أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - (عرب دنبوس مو عرب ناموس ) بو عزيزي والصحوة العربية














المزيد.....

(عرب دنبوس مو عرب ناموس ) بو عزيزي والصحوة العربية


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3260 - 2011 / 1 / 28 - 16:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في بدايات مراحل الدراسة الابتدائية كنت أستمع لجملة يرددها والدي رحمه الله كلما غضب مني ، وبعد أن أنال قسطي من العقوبة التي يقررها أسمعه وهو يكلم نفسه قائلا ، ( عرب دنبوس مو عرب ناموس ) ، بعد أن كبرت وزاملت والدي سألته عن تلك الجملة التي كان يرددها وهو يكيل عقوباته لي ، ضحك رحمه الله وقال أنها مثل شعبي يقال الى من لا يعي أو لا يستوعب مما يدور حوله من أحداث ، وحينها قال لي رحمه الله أن البشر يتفاوت بمداركه ، ولأننا بصدد موضوع بودي أن أدرجه ضمن ذلك المثل وأعني به ( عرب دنبوس مو عرب ناموس ) ، قسم من البشر يعي ما حوله بإشارة بسيطة من المقابل ، ومثلا لذلك أن أحدهم لا يرغب اليوم استقبال ضيوف ببيته لأسباب ما ، فما عليه إلا أن يقول لصحبه اليوم لدي ألتزام وربما سأترك البيت لذلك الالتزام ، فأن وعى المقابل ما أراد ذلك الرجل فهو بعرف والدي ( عرب ناموس ) ، بمعنى وكما يقول المثل الشعبي ( يلكفها وهي طايره ) ، ولكن أن ذهب لدار صاحبه فهو ( عرب دنبوس ) ، لأنه لم يدرك ما قاله ذلك الصديق ، وتأكيدا لمصداقية ما أقول (إن اللبيب من الإشارة يفهم ) ، بمعنى أن الذي ألتقط الإشارة فهو اللبيب الواعي ، ومن لا يدرك بوعيه ستنهال عليه الصفعات كما كنت أنالها ببواكير طفولتي ، بمعنى أدق وأكثر توضيحا ما يحدث الآن ببلداننا العربية ، والظاهر أن أغلب الحكام العرب هم من فصيلة ( عرب دنبوس ) لأنهم لم يدركوا ما يريد الشعب إلا من خلال ( الراشديات والجلاقات ) ، شاب تونسي - محمد بو عزيزي – أثبت وجسد مقولة شاعرهم التونسي ( الشابي ) الذي أطلقها ذات يوم ( إذا الشعب يوما أراد الحياة / فلابد أن يستجيب القدر ) ، هذا ( البوعزيزي ) الواعي تماما أراد أن يكون وبلا قصد منه ( سبارتكوس / او جيفارا ) عصره ، ولكن بطريقته الثورية ، غير تلك الدرب التي سلكها ( جيفارا ) ، أنها الطريق الأسلم والأشد إيقاعا لقلوب المنتفضون الأحرار كما يراه ، يومها صرح زين العابدين بن علي بخطاب متلفز أنه سيحاول تغيير حكومته ، وكأنه غير المقصود بتلك التظاهرات العارمة ، ويومها صرح للجميع أنه سوف لن يرشح لولاية أخرى ، ولم يستوعب الدرس جيدا لذا أطلق عليه والدي أنه ( عرب دنبوس ) ، وغادر لمزبلة التاريخ وسيلاحق قضائيا من قبل الشعب العربي التونسي ، أمتدت الشرارة ( البو عزيزية ) لتصل الى الجزائر ، واليمن ، والأردن ، وجمهورية مصر العربية ، ولا ندري من سيتبعهم من الشعوب العربية ، وكل حكام هذه الدول كما وصّفهم والدي على أنهم من العرب ( الدنبوس ) ، فهاهو حاكم مصر الذي امتدت حكومته بل قل خلافته لثلاثة عقود متوالية ، وكأن هذا الشعب المصري لم