أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن صابط الجيلاوي - شاعر وقصيدة - حميد حسن جعفر …. والكلام















المزيد.....

شاعر وقصيدة - حميد حسن جعفر …. والكلام


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 728 - 2004 / 1 / 29 - 04:41
المحور: الادب والفن
    


 في السبعينات حيث المشهد الثقافي في مدينة الكوت يتفاعل بجدية ليكشف عن مواهب عديدة في شتى المجالات الثقافية، كان يشار بالبنان إلى ثقافة رجل هادئ جدا هو الأستاذ حميد حسن جعفر، الذي كان يكتب الشعر بموهبة وثقافة عالية، يضاف إلى ذلك محاولات نقدية جادة كانت تبشر بولادة ناقد متميز...كان الكثير ينتظر حميد فهو استطاع أن يبرز موهبته في عمر مبكر وأستطاع بمدة زمنية قصيرة أن يسجل حضورا متميزا بين شعراء جيله على صعيد العطاء الشعري وبالتالي على صعيد النشر في الوسائل المتاحة حينها...وكنت عندها عندما اقرأ قصيدة لحميد أتمعن بذلك الإدهاش الداخلي والقدرة الكبيرة في تكييف اللغة لتكوين صورة شعرية قوية ومؤثرة تنساب بسلاسة طليقة إلى روح القارئ. قصائد حميد تفتش عن الملحمية في اللغة والحياة لتضعنا أمام الأسئلة التي تنتظر تلك الإجابات عن الأشياء الكبرى في الكون...انه شاعر منحاز للمعرفة والأمل والإنسان بكل تلك التفاصيل الصغيرة التي تجعل القصيدة ممتلئة بكل ذلك الجمال اللغوي وبالمضمون الحاد دون أن تنزل بها عن فضاء الشعر...

تقول سيرته الذاتية

حميد حسن جعفر / شاعر وناقد، من مواليد الكوت عام 1944

له أعمال منشورة

1- نوارس الموجة الآتية – مجموعة شعرية مشتركة مع حاتم الصكر، عادل العامل، جواد ظاهر، سميع عبد داود

2- قطرة ماء- قصائد للأطفال إصدار ثقافة الأطفال – بغداد 1980

 

بعد هذا التاريخ وبعد أن خيم العسف الفاشي على العراق وبالتالي دخول الثقافة العراقية ذلك النفق المظلم في تأريخها حيث لم يبقى سوى ثقافة تمجيد الدكتاتور وأصبحت الخيارات أمام المثقف العراقي واضحة أما الهجرة أو أن يتحول إلى مداح وشاعر للبلاط ولم يكن هذين الأمرين في حساب الشاعر والناقد حميد فقد اختار طريقا هو الأصعب والأكثر فاعلية في مواجهة سلطة غاشمة لقد اختار الصمت ملتصقا بالوطن وبالأرض التي أحب..ولعمري ان الصمت هو أصعب الخيارات أمام إنسان ملئ بالشعر والإبداع…ربع قرن وحميد حسن يترقب ويكتب الشعر، يبني مخيلة للحرية ولأيام أفضل محافظا على نزاهة المثقف وتطلعه للحرية التي ستأتي حتما، أنها أكبر شعلة في وجع المثقف الحقيقي…أكيد جرت محاولات من رجالات النظام لكن براعة حميد في الحياة والعيش منزويا بعيدا ليحافظ على نظافة اليد في الكسب الشريف في سوق داموك الشعبي باعتقادي هي وحدها أعطته تلك الدفاعات الجيدة لكي تخضع الدكتاتورية لفرادته وصمته المقاوم وليس هو الذي خضع لها أطلاقا…إن تجربة حميد حسن جعفر تعلمنا الكثير عن محنة المثقف العراقي الشريف…

منذ أن صاغت الدكتاتورية برنامجها وفكرها على المجتمع لم يصدر لحميد أي شئ، ولكن حصيلة هذه الفترة هي المخطوطات والدواوين التالية

1- الحدائق تعلو وأعاليك يداي - شعر

2- قصائد للحروب الأخيرة – شعر

3- فهم ما لا يقال – شعر

4- كل داخل يمر بك، كل خارج كذلك – عمل سردي

5- إغفاءة الآدمي الحزين – عمل سردي

6- قريبا من البراري بعيدا عن الجدران – عمل سردي

 

لقد استيقظت الكوت والثقافة على كل هذا الخزين من الشعر والكلمات والمرايا...

