أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي شايع - حق المحتج














المزيد.....

حق المحتج


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 01:34
المحور: حقوق الانسان
    


للمحتجّ في البلد الديموقراطي حقّه، لأن المحتجّ فوق قانون يريد تغييره، لحظة لا يراه ملائما للبلد ومرحلته التاريخية بالقياس والأعراف الإنسانية والمتعارف العالمي. المحتجّ إذن فوق ذلك القانون، وليس القانون كلّه، بل ما لا يعترف به من تشريع، فكم من محتجّ غيّر قانوناً وعرفاً، كان يخضع إلى وقت قريب بتأييد واعتراف العالم، فالمحتج الذي يسقط نظاماً، يسقط كلّ حضور ذلك النظام في هيكل العالم. والمحتج يهزّ إذن ركن اقتصاد وعلاقات دولية، ويخلق صدمة عظيمة تجعل الناس في أقصى الجهات، تنتبه إلى جهة الاحتجاج تلك، حاملين كثير الاحترام لإصرار المحتج وقدرته على التغيير.
الاحتجاج الساعي للتغيير هو فرض عين لا فرض كفاية؛ وهذا ما دفع العالم (كلّ العالم) للوقوف مع الشعب التونسي والمصري، وكل الساعين للحريّة، فلم يكتف الإنسان بوجود من يعبرون عن رأيهم بل فرض على نفسه مشاركتهم بأي طريق وأسلوب، ولو حتى بمتابعة ما يحصل.حق الاحتجاج في الحياة السياسية يضع المحتجّ والمحتجّ عليه في كفّتي ميزان العدل، فلكلّ منهما حقّه في قول ما عنده، وفق شروط الاحتجاج وأدواته وردة الفعل المضاد.
المحتج مستنكِرٌ للقبح، يستنكر على القارين والراسخين في وضعهم قبولاً بالخطأ وإن كان قانون دولة، بل وإن كانت أعظم وأقوى دولة في العالم. و لنتذكر هنا ثوابت الكثير من الدول التي غيّرها محتجون، ففي عام 1955 غيّرت (روزا باركس) وهي عاملة خياطة سمراء، تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، فبعد عودة هذه المرأة من عملها الشاق كان عليها أن تستقلّ الباص، وفي الغالب تتنازل عن مكانها لأي رجل ابيض يصعد، فالقانون الأميركي - وقتها- لا يسمح بوقوف الأبيض وجلوس الأسمر؛ في قانون عنصري أصرت (باركس) على تغييره، بل أكثر؛ غيّرت من خلال جرأتها في رفضه، كلّ مسيرة الحياة المدنية الأميركية الى أفق يوازي الحلم في صرخة مارتن لوثر كنج، ونتيجتها الآن؛ الرجل الأسمر سيداً في البيت الأبيض. هذا الحق صنعه الاحتجاج المتواصل على الثوابت وتحريكها خدمة للبلد، ومكانته، وتفاعلاً مع روح الديموقراطية الحقّة، ففي كل انتخابات خيار للناخب بالاحتجاج على نقيض إختياره دون غيره.
للاحتجاج أدواته التي لا تخرق المُجمع عليه، وبما يجعل مسؤولية الردّ بحجم وعظم الشخص المسؤول ليكون مثالا له الأمام علي بن أبي طالب حين كان يخطب في الكوفيين،وقت أعترض عليه أحد الخوارج شاتماً أياه، فما كان من أصحاب (الخليفة) إلا أن أحاطوه من كل جانب، ولم يخلصه من أيديهم إلا (علي) العادل، مانحاً أياه الأمان وحق الاحتجاج، ذلك الأمان المرجو الآن من سلطة يصف أعمدتها كثير من الناس بالمتدينين، فليت فينا من يتحملون مسؤولية الدين والضمير والعرف والإنسانية.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشكر لمن حرَّرَنا!
- رحيل مبارك، عنا، وعلينا!
- نار الحرية
- زين الديكتاتوريين!
- الوقت الضائع
- إنّا معكم محتفلون
- الاجتماع السياسي العراقي
- وبالمسنين إحسانا!
- لِتُقرع الأجراس لأجل الصحافة
- مبارك للمعارضين أيضاً!
- الزواليون
- أرْغْنُ سيِّدَة النجاة
- قرض المريض وقرظه!
- إن سعيكم لشتى!
- انتصار إنساني
- كلّه قبر مالك
- نقص القادرين
- علاج المدمن .. مهمة الدولة
- آثارهم!
- نبرة اليمين..تشدّد واقع


المزيد.....




- مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟
- منظمات إغاثة: عملية إسرائيل في رفح تعطل الخدمات الطبية
- منظمات إغاثة دولية: تعطل الخدمات الطبية بعد بدء إسرائيل عملي ...
- الأمم المتحدة تنتقد قرار إخلاء مدينة رفح وتعتبره -غير إنساني ...
- الجيش الأمريكي يعلق على اعتقال جندي أمريكي في روسيا
- صحيفة إسرائيلية: السجون لم تعد تتسع للمعتقلين الفلسطينيين
- NBC: اعتقال عسكري أمريكي في روسيا
- إعدام دفعة جديد من المدانين بـ-جرائم إرهابية- في العراق
- عاجل | مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار العملية ...
- اليونيسيف تحذر : الهجوم البري على رفح الفلسطينية سيهدد 600 أ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي شايع - حق المحتج