أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الخياط - المُفتي البدوي أصبح سياسيا !














المزيد.....

المُفتي البدوي أصبح سياسيا !


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ثلاثين سنة لم نسمع فتوى سياسية من بدو السعودية ( مع إحترامنا لمثقفي وعلمانيي دولة الحجاز ) فما الذي تغير في السنين الأخيرة بحيث اصبح رجل الدين السعودي يحشر خشمه في القضايا السياسية ؟ فالذي نعلمه إن رجال الدين الشيعة في تاريخ العراق السياسي وفي إيران هُم الذين يحشرون عمائمهم في المُعترك السياسي , أما المذهب الوهابي فلم نشهد له ذلك , وحتى حين حاربهم " إبراهيم باشا " فقد كانت تلك الحرب على أساس الفوضى والطائفية التي أثاروها في ربوع الجزيرة , وحتى عندما سيطر آل سعود على مقاليد الحكم في دولة الحجاز وتبنيهم للمذهب الوهابي , لم يدخل هذا المذهب معيارا في السياسة السعودية التي كان رصيدها الأول "البزنس وجمع المال " .. إلى ذلك فإن العائلة المالكة في السعودية من أشد المعارضين بأن يحشر رجل الدين خشمه في السياسة , لأن مثل هذا الدخول سوف يقود إلى جدل حول مفهوم الحُكم في الدولة الإسلامية , ما يعني طرح تساؤلات عن مدى شرعية العائلة المالكة الحاكمة ؟

لكن بعد أحداث " سبتمبر 11 " تستطيع القول أن ثمة تحول قد حدث , كون أن 15 شخص من الـ 19 الذين إشتركوا في تلك الأحداث هم سعوديون .

القيادة الحاكمة في السعودية جهدت في إبعاد الشُبهة عن نفسها , وعلى أي حال فقد كان جُهدا ضائعا , فلم يُنوه لا صقور ولا حمائم الحزب الجمهوري ولو قيد أنملة إلى تورط القيادة السعودية أو مدى علاقتها بتلك الأحداث , بالرغم من سعير بعض الصحف الأميركية المُضحك عندما نوهت أو إقترحت تدمير الكعبة وكأن .. ولا داع لمديات تلك السذاجة التي نوهت لذلك . أيضا القيادة السعودية تدرك تماما إن أحداث سبتمبر 11 سوف تقود إلى حشر من نوع ما لرجل الدين في المعترك السياسي , لكن قوة العائلة المالكة بكل تأكيد سوف تُهمش هذا الدور , أو في أقصى الأحوال ستجعله في تأييد غزلي للعائلة المالكة , غير ان نشاط القاعدة تعدى دور المؤسسة الدينية في السعودية وشن سلسلة هجمات أقلقت المؤسسة الحاكمة والدينية معا . ونتيجة لهذا المساس أخذت المؤسسة الدينية تصدر فتاوي في كل الشؤون , إلى حد سببت إزعاجا للقيادة السعودية والذي على أثره أصدر ملك السعودية بيانا أو أمرا ملكيا يُحدد فيه الشروط لإصدار الفتوى , ومع ذلك إستمرت المؤسسة الدينية تتعامل مع الشأن السياسي , لكن هذه المرة مع ما يتناسب مع توجهات المؤسسة الحاكمة , وعلى هذا صدرت تصريحات متماهية من المفتي السعودي مع ما صَدَرَ من الملك بشأن الأحداث التي تمر بها الدولة المصرية .

أحداث سبتمبر أو ثورة المعلوماتية أو إنفلاق الظاهرة الإسلامية ما بعد تبؤ ملالي إيران هو الذي قاد لهذا الحشر , هذا ليس موضوعنا , موضوعنا هو : هل المُفتي السعودي يُدرك مدى قيمته في الشارع العربي , أو المصري على وجه الخصوص , هل يُدرك هذا المُفتي البدوي أن " مِصر " صاحبة حضارة ممتدة لآلاف السنين وأنها أنتجت آلاف الأدباء والفنانين وأنها وأنها..؟ الأكيد إنه ليس على بينة بذلك , والطبيعي أن البينة تأتي من البحث , والمتعارف عليه أن رجل الدين ليست له علاقة بالبحث , مشكلة رجل الدين , أي رجل دين ومن أية مِلة إنه خارج نطاق البحث والواقع والتاريخ والحضارة , على سبيل المثال عندما تقول له : الفنانة أم كلثوم أو عبد الحليم حافظ أو الكاتب الخراط أو ناظم الغزالي أو غائب طعمة فرمان , وغيرهم سواء كانوا فنانين أو أدباء أو مؤرخين أوعُلماء في مختلف المجالات .. فإنه سوف يضحك على عقلك , رجل الدين المسلم الحضارة عنده تبدأ من إنفلاق الدعوة المحمدية وتنتهي بآخر سورة قرآنية , أما ما عدا ذلك فكله هُراء , لا علوم ولا حضارات ولا بطيخ , فبالنسبة لـ " اليعقوبي " صاحب العمامة الشيعية في العراق : أن أدباء العراق لا أدب لهم مع ان هؤلاء الأدباء كل إصدار لهم سواء كان قصة قصيرة أو قصيدة شِعر أو بحثا أدبيا يتخطى كل تاريخ هذا اليعقوبي , وتسقط هذا الوضع على أدباء العالم العربي جميعا , وهذا الواقع ليس إستثنائيا عصريا , فثمة الكثير من القصص في العصر العباسي عن التقاطع والغيرة , بل الضآلة التي يشعر بها رجل الدين إزاء الباحث في آفاق الحياة , وهذا ينطبق حتى على أئمة الشيعة الإثنا عشر , فقد كانوا يرتعبون من الباحث في المجال الفلسفي , كون الفلسفة تضع الدين دوما في موضع الخاسر أو المُزدى به وليس بإمكان رجل الدين مهما كان صنفه ردع الجدل , وتلك بديهة ولا داع لذكرها , لكنه مجرد تذكير لصاحب العمامة واللحية والقارئ , وأكرر القارئ على الأقل للتذكير بمدى حجم صاحب العمامة ...