لا زال حميد يكتب بهدوء كل ذلك الشعر الجميل من نفس السوق الشعبي، عكس شعراء المديح والصوت العالي على شاكلة شعراء ( زار الشعب بيت بيت ـــــ ما بين بوجهه التعب...) إلى اخره من سقوط الشاعر والشعر بتلك الإرادة العجيبة للتهريج، نرى بعضهم يركب موجة جديدة اليوم كأن الدكتاتورية زالت بأغانيه المجيدة...حميد يعلم الجميع ان الشعر الحقيقي والموقف من الوطن لا يكترث للدفع السمين ولا للتهريج وتبديل المواقع من أجل الكسب الرخيص بل يعلمنا إن ابلغ القصائد هي التي تحفر في السكون والصمت معنى ان يكون الإنسان صاحب موقف في الحياة وفي الإبداع...لموقف حميد قيمة لنا نحن الذين غادرنا الوطن عنوه وللذين صفقوا للدكتاتور...!

مع الحرية عاد حميد مع الناس إلى الشعر والأغاني حيث الوطن والكوت لكي تبدأ دورة الحياة كما يجب...

ننتظر دوما شعرا جميلا من حميد ، لأن الناس يعرفون مَنْ بالصمت قال الكلام البليغ ….!

 

 

كـــــــلام

حميد حسن جعفر

 

كمْ إتفقنا على ان لا نغير أقوالنا، لحظة تتساقط علينا الحروب ؟

لتعرف بأنا يوم أبعدنا أيدينا عن البنادق – لنتسلى بما تفرزه الأزمات

ما كنا غير حكمةٍ لما أفسدتها الأقبية، كنا نجمعُ أعتدتنا لا لنطلقها....بوجوه نسوتنا، أو بوجوه من

تغيب عن الحفل، بل لنعلقها قلائد برقبةِ الدخانِ

أو نجعلها نياشينَ للعللِ أو للتهافت

نحنُ لم نقل لأي من الجندِ هيئوا أسلحتكم لقيامِ الفوضى أو لاعتلاء الحفرِ التي نتسلى بحافاتها

فالحروب لا تعترفُ بالثابت

بل لتدفع بالسهوبِ نحو الشيخوخة، لتبدو الأجمات ُ اقرب لمستنقعٍ أهملته الفخاخ

هل كنا كالشجرِ حينَ يتجمع تحت شرفاتِ المعارك سراً، لترميم المديح؟

أو لتعلن عدم الوقوف عند الحافة !

أم لأن المواضع لم تستطعْ احتواء أيدينا !

[ ( تلك التي لم تكن كما تركناها،

كعربات تجرها رياحُ فارهةٌ،

أو كأمطار لم تكن ذابلة كوجنات القتلى.)]

هل كنا نسرق أقوالنا

أم الكلام كان مغتبطاً بالحروب ؟

ليتركنا من غير بنادق نطعمها بعض ما يفيض عن حاجاتنا من البنين

هل كان اتفاقنا حين تساقطت الحروب؟

أم أيدينا ( التي لم تكن قد أمسكت البنادق )!

هي التي ستدفعنا للتشبث بالحكمة

بعيدا عن الدخان

ربما هذه، وربما تلك.



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملف عن الشهيد ، ملف عن الإبداع المقاوم…
- حول قرارمجلس الحكم 137 الرجعي
- إلى رجل الايروتيكا السياسية سعدي يوسف
- خيول
- نصوص عراقية / العدد الثاني
- من اجل(طبقة) سياسية جديدة في العراق
- خيول
- حوار هادئ مع شاعر النشيد الطويل… برهان شاوي
- مقاومة الأيتام…
- المقاومة يا عرب…!!
- بدون تعليق
- عن أي مقاومة تتحدثون ...؟
- أبو شفيع...
- مشاهد واعترافات
- سوالف مزعل الدواح الجزء -2
- سوالف مزعل الدواح جزء -1
- الشيوعية ما بين كاظم حبيب وداود أمين دعوة من اجل حزب يساري و ...
- حول الحزب الشيوعي العراقي – الكادر


المزيد.....




- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن صابط الجيلاوي - شاعر وقصيدة - حميد حسن جعفر …. والكلام