أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - تنحوا، طال عمركم، قبل أن تُنحوا، فذلكم خير لكم لعلكم تفلحون!!














المزيد.....

تنحوا، طال عمركم، قبل أن تُنحوا، فذلكم خير لكم لعلكم تفلحون!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 11:54
المحور: كتابات ساخرة
    


بهذا، ربما تكون مصر قد طوت حقبة الغدر الناصرية القومية الفاشية العسكريتارية البوليسية الأمنية الديكتاتورية الغاشمة التي استمرت ستين عاماً حتى اليوم من البطش والقتل والسحل والاستبداد والإذلال وامتهان الكرامات المزمن. احتفالات عارمة في مصر لم يسبق لها مثيل وكأنها ولدت من جديد، بعد تمنع، ومكابرة وعتاد فارغ وكبرياء مجروح، وتردد طويل، أذعن طاغية العصر الأكبر لرغبة ومطالب الجماهير الغاضبة والهائجة وتنحى وسقط من عليائه، بعد أن أدرك، وأيقن تماماً، أن لا حل ولا مخرج من الأزمة والفوضى والفراغ والخراب القائم والفقر المدقع الذي وضع فيه إلا بتنحيه وخروجه نهائياً من الواجهة ليعلم تماماً، ومن خلال هذا الاستفتاء الشعبي العفوي كم هو مكروه ومذموم وملعون، وحقيقة مكانته في نفوس الناس.

حسنا فعل الرئيس المخلوع "المؤمن"، كما يحب أن تصفه وسائل إعلامه، محمد حسني مبارك بالتنحي، والابتعاد عن الواجهة، والهرب من الأبواب الخلفية كلص خائب، وربما كانت هذه هي الحسنة الوحيدة في تاريخه المشين الطويل في الحكم، فلقد كان مجرد ذكر اسمه، أو ذكر اسم أي من حاشيته وبطانته الفاسدة، يثير الهلع ويجلب "الكريزة"، و النوبات العصبية والهستيرية للجماهير، ويصب مزيداً من الزيت على نار الغضب اللاهبة والمستعرة في نفوس الجماهير الثائرة والهائجة والتي اعتصمت لمدة ثمانية عشر يوماً في ميدان التحرير معطلة الحياة في عموم مصر لا هم ولا شعار لها سوى تنحي وكنس هذا الفرعون المتجبر الذي أذاق الشعب المصري وعلى مدى ثلاثين عاماُ كل صنوف التجويع والإذلال والفساد والإفساد والقهر والنهب والاستئثار بالثروة والسلطة والمال.

لقد كان هذا الاعتصام والثورة اللاهبة التي لم تستطع كل سطوة وقوة وجبروت وأساليب التنكيل والإرهاب والقمع وقوات الأمن المركزي من النخبة التي كان يستعملها النظام في إسكات وإخماد أصوات المحتجين، نقول لقد كان هذا الاعتصام بمثالة استفتاء عام ومباشر وعفوي يعبر حقيقة وعن ضمير وروح وكلمة الشعب في هذا النظام المستبد ورموزه التي اعتقدت، وبكل غباء وعناد، بأنها فوق الطبيعة والتاريخ وفوق كل القوانين والنواميس التي حكمت وتحكم الحياة بنظام صارم دقيق لم يخطئ حتى الآن، وها هي البراهين ماثلة أمامكم، أنظمة تراكم عوامل فنائها بذاتها، وتستجمع كل أسباب السقوط والانهيار بفعل القهر والتجويع والظلم والنهب والفساد فتتساقط تباعاً كالذباب وتذهب إلى الجحيم غير مأسوف عليها، وترحل تحت جنح الظلام، ومن الأبواب الخلفية، مذمومة مدحورة، ملعونة، ودون أن تحظى حتى بشرف أن ترمى بالطماطم والبيض الفاسد والأحذية التي هي أكثر طهارة ونقاء من رموزها الفاسدة والقبيحة التي لم تترك وسيلة في التنكيل بهذه الشعوب وقهرها وامتهانها والدوس عامداً متعمداً على كرامتها، والمتاجرة بأحلامها، وبقضاياها.

