مصر..ثورة ولدت ميتة

كاظم محمد رحيمة الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل حقآ يمكن ان يصل العقل البشري الى هذا المقدار من السخف في تبني نظرية الانتصار والثورة في حين ان الامر كله هو هزيمة تاريخية بكل مقاييس الكلمة وابعادها لما آل اليه بنات افكار العديد من المحسوبين ظلما على الكلمة وعمقها وواقع الحياة والفلسفة بابسط مفرداتها لاتقر بهذاء الهراء الذي يقوده الجهل
مصر ... أكذوبة الانتصار في الثورة...بالمطلق لايوجد من يوافقني هذا الرأي الا واحد من اثنان الاول مجنون يصادق على كل مايقال له ولايخالف احد واخر عاقل له معرفة بالزمان والمكان في ابعاده الحقيقية المرتبطة بالمنطق والحدث الى افق ابعاده مرئية واضحة جليه لايراها الا على عميان القلوب وليس عميان الابصار...
وبسؤال بسيط له الف اجابة واجابه تنطلق من باب التكهن والاستطلاع ولا تمت الى المنطق بشئ

كان دكتاتور مصر بينهم جلاد وطاغية , بل لص ومجرم بكل معنى الكلمة ولم يبارح كرسيه الا بعد ان شفى غليله بدماء ثلاثمئة انسان من شعب مصر وبغباء مطلق يقول ان هذا ثمن الحرية...طيلة ايام الثورة كان يجلس وهم يفترشون ارض مفتوحة للملايين يتباكون تحت اقدامه ان يرحل في عز غضبهم يستجدونه الرحيل والغريب ان اهل مصر اعرف بغيرهم جريمته الكاملة من ابسط انسان الى حكماء واحزاب معارفة الى شلة الفن والازهر وطبقة مايسمى بالمثقفين
ارحل ارحل ارحل

نعم لهذا السؤال الف جواب وجواب
ولكن هل حقا الاجوبة تطابق المنطق
كلا

الجماهير المصرية فاقدة التركيز وتعتبر ان رحيله هو الاهم
الشعوب العربية وبنشوة السكارى يعتبرون ان رحيله ه الاهم
دول في شرق الارض وغربها تعتبر ان رحيله هو الاهم

لما يرحل ويترجل عن فرسه التي غزى بها كل بيت
لما يرحل وقد اذل جمع العبيد في ارض مصر ثلاثين عام
لما يرحل وقد جعل رجال مصر لايقووا على النوم مع نساؤهم بل لايقووا على الانجاب الا في حدود الياس سكارى
لما يرحل وقد نصب نفسه آلهآ وهو يبقر عذرية الارض والجسد...يسلب من الغار حلمات النهد
لما يرحل وقد جعل شعب ارض الكنانة ينامون في المقابر قبل ان ينزل الله على رؤةسهم سكرات الموت
لما يرحل وقد رمى من اليأس شباب مصر انفسهم في عرض البحر انتحارا للخلاص
لما يرحل وقد جعل سوزان الشريفة والاميرة صاحبة الصون والعفاف وغيرها من نساء مصر جواري
لما يرحل وقد افقر من افقر واغنى من اغنى
لما يرحل وقد انزل جيش جيش امية ببغالهم واحصنتهم وجمالهم وويل للجمل وصاحبه
انها غزوات مشهودة ومعروفة

يرحل لان الثورة انتصرت وان كل ماكان قد كان
يرحل لان المنطق مغيب قسريا عن العقل البشري وبغباء مدقع
يرحل الطاغية الدكتاتور الرئيس من خلال قانوان احكم صنعه وتم تطبيقه على الثوار وكافة شعب ارض الكنانة
قانون سيستمر عليه الجميع يحمي وصك غفران لمن خط احرفه
والغريب في الامر ان تغيير فقرات منه الدستور كان على يديه وكأن لسان الحال يقول
انا ولي نعمتك وسيدكم وانا من سيسيركم من خلال ماكتبت

انها ثورة اللحظة الزمنية والمكان المقيد...لحظة عمرها لايتعدى شئ يذكر ومكان بعده المنطقي ضئيل...ثورة يقال عنها ثورة التغيير والحرية وبالحقيقة هي ثورة الثبات على النجاح السرابي وثورة الخوف والرعب ...ليس لها من افق فأفق ثورة الفقراء في مصر فقيرة وليس لها من افق بعدها ضيق ومساحة مرونتها معدومة...اكبر الخاسرين هم ابناء الثورة لأنهم لم يققووا على ان يكونوا على قدر قطرة دم واحدة اريقت من ابناء مصر...لم يكونوا رجالا في اللحظة المطلوبة من اجل كل من ذَل في عهد الطاغية...لم يكونوا ابطالآ من اجل الدستور واحكام المنطق والعقل ....ثورة لم تقوى على محاسبة اي احد...ثورة لم تقوى على ان تقف ألا عرجاء مشوهة وستكون كعكاز يتآكل رويدا رويدآ...
عندما تمارس عاهر الدعارة لثلاثين عام وتصعد على المنبريوميا لتؤدي طقوس الصلاة في جمع العرآة وبعد ان يرى الجميع عورتها القبيحة من كثرة ممارسة الجنس وبجنون يتوسلون اليها ان ترحل ...عندما يعمل جمع من العبيد بعدد لايعد وتحت السنة الشمس اللاهبة ملتحمة بسياط لا تستخدم الا للحمير تحت وقع الهراوات وعندما يستملكوا من الطاغية سوطه وهرواته يطلبوا منه الرحيل...

ارحل ارحل ارحل

لن يصيبك مكروه ولن يمسك منا شئ ... ارحل لانك سارق وقاتل وجرم ولكن ارحل فرحيلك هو ثمن حريتنا فليس لنا من دم نحاسبك عليه وليس لنا من اموال بعهدتك وليس لنا ابناء قتلتهم في سجونك وليس لنا من كرامة سلبتها منا جيلا بعد جيل

ارحل ارحل ارحل

نعلم باننا لانعلم ماسيكون حالنا بعدك لان لحظة رحيلك هي المكافاة العظمى لك على كل مافعلته بنا
نعلم باننا نريد ان ننتصر للحظة ولكننا بتركك ترحل سنكون مهزومين كل ايام عمرنا
سنحاول ان ننتصر عليك من خلال رفع دعوى قضائية لهيئة القراصنة الصوماليين او هيئة دار عروض الازياء وسنكتب اسمك انك الوحش الذي سيظهر في افلامنا القادمة ...بل اننا سنشكيك الى منظمة عدم الانحياز او الى المنظمة الكونية لحقوق المخلوقات الضعيفة ومقرها في كوكب نبتون سنحاول ان نصل اليها او ستكون امانة برقاب اجيالنا اللاحقة...بل اننا سنقدم شكوى عاجلة الى البعوض عسى ان يزعج منامك وسنتوسل للذباب ان يقف على طعامك كي تمرض...لاتقل باننا اغفلنا دماء شهداء ثورة 25يناير ...كلا..لاننا سنطالب السحاب والريح ان لايسقط قطرة مطر على اراضيك في شرق الارض وغربها حتى يصيبك القحط والعوز...سندعو عليك وانت تعلم باننا دوما نصلي الفجر على ابواب امبراطوريتك ولكننا اليوم سنصليه وندعو عليك بالموت عسى ان يستجاب دعاؤنا...سنطال شعبان عبد الرحيم ان ينزل كاسيته الجديد ويغني انا اكره حسني مبارك...سنقاطع كل دولة لك فيها مقر او ارض او حساب ولا يهم ان نكون جائعين فنحن والجوع صداقة قديمة حديثة متلازمة للابد...

ارحل ارحل ارحل

ورحل دون ان يصيبه مكروه والمكروه الوحيد قد اصاب الثوار دمار اقتصادي ودماء وبطالة وجوع وجهل وامية وفساد في كل مفاصل الحياة وسرطان زرعه في جسد كل مواكن مصري

ويرحل دون ان يكون معنى للثورة الا الرحيل منتصرآ ,حاملآ كل آثامه فضائل ولم يمسه لا من قريب او بعيد اي عارض بل ان القانون الذي كتبه بيديه تم تطبيقه بكل حرف وكلمة وخرج منتصرآ لانه كان فوق القانون

ثورة ولدت لاتعرف حدود القانون الحقيقي ولا تحاول تطبيقه...بل انها ثورة ابتدأت وانتهت من خلال قانون أسنه طاغيتهم وسيستمر الثوار في كل خطوة يحكمهم قانون الرئيس بمعناه ونصه ومفهومه وسيكون دوما وابدا حصن حصين له ولعائلته ولذوي القربى

#كاظم_محمد_رحيمة_الساعدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل