أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسم السيد - هل تقف الولايات المتحدة وراء هذه الأنتفاضات الشعبية















المزيد.....

هل تقف الولايات المتحدة وراء هذه الأنتفاضات الشعبية


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 23:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عندما بدأت الولايات المتحدة زفتها الديمقراطية في شرق اوربا اواخر الثمانينات استعانت بالحركات الشعبية من خلال التظاهر والأعتصام للأطاحة برزمة من الدول الشيوعية التي كانت تسمى بالمعسكر الأشتراكي واختيار هذا الأسلوب في الأطاحة بالأنظمة في هذه البلدان كان مقصودا لكي يشير في اهم دلاله مقصودة هو ان هذه الأنظمة مفلسة جماهيريا ولاتملك أي رصيد شعبي في الشارع حتى لايأتي فيما بعد مغامر يطالب بالثأر على اساس ان ماحصل لايعدو سوى مؤامرة دبرت بليل .
لم يكن ببال احد مهما كانت مؤهلاته العلمية ورصيده الثقافي والفكري ومهما بلغت تحليلاته السياسية من دقة وصواب ومصداقية ان يظن في الشرارة التي اشعل فيها التونسي محمد البو عزيزي النار في نفسه احتجاجا على مالحق به من ضيم واهانة أن تكون سببا في اشعال الأرض ليس في تونس وحدها بل ليمتد اوار اشتعالها الى مصر التي سجل شعبها أروع ملحمة في تاريخ العرب الحديث حينما نجحت الجماهير المصرية بالأطاحة بأعتى وأقوى نظام على الساحة السياسية العربية مما أغرى الكثير من شعوب المنطقة لتندفع بعد أن فتح المصرييون وقبلهم التونسيون الطريق امامها لكي تنضو ثوب الرضوخ والأستكانة لتنطلق في عملية التغيير رغم ماتواجهه من قسوة وفتك وهي تواجه بشجاعه باسلة غير معهودة من هذه الشعوب الة القمع لتلك الأنظمة لتسجل لنفسها مكانا في التاريخ الحديث تليق بإنسان يدعي انتمائه للقرن الحادي والعشرين .
من يريد ان ينسب هذا الحراك للتدبير الأمريكي فأنه يجانب الصواب لكون مثل هذا الحراك قد جرى مثيل له في العراق في ربيع عام 1991 بعد الهزيمة المدوية لنظام صدام في حرب الكويت حينما نظر الشعب العراقي الى جنوده وهم يسيرون على اقدامهم مئات الكليومترات يجرون خلفهم أذيال الهزيمة بعد ان اجبروا على التخلي عن اسلحتهم تطاردهم طائرات الأباشي الأمريكية في طريق عودتهم الى العراق بعد ان ورطهم صدام في معركة لاناقة لهم فيها ولاجمل اشترك هؤلاء الجنود مع الجماهير في أروع انتفاضة شعبية على صعيد المنطقة برمتها ثأرا للكرامة العراقية التي مرغت بالوحل بحيث تمكنت من السيطرة على اربع عشر محافظة مما حدى بالولايات المتحدة الأمريكية لتسمح لما تبقى من ماكنة صدام القمعية ان تلملم نفسها في دعم لوجستي امريكي على نطاق واسع وصل الى الدرجة ان قامت بتوفير الوقود الى اليات ودبابات الحرس الجمهوري كذلك قامت كتائب الهندسة الأمريكية ببناء الجسور بدل الجسور التي دمرتها الطائرات الأمريكية لعبور ماتبقى من عناصر الحرس الجمهوري التابع لقيادة صدام المباشرة للوصول الى المدن المتمردة حتى تتمكن من قمع هذه الأنتفاضة حيث نجح صدام في تصوير هذه الأنتفاضة الشعبية على انها تمرد شيعي هدفه الأستيلاء على السلطة كما ساهمت بعض القيادات الشيعية التي اتخذت من ايران ملجأ لها في تسويق هذه الفرية بعد ان ادعت قيادتها للأنتفاضة رغم عدم وجود أي ممثل لها على ارض الواقع مما سمح لصدام بالقضاء على هذه الحركة الشعبية بكل يسر وهو يحظى بدعم عربي ودولي .
الولايات المتحدة تحاول بطريقة وأخرى الأبطاء من سرعة انتشار الأنتفاضات الحالية والتي تشابه في انتشارها انتشار النار في الهشيم فطالما كانت مثل هذه الحركات تصب في مصلحة الشعوب فهي غير مرحب بها أمريكيا لكنها الكياسة السياسية التي تظهر بها الأدارة الأمريكية وكأنها متعاطفة مع شعوب المنطقة وهي تنتفض على أنظمتها التي ترتبط بوشائج قوية مع الولايات المتحدة لكنها رغم ذلك تظهر مظهرا نفاقيا امام شعوب المنطقة حتى لاتتقاطع ولو شكليا مع مظاهر الديمقراطية التي توجب على الولايات المتحدة التصرف كنصير لمطالب الشعوب فنحن الان في عصر الفضائيات والانترنيت والفيس بوك وبالتالي فهي غير قادرة على دعم بينوشت اخر كما فعلت مع مذابح هذا الطاغية في شيلي في اوائل السبعينات من القرن الماضي .
رغم مايرافق هذه الأنتفاضات من تشكيك هنا وهناك من ان انجازاتها لاتعدو ان تكون مجرد تغييرا شكليا على سطح النظام وهي في أفضل صورة للنجاح يمكن تصويرها به هي اطاحتها برأس النظام ليس الا اما باقي النظام فلن يصيبه التغيير ولاادري كيف يختلط الأمرعلى هؤلاء المحللين بهذه الصورة فرأس النظام في منطقتنا يعني النظام كله فالنقود واسم المطار والملعب والجامعة والميادين العامة والمواليد الذكور تتبرك وتتسمى باسمه ولكي لاابخس حق الأناث فالمواليد الجديدة منهن ايضا يتسمين بأسم بنات أو زوجة وربما والدة هذا القائد او الزعيم .
هل تقف ايران وراء هذه العاصفة أو على الأقل لها مصلحة فيما يحدث وبما يفرزه من نتائج ؟
إذا استثنيا البحرين فكل الدول العربية التي تعرضت والتي تتعرض الان للأنتفاضات هي دول سنيه وبما ان نظام الحكم في ايران اسلامي شيعي وفق نظرية ولاية الفقيه الشيعية فمن المستبعد جدا ان يكون له ذلك الحضور في الساحة الشعبية العربية ذات الصبغة السنية الطاغية حتى تقف وراء هذا الحراك الجماهيري لكن في الوقت نفسه فأن هذه التغييرات الجارية والتي جرت بشكل وبأخر تصب في مصلحة ايران بإعتبار ان الأنظمة التي سقطت هي صديقة للولايات المتحدة التي تعتبرها ايران هي واسرائيل العدو رقم واحد .
من فوائد هذه الأنتفاضات الشعبية انها لم تكتفي بالحاق الهزيمة بالانظمة السياسية في الدول التي جرت فيها لكنها في نفس الوقت بعثت بإشارة قوية الى هزالة التواجد الجماهيري للسلفية الأسلامية خصوصا الوهابية التي تمثل القاعدة واجهتها الجهاديه وسقوط الأنظمة السياسية بهذه الطريقة يعني دفن نظرية ولي الأمر الى الأبد فمادامت الشعوب قادرة على اخذ ناصية التغيير فلن يعد منصب رئيس الدولة سوى مجرد وظيفة ينهض بها شخص ينتخبه الشعب لمدة محددة وفق عقد اجتماعي بينه وبين هذا الشعب مقابل اجر يتقاضاه وليس له توصيف اكثر من هذا .
الفجاجة في تقليد الأخرين لنقل هذا الأسلوب الجماهيري لغرض اسقاط الأنظمة قد يفرغه من أي تأثير بل العكس فقد يعود بنتائج عكسية على النضال الشعبي ان لم يستوفي شروط اللجوء اليه خصوصا حين تلجأ بعض القوى السياسية الغير مؤمنة بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة خصوصا في العراق مهددة الى اللجوء الى هكذا اسلوب لا على اساس استحقاقات حقيقية على أرض الواقع بقدر ماهو تصفية حسابات بينها وبين السلطة بعد أن افلس مشروعها بإسقاط التجربة من خلال مشروعها الأرهابي وبالتالي سيؤدي هكذا استخدام الى سلب الجماهير اروع سلاح اكتشفته لتغيير واقعها المتردي وهذا مانراه واضحا في بعض الللافتات المرفوعة في بعض خيم الأعتصام الموجودة في بعض ساحات بغداد التي تستعد لأنتفاضة الخامس والعشرين من شباط حين نرى جماعة علماء مسلمي العراق الذين يعتبرون احدى الواجهات البعثية والذين لاينكرون انتمائهم هذا نراهم يعدون عدتهم للأشتراك في ممارسة ديمقراطية لم يكن نظام صدام الذين كانوا في خدمته كوعاظ سلاطين ليشرعنوا قمعه للشعب من ان يسمح بهكذا فعالية ديمقراطية .