نحن، ولاشك أمام فجر وحقبة وعصر جديد، شعوب تكتب وتخط قدرها ومصيرها بيدها، وتعلن كلمتها في وجه جلاديها بعد أن طفح الكيل بها ووصل إلى مرحلة الانفجار واللاحتمال. نعم لقد سقط، رسمياً، وفعلياً، فرعون وطاغية، وديناصور، آخر من ديناصورات وطغاة العرب الكبار، وذهب كغيره إلى مزابل وحكم التاريخ الذي سيصدر فيه حكمه القاسي العادل الذي لا يرحم، وعاد الرجل خاوي الوفاض بدون أي رصيد أخلاقي أو مادي أو سمعة طيبة تترحم الناس من خلالها عليه، وبالتزامن مع ذلك، وفي حكمة، وعبرة، ودلالة بالغة فقد أعلن متحدث باسم الخارجية السويسرية أن بلاده قررت تجميد أرصدة هذا اللص والحرامي الهارب والمتواري عن وجه العدالة، ليدخل فصلاً، أكثر مرارة وإذلالاً، ومرحلة جديدة أقسى وأشد هولاً، من المطاردة والملاحقة القانونية، فالأمر لن يتوقف عند هذا الحد والتنحي والخروج غير المشرف لشخصه غير الكريم، بل سيرغم على دفع ثمن كل دقيقة قضاها في التنكيل والنهب والقهر والفساد، خل فترة حكمه الطويل.

من المعلوم تماماً، وفي علم الجراثيم، أن الفيروسات تنتشر وتعيش وتنتقل إلى كل البيئات والمناخات المشابهة وتموت تلقائياً في الأوساط لا تدعم بقاءها واستمرارها. ومسلسل وفيلم سقوط الطغاة والقتلة واللصوص العرب لم ينته، فالعدوى ستسري في كل البيئات المتشابهة من التسلط والقهر والسلب والنهب والتجويع والفساد والإفساد والإفقار، ولن تتوقف هذه "العدوى" المباركة، وهذا الزلزال عند هذه الحدود، وستكون هزاته الارتدادية أبعد بكثير مما يمكن تصوره، فرياح التغيير الحقيقي، تغيير وجه المنطقة النمطي من بؤرة وحقب الفساد والاستبداد واللصوصية قد بدأت. وقد علمنا التاريخ مدى أهمية وثقل مصر الاستراتيجي في المنطقة، فحين انهارت مصر قيمياً ومعنوياً وأخلاقياً، واستسلمت أمام المد الظلامي والانهزامي وانضمت لما يسمى بمعسكر الاعتدال العربي سرت العدوى في عموم الجسد الإقليمي الذي أنتج لنا هذه الأنماط والمصفوفة المتشابهة من أنظمة الردة والعمالة والفساد والإفقار، التي يبدو أنها ستتهاوى الواحدة بعد الأخرى بعد أن اهتز المركز وانهار، وهذا الآخر هو قانون فيزيائي آخر ينطبق على حقل السياسة كما ينطبق على كل مجالات الحياة الأخرى.

ولكل من اختط خط مبارك اللعين الذميم، ولكل من ينتظر مصيراً مشابهاً، نقول: تنحوا، طال عمركم، فخلال عشرات السنين من القهر والاستبداد والتجويع والنهب والإفقار لم تجلبوا لهذه الشعوب سوى المهانة والذل والبؤس والتربع على القوائم السوداء، والعار والشنار في كل المجالات. تنحوا، طال عمركم، قبل أن تـُنـَحوا، وقبل أن تفترسكم تلتهمكم جحافل الجماهير الغاضبة في الشوارع والساحات، فذلك خير لكم لعلكم تفلحون، وتعقلون.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقبضوا فوراً على فيصل القاسم مفجر الثورات والشوارع!!!
- سَيُصْلى ثورة ذات غضب
- ما أغنى عنه ماله وما كسب
- وامرأته حمّالة الذهب
- أطعموا شعوبكم كي تحبكم ولا تثور عليكم
- لا تفرحوا كثيراً في مصر فالإخوان قادمون
- هل فجّر مبارك خط الغاز الذاهب لإسرائيل؟
- زمن المهمشين: لا صوت يعلو على صوت الصامتين
- يا شماتة إيران فيكم!!!
- ماذا بعد انهيار معسكر الاعتدال لعربي؟
- مبارك: ومكافأة نهاية الخدمة، دروس أصدقاء واشنطون القاسية
- هل دخل العرب التاريخ أخيراً؟
- لماذا لا تلغى وزارات الداخلية أو القمع العربية؟
- هل سقط شعار جوّع كلبك يتبعك؟
- زلازل المنطقة السياسية: هل يستفيد العرب من زلزال تونس؟
- لماذا لا يرزق الله فقراء العرب والإسلام؟
- إلى شيوخ الإسلام: هل إحراق النفس حرام؟
- اللهم شماتة: خروج جماعي لفرق الساجدين من كأس آسيا
- لماذا يكذب وزراء الإعلام على رؤسائهم وشعوبهم؟
- بشرى سارة: ولادة فريق الساجدين السوري


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - تنحوا، طال عمركم، قبل أن تُنحوا، فذلكم خير لكم لعلكم تفلحون!!