نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 3233 - 2011 / 1 / 1 - 13:24
المحور:
الصحافة والاعلام
الإعلام السوري تحت المجهر: تعقيب على مقال أبي حسن
بمناسبة إطلاق الإخبارية السورية
كتب الزميل العزيز أبيّ حسن وصاحب الكتاب الجريء: "هويتي من أكون"، مقالاً على هذا الرابط، وتحت عنوان "لماذا إهمال الإعلامي نضال نعيسة يا وزير الإعلام؟"، يتساءل فيه عن سبب تهميش صاحب هذه السطور في الإعلام السوري، مورداً عدة وجهات نظر قيمة وموضوعية صادمة وكاشفة لدرجة الحرج الشديد الذي ما كنا لنتمناه لأحد، لا وأيم الحق الذي فيه يمترون، مع حادثة ذات دلالات معينة تضع أداء الإعلام السوري الرسمي تحت دائرة السؤال والشك والاستفهام، وحول نجاعة آلياته وقدراته التوصيلية، والأهم من ذلك كله مصداقيته المهنية وهي الأساس في هذا العمل المهني الهام، لاسيما أن السيد الوزير يبشر بإطلاق فضائية إخبارية رائدة، يعتقد سيادته، وفق ذات الآليات والشخوص المؤبدة الموجودة، بأنها ستنافس الجزيرة، والسي إن إن، والفوكس نيوز.
ولقد فوجئت فعلاً ذات يوم من أيام العام الفائت، بقيام قطب إعلامي من أقطاب جماعة لبنانية سياسية كبرى، بالاستشهاد بمقالاتي، مبرزاً إياها في وجه محاوره الآخر الوزير وئام وهاب، (لم يعلق على الموضوع واكتفى بالابتسام الوزاري الرزين)، وفي برنامج نقطة ساخنة من قناة الـNBN باعتبارها-مقالاتي- تمثل رأس حربة المواجهة السورية مع دول الاعتدال العربي، وعلى رأسها "الشقيقة" الخليجية الكبرى، وأن هذا- الكاتب- يمثل وجهة نظر الإعلام الرسمي السوري، هكذا ويا سبحان الله.
هكذا، ومن دون أن أدري، ومن خلال دفاع صادق مستميت وشرس، ومن خلال مقالات "متواضعة"، كنت أنشرها على البركة والسبحانية وبفطرة وطنية، ويا حسرتي، هنا وهناك، وتهريباً، وبالبروكسي، في مواقع ممنوعة خارج سوريا، وليست في مواقعهم "كلا وألف حاشاهم" أدافع بها عن وطني الحبيب والعظيم سوريا أرض الحب والحضارات العظيمة ما قبل الغزو البربري البدوي، ستصبح أداة إدانة وفضح وتعرية للغير، ووسام شرف أعتز به وأضعه على جبيني، وترد لي شيئاً من الاعتبار والاحترام و"الخسارات" والتضحيات الجسيمة التي قدمتها في ذروة الهجمة البوشية البدوية الهمجية على سوريا وشعبها الطيب العظيم، والتي أعلم مسبقاً وسلفاً أنها لم تعن شيئاً لمسؤولي الإعلام السوري الذين يريدون الآن النهوض به ويتحدثون عن مهنية وكفاءات ومبادرات ذاتية وما شابه ذلك من خطاب لا يقنع حتى الأطفال الصغار وهم يلفون ويدورون برموز الإعلام السوريين الفاشلين تاريخياً من هذه الدائرة لتلك، ومن تلك القناة لهذه، ومن هذه الإدارة الإعلامية المفلسة والمنهارة لتلك، مكرسين الفشل تلو الآخر، ومجترين نفس آلياته وأدبياته المعروفة من شللية، وترصد، و"طق براغي"، وإعدام للمبادرة الفردية، ومحسوبيات واستزلام وكيديات ...إلخ، والتي تعلم ويعلم السيد الوزير كيف صارت هي مبدأ العمل الوحيد في هذا القطاع وغيره من القطاعات.
