدا. نحن نتحدث عن إمكانية وجود يسار تجديدي يصمد للمستقبل ولا يتشرذم. فالجميع يهمهم قوة التيار العلماني وعلى رأسه حزب يساري قوي مستعدا للإنفتاح على كل الأفكار الديمقراطية فحتى أحزاب البيئة هي أحزاب يسارية طالما أنها لها هدف في النضال من اجل المساواة والعدالة.

وبنفس الوقت أنا اهمس بأذن داود أمين لا تأخذ سوالف علي عودة بكل هذه الجدية في عدم المبالغة فهو قال رقما متواضعا اشهد ما باللة (ههههههههههههههه) فنحن دافنينة سوه ولا تورط نفسك…

المهم لنعود إلى جوهر الموضوع الذي أرى فيه ان بلدنا بحاجة إلى هذه الدراسة ونحن نشاهد يوميا على شاشات التلفزة كثيرا من قيادات السابقة للحزب وقد تسلمت مراكز مهمة في أحزاب أخرى ولكن لا زال خطابها يساري الروح والهوى إذن ما المانع بوجود هذه الدعوة طالما إنها تجعل من خدمة شعبنا بوجود حزب جماهيري ومنفتح عل الجميع حقيقة يرغب في تقويتها الجميع, ورغم كل أرائي بحق الحزب الشيوعي وقناعتي إن العراق ليس بحاجة إلى الفكر الشيوعي بمعناه الكلاسيكي فالدعاة لهذا الفكر كُثر من كوملة في الاتحاد الوطني الذي قتل أسرى شيوعيون إلى جماعة الكادر والحزب الشيوعي العمالي وحزب الشعب فالعناوين كثيرة ولكن القليل منها ذلك الذي يطرح فكرا جادا بعيدا عن التخوين. فهناك بين الكل الكثير من الحروب الذاتية ولكن أملي ان نتناقش ونتحاور بروحية الحالم بالشفافية الفكرية وان نبني حزبا متحضرا لا يقلد العشيرة في السلوك أو في التشبث بنظرية الاستبداد. لقد صنعنا نحن الشيوعيون هذه الفكرة القائلة ان الشيوعية هي اليسار وانا افهم العكس تماما فهذا الفكر لا يمت بأي شئ لليسار الذي يناضل من اجل حق البشر بالحياة والحرية والديمقراطية. أما الشيوعية فهي فكر خطر أثبتت الوقائع أنة فكر طوباوي لا يحترم تطلعات الإنسان.لقد استفاد نظام العوجة من نفس الفكر وتطبيقاته في البلدان الشيوعية سابقا مضيفا شيئا من ثقافة العوجه في فن الإستبداد والكثير من التشابه موجود ولا يحتاج الى تبيان رغم أنني أقول ان الفكر الاشتراكي يدخل فيه ماركس وانجلس ولينين لكن ما يفيد الحياة وحركتها على ارض الواقع بما ينسجم مع خصوصية بلدنا، بما يجعل ممكنا ان نأخذ كل شئ  مفيد لبلادنا من كل الحالمين وهم كُثر. ونحن في اليسار ممكن ان نأخذ من كل الفكر الإنساني بما يعزز فهمنا لعالم أكثر إنسانيه وعدالة. لهذا من الأجدر ان ننتظر من الحزب الشيوعي أو لنقل من بعض كوادره ما يدعم هذه الفكرة وان يكونوا روادها، وألا فالزمن لا ينتظر. فالكثير يسعى بهذا الاتجاه ومن الممكن مجموعة ما تفلح بهذا ولكني من موقع احترامي لتاريخنا جميعا أتمنى ان تكون الدعوة من تحت عباءتنا بلا  استثناء من كان أو لا زال ينظر إلى العالم من موقع اليسار واقصد بتلك الفتوة الحالمة التي جعلتنا نركب قمم الجبال وكانَ همنا الوحيد هو شئ شحيح من العدل والحرية بعيدا عن أحلام لا تتحقق أبدا...

ان الدعوة إلى مؤتمر واسع تُدعى له كل القوى المؤمنة من منظمات وشخصيات وشيوعيون قدامى وجدد وكل من يرى في اليسار مستقبل أفضل لشعبنا ومستقبله بعيدا عن الفيتو ضد إي مجموعة أو شخص ما عدا أولئك الذين عملوا لمصلحة الدكتاتورية ويحاولوا ان يكيفوا وضعهم بالدخول في سائر الأحزاب ومن ضمنها الحزب الشيوعي، وان تُعد لهذا المؤتمر أوراق فعالة وان يكون مؤتمرا جماهيريا في عاصمة الحرية بغداد. لنجلس ونتحاور جميعا وتلك هي دعوة موجهه للجميع واعتقد ان عدم وجود الحزب الشيوعي في قلب هذه المبادرة سيضر الحزب من جهة بنفس القدر الذي يضعف روح هذه المبادرة في ذات الوقت.

ان شارعا سياسيا فتيا يحتاج إلى حزب ملئ بالعافية ومختلف يرى فيه الشاب العراقي شيئا يستطيع أن ينافس فيه سائر الطبقة السياسية العراقية المليئة بالأخطاء والأورام والتي اعتلاها الصدأ كثيرا بحق. أن عدم الإسراع بأداء هذه المهمة سيحرم شعبنا من إمكانية صيانة مكتسباته القادمة بكل تأكيد...!

لقد أصاب السيد كاظم حبيب في قراءته في الكثير من المواقع لكن المهم هو السعي الجاد لذلك وقد اثبت الوقائع ان المهم ليست صياغة الأفكار بل أهم من هذا وجود بشر مستعدون لتنفيذها بنفس الطاقة من موقع المسؤولية أو خارجها. ان العراق مقبل على علنية نريد جميعا في اليسار العراقي أن تكون أحزابنا سباقة لكي تعكس الديمقراطية في داخلها بشكل حقيقي لا ترقيعي ومن المحزن ان أغلب قادة الطبقة السياسية في العراق وبالأخص قادة الأحزاب التقليدية صار لهم بالحكم اقصد حكم أحزابهم أكثر من المجرم صدام حسين وفي عهودهم ارتكبت فضائح وأخطاء كثيرة. جاء الوقت لنثق بشعبنا وشبابنا لنجد قيادات شابة ليست أميه تصوت لفم القائد الضرورة بل تمتلك عقلا قابلا للجدل والتدقيق والقدرة على إثارة الأسئلة والنقاش واعتبار ذلك معيار للتطور والإمكانية فعكس هذا سنصبح كهول نلعب الدومينوا في مقاهي العراق الكثيرة ونقول ستنتصر( الثيوعية) غَصبن على الكل…!

مع احترامي ومودتي للجميع ولكل من يستحق….!!!!

 



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الحزب الشيوعي العراقي – الكادر


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن صابط الجيلاوي - الشيوعية ما بين كاظم حبيب وداود أمين دعوة من اجل حزب يساري واسع التاثير والنفوذ