قد يكون الواقع قد إختلف نسبيا الآن مع إنفلاق المارد الإسلامي , لكن الواقع في تونس ومصر يقول غير ذلك , لأن الإنفجار تأتى على أساس الخبز والكرامة المهدورة وليس على أساس لِحى النهضة وجماعة الإخوان , ومن هنا لا يستطيع أن يدعي أي مُلتحي بماهية عقيدية الخراب في الحدث الراهن , لا يوجد عقيدة ولا أيديولوجية قبالة الجوع والمهانة , لا دين سماوي ولا أيديولوجيا أرضية , الناس تبحث عن الخبز والكرامة .. ومن هنا فإن ما يصدر عن العمائم عن أحداث " مصر وتونس " يتوجب أن يُوضع في خانة البكتريا , جميع العمائم سنية وشيعية وبدوية التي أدلت بدلوها عن أحداث " مصر وتونس " يتوجب أن تُوضع في حاويات القمامة . ( يعني مجرد تذكير : المُفتي السعودي صرح عن الأحداث , المرشد الإيراني وكذلك عمامة حسن نصر الله , وكذلك جماعات القاعدة . جميعهم أدلوا بدلوهم ) .. أولئك النغول هُم أبعد المخلوقات عن مفاهيم الحرية والكرامة والواقع البرلماني الدستوري... حذار حذار حذار أن يدخل نغول الدين السياسي في التغيرات المُرتقبة .



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلاقفوها يا ملالي طهران , بالأمس العراق واليوم لبنان !
- القرضاوي يُحب كرة القدم في حالات مُحددة
- قنينة عَرق مُعتق على عمامة - اليعقوبي - لتعقيمها من الجراثيم
- - نوري المالكي - يكره الغناء والخمر
- عندما يكون الصُحفي الغربي ممسوخا ثقافيا !
- عبد الخالق حسين ونموذج الزعيم الوطني الأصيل 2-2
- - عبد الخالق حسين - ونموذج الزعيم الوطني الأصيل !
- أن تتبنى - الكويت - نيابة عن - دمشق - مشروع تحويل نهر دجلة , ...
- بلدية البصرة ترفع رسالة ترويح للمالكي عن إغلاق آخر دور سينما ...
- العد اليدوي يمنح دولة القانون خمسين بنس
- هلهولة للإئتلافين بعد التوحد - والله خبر تازة -
- ماذا يحدث - للمالكي - بالضبط هذه الأيام ؟
- عراقيو الجنوب والفرات الأوسط يستمرأون العمالة للعجم !
- إضحك على أمبراطورية - مردوخ - العربانية الإعلامية !
- أحدثْ قاسم مُشترك بين - شافيز - و - صدام -
- أياد علاوي النقشبندي و برهم صالح النجادي
- لجنة نوبل للسلام تستشير المُلة عُمر !
- خُرافة السنة - السنين - الجديدة
- البابا شنودة إيدك بيد حجي عودة
- بُثينة شعبان ضيف ثقيل على جريدة الشرق الأوسط


المزيد.....




- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟
- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟
- قوارب الهجرة من الجزائر: إسبانيا تحقق في ظهور جثث مهاجرين مو ...
- للمرة الأولى منذ إطلاقه... التلسكوب جيمس ويب يكتشف كوكبا خار ...
- من هو زهران ممداني المرشح لمنصب عمدة نيويورك؟
- من هو المرشح المسلم لمنصب عمدة نيويورك زهران ممداني؟
- الجيش الإسرائيلي يزعم تنفيذ عمليات -كوماندوز برية- داخل إيرا ...
- خلافات حادة في واشنطن بعد تسريب تقرير تقييم الضربات على منشآ ...
- مليار دولار من البنك الدولي لتعزيز البنى التحتية في العراق و ...
- إيران - إسرائيل: إنجازات وإخفاقات.


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الخياط - المُفتي البدوي أصبح سياسيا !