والأهم في الموضع كله، وكما تساءل الزميل أبي، لماذا لن يستشهد ذاك القطب الإعلامي الآذاري، (وكان يومها مجرد إعلامي عادي، واليوم ما شاء الله عليه والله يزيد ويبارك)، بأي مقال لأي من رؤساء تحرير وزارة الإعلام السورية، ولا من وجوه هذا الإعلام ورموزه التاريخيين الذين تصرف عليهم، ويصرفون الملايين، في الإعلام السوري من دون أن يستطيعوا اجتذاب قارئ، أو مستمع واحد لهم، وظلت مقالاتهم وأفكارهم ووجهات نظرهم-هذا إن كان لديهم أي منها- خارج دائرة اهتمام أي كان؟ ولماذا لم تقنع كل افتتاحياتهم التاريخية ومقالاتهم اللوذعية ومعلقاتهم النارية أحداً بالاقتراب منها أو تجشم عناء النظر عليها، وهذا ما يطرح سؤالاً حول نجاعة الصرف على تلك المؤسسات الذي بات يشبه الهدر وتبديد المال العام من غير نتيجة، طالما أنه لا طائل منه وليس في وارد أو اهتمام أحد. ولا ندري ما هو مبرر وجود تلك "الديناصورات" الإعلامية على مدى نصف قرن دون أن يسمع بها أحد خارج سوريا، وخارج الدائرة الضيقة من الأصدقاء، و"الحبايب"، و"الخلان" و"الخليلات"، وكم أحزن على المواقع الإليكترونية "الرسمية" التي تحاول تسويقهم أيضاً وتقديمهم إليكترونيا بنفس "الآلية" الهرمة والفظة والشائخة، التي تعاملوا بها مع القارئ والمتابع لصحفهم الورقية وإعلامهم المترهل، هذا المتابع والقارئ وذوقه وعقله الذي هو خارج اهتمام أساطين هذا الإعلام المخلدين، ولا يهمهم لا من قريب ولا من بعيد.
وطبعاً ليست الغاية من هذا الكلام طرح أو تسويق أي "تسول" بأي شكل، كلا وألف حاشانا وحاشاكم، ولا نبحث عن أي شرف أو عطاء ومكرمة، أو إرسال أية رسالة لأية جهة من الجهات، ولكن الغاية وضع تلك الحادثة –الفضيحة- والمؤلمة أمام السيد وزير الإعلام، وأمام وزارته، فالحقائق المباغتة والصادمة لا تجامل أحداً، وهو يشحذ الهمة اليوم لإطلاق فضائيته التي سينافس بها، وبمشيئة نفس "الديناصورات" إياها، الجزيرة، والسي إن إن، وغيرها، وأكرر اعتذاري بصدق وجد عن قبول أي عمل فيها أو في غيرها، وبالضد من رغبة وأمنية الزميل أبي العزيزة؟ ولكن الغاية هي وضع السيد الوزير وغيره أمام حقيقة هامة، وهي أن لا إعلام حقيقي من غير مهنية، ومصداقية وكفاءات ومبادرات ذاتية ومواهب إعلامية قد لا تتوفر على الغالب، والأرجح، في "الأقربين" والخلان، والخليلات، ومن في حكمهم من المحظيين والمحظيات، ومن كان سبباً وعاملاً في الفشل لا يمكن أن يكون نفسه سبباً وعاملاً على النجاح. ومع علمنا المسبق بأن خطابنا لا يروق للسيد الوزير وغيره، ولكن سر نجاح أي إعلام اليوم هو حياديته، وتعدديته، ورفعه لشعار الرأي والرأي الآخر، ذاك الرأي –الآخر- الذي لا يروق للسيد الوزير، نعتز بحمله وتبنيه والدفاع عنه حتى النهاية، لعلمنا اليقين بأنه رأي المستقبل القادم الزاهي لا الحاضر القاتم كالح السواد المحكوم عليه بالموت والفناء.
وللتذكير، سيبقى دفاعنا عن سوريا، الأرض والشعب والتاريخ، في وجه أعدائها، داخلياً وخارجياً، وأما حسابات الربح والخسارة، والمكافآت، فكانت دائماً خارج نطاق اهتماماتنا. وللتذكير هناك عشرات وربما مئات الإعلاميين المعتبرين، لا بل خبراء في الإعلام خارج سوريا وداخلها، ينتظرون كي يقدموا شيئاً لهذا الوطن وينهضوا بالإعلام، ومن الأسماء المشهود لها، أم أن السيد الوزير سيعتمد على المقولة الخالدة "ما في هالبلد غير هالولد"، الذي ينتقلون به من مؤسسة إعلامية إلى أخرى، ومن فشل إلى فشل وكأن الأرحام السورية عجزت من ولادة غيره وأمثاله ممن صاروا عبئاً ثقيلاً أكثر من كونهم منقذين لهذا الإعلام من كوارثه، أو لنقل، فضائحه المتتالية؟
أما السؤال الاستنكاري "اللئيم" واللغز المحير من الزميل العزيز أبي، فلا زلنا لا نجد له جواباً، وبالأحرى لا نملك الحق لا في السؤال ولا في الجواب، ونعيد وضعه وطرحه على سعادة الوزير الهمام، رائد النهوض بالإعلام السوري، وفقنا الله وإياه لخدمة هذا البلد المعطاء، نأمل أن نجد له جواب.
رابط مقال الزميل أبي حسن لراغبي الاطلاع:
http://www.iraq11.com/index.php?option=com_content&view=article&id=4868:2010-12-28-20-51-20&catid=5:2010-06-05-07-53-37&Itemid=3
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