أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الاسدي - دموع شلقم وصفاقة الدوري














المزيد.....

دموع شلقم وصفاقة الدوري


ضياء الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3292 - 2011 / 3 / 1 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما سيظل خطاب رئيس الدبلوماسية الليبية في الامم المتحدة عبد الرحمن شلقم، الذي ألقاه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل ايام عدة، عالقا في أذهان الكثير من الحضور، لممثلي دول المعمورة في هذه المنظمة الدولية.
حيث ناشد العالم بالوقوف الى جانب الشعب الليبي، وهو يقاتل بصبر وجلد، للحصول على حريته المغتصبة، وقد لاأغالي إذا ماقلت، ان الجميع قد شارك شلقم مشاعره الحميمة تجاه ما يتعرض له ابناء جلدته من قتل وتدمير، أثناء الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها ليبيا اليوم، تحت حكم الطاغية القذافي، الذي مازال يتوعد الثوار المطالبين بالتغيير وتنحيه عن سدة الحكم، بالمزيد من البطش والعنف، باستخدام أسلحته الفتاكة، فضلا عن مرتزقته المتعطشة للقتل والترهيب، فالكلمات الملفعة بالوطنية الخالصة التي جاءت في خطاب شلقم، وحشرجته المؤلمة، حينما استنجد بالمجتمع الدولي، بالهرع لإنقاذ بلده المغمس بالدم، كان مشهدا مأساويا، أجبر الملايين من الاحرار الذين شاهدوه على شاشات التلفزة، على مشاركة شلقم دموعه السخينة، التي ماانفكت تهطل على وجهه المترقب لحمامات الدم النازفة، في ربوع بلده الثائر .
السفير شلقم، لم يستطع أن يتأسى على منصبه، ومكاسبه التي تقتضي منه الخضوع والانضواء تحت الطاغية القذافي، بقدر ما تقطعت أوصاله لإغاثة شعبه الذي تقطعت به السبل، أمام جلاد لايرحم، فأعلن الانحياز للثورة الهادرة، ونذر كل هيبته الاقليمية، قربانا لانقاذ مايمكن، من الحشود التي تواجه أعتى طواغيت الأرض .
تراكضت كلمات شلقم الحانية، نحو قلوب الحضور، حتى استعرت مفرداته في ذواتهم، وتهافتوا على تقبيله وتعظيم إيثاره المدهش لشعبه الشجاع، حتى بدا المشهد التراجيدي أكثر ايلاما عندما أجهش شلقم بالبكاء المتواصل، بعد كل تحية إكبار وحب، يتلقاها من زملائه في المجتمع الدولي الكبير .
لقد برهن شلقم، على ان الشعب هو الأبقى من كل طغاة الكون، وأعطى أبلغ رسالة الى الانظمة الدكتاتورية في العالم، أن الوطنية تصرف واخلاق، وأن الضمير هو الوطن الذي لايمكن المساومة عليه بكل ماهو نفيس، انه درس لايضاهى بالشعور والحرص على خارطة وطن، قد يتهاوى بعد حين، وقد لايرحمه التأريخ يوما، اذا ما ركب موجة الترف والجاه والسلطة، على أنات الملايين من شعبه الذي يتضور جوعا وبؤساً .
وأنا أتضامن كلية مع هذا المشهد الدرس، تذكرت حينها المدعو محمد الدوري، سفير العراق في الأمم المتحدة في عهد الدكتاتور صدام، الذي لم يهتز ضميره المتحجر قيد أنملة، لما آل اليه الشعب العراقي من قتل وتدمير، وهو الأعلم بكل طلاسم النظام البائد، الذي جثم فوق صدر العراق لثلاثة عقود خلت، وظل لسان الدوري، في محافل الجلسات الاممية، يلفظ آخر حروف الدفاع عن ولي نعمته، دون أن يعمّد خديّه بحمرة الخجل، وأن يرفّ لقلبه جناح ضمير، بل تمادى بتسويف الحقائق والبراهين لكي يجمّل وجه الطاغية المقبور أمام الأسرة الدولية، ويجعل من أنيابه المغروسة في خاصرة الوطن الذبيح، ديدنه للتظلم واستمالة الآخرين زلفى لنظامه القمعي، وبسبب هذا التضليل الفاحش، دفع الملايين من الشعب العراقي المظلوم، الى ان يسوقوا نحو الزنازين والمقابر الجماعية المبهمة، التي لم تتكشف كل شاهداتها بعد .



#ضياء_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلامات ..يوسف المحمداوي غير المقصود هذه المرة
- الأخطبوط (بول) ومونديال رئاسة الوزراء!
- مرحى أيتها الفاجعة _ 2
- مرحى أيتها الفاجعة
- إيران وبيضة القبّان !
- عباس عبود سالم يغتسل بدموع المطر
- إيران وعيون المدينة
- عماد العبادي والقادم أخطر !
- لعبة الإنتخابات الزجاجية
- قارب باسم فرات لايجعل الغرق يتلاشى !
- العراق يخطف جائزة التمثيل في مهرجان القاهرة العالمي للمسرح
- رياح التوريث .. هل تعصف بالمجلس الأعلى ؟
- تفجيرات الأربعاء الأسود ..من يقف وراءها ؟
- ياصحفيو العالم إتحّدو مع أحمد عبد الحسين
- ياصحفيو العالم إتحدو مع أحمد عبد الحسين
- باسم فرات المدجّج بالمنفى وبالشعر
- أبو معيشي ..موهبة مبكرة وذاكرة شعرية لا تنسى
- عمّو بابا .. كرة ٌسكنت شِباك القلوب
- يامجلس النواب العراقي ...إمنع الخمور وإفرض الحجاب وأقيم الحد ...
- قيامة عالية طالب


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الاسدي - دموع شلقم وصفاقة الدوري