أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - زلازل المنطقة السياسية: هل يستفيد العرب من زلزال تونس؟














المزيد.....

زلازل المنطقة السياسية: هل يستفيد العرب من زلزال تونس؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 12:53
المحور: كتابات ساخرة
    


شدة الزلزال التونسي المفاجئة، والتي تجاوزت هذه المرة المعدل الطبيعي على مقياس ريختر السياسي، دفعت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى الهرب على متن طائرة رئاسية دون ترتيب مستبق ليواجه محنة إيجاد مقر ومهبط لكائرته كما يحدث عادة مع لاجئي وضحايا الزلازل (هل تحرينا الرمزية هنا مجرد هارب ولاجئ من زلزال)؟ فشدة الزلزال، وسرعته، أحياناً، تعيق أي قدرة على مواجهته والتعاطي معه، أو درء وتدارك أخطاره الهوجاء، وتسبب ارتباكاً وتخبطاً وضياعاً، يولد حالة من الذهول ما يعطل أية قدرة على الحركة والتفكير والتصرف السليم.

في علم الزلازل، الهزات الارتدادية الطبيعيةThe Aftershocks هي عادة ما تكون ما بعد الزلزال الرئيسي، وقد تكون أحياناً بنفس شدة الزلزال الأساسي، وربما أكثر منه فتكاً وشدة وتدميراً. وإذا ما كانت الهزة الارتدادية أكبر من الزلزال لرئيسي فيعتبر عندها هذا الرئيسي زلزالاً استباقياً أو أولياً أو . Foreshock، هذا في قوانين الفيزياء الطبيعية، وهذا أيضاً ما يمكن سحبه على ما سميناه بقوانين الفيزياء السياسية، فالقوانين التي تحكم، وتجري في الطبيعية، هي نفسها تلك التي تحصل في طل شيء، والسياسة ليست استثناء. ونشهد اليوم تطبيقاً لهذا المبدأ، انتقال الزلازل وارتداداتها إلى مناطق أخرى، في منطقة الزلازل السياسية الكبرى، المعرضة للهزات والارتدادات، والمعروفة زوراً وبهتاناً باسم الوطن العربي.

وها نحن، مرة أخرى، أمام حقائق وصرامة قوانين الفيزياء السياسية ، وها هي ارتدادات الزلزال السياسي التونسي تنتقل إلى مناطق أخرى من المنطقة، وها هي مصر تهتز وتترنح تحت وقع الزلزال التونسي وتموجاته العارمة، ولسان حال الشارع المصري يقول: " التوانسة ليسوا أرجل ولا أفضل حالاً منا"، ولا يمكن إغفال ما يحصل في اليمن أيضاً بنفس السياق، وعلى ذات المنوال. ولا ندري في هذه الحالة إذا كان الزلزال المصري فيما إذا سيكون أقوى وأشد عنفاً من الزلزال التونسي، بحيث يعتبر هو الزلزال الرئيسي الـ Main Earthquake، بعد أن كنا قد اعتبرناه هزة ارتدادية طبيعية وتالية للزلزال التونسي، وفي هذه الحالة يصبح الزلزال التونسي زلزلاً إنذارياً، تحذيرياً، استباقياً، أو أولياً أو . Foreshock ؟ ربما، فكل شيء جائز في عالم السياسة، ففن الممكن هو أحد تعريفات هذا العلم أو العالم.

ولكن السؤال هل هناك مجال للحد من مخاطر الزلازل الطبيعية، كما الزلازل السياسية؟ في الواقع الجوب لا. فما سيحصل سيحصل، وقوانين الطبيعة، وعلم الزلازل تحديداً، تقول لنا بأنه لا يمكن التنبؤ بموعد ومكان وزمان الزلزال الطبيعي، وكذا الأمر بالنسبة للزلازل السياسية، فهل كان بمقدور أعتى المحللين والمتنبئين والعرافين وخبراء الزلازل السياسية من التنبؤ بسرعة وقوة وعنف وشدة الزلزال السياسي التونسي، أو معرفة موعده؟

لكن في الحقيقة يمكن، جداً، التقليل من مخاطر الزلازل الطبيعية، كما الزلازل السياسية، ولاسيما عبر التشدد في إجراءات البناء وزيادة "تسليح" البناء والمواد الداعمة والمقاومة للانهيار ومعرفة أماكن الضعف المعرضة للانهيار.

لا يمكن النظر للزلزال المصري الذي يضرب الشارع السياسي المصري بعنف وقوة اليوم والذي قد لا يترك مجالاً أو وقتاً لاتخاذ إجراءات وقائية لتداركه والوصول إلى الطائرة الرئاسية فيما إذا بلغت شدته أكثر من الحد الطبيعي على مقياس ريختر السياسي، نقول لا يمكن النظر إليه، بمعزل عن تلك القوانين الفيزيائية السياسية الصارمة التي ستحدث تغييراً في شكل وطبوغرافيا وجغرافيا الشارع السياسي.

تموضعات المنطقة السياسية، وطرائق تشكلها ونشوئها، وماهية وكيفية استقرارها، توحي بأنها، على العموم، مناطق "رخوة" سياسياً ومناطق معرضة لمخاطر الزلازل السياسية. وأي زلزال أو هزة ارتدادية خفيفة قد تطيح ببعض بنيانها الهش والرخو كما ظهر في الحالة التونسية. وهي-المنطقة- خاضعة، وكما أسلفنا، وبصرامة، لا ترحم لقوانين الفيزياء السياسية، فهل يكون زلزال تونس، هزة تحذيرية Foreshock ، يمكن معها التعامل مع الزلازل القادمة، أو هو مجرد هزة ارتدادية لزلازل قادمة ستصبح هي الرئيسية والمركزية؟ وهل يستعد العرب وأنظمتهم، ومنذ اليوم، لأية زلازل محتملة، أم يتركوا ذلك، وكعادتهم، لقضاء الله وقدره؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يرزق الله فقراء العرب والإسلام؟
- إلى شيوخ الإسلام: هل إحراق النفس حرام؟
- اللهم شماتة: خروج جماعي لفرق الساجدين من كأس آسيا
- لماذا يكذب وزراء الإعلام على رؤسائهم وشعوبهم؟
- بشرى سارة: ولادة فريق الساجدين السوري
- لماذا لا تلغى وزارات الإعلام العربية؟
- الديكتاتور الجبان
- سيناريوهات فانتازية: بائع الخضار الذي أسقط الجنرال
- لماذا يجب أن نفخر بالعلوي2؟
- لماذا يجب أن نفتخر بالعلوي؟
- لماذا لا يتآمر العرب على أعدائهم؟
- هل بدأت ثورات الجياع في الوطن العربي؟
- هل كان الإسلام نعمة أم نقمة؟
- مسيحيو المنطقة أمانة في أعناكم
- مأساة المسيحيين في ثقافة الصحراء وفقه أهل الذمة
- كلوا تبن
- الإعلام السوري تحت المجهر: تعقيب على مقال أبي حسن
- تعقيب على مقال الدكتورة إنعام الور
- لماذا لا تلغى اللغة العربية من المناهج التربوية؟
- صلاح الدين الأيوبي كمجرم حرب


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - زلازل المنطقة السياسية: هل يستفيد العرب من زلزال تونس؟