أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - ( سيري وعين الله ترعاكِ )














المزيد.....

( سيري وعين الله ترعاكِ )


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 23:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الفترة التي كنا نؤدي فيها ضريبة الدم المفروضة بروعاونات القائد الضرورة في الوحدات العسكرية ، ومعلوم جدا أن كل وحدة عسكرية سابقا هي عبارة عن عراق مصغر ، ليس كما هي اليوم ، بمعنى ان شرطة بابل مثلا يجب ان يكون منتسبوها من بابل حصرا ، في السابق الكردي مع العربي والتركماني ، والسني مع الشيعي مع المسيحي مع الصابئي مع الأيزيدي وهكذا ، المثقف الخريج مع الأمي ب (حظيرة ) عسكرية واحدة ، من يقرأ الصحف يتحدث بما قرأه لزميله الآخر ، وأجمل ما في تلك الأيام التي ذهبت بتلك الوحدات العسكرية ، أننا أنشأنا علاقات أخوة وصداقة امتدت ليومنا هذا ، والغريب ما نراه الآن بزمن الخير والديمقراطية المجلوبة التي لا يؤمن بها من وضع لها دستور البلاد اليوم ، في تلك الفترة كان لنا صديق بدوي لا يحسن القراءة والكتابة ، وهو يتدرب معنا على كيفية استخدام مدافع الميدان ، ومع ذلك كان الرجل ينال قسطاً وافرا من التعليم على المدفع بتركيز من معلم الحظيرة ، في يوم من الأيام جاءنا لوحدتنا زائرا كبيرا لمراقبة سير التدريب ، ومن محاسن الصدف أن يكن ذلك البدوي الأمي يؤدي عملية توجيه المدفع صوب هدفه ، ولم يستطع أنجاز مهمته بدقة ، سأله الزائر ما هو تحصيلك الدراسي بني ؟ ، أجاب الجندي أني أمي سيدي ، هز الضابط الزائر يده وهو يردد المثل الذي يقول ، ( من هل المال حمل جمال ) ، ثم تحدث الضابط الزائر مع أمر الوحدة المزارة قائلا له ، كان يفترض بك أن تعيد هذا الجندي لمركز التدريب ليستبدلوه لك بآخر غير أمي ؟ ، أجاب الضابط أعدته لمركز التدريب ثم رفضوا وأعادوه لنا مرة ثانية ، أعاد الزائر هز يده مستهزئا وهو يقول لآمر وحدتنا ، إن العمل يجري بالوحدات العسكرية هذه الأيام على مبدأ ( سيري وعين الله ترعاك ) .
كل هذه المقدمة التي لابد منها بسبب سؤال وجهته زوجتي من أيام قليلة قائلة لي كم يبلغ ( الترليون ) ؟ ، ضحكتُ بوجهها طويلا فدهشت لذلك الضحك غير المبرر لها ، قلت لها لم اضحك منك ولا من سؤالك هذا ، ولكن ضحكتي أخذتني بعيدا عن سؤالك كثيرا ، أنا أعلم أنك خريجة جامعية ، ولك ممارسة بمهنة التدريس طويلا ، ومع ذلك لا تعرفي مقدار ( الترليون ) ، أذن ( يا أم طيف ) – كنيتها – كيف يعرف ممن لم ينهي الدراسة الابتدائية أو زوّر شهادتها وأصبح عضو مجلس محافظة ، أو عضو برلمان عراقي ، او حتى وزير ، كيف له أن يعرف مقدار ( الترليون ) ، وكيف يتدارس مع هؤلاء الأعضاء لوضع خطط ستراتيجية لبناء العراق الحديث كما يقولون ، ضحكت زوجتي من إجابتي أكثر من ضحكي لسؤالها ، تسمرت بمكاني وقلت لها لماذا ضحكت لإجابتي ؟ ، قالت لم أضحك من إجابتك ولكني متأكدة تماما أن هؤلاء يعرفون مقدار ( الترليون ) ، ولو أنهم لم يصلوه هذه الأيام ، والأيام اللاحقة سيصلونه حتما ، لأن من يجمعه من حلال أو حرام قادر على أن يحصيه ويعرفه ، ليس كمثلنا نحن النظريون فقط ، أن التجارب العملية أقرب للمعرفة والدرس من التجارب النظرية ، وهم أساتذة ومتخصصون بأساليب جمع المال ، ( ومن هل المال حمل جمال ) , للإضاءة ..... فقط .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الحجي بالتفاطين )
- (ضمير أبيض) بين الحزن والكيف
- مرض النرجسية
- ( مفيش حد أحسن من حد )
- (عرب دنبوس مو عرب ناموس ) بو عزيزي والصحوة العربية
- خيوط الغربة بين البصرة ولندن ووطن ... مستباح
- أحلام ثلجية
- عضو مجلس محافظة كربلاء ووجوب استقالة الحكومة العراقية
- الشكوى
- التغيير التونسي والعراقي والفرق بينهما
- الدكتور سعد الحداد شلال حلي متدفق
- المجالس الحلية
- يعيش البعث المجتث
- صناعة الدكتاتور
- دموع السيد طارق الهاشمي وقناعات السيد ظافر العاني
- الضربة القاضية ومدارس النقد الأدبي
- صوت الحقيقه / مهداة للصديق الشاعر عريان السيد خلف
- توظيف الشعائر الحسينية سياسيا
- البعث ، والحصان الخاسر
- اليسار العراقي وتوظيف الشعائر الحسينية


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - ( سيري وعين الله ترعاكِ )