ينجب سواه ، والأغرب من ذلك أنه سيؤهل ولده ( جمال ) ، بل أهله ليتولى زمام الحزب والدولة بعده ، وذلك الآخر الذي يصرح أنا سأشغل منصب رئيس الجمهورية صيانة للشعب ولمصر ، وكأن هؤلاء المنتفضون خلوا من القيادة الوطنية الواعية ، وصدام الصغير – علي عبد الله صالح - كما كنى نسميه في العراق ، الآن كبر وأصبح سبعا دكتاتورا ولم يفق صدام بسطوته وجوره ، هو الآخر مرشح للسقوط بأيدي اليمنيين الأحرار ، وهناك تساؤل أجده مهما هنا وهو ، من الذي سيضمن عدم وصول المتخلفين لسدة الحكم ؟ ، وهل سنجد تجربة عراقية أخرى في المنطقة ؟ ، وهل سيصل المتشددون من الإسلاميين ليعيثوا فسادا بالمال والعباد ؟ ، وهل ستكرر فرنسا أو أمريكا نفس التجربة الخاسرة السيئة العراقية ؟ ، وهل سيصحى مثل هؤلاء الأجراء من الحكام ليفسحوا المجال للشعوب لتحكم نفسها ؟ ، ولماذا لم يفكر هؤلاء الأغبياء بأنهم لو رحلوا طوعا لفازوا بما سرقوه عنوة من المال العام ؟ ، أم أنهم يفكرون أن لا ملاذ لهم إلا هذا الكرسي المنخور ، وهل ستنفع الأموال التي توزع على الناس حاليا ، وهي من المسروق طبعا ، لتجنب الحاكم الثورة الآتية لا ريب ؟ ، كما فعل أمير الكويت بتوزيعه 4 مليارات دولار أمريكي على فقراء الشعب الكويتي ؟ ، لنرقب الساحة العربية لاحقا لنشهد سقوط حكامٍ لمزابل التاريخ .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيوط الغربة بين البصرة ولندن ووطن ... مستباح
- أحلام ثلجية
- عضو مجلس محافظة كربلاء ووجوب استقالة الحكومة العراقية
- الشكوى
- التغيير التونسي والعراقي والفرق بينهما
- الدكتور سعد الحداد شلال حلي متدفق
- المجالس الحلية
- يعيش البعث المجتث
- صناعة الدكتاتور
- دموع السيد طارق الهاشمي وقناعات السيد ظافر العاني
- الضربة القاضية ومدارس النقد الأدبي
- صوت الحقيقه / مهداة للصديق الشاعر عريان السيد خلف
- توظيف الشعائر الحسينية سياسيا
- البعث ، والحصان الخاسر
- اليسار العراقي وتوظيف الشعائر الحسينية
- حمد / مهداة لشيوعي العراق
- ( وقفوهم أنهم مسئولون ) تهنئتان
- ( لزكة مومن )
- ( صبرا أيها المتقاعدون إن موعدكم العذاب )
- ( أذهبوا فأنتم الطلقاء )


المزيد.....




- -يخطئ دائمًا-.. ترامب يهاجم ماكرون بعد تصريحه عن -وقف إطلاق ...
- خطة محتملة لاستهداف خامنئي مباشرة.. شاهد كيف علق نفتالي بيني ...
- 8 رسوم بيانية توضح سياق الضربات الجوية الإسرائيلية ضد إيران ...
- الدفاع الإيرانية تعلن استخدام أحد صواريخها للمرة الأولى في ه ...
- كيف تكون مستعداً في حال حدوث انفجار نووي؟
- السماء السورية.. ساحة جديدة في المواجهة بين إيران وإسرائيل
- رونالدو يريد -اللعب- مع ترامب والرئيس الأمريكي يوافق
- الوحدة الشعبية: ندين العدوان الصهيوني على إيران ونؤكد على حق ...
- لأول مرة.. إثبات تأثير الضوء في علاج الدماغ
- الوجه الآخر لعرض ترامب العسكري


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - (عرب دنبوس مو عرب ناموس ) بو عزيزي والصحوة العربية