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لايتم الألتفاف على حق التظاهر
- الفرق بين حشدين
- نتائج الأنتفاضات ... غيض من فيض ... مدد يامصر
- من يرد الدين الى أم كلثوم
- هوامش على الحدث المصري
- دردشة على الفيس مع امرأة جريئة جدا
- هوامش على الحدث التونسي
- الحاجة الى تأسيس منظمة بديلة للأمم المتحدة
- من اجل تشكيل عقيدة قتالية صحيحة للجيش العراقي
- الثمن الذي يطلبه النظام العربي من العراق لعودته للحضيرة
- ماهي أبعاد الهرولة الجماعية لصعود قطار الحكومة
- قضية الخمرة ... المواجهة الخطأ
- مقاربات بين الشهيد والشهادة
- لانحتاج وزيرا مثقفا لوزارة الثقافة بل نحتاج الى الغائها
- طارق عزيز ودوره في حربي الخليج
- مشروع الديمقراطية العراقية وفرص البقاء
- ماوراء الدعوة السعودية
- عادل عبد المهدي ... هل سيكون ابي موسى أشعري أخر
- الحجاب .... هل بدأ العد التنازلي للأنحسار
- العرب وايران


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسم السيد - هل تقف الولايات المتحدة وراء هذه الأنتفاضات الشعبية