أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - لماذا لا تلغى وزارات الإعلام العربية؟














المزيد.....

لماذا لا تلغى وزارات الإعلام العربية؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 15:38
المحور: الصحافة والاعلام
    


في آخر إجراءاته، وخطابه الأخير، وحين "فهم" كل شيء، وقبل فراره الدراماتيكي المثير، أمام زحف جحافل جياع تونس الفقراء على قصر قرطاج، رفع زين العابدين بن علي الحجب، على كافة المواقع المحجوبة وكل إجراءات المنع الأخرى التي تستهدف التعتيم وحجب المعلومة وذلك بكل بساطة بسبب عدم نجاعتها وفاعليتها في عصر الإنترنت وزمن السموات المفتوحة، وبسبب من عدم قدرة تلك المنظمة الردعية القمعية الحجبية من التحكم بالإنترنت والمعلومة التي كانت تتدفق بشكل انسيابي وأكثر مما لو كانت الأمور ميسرة ومنفتحة، وعلى مبدأ كل ممنوع مرغوب.

كما وتم إلغاء وزارة الاتصالات التي كانت مكلفة بعملية الحجب والرقابة والتعتيم والتحكم بالإنترنت في أول تشكيل بعد حكومة بن علي المهارة، وربما لأن "الجماعة" قد "فهموا" مثل رئيسهم "الفار"، أن لا طائل من كل هذا الحجب والتعتيم والحجب والحصار، فكانت أداة الحجب التي ساهمت من حيث لا تدري، وبشكل غير مباشر، في القضاء على نظام زين العابدين بن علي.

ولقد ساهمت "فيديو-كليبات" أي مقاطع مرئية تم تحميلها على النت وتحديداً على موقع يو تيوب You-tube وترجمتها الحرفية أيضاً أنت تنشر الشريط، (أي أن أي إنسان أصبح ناشراً ولم يعد الأمر بيد وزارة الإعلام وجهابذتها التشفيريين الكبار الذين باتوا من حيث يشعرون ولا يشعرون يصنعون الأقدار المأساوية لهذه الأأنظمة)، فحين يتم منع أو تشفير أي شيء فهو بمثابة إعلان مجاني عنه وتسليط للضوء عليه وإعطاؤه أهمية قصوى تجعل الجميع يبحثون عنه، وها هي مأساة بن علي الذي "فهم" ذلك بعد أن فاته القطار وانتهى كل شيء ولم يعد البكاء على ملك ضاع ينفع في شيء. نعم جهابذة ووزراء الإعلام وبأدواتهم القديمة البالية، هم من يصنعوا الأقدار البائسة لانظمتهم البائسة بنفس أساليبهم القديمة البالية البائسة.

نعم، لقد قضي الأمر الذي فيه تستفيان، فلقد تم الأمر من قبل شبان صغار وهواة، وليسوا معارضين إيديولوجيين، و"غير مسجلين خطر" على النظام كالغنوشي وسواه، نقول استطاعت تلك المقاطع المرئية البسيطة من الوصول إلى كبريات وأمهات الوسائل الإعلامية في العالمية ومنها انتشرت انتشار النار في الهشيم وساهمت في إذكاء نار التمرد، والوصول إلى أبعد نقطة في تونس، مما عقد الأمور على الطاغية الفاسد، وأصبح البوعزيزي البائع الصغير، وخلال ساعات من إحراقه لنفسه، بطلاً وطنياً تونسياً، وقديساً وشهيداً بلهب خيال، كما يلهب نار التمرد، وساعد هذا الانتشار الإعلامي وسقوط القتلى ومخافة التورط في مجازر جماعية في قرار قائد الجيش رشيد عمار في رفض إطلاق النار على المتظاهرين، واستخدام الجيش كطرف في النزاع، مما جعل بن علي أمام خيار واحد ووحيد، وهو الرحيل والفرار تحت جنح الظلام، ليواجه مهنة أخرى برفض استقباله من معظم أصدقائه السابقين، باستثناء السعودية لأسباب أخرى سنفصلها لاحقاً.

نعم لقد أصبح اليوم كل شخص، وبموجب تقنية الهاتف النقال ووجود شبكة الإنترنت، التي كتبنا عنها إبان الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الماضية في إيران وجعلت نظام الملالي يترنح، أصبح كل شخص هو وسيلة إعلامية بحد ذاتها، ويمكن لأية فكرة، أو مقطع صوتي، أو مرئي، أن تخترق أعتى جدران الحجب الفولاذية التي أنشأتها وزارات الإعلام العربية حول منظومات الفساد والقهر والاستبداد لحمايتها من غضبة الراي العام.

ولقد كانت وزارات الإعلام العربية على الدوام تحابي النظام الرسمي العربي ورموزه، وتحاول تجميل هذا النظام الذي لا يمكن تجميله، وتبرير أخطائه، وتقديمه بصورية زاهية وسماوية ورومانسية أمام الرأي العام، وعملت جاهدة على تجهيل وغسل أدمغة المواطن البسيط عبر السياسات الغوبلزية، غير أن الواقع وتحت السطح كان هناك عالماً آخر مغايراً لما يحاول هذا الإعلام الرسمي توصيله، وقد استطاع اليوم هذا "العالم الآخر" (وهو فعلاً عالم آخر بالمعنى المجازي للكلمة)، بفضل الإنترنت من الصعود والبروز للسطح واحتلال مكان الإعلام الرسمي العربي الذي أصبح مترهلاً وزائداً عن الحاجة وديكوراً لا لزوم له في المصفوفة السلطوية العربية، والتي لم يعد أحد يتابعه أو يعبأ به أو ينتظر نشرات أخباره، وآراءه المتخشبة والمتكلسة المعروفة مسبقاً والتي لم تنفع في حينه حتى تنفع في عصر السموات المفتوحة والأإنترنت. اليوم ينتشر أي مقطع مرئي أو خبر أو مقال في القارات الخمس خلال ثوان، وهذا ما تعجز عن فعله أية وزارة إعلام عربية كان الهدف والغاية من إنشائها التحكم بالمعلومة والرأي العام وصنعه وتشكيله وفق مشيئة السياسات الرسمية العربية التي باتت تداعى الواحد تلو الآخر وفق الصيغ القديمة.

إن استمرار سياسة الإعلام بنفس رموز الإعلام الرسمي العربي وعبر أدواتهم وآلياتهم القديمة البائسة من حجب وتعتيم وإقصاء وتهميش وتطبيل وتزمير وتجميل، لن تساهم سوى في مزيد من تشويه النظام الرسمي العربي، ولا يعني في النهاية سوى دق مزيد من المسامير الأخرى في نعش وجسد هذا النظام الرسمي العربي الشائخ المترهل ووزارات إعلامه التي لم تعد تهش وتنش أو ينصت لها أحد، والقرار العقلاني الحكيم هو بإلغائها، وبعد أصبحت دوراً للعجزة، ومستودعات عفنة ونتنة تفوج منها روائح الغباء كما الفساد ومجمعاً للإسطوانات المشروخة، إياها، التي لا يريد أحد الاستماع إليها، ومكباً للنفايات والأخبارالبايتة ومصدر رزق ً للانتفاع والشللية والمحسوبيات والعلاقات البدائية.

الأهم من هذا وذاك أنه لم يعد اليوم باستطاعة أحد، التحكم في المعلومة، والرقابة، والحجب، وفرض الرقابة على الفكر والعقل، وتشكيل أي وعي موحد عام، هو من رابع المستحيلات، وما يقرأه الجميع اليوم ويحاول الاطلاع عليه، ليس المتوفر والذي تقدمه وزارات الإعلام العربية، التي لم تعد تستحوذ على ثقة الكثيرين، بل ما هو محجوب، ومخفي، وبعيد عن متناول اليد.

حكمة اليوم: هناك مثل أمريكي يقول: حين تكون في حفرة يجب أن تتوقف عن الحفر.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديكتاتور الجبان
- سيناريوهات فانتازية: بائع الخضار الذي أسقط الجنرال
- لماذا يجب أن نفخر بالعلوي2؟
- لماذا يجب أن نفتخر بالعلوي؟
- لماذا لا يتآمر العرب على أعدائهم؟
- هل بدأت ثورات الجياع في الوطن العربي؟
- هل كان الإسلام نعمة أم نقمة؟
- مسيحيو المنطقة أمانة في أعناكم
- مأساة المسيحيين في ثقافة الصحراء وفقه أهل الذمة
- كلوا تبن
- الإعلام السوري تحت المجهر: تعقيب على مقال أبي حسن
- تعقيب على مقال الدكتورة إنعام الور
- لماذا لا تلغى اللغة العربية من المناهج التربوية؟
- صلاح الدين الأيوبي كمجرم حرب
- أيهما أولى بالنقد: المسيحية أم الإسلام؟
- الفقهاء والدعاء بالمقلوب
- لماذا لا يستجيب الله لدعائهم؟
- لماذا لا توضع الدول العربية تحت إدارة دولية؟
- لماذا لا أريد الذهاب للجنة؟
- من يقود الحروب الصليبية اليوم؟


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - لماذا لا تلغى وزارات الإعلام العربية؟