أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - هل جاء دور العقيد الليبي؟














المزيد.....

هل جاء دور العقيد الليبي؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 13:07
المحور: كتابات ساخرة
    


يبدو أن منظومة القهر والتسلط والنهب والاحتكار في طريقها إلى الزوال، غير مأسوف عليها، وقد وصلت لنهايتها الطبيعية وفق قوانين التطور الطبيعي والفيزيائي والحياتي، وسيرورات العولمة، التي ستجرف في طريقها كل من اختار البقاء خارج مسارات وحركة التاريخ الصاعدة أبداً نحو الآفاق والسائرة قدماً نحو الأمام، ولن تمهل أو تنتظر هذه الديناصورات، التي لا تستحق أي قدر لا من الشفقة والاحترام، ولا الترحم، بعد أن استنفذت كل أساليب البطش والقتل والسحل، ولم تترك وسيلة يعتب عليها في سحق إرادة وتدجين شعوب المنطقة. ويبدو أن توابع الزلزال التونسي هي في أوج نشاطها الارتدادي. ومن رمزيات، وربما سوء أقدار، الحدث الليبي أنه يقع بين منطقة زلازل سياسية نشطة، وتماماً ف يالمنتصف بين تونس، ومصر اللتين شهدتا ثورات شعبية غاضبة ولاهبة، أدت لانهيار نظاميهما على نحو مشين ومخزي، واللهم شماتة، بهم وبأنظمتهم الوسخة.

عقيد ليبيا، الذي وصفه السادات ذات يوم بالمهرج، والمجنون، هو أقدم ديكتاتور موجود اليوم في العالم، وباق على قيد الحياة، وسبب بقائه حتلاى اليوم، ليس حب شعبه، وتفانيه في خدمة بلاده التي يعاني شعبها الفقر والبطالة والجوع، برغم الثورة البترولية الهائلة التي تنام عليها ليبيا، ولكن بسب استفشاره، وبطشه ودمويته في التنكيل بمعارضيه وأقرب المقربين له، وزملائه في ما يسمى بمجلس قيادة الثورة، وتحويل نظامه إلى نظام عائلي مغلق على أبنائه، وبناته، وتسخير كل موارد وإمكانيات البلد لصالح بقاء هذه الرموز المرعبة، والمكروهة من معظم الشعب الليبي. ليبيا هذه، وبالنظر إلى مواردها الهائلة، وقلة عدد سكانها، وموقعها الاستراتيدي، يجب أن تكون واحة من الازدهار والتنمية والتقدم، تنافس سويسرا والدول الاسكندينافية، غير أن وجود هذا الحاكم الغريب العجيب على رأس نظام حكم عائلي شمولي لمدة زادت عن الأربعين عاماً، جعلت منها واحدة من أبأس وأتعس دول العالم. يعتبر النظام الليبي واحداً من أكثر وأشد أنظمة المنطقة التي ما زالت تحكم على النمط الستاليني.

اشتعلت ليبيا عن بكرة أبيها، وهب الشعب هبة رجل واحد في استفتاء حقيقي و"جماهيري" على حجم ومكانة النظام ورموزه في عيون وقلوب هذا الشعب المنكوب. وقام الليبيون في معظم المدن الليبية يصرخون بصوت واحد الشعب يريد إسقاط النظام، متحدين بطش الأجهزة الأمنية، ونقلت التقارير عن سقوط أربعة وعشرين قتيلاً، وعشرات الجرحى، في كافة المدن الليبية، بالتزامن مع تظاهرة احتجاجية أمام السفارة الليبية في لندن منددة بسياسة العقيد، ونظام حكمه، ووصفته إحدى اللافتات بالقاتل الـ Murderer، ولا يمكن لأحد التنبؤ حتى اللحظة بحجم تلك المواجهات وعدد الضحايا بسبب التعتيم الإعلامي لهذا النظام الستاليني المغلق، وحجم التضييق والتشفير الإغلاق الذي يمارسه هذا النظام المتحجر الخشبي ضد الشعب الليبي، كي لا ينقل للعالم مساخر النظام، وتهريجهـ، وجرائمه بحق الليبي. فقد كان هذا النظام الفاشي، الذي ابتدأ قومياً عربياً، وعبر لحظات جماهيرية هذيانية، وانتهى إفريقيا، وبلسان رمزه، الذي "تحسس" رأسه واحداً من أنظمة قليلة ونادرة، عبرت عن تعاطفها ودعمها، ومواساتها، لاثنين من أفظع وأسوأ الأنظمة والطغاة العرب حين صدر حكم الشعب الغاضب بحقهم، وتعاطف مع مبارك وبن علي الذي وصفه بالطيب، متحدياً مشاعر عشرات الملايين في تونس ومصر، الذين عانوا الأمرين من سياسات هذين الطاغيتين.

ولقد أظهر لقاء أمس للجزيرة مع إعلامي ليبي يدعى موسى إبراهيم، حقيقة الموقف المتفجر على الأرض، ومدى ارتباك النظام واضطرابه، وعدم تصديقه واندهاشه لهذه التطورات التي لم يكن يتوقعها مطلقاً، وهو الذي ارتكب عدة مجازر بشعة بحق شعبه لترويضه وتدجينه وضمان صمته الأبدي، وأهمها، مجزرة سجن أبي غريب المعروفة.

ثد تطوي هذه الثورة والانتفاضة، عقوداً من التهريج والخزعبلات والشعوذات والبهلوانيات والنطوطات هنا وهناك واللا معقول السياسي الذي مارسه نظام العقيد خلال هذه الفترة الطويلة، ووقد لا يتنتحى بسهولة لشرخ عميق وملحوظ في شخصيته النرجسية المريضة، لكن مهما يكن من أمر، فإنها ستبقى نقطة مضيئة وبارزة، الملطخ بالجرائم، والدماء، وقهر الناس، وهي كلمة الحق والاستفتاء الحق الذي يعبر دون مواربة عن حقيقة المشاعر "الجماهيرية" الكامنة في وجه هذا النظام الأسود الغاشم البطران.

دور العقيد قد جاء، وحكم التاريخ النهائي قد صدر على هذا البهلوان الكبير، وأن الشعب، قد ضاق ذرعاً، ويريد فعلاً إسقاط النظام.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تحميكم أمريكا ولا إسرائيل، ولا ملياراتكم، بل حب شعوبكم
- باي باي: في رثاء معسكر الاعتدال العربي
- هل تكفّر الجيوش العربية عن تاريخها القديم؟
- طوبى للأغبياء: الغباء يصنع المعجزات
- هل تتحرر مصر من حقبة مبارك الوهابية ؟
- تنحوا، طال عمركم، قبل أن تُنحوا، فذلكم خير لكم لعلكم تفلحون! ...
- اقبضوا فوراً على فيصل القاسم مفجر الثورات والشوارع!!!
- سَيُصْلى ثورة ذات غضب
- ما أغنى عنه ماله وما كسب
- وامرأته حمّالة الذهب
- أطعموا شعوبكم كي تحبكم ولا تثور عليكم
- لا تفرحوا كثيراً في مصر فالإخوان قادمون
- هل فجّر مبارك خط الغاز الذاهب لإسرائيل؟
- زمن المهمشين: لا صوت يعلو على صوت الصامتين
- يا شماتة إيران فيكم!!!
- ماذا بعد انهيار معسكر الاعتدال لعربي؟
- مبارك: ومكافأة نهاية الخدمة، دروس أصدقاء واشنطون القاسية
- هل دخل العرب التاريخ أخيراً؟
- لماذا لا تلغى وزارات الداخلية أو القمع العربية؟
- هل سقط شعار جوّع كلبك يتبعك؟


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - هل جاء دور العقيد الليبي؟