أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد كعيد الجبوري - اليسار العراقي وتوظيف الشعائر الحسينية














المزيد.....

اليسار العراقي وتوظيف الشعائر الحسينية


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3216 - 2010 / 12 / 15 - 15:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    





يتصور البعض واهما أن الشعائر الحسينية حكرا لطائفة مسلمة معينة ، وإن أعطيت شمولية أكثر قيل أنها لعامة المسلمين ، وحدثني أحد الأصدقاء راوياً لي الطقوس العاشورائية التي يمارسها أتباع الديانة الهندوسية والبوذية أيام محرم الحرام في الهند ، ومعروف قول القائد الهندي ( المهاتما غاندي ) عن الحسين ( ع ) ، ( تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر ) ، ويروى أن الراحل ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية زار جمهورية الصين الشعبية طلبا للمساعدة لتستمر عملياته الفدائية آنذاك ، وقرر المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني منحه المال والرجال إن طلب ، وكان ( ما وتسي تونغ ) الرئيس الصيني حاضرا الجلسة فقال معقبا ، ( أن الأخوة الفلسطينيون بحاجة للمال والسلاح فقط ، لأن في تاريخهم الإسلامي شخصية عظيمة هي ( الحسين) ) ، ولا يخفى ما كتب من شعر قاله شعراء مسيحيون بحق الإمام الحسين ( ع ) كالشاعر ( بولس سلامه ) ، وكلنا يعرف أن الثائر مع الحسين ( ع ) ( وهب النصراني ) ، قاتل تحت راية الحسين ( ع ) وأستشهد معه ، وكذلك أمه وزوجه ، وهن على ديانتهن المسيحية ، وهناك من يحاول اليوم أن يفند هذه الحقيقة ليقول أن وهب ، وأمه ، وزوجه ، أسلما ، وهذا خلاف الثورة والنهضة الحسينية ، لأن الحسين لم ينهض من أجل دين فقط ، بل من إجل مبادئ وقيم إنسانية رفيعة ، مما تقدم أجزم أن الثورة العملاقة التي قادها الحسين ( ع ) ، وصحبه الأبرار ، كانت لإرساء قواعد وقيم أخلاقية أريد لها أن تندثر ، وأولها إعادة الدين المحمدي الحنيف لجذوره السماوية التي بدأت بالأفول .
أدركت المواكب الحسينية التي كانت تخرج ليلا أيام عشرة محرم الحرام بمدينة الحلة الفيحاء ، بداية العام 1950 م ولحين منع هذه الشعائر من قبل النظام المقبور منتصف سبعينات القرن المنصرم ، ويقسم شط الحلة المدينة لشطرين ، يسميان الصوب الكبير ، ويضم سبعة أطراف ، والصوب الصغير ثلاثة أطراف ، كل هذه الأطراف لها أماكن للتجمع والخروج بموكب العزاء الحسيني ، ولكل ( طرف ) شاعر و ( رادود ) ، وهو الذي يؤدي تلاوة القصائد الحسينية من على منبر حسينية ( أبن طاووس ) ، ولست هنا معني بتلك المواكب بقدر اعتنائي وتذكري لموكب مهم أنشأ بداية الستينات من القرن الماضي يسمى ( موكب الشبيبة الديمقراطية ) ، ويختلف هذا الموكب مع المواكب الأخرى بأغلب طقوسه ، ومن هذه الاختلافات أن أغلب المساهمون به من الطبقة المتنورة الواعية ، مدرسون ، معلمون ، طلاب مدارس ، سياسيون ، وأغلب هؤلاء السياسيين من اليسار العراقي ، ويختلف مع المواكب الأخرى بمواعيد انطلاقه ، حيث تبدأ مراسيم العزاء بعد عشرة محرم الحرام ، ولمدة ثلاثة أيام ، الحادي عشر ، الثاني عشر ، الثالث عشر ، الساعة الرابعة عصرا ، وتهيأ ما يسمى ب ( الردات ) من قبل شعراء اللغة الفصحى ، وأغلب هذه ( الردات ) يشم منها رائحة السياسة ، ويسير الموكب باتجاه حسينية بُنيت جديدا تسمى ( حسينية الشبيبة ) ، ويرتقي منبرها الشاعر و (الرادود ) الراحل ( عبد الصاحب عبيد الحلي ) ، وعبد الصاحب يملك صوتا رجوليا شجيا ، وأغلب هذه القصائد التي يرتلها هي من نظمه ، وهي منددة بالأنظمة المتعاقبة ، وأغلب الأحيان كان عبد الصاحب عبيد الشاعر يقاد لدوائر الأمن بسبب قصائده التحريضية ، وأذكر من مطالع تلك القصائد الكثير ، ومنها لا زلت أحتفظ بتسجيلاته ضمن مكتبتي الصوتية ، وأجمل تلك المطالع ( المستهلات ) ، ( ثوار دوخنه الكره الأرضيه / ثوار هاي أعلومنه مرويه / واليوكف أبخط النار / ما غيرنه ونفدي الوطن بدمانه ) ، وآخر ، ( يا يوم يعقد مؤتمر قمتنه / يا يوم نتوحد أبجلمتنه / جم دوب نصبر جم دوب / عالظيم وأحنه من الصبر ملينه ) ، ومطلع آخر يحاكي به قصيدة الدكتور الوائلي رحمه الله ، التي خاطب بها عبد السلام أو عبد الرحمن عارف ، يقول الدكتور الوائلي ، ( لا تفرحن لطبلها فطبولها كانت لغيرك قبل ذلك تقرع ) ، وعارضها المرحوم عبد الصاحب عبيد الحلي مخاطبا عبد السلام عارف ، ( دنيتك أنظر أعليها / أبيوم آدم نزل بيها / هذا أولها وبعد يا ستار / وين تاليها ) ، مما تقدم نخلص أن الثورة والنهضة الحسينية لا يمكن حكرها بجهة دينية معينة ، ولا بجهة سياسية تتخذ من الشعائر الحسينية طريقا للوصول لغايات ما ، فالحسين ( ع ) أبن ذلك الرجل الذي أوصى بنيه وهو بلحظات حياته الأخيرة بعامة الناس قائلا ، ( يا بني إن لم يكن أخ لك في الدين ، فنظيرك في الخلق ) ، وعلى هذا نهج سيد الشهداء طريقه ليربح الدنيا والآخرة .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمد / مهداة لشيوعي العراق
- ( وقفوهم أنهم مسئولون ) تهنئتان
- ( لزكة مومن )
- ( صبرا أيها المتقاعدون إن موعدكم العذاب )
- ( أذهبوا فأنتم الطلقاء )
- ( السيد نوري المالكي وأحلامنا الوردية )
- ( المشاكس )
- الى السيد أسامة النجيفي وبرلمانه / ( أصرخوا لأجل العراق )
- ( العدها حبايب ...!!! )
- ( سطوح أهلنه ) / مهداة للشاعرة المثابرة الأخت وفاء عبد الرزا ...
- هلاهل / لك يا رحاب كل هذه العطور
- التأريخ الشعري وصنعته المعقدة الشاعر محمد علي النجار أنموذجا
- ( وداعة الله )
- الشمس تبدد عتمة وعقد التخلف
- حديقة ( الجبل ) ...معلم حلي يندثر
- ( إذن طين وإذن عجين ) ... ذكّر إن نفعت الذكرى
- ( كاوه محمود ) وزير ثقافة وشباب كردستان والتربية الشيوعية
- أنت تسأل والحزب يجيب
- الشيوعيون وحمى صراع الكراسي
- السرقات الأدبية مع سبق الإصرار والترصد


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد كعيد الجبوري - اليسار العراقي وتوظيف الشعائر الحسينية