أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هادي الخزاعي - سوار الذهب مزمور كاكي هل يتجدد !؟















المزيد.....

سوار الذهب مزمور كاكي هل يتجدد !؟


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3278 - 2011 / 2 / 15 - 03:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المزمور الأول

الطغاة وعلى مر العصور مارسوا ذات الأسلوب في الأدارة ليرسموا ذات المشهد ويلونوه بألوانهم التي يريدونها ، وهي غالبا ما تكون الوان فاقعة وصارخه ، غير انهم جميعا لم يستطيعوا ان يتصورا نهاياتهم الدراماتيكية المؤدية الى مزابل التأريخ حين يستبيحوا ويدنسوا كل ماهو أخلاقي من أجل رعشة الجلوس على سدة الحكم أو سواها من الرغبات غير المشروعة .

المزمور الثاني

كان الدكتاتور محمد جعفر النميري ، الرئيس الأسبق للسودان قد أوغل بظلم الشعب السوداني ، ومصادرته الحريات العامة عبر القمع المنظم للناس بعد أن أسس لهذا الغرض مؤسسة قمعية نشطة . ولما لم يكتف بتأسيس تلك المؤسسة القمعية الشرسة التي عانا من شرورها الشعب السوداني الطيب ، أحالها الى أداة تنفيذية يراد منها أن تقنن استمرار سلطته المطلقة على السودان ، ولأبد الآبدين .
وحين عانت سلطة النميري الفردية المطلقة من الشبع والتخمة والتهدل ،وحان وقت قطافها على يد الشهيد النقيب هاشم العطا عام 1971 ، تأَخر هذا القطاف لأسباب مختلفه موضوعية وذاتية ، وكأن لوحة الدكتاتورية النميرية لم تكتمل بعد ، فتدخل عسكري مغمور دون سواه من جيش السودان ، أسمه عبد الرحمن سوار الذهب ، فأجهض حركة هاشم العطا الذي كان قريب المنال من أنقلاب مؤكد على النميري ، الذي عاد بدوره فإستلم مقاليد البلاد بعد ثلاثة أيام فقط ترك بها البلاد هاربا . كل ذلك حدث بفضل الداعية ؛ عبد الرحمن سوار الذهب .
ولأن الأرض تدور وتدور ، فقد جاء عام 1985 وهو يحمل في أحشاءه وميض انتفاضة سودانية عارمة ضد نميري قامت بها الأحزاب والنقابات والجيش في السودان ، ولأنها ميلودراما فقد قاد عبد الرحمن سوار الذهب الدولة السودانية بأعتباره اكبر قادة الجيش ، بعد نجاح الأنتفاضة التي تحولت الى إنقلاب عسكري على نميري الذي ترك السودان الى غير رجعة هو وقطته الأليفة . وحينها رقي سوار الذهب الى اعلى رتبة في الجيش السوداني وهي رتبة المشير.
غير ان لهذا الداعية الأسلامي ، المشير سوار الذهب فضيلة كان قد وعد السودانيين بها ، وهي أنه سوف لايستمر كحاكم للسودان اكثر من سنة واحدة وبعدها سيتفرغ لأمور دينه ، بعد ان يقوم بتسليم السلطة الى حكومة سودانية منتخبة !

وكان ياماكان ودال الزمان ..
بعد عام تسنم رئاسة الوزراء السيد الصادق المهدي ، ورئاسة مجلس السيادة السيد أحمد الميرغني ، وكأنك يابوزيد ما غزيت ، فولدت هذه التداعيات المدنية ، دكتاتورا جديدا قام بصناعته الأعوان ، وهو الدكتاتور عمر البشير المنسل من المؤسسة العسكرية السودانية .. البشير الذي وصلت في أخريات حكمه السودان الى حد الأنقسام ، شمال وجنوب ، بالوقت الذي نرى فيه العالم يقترب ليتحد كما في أوربا .
ومما يجدر ذكره ان من ساهم بصنع هذه اللوحة وغيرها في بلدان عديدة ، هم الأعوان من المستفيدين وشلل المطبليين وماسحي الأكتاف والإنتهازيين ، وهؤلاء هم الذين يمكن اعتبارهم مهندسوا صناعة الدكتاتوريات على مر العصور .

المزمور الثالث

الحالة المصرية الآن ..
منذ انتصار ثورة الخامس والعشرين من يناير الشبابية ، وهي محاطة بقوس قزح ، تتزاوج فيه كل ألوان الفرح ؛ بعد زوال دكتاتورية حسني مبارك وحاشيته من طبالين وماسحي أكتاف ونفعيين ، وبعد أن أقصيت سلطة الحزب الواحد . صارت كل أكف البشرية تصفق ، وكل اياديها تهتف للديمقراطية والحرية الوليدة في مصر .

المزمور الرابع

في الحالة المصرية بعد الآن ...
العسكرتارية المصرية ممثلة بما سماه الدكتاتور المخلوع مبارك ، وبتخويل منه لأدارة البلاد والعباد ؛ المجلس الأعلى للقوات المسلحة .
لقد امسك هذا المجلس بشخص رئيسه المشير حسين طنطاوي بالزمام مع وعد للمصريين منه ومن مجلسه ، بأن لا يدوم مسك الزمام هذا ، أكثر من ستة اشهر ، تطول اوتقصر قليلا ، ليس مهما ، المهم أن طنطاوي وكل مجلسه سيسلم البلاد في نهاية المطاف الى حكومة مصرية منتخبة !


المزمور الخامس

ما اشبه اليوم بالبارحة ....

فالبارحه في السودان..
كان المشيرسوار الذهب مسك الزمام بالسودان سنة كاملة ، وبعدها ومثلما وعد السودانيين بتسليم السلطة .. وقد وفى بوعده فعلا . لكن بعد حين ، انتجت تلك الحكومة المدنية المنتخبة التي وعد بها العباد ؛ المشير حسن البشير كرئيس للبلاد. ومنذ ربع قرن وهذا البشيرلا تغادره رعشة الجلوس على الكرسي .

واليوم في مصر ..
صارالمشير حسين طنطاوي يمسك بزمام الأمور في مصر ، وهو المتقلد لمنصب وزير الدفاع والأنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة ولمدة عشرون عاما من زمن حكم مبارك !؟ وقائد الحرس الرئاسي والقائد الميداني للجيش ورئيس قسم العمليات في القوات المسلحة وغير ذلك من مسؤليات كبيرة في طوال فترة حكم مبارك !؟ وهذه أمور تجعل كل فئران الأرض تلعب في العبْ ، رغم أنه قد وعد بتسليم السلطة لحكومة مدنية بعد ستة اشهر ! ترى ماذا يمكن أن يحدث في مصر طوال هذه الأشهر الستة !؟ وهل سيكون مخاض الحكومة المدنية بعد ستة اشهر متعسرا فيتشوه الوليد ؟ أم ستأتي حكومة مدنية ملبية لطموحات الناس في تحقيق مطالبهم بتغيير الدستور وأشاعة الديمقراطية وألغاء كل ما يمتهن كرامة الأنسان ، وأن لا يأتي لمصر حاكم تستهويه رعشة الجلوس على كرسي الحكم فتعود مصر الى ما قبل المربع الأول ، وكأنك يابو زيد ما غزيت . أم هل ستتساوى حسابات البيدر والحقل عند أصحاب ثورة 25 يناير !؟

المزمور السادس

بعد نصف العام من الآن سيكون المخاض في مصر ، فإذا حدث ولم يتساو حساب بيدر وحقل الثورة الشبابية التي تمخض عنها ميدان التحرير، فأن أمام مصر مشهد من أثنين ، فإما أن يأتي عسكري يشكل مشروع لدكتاتور جديد ، أو ان على الفيسبوك أن يؤسس لمليونيات جديدة تكون جاهزة لتجديد لافتتاتها ، لا فقط في ميدان التحرير، ولكن في كل ميادين مصر ، ذلك لأن كل عيون المقموعين قي بلاد العرب سترقب مصر مثلما راقبت تونس قبلها من اجل ان تحذوا حذوهم .

المزمور الأخير

الجميل في كل الأمر إن هناك قاعدة تحكم مشهدية الطغاة ، وهي أن نهاياتهم تكون مخزية حين يستحيلون الى أصنام ، وهذه القاعدة المطبوخة بإتقان شديد ، قد تكررت كثيرا ، وعلى مر العصور وبميل دراماتيكي لافت ، ولكن لم يتعض من مصائر أبطالها المأساوي ، أي ظالم او دكتاتور جديد .



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من رماد خلفته انتفاضة الكهرباء ؟
- هوية العراقيين الذين هبوا ، لا تغير من أسباب هبتهم
- تأملات في تأملات الكاتب رضا الظاهر ( في - حرية النقد - وتدقي ...
- دوام الصحة للنصير الشيوعي المناضل الدكتور حكمت حكيم
- على الحزب الشيوعي العراقي أن يكف عن التصفيق لنفسه
- عمه زكيه شلون تموتين وإنتي من أهل العماره
- عمه زكيه شلون تموتين وأني من اهل العماره
- شهادة السيد محمود المشهداني بحق الحزب الشيوعي العراقي
- كّول والعباس راح أنتخب فلان
- جميل أن نسميها منافسة أنتخابية ولا نسميها معركة أنتخابية
- ظلامة ام على ابنها الشهيد الشيوعي
- حتى انت يا علاوي
- قائمة أتحاد الشعب فقيرة . مرشحوها كادحين ، ولكنهم أغنياء بال ...
- وجع على العراق
- مليوصه يا نوري المالكي
- وعي الأختيار عند الناخب ، وحده ينقذ العراق
- لماذا ضمت القائمة العراقية أسماء 73 مجتثا ؟!
- ماذا لو تكرر مجلس النواب العراقي ؟!
- مهمة هيئة المسائلة والعدالة ، ليست مهمة آنيه
- رثاء مسرحي عراقي ابتلعته وحشة المنفى


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هادي الخزاعي - سوار الذهب مزمور كاكي هل يتجدد